بازگشت

كتابه الي جابر الجعفي في أمره بالجنون


علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن أورمة، عن أحمد بن النضر، عن النعمان بن بشير، قال: كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي [1] ، فلما



[ صفحه 244]



أن كنا بالمدينة دخل علي أبي جعفر عليه السلام، فودعه و خرج من عنده، و هو مسرور



[ صفحه 245]



حتي وردنا الأخيرجة [2] أول منزل نعدل من فيد الي المدينة يوم جمعة، فصلينا الزوال، فلما نهض بنا البعير اذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب، فناوله جابرا، فتناوله فقبله و وضعه علي عينيه، و اذا هو من محمد بن علي الي جابر بن يزيد و عليه طين أسود رطب، فقال له:

متي عهدك بسيدي؟

فقال: الساعة.

فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟

فقال: بعد الصلاة.

ففك الخاتم، و أقبل يقرؤه، و يقبض وجهه، حتي أتي علي آخره، ثم أمسك الكتاب، فما رأيته ضاحكا و لا مسرورا حتي وافي الكوفة، فلما وافينا الكوفة ليلا بت ليلتي، فلما أصبحت أتيته اعظاما له، فوجدته قد خرج علي و في عنقه كعاب، قد علقها و قد ركب قصبة و هو يقول:

منصور [3] بن جمهور

أميرا غير مأمور



و أبياتا من نحو هذا. فنظر في وجهي، و نظرت في وجهه، فلم يقل لي شيئا، و لم أقل له، و أقبلت أبكي لما رأيته، و اجتمع علي و عليه الصبيان و الناس، و جاء حتي دخل الرحبة، و أقبل يدور مع الصبيان، و الناس يقولون:

جن جابر بن يزيد، جن، فو الله ما مضت الأيام حتي ورد كتاب هشام بن عبدالملك الي واليه، أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي، فاضرب عنقه، و ابعث الي برأسه.

فالتفت الي جلسائه فقال لهم: من جابر بن يزيد الجعفي؟



[ صفحه 246]



قالوا: أصلحك الله، كان رجلا له علم و فضل و حديث، و حج فجن، و هو ذا في الرحبة مع الصبيان علي القصب، يلعب معهم.

قال: فأشرف عليه فاذا هو مع الصبيان، يلعب علي القصب.

فقال: الحمد لله الذي عافاني من قتله.

قال: و لم تمض الأيام، حتي دخل منصور بن جمهور الكوفة، و صنع ما كان يقول جابر. [4] .


پاورقي

[1] جابر بن يزيد

في معجم رجال الحديث: قال النجاشي: جابر بن يزيد، أبوعبدالله و قيل: أبومحمد الجعفي، عربي، قديم. نسبة، ابن الحرث بن عبد يغوث بن كعب بن الحرث بن معاوية بن وائل بن مرار بن جعفي، لقي أباجعفر و أباعبدالله عليهماالسلام و مات في أيامه، سنة ثمان و عشرين و مائة، روي عنه جماعة غمز فيهم، و ضعفوا، منهم: عمرو ابن شمر، و مفضل بن صالح، و منخل بن جميل، و يوسف بن يعقوب، و كان في نفسه مختلطا.

و كان شيخنا أبوعبدالله: محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله، ينشدنا أشعارا كثيرة في معناه، يدل علي الاختلاط، ليس هذا موضعا لذكرها، و قل ما يورد عنه شي ء في الحلال و الحرام.

له كتب منها: التفسير، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن خاقان النهدي، قال: حدثنا محمد بن علي أبوسمينة الصيرفي، قال: حدثنا ربيع بن زكريا الوراق، عن عبدالله بن محمد، عن جابر، و هذا عبدالله بن محمد يقال له: الجعفي، ضعيف، و روي هذه النسخة: أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن عبدالله المحمدي، عن يحيي بن جندب (حبيب) الذارع، عن عمرو بن شمر، عن جابر، و له كتاب النوادر، أخبرنا أحمد بن محمد الجندي، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر، و له كتاب الفضائل، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن عباد بن ثابت، عن عمرو بن شمر، عن جابر، به، و كتاب الجمل، و كتاب صفين، و كتاب النهروان، و كتاب مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام، و كتاب مقتل الحسين عليه السلام، روي هذه الكتب: الحسين بن الحصين العمي، قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم بن معلي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، و أخبرنا ابن نوح، عن عبدالجبار بن شيران، الساكن نهر خطي، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بهذه الكتب، و يضاف اليه رسالة أبي جعفر الي أهل البصرة، و غيرها من الأحاديث و الكتب، و ذلك موضوع و الله أعلم.

و قال الشيخ (ص 158): جابر بن يزيد الجعفي، له أصل، أخبرنا به ابن ابي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن المفضل بن صالح، عنه، و رواه حميد بن زياد، عن ابراهيم بن سليمان، عن جابر، و له كتاب التفسير، أخبرنا به جماعة من أصحابنا، عن أبي محمد هارون بن موسي التلكعبري، عن أبي علي بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، و محمد بن جعفر الرزاز، عن القاسم بن الربيع، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل بن جميل، عن جابر بن يزيد. وعده في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام (ص 6)، قائلا: جابر بن يزيد بن الحرث بن عبد يغوث الجعفي. توفي سنة (128) علي ما ذكر ابن حنبل. و قال يحيي بن معين: مات سنة 132. و قال القتيبي: هو من الأزد. و في أصحاب الصادق عليه السلام (ص 30) قائلا: جابر بن يزيد، أبوعبدالله الجعفي، تابعي، أسند عنه، روي عنهما عليهماالسلام.

وعده البرقي في أصحاب الباقر و الصادق عليهماالسلام.

وعده المفيد في رسالته العددية، ممن لا مطعن فيهم، و لا طريق لذم واحد منهم.

وعده ابن شهر آشوب من خواص أصحاب الصادق عليه السلام. المناقب: الجزء 4 في فصل تواريخه و أحواله.

و قال العلامة في الخلاصة، في القسم الأول (2) من الباب (3) من فصل الجيم قال: السيد علي بن أحمد العقيقي العلوي: روي عن أبي عمار بن أبان، عن الحسين بن أبي العلاء، أن الصادق عليه السلام ترحم عليه، و قال: انه كان يصدق علينا. و قال ابن عقدة: روي أحمد بن محمد بن البراء الصائغ، عن أحمد بن الفضل بن حنان بن سدير، عن زياد بن أبي الحلال: أن الصادق عليه السلام، ترحم علي جابر، و قال: انه كان يصدق علينا، و لعن المغيرة، و قال: انه كان يكذب علينا. و قال ابن الغضائري: ان جابر بن يزيد الجعفي الكوفي، ثقة، في نفسه، و لكن جل من روي عنه ضعيف، فممن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي، و مفضل بن صالح، و السكوني، و منخل بن جميل الأسدي. (انتهي محل الحاجة من كلام العلامة).

و روي جابر الجعفي عن جعفر بن محمد عليهماالسلام، و روي عنه قبيصة. كامل الزيارات: باب ثواب من زار الحسين عليه السلام يوم عاشورا 71، الحديث 1.

و روي جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام، و روي عنه ثابت الحذاء. تفسير القمي: سورة البقرة، في تفسير قوله تعالي: (و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم...).

و قال الكشي (78) جابر بن يزيد الجعفي: حمدويه و ابراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت: أنا أسأل أباعبدالله عليه السلام، فلما دخلت ابتدأني، فقال: رحم الله جابرا الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا. حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبدالحميد بن أبي العلاء، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فاذا الناس مجتمعون. قال: فأتيتهم فاذا جابر الجعفي، عليه عمامة خز حمراء و اذا هو يقول: حدثني وصي الأوصياء، و وارث علم الأنبياء، محمد بن علي عليه السلام، قال: فقال الناس: جن جابر جن جابر. و ذكر فيه روايات أخر مادحة، الا أن كلها ضعيفة، و هي كما يلي:

آدم بن محمد البلخي قال: حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق، قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثني علي بن سليمان، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن تفسير جابر فقال: لا تحدث به السفلة فيذيعونه، أما تقرأ في كتاب الله عزوجل: (فاذا نقر في الناقور) ان منا اماما مستترا فاذا أراد الله اظهار أمره نكت في قلبه، فظهر، فقام بأمر الله...

