بازگشت

كتابه في الجهاد


محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب [1] ، عن بعض أصحابه قال كتب أبوجعفر عليه السلام في رسالة الي بعض خلفاء بني أمية:

«و من ذلك ما ضيع الجهاد الذي فضله الله عزوجل علي الأعمال، و فضل عامله علي العمال تفضيلا في الدرجات و المغفرة و الرحمة؛ لأنه ظهر به الدين، و به يدفع عن الدين، و به اشتري الله من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا، اشترط عليهم فيه حفظ الحدود، و أول ذلك الدعاء الي طاعة الله عزوجل من طاعة العباد، و الي عبادة الله من عبادة العباد، و الي ولاية الله من ولاية العباد، فمن دعي الي الجزية فأبي قتل و سبي أهله، و ليس الدعاء من طاعة عبد الي طاعة عبد مثله، و من أقر بالجزية لم يتعد عليه، و لم تخفر ذمته، و كلف دون طاقته، و كان الفي ء



[ صفحه 262]



للمسلمين عامة غير خاصة، و ان كان قتال و سبي سير في ذلك بسيرته، و عمل في ذلك بسنته من الدين، ثم كلف الأعمي و الأعرج، الذين لا يجدون ما ينفقون علي الجهاد بعد عذر الله عزوجل اياهم، و يكلف الذين يطيقون ما لا يطيقون، و انما كانوا أهل مصر يقاتلون من يليه، يعدل بينهم في البعوث، فذهب ذلك كله، حتي عاد الناس رجلين: أجير مؤتجر بعد بيع الله، و مستأجر صاحبه غارم، و بعد عذر الله، و ذهب الحج فضيع و افتقر الناس فمن أعوج ممن عوج هذا، و من أقوم ممن أقام هذا، فرد الجهاد علي العباد، و زاد الجهاد علي العباد، ان ذلك خطأ عظيم». [2] .


پاورقي

[1] الحسن بن محبوب و في الفهرست: الحسن بن محبوب السراد، و يقال له: الزراد، و يكني أباعلي، مولي بجيلة، كوفي، ثقه. روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، و روي عن ستين رجلا من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام، و كان جليل القدر، و يعد في الأركان الأربعة في عصره. و له كتب كثيرة، منها: كتاب المشيخة، كتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب الفرائض، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب النوادر نحو ألف ورقة؛ و زاد ابن النديم كتاب التفسير، كتاب العتق، رواهما أحمد بن محمد بن عيسي و غير ذلك. أخبرنا بجميع كتبه و رواياته عدة من أصحابنا، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن الهيثم ابن أبي مسروق و معاوية بن حكيم و أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب.

و أخبرنا ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد و معاوية بن حكيم و الهيثم بن أبي مسروق، كلهم عن الحسن بن محبوب. و أخبرنا أحمد بن محمد بن موسي بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن جعفر بن عبيدالله، عن الحسن بن محبوب. و أخبرنا بكتاب المشيخة قرأه عليه أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي، عن الحسن بن محبوب. و له كتاب المراح، أخبرنا به أحمد بن عبدون، عن أبي طالب الأنباري، عن حميد بن زياد، عن يونس بن علي العطار، عن الحسن بن محبوب. (ص 96 الرقم 162 و راجع رجال الطوسي: ص 354 الرقم 5251).

[2] الكافي: ج 5 ص 3 ح 4، تفسير نورالثقلين: ج 2 ص 269 ح 356.