بازگشت

كتابه الي درجان في احضار الميت


عن أبي عيينة [1] : ان رجلا جاء الي أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه، فقال: أنا رجل



[ صفحه 250]



من أهل الشام لم أزل - و الله - أتولاكم أهل البيت، و أتبرأ من أعدائكم، و ان أبي لا رحمه الله! كان يتولي بني أمية و يفضلهم عليكم، فكنت أبغضه علي ذلك، و كان يبغضني علي حبكم، و يحرمني ماله، و يجفوني في حياته و مماته، و قد كان له مال كثير، و لم يكن له ولد غيري، و كان مسكنه بالرملة، و كانت له حبيبة يخلو فيها لفسقه، فلما مات طلبت ماله في كل موضع فلم أظفر به، و لست أشك أنه دفنه في موضع و أخفاه مني لا رضي الله عنه.

فقال له أبوجعفر عليه السلام أفتحب أن تراه و تسأله أين وضع ماله؟

فقال له الرجل: نعم، و اني محتاج فقير.

فكتب له أبوجعفر كتابا بيده في رق أبيض، ثم ختمه بخاتمه، ثم قال: اذهب بهذا الكتاب الليلة البقيع حتي توسط ثم تنادي: يا درجان، فانه سيأتيك رجل مغتم، فادفع اليه كتابي و قل له: أنا رسول محمد بن علي، فسأله عما بدالك.

قال: فأخذ الرجل الكتاب و انطلق، فلما كان من الغد أتيت أباجعفر معتمدا لأنظر ما حال الرجل؛ فاذا هو علي باب أبي جعفر عليه السلام ينتظر متي يؤذن له، فدخلنا علي أبي جعفر عليه السلام، فقال له الرجل:

الله أعلم عند من يضع علمه! فقد انطلقت بكتابك الليلة حتي توسطت البقيع، فناديت درجانا، فأتي رجل مغتم.

فقال: أنا درجان، فما حاجتك؟

فقلت: أنا رسول محمد بن علي اليك، و هذا كتابه.



[ صفحه 251]



فقال: مرحبا برسول حجة الله علي خلقه، فأخذ كتابه فقرأه فقال: أتحب أن تري أباك؟

فقلت: نعم.

قال: فلا تبرح من موضعك حتي آتيك به؛ فانه بضجنان.

فانطلق فلم يلبث الا قليلا حتي أتاني برجل أسود، في عنقه حبل أسود، مدلع لسانه يلهث، و عليه سربال أسود، فقال لي: هذا أبوك، ولكن غيره اللهب، و دخان الجحيم، و جرع الحميم، و العذاب الأليم، فقلت له: أنت أبي؟

فقال: نعم.

قلت: من غيرك و غير صورتك؟

قال: اني كنت أتولي بني أمية، و أفضلهم علي أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله، فعذبني الله علي ذلك، و انك كنت تتولي أهل بيت نبيك، و كنت أبغضك علي ذلك فأحرمك مالي، و دفنته عنك، فأنا اليوم علي ذلك من النادمين، فانطلق الي حديقتي، فاحتفر تحت الزيتونة، فخذ المال و هو مائة و خمسون ألفا، فادفع الي محمد بن علي خمسين ألفا و لك الباقي.

قال: فاني منطلق حتي آتي بالمال.

قال أبوعيينة: فلما كان الحول قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما فعل الرجل؟

قال: قد جاءنا بخمسين ألفا قضيت بها دينا كان علي، و ابتعت بها أرضا، و وصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي.

أما ان ذلك سينفع الميت النادم علي ما فرط من حبنا أهل البيت، و ضيع من حقنا بما أدخل علي من الرفق و السرور. [2] .



[ صفحه 252]




پاورقي

[1] أبوعيينة

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الباقر عليه السلام (رجال الطوسي: ص 150 الرقم 1674).

و في معجم رجال الحديث: و روي عنه داود بن الحصين. الكافي: الجزء 4، باب ما يجوز للمحرمة أن تلبسه من الثياب 85، الحديث 6. و روي عن زرارة، و روي عنه صفوان، الجزء 6، باب الظهار 73، الحديث 25 و روي عن أبي عبدالله عليه السلام، و روي عنه جعفر بن بشير. التهذيب: الجزء 1، باب تطهير المياه من النجاسات، الحديث 673، و الاستبصار: الجزء 1، باب البئر يقع فيها ما يغير أحد أوصاف الماء، الحديث 83. أقول: لا يبعد اتحاده مع من بعده. (ج 21 ص 268 الرقم 14652).

و في الرقم 14653: أبوعيينة: بياع القصب، عده البرقي من أصحاب الصادق عليه السلام. و في الرقم 14654: أبوعيينة الرومي: عده البرقي من أصحاب الباقر عليه السلام.

[2] روضةالواعظين: ج 1 ص 464 ح 455 و راجع: المناقب لابن شهر آشوب: ج 4 ص 193، الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 597 ح 9، بحارالأنوار: ج 46 ص 267.