جبرئيل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسي، عن عبدالله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن جابر الجعفي و ما روي فلم يجبني، و أظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني، فسألته الثالثة فقال لي: يا ذريح، دع ذكر جابر، فان السفلة اذا سمعوا بأحاديثه شنعوا، أو قال أذاعوا...

علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن عمر بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر، قال: رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد مني.

جبرئيل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسي، عن اسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: حدثني أبوجعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث، لم أحدثها أحدا قط و لا أحدث بها أحدا أبدا. قال جابر: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك، انك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري، حتي يأخذني منه شبه الجنون. قال: يا جابر فاذا كان ذلك فاخرج الي الجبان، فاحفر حفيرة و دل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا و كذا.

نصر بن الصباح قال: حدثنا أبويعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا علي بن عبدالله، قال: خرج جابر، ذات يوم، و علي رأسه قوصره، راكبا قصبة، حتي مر علي سكك الكوفة، فجعل الناس يقولون جن جابر، جن جابر، فلبثنا بعد ذلك أياما فاذا كتاب هشام، قد جاء بحمله اليه، قال: فسأل عند الأمير، فشهدوا عنده أنه قد اختلط، و كتب بذلك الي هشام، فلم يتعرض له، ثم رجع الي ما كان من حالته الأولي.

نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد، قال: حدثنا فضيل، عن محمد بن زيد الحافظ (الحامض)، عن موسي بن عبدالله، عن عمرو بن شمر، قال: جاء قوم الي جابر الجعفي فسألوه أن يعينهم في بناء مسجدهم. قال: ما كنت بالذي أعين في بناء شي ء و يقع منه رجل مؤمن فيموت، فخرجوا من عنده و هم يبخلونه، و يكذبونه، فلما كان من الغد، أتموا الدراهم، و وضعوا أيديهم في البناء فلما كان عند العصر، زلت قدم البناء فوقع، فمات.

نصر، قال: حدثنا اسحاق، قال: حدثنا علي بن عبيد، و محمد بن منصور الكوفي، عن محمد بن اسماعيل، عن صدقة، عن عمرو بن شمر، قال: جاء العلاء بن شريك، برجل من جعفي، قال: خرجت مع جابر، لما طلبه هشام، حتي انتهي الي السواد، قال: فبينا نحن قعود، و راع قريب منا، اذ لعبت نعجة من شاته الي حمل، فضحك جابر، قلت له: ما يضحكك يا أبامحمد قال: ان هذه النعجة دعت حملها، فلم يجئ. فقالت له: تنح عن ذلك الموضع، فان الذئب عام أول أخذ أخاك منه. فقلت: لأعلمن حقيقة هذا أو كذبه، فجئت الي الراعي، فقلت: يا راعي تبيعني هذا الحمل. قال: فقال: لا. فقلت: و لم؟ قال: لان أمه أفره شاة في الغنم، و أغزرها درة، و كان الذئب أخذ حملا لها عند عام الأول، من ذلك الموضع، فما رجع لبنها، حتي وضعت هذا: فدرت. فقلت: صدق، ثم أقبلت، فلما صرت علي جسر الكوفة، نظر الي رجل معه خاتم ياقوت، فقال له يا فلان خاتمك هذا البراق أرنيه. قال: فخلعه فأعطاه، فلما صار في يده رمي به في الفرات. قال الآخر: ما صنعت قال: تحب أن تأخده قال: نعم فقال: بيده الي الماء فأقبل الماء يعلو بعضه علي بعض، حتي اذا قرب، تناوله و أخذه.

و روي عن سفيان الثوري، أنه قال: جابر الجعفي، صدوق في الحديث الا أنه كان يتشيع. و حكي عنه أنه قال: ما رأيت أورع بالحديث من جابر.

