بازگشت

كتابه الي عبدالله بن المبارