بازگشت

حال العلماء مع الجهال


فالعلماء من الجهال في جهد و جهاد.

ان وعظت قالوا: طغت، و ان علموا الحق الذي تركوا. قالوا: خالفت، و ان اعتزلوهم قالوا: فارقت، و ان قالوا: هاتوا برهانكم علي ما تحدثون، قالوا: نافقت، و ان أطاعوهم، قالوا: عصيت الله عزوجل، فهلك جهال فيما لا يعلمون، أميون فيما يتلون، يصدقون بالكتاب عند التعريف، و يكذبون به عند التحريف فلا ينكرون،



[ صفحه 235]



أولئك أشباه الأحبار و الرهبان، قادة في الهوي، سادة في الردي، و آخرون منهم جلوس بين الضلالة و الهدي، لا يعرفون احدي الطائفتين من الاخري، يقولون: ما كان الناس يعرفون هذا، و لا يدرون ما هو، و صدقوا، تركهم رسول الله صلي الله عليه و آله علي البيضاء، ليلها من نهارها، لم يظهر فيهم بدعة، و لم يبدل فيهم سنة، لا خلاف عندهم و لا اختلاف، فلما غشي الناس ظلمة خطاياهم صاروا امامين، داع الي الله تبارك و تعالي، و داع الي النار، فعند ذلك نطق الشيطان فعلا صوته علي لسان أوليائه، و كثر خيله و رجله، و شارك في المال و الولد من أشركه، فعمل بالبدعة، و ترك الكتاب و السنة، و نطق أولياء الله بالحجة، و أخذوا بالكتاب و الحكمة، فتفرق من ذلك اليوم أهل الحق و أهل الباطل، و تخاذل و تهادن أهل الهدي، و تعاون أهل الضلالة، حتي كانت الجماعة مع فلان و أشباهه، فاعرف هذا الصنف. و صنف آخر، فأبصرهم رأي العين نجباء، و الزمهم حتي ترد أهلك؛ فان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة: ألا ذلك هو الخسران المبين.

[الي هاهنا رواية الحسين، و في رواية محمد بن يحيي زيادة]: