بازگشت

في التقوي و آثاره


«بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد، فاني أوصيك بتقوي الله، فان فيها السلامة من التلف، و الغنيمة في



[ صفحه 233]



المنقلب، ان الله عزوجل يقي بالتقوي عن العبد ما عزب عنه عقله، و يجلي بالتقوي عنه عماه و جهله، و بالتقوي نجا نوح و من معه في السفينة، و صالح و من معه من الصاعقة، و بالتقوي فاز الصابرون، و نجت تلك العصب من المهالك، و لهم اخوان علي تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة، نبذوا طغيانهم من الايراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات، حمدوا ربهم علي ما رزقهم، و هو أهل الحمد و ذموا أنفسهم علي ما فرطوا، و هم أهل الذم.

و علموا أن الله - تبارك و تعالي - الحليم العليم، انما غضبه علي من لم يقبل منه رضاه، و انما يمنع من لم يقبل منه عطاه، و انما يضل من لم يقبل منه هداه، ثم أمكن أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات، دعا عباده في الكتاب الي ذلك بصوت رفيع لم ينقطع، و لم يمنع دعاء عباده، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله، و كتب علي نفسه الرحمة، فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا و عدلا، فليس يبتدي ء العباد بالغضب قبل أن يغضبوه، و ذلك من علم اليقين و علم التقوي.