بازگشت

في التحذير من المتشبهين بالصلحاء


فاعرف أشباه الأحبار و الرهبان، الذين ساروا بكتمان الكتاب و تحريفه، فما و ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين، ثم اعرف أشباهم من هذه الامة، الذين أقاموا حروف الكتاب و حرفوا حدوده فهم مع السادة و الكبرة، فاذا تفرقت قادة الأهواء، كانوا مع أكثرهم دنيا، و ذلك مبلغهم من العلم لا يزالون كذلك في طبع و طمع، لا يزال يسمع صوت ابليس علي ألسنتهم بباطل كثير، يصبر منهم العلماء علي الأذي و التعنيف، و يعيبون علي العلماء بالتكليف، و العلماء في أنفسهم خانة [1] ان كتموا النصيحة، ان رأوا تائها ضالا لا يهدونه، أو ميتا لا يحيونه، فبئس ما يصنعون، لأن الله تبارك و تعالي أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف و بما أمروا به، و أن ينهو عما نهوا عنه، و أن يتعاونوا علي البر و التقوي، و لا يتعاونوا علي الاثم و العدوان.


پاورقي

[1] الخون: أن يؤتمن الانسان فلا ينصح، خانه يخونه خانة (لسان العرب: ج 13 ص 144).