نصر بن الصباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن منصور، عن محمد بن اسماعيل، عن عمرو بن شمر قال، قال: أتي رجل جابر بن يزيد، فقال له جابر: تريد أن تري أباجعفر عليه السلام قال: نعم، فمسح علي عيني، فمررت و أنا أسبق الريح، حتي صرت الي المدينة، قال: فبقيت أنا لذلك متعجبا اذ فكرت، فقلت: ما أحوجني الي و تد أوتده، فاذا حججت عاما قابلا نظرت هيهنا هو أم لا، فلم أعلم الا و جابر بين يدي يعطيني و تدا. قال ففزعت، قال: فقال هذا عمل العبد باذن الله، فكيف لو رأيت السيد الأكبر، قال: ثم لم أره. قال: فمضيت حتي صرت الي باب أبي جعفر عليه السلام فاذا هو يصيح بي: أدخل، لا بأس عليك، فدخلت فاذا جابر عنده. قال: فقال لجابر: يا نوح غرقتهم أولا بالماء، و غرقتهم آخرا بالعلم، فاذا كسرت فأجبره. قال: ثم قال من أطاع الله أطيع، أي البلاد أحب اليك قال: قلت الكوفة. قال بالكوفة فكن. قال سمعت أخا النون بالكوفة. قال: فبقيت متعجبا من قول جابر، فجئت فاذا به في موضعه الذي كان فيه قاعدا، قال: فسألت القوم هل قام أو تنحي قال: فقالوا، لا، و كان سبب توحيدي أن سمعت قوله بالالهية في الأئمة. هذا حديث موضوع لا شك في كذبه، و رواته كلهم متهمون بالغلو و التفويض.

حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، عن محمد بن عيسي، و حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسي، قال: كنت جالسا مع أبي مريم الحناط، و جابر عنده جالس، فقام أبومريم فجاء بدورق من ماء بئر مبارك بن عكرمة، فقال له جابر: ويحك يا أبامريم، كأني بك قد استغنيت عن هذه البئر، و اغترفت من ههنا من ماء الفرات. فقال له أبومريم: ما ألوم الناس أن يسمونا كذابين - و كان مولي لجعفر عليه السلام - كيف يجي ء ماء الفرات الي ههنا، قال: ويحك انه يحفر هيهنا نهر، أوله عذاب علي الناس، و آخره رحمة يجري فيه ماء الفرات فتخرج المرأة الضعيفة و الصبي، فيغترف منه، و يجعل له أبواب في بني رواس و في بني موهبة و عند بئر بني كندة، و في بني فزارة حتي تتغامس فيه الصبيان، قال علي: انه قد كان ذلك، و ان الذي حدث علي عروة بعلانية انه قد سمع بهذا الحديث قبل أن يكون.

ثم ان الكشي ذكر رواية ذامة، و قال: حدثني حمدويه و ابراهيم ابن نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن أحاديث جابر، فقال: ما رأيته عند أبي قط، الا مرة واحدة، و ما دخل علي قط.

أقول: الذي ينبغي أن يقال: أن الرجل لابد من عده من الثقات الأجلاء لشهادة ابن قولويه و علي بن ابراهيم، و الشيخ المفيد في رسالته العددية و شهادة ابن الغضائري، علي ما حكاه العلامة، و لقول الصادق عليه السلام في صحيحة زياد انه كان يصدق علينا، و لا يعارض ذلك، قول النجاشي انه كان مختلطا، و ان الشيخ المفيد، كان ينشد أشعارا تدل علي الاختلاط، فان فساد العقل - لو سلم ذلك في جابر، و لم يكن تجننا كما صرح به فيما رواه الكليني في الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب أن الجن يأتون الأئمة سلام الله عليهم، فيسألونهم عن معالم دينهم 98، الحديث 7- لا ينافي الوثاقة، و لزوم الأخذ برواياته، حين اعتداله و سلامته.

و أما قول الصادق عليه السلام، في موثقة زرارة (بابن بكير): ما رأيته عند أبي الا مرة واحدة، و ما دخل علي قط، فلابد من حمله علي نحو من التورية، اذ لو كان جابر لم يكن يدخل سلام الله عليه، و كان هو بمرأي من الناس، لكان هذا كافيا في تكذيبه و عدم تصديقه، فكيف اختلفوا في أحاديثه، حتي احتاج زياد، الي سؤال الامام عليه السلام عن أحاديثه علي أن عدم دخوله علي الامام عليه السلام لا ينافي صدقه في أحاديثه، لاحتمال أنه كان يلاقي الامام عليه السلام في غير داره: فيأخذ منه العلوم و الأحكام، و يرويها، اذن لا تكون الموثقة معارضة للصحيحة الدالة علي صدقه في الأحاديث المؤيدة بما تقدم من الروايات الدالة علي جلالته و مدحه، و أنه كان عنده من أسرار أهل البيت سلام الله عليهم. كما يؤيد ذلك ما رواه الصفار، في بصائرالدرجات، في الحديث 4، من الباب 13، من الجزء 2: من أن الصادق عليه السلام أراه ملكوت السماوات و الأرض.

ثم ان النجاشي ذكر أنه قل ما يورد عنه شي ء في الحلال و الحرام، و هذا منه غريب، فان الروايات عنه في الكتب الأربعة كثيرة، رواها المشايخ، و لعله - قدس الله نفسه - يريد بذلك أن أكثر رواياته لا يعتني بها، لأنه رواها الضعفاء - كما قال: روي عنه جماعة غمز فيهم، و ضعفوا - فيبقي ما روته عنه الثقات، و هي قليلة في أحكام الحلال و الحرام.

و طريق الصدوق اليه: محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه -. عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، و هو كطريق الشيخ، ضعيف. طبقته في الحديث وقع بعنوان جابر بن يزيد في اسناد جملة من الروايات تبلغ سبعة عشر موردا. فقد روي عن أبي جعفر، و أبي عبدالله عليهماالسلام، و عن جابر بن عبدالله الأنصاري. و روي عنه زكريا بن الحر، و شريك، و عبيدالله بن غالب، و عمرو بن شمر، و محمد بن فرات خال أبي عمار الصيرفي، و مرازم، و مفضل بن صالح، أبوجميلة. و وقع بعنوان جابر بن يزيد الجعفي في اسناد جملة من الروايات أيضا تبلغ تسعة موارد. فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام، و عن جابر بن عبدالله الأنصاري. و روي عنه الحسن بن سري، و شريك، و عمرو بن شمر، و المفضل بن عمر، و هشام بن سالم. و وقع بعنوان جابر الجعفي في اسناد جملة من الروايات أيضا تبلغ تسعة موارد أيضا. فقد روي عن أبي جعفر و أبي عبدالله عليهماالسلام، و عن سويد بن غفلة. و روي عنه ابراهيم بن عمر اليماني، و سفيان الثوري، و عبدالقهار، و عبدالله بن غالب، و عمر بن أبان، و عمرو بن شمر، و العرزمي. (معجم رجال الحديث: ج 4 ص 17 الرقم 2025).

و في تهذيب التهذيب: جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي أبوعبدالله، و يقال: أبويزيد. ثم ذكر ما مر من الميزان و زاد: عن زهير بن معاوية: كان جابر اذا قال سمعت أو سألت فهو من أصدق الناس. و سئل شريك عن جابر فقال: ماله؟ العدل الرضي، و مد بها صوته (تهذيب التهذيب: ج 1 ص 410 الرقم 1037).

وقال ابن حبان: حدثنا ابن فارس، ثنا محمد بن رافع، رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون و معه كتاب زهير عن جابر و هو يكتبه فقال: يا أباعبدالله! تنهوننا عن حديث جابر و تكتبونه! قال: نعرفه. (المجروحين: ج 1 ص 209) الي غير ذلك من كلماتهم، و ما تحمله أكابرهم منه.

[2] أخاريج و أخرجة و الخرج اسم موضع بالمدينة.

[3] في المصدر: «أجد منصور»، و الصواب ما أثبتناه من المصادر الأخري.

[4] الكافي: ج 1 ص 396 ح 7، الاختصاص: ص 67، المناقب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 323، بحارالأنوار: ج 27 ص 23 ح 15 و ج 46 ص 282 ح 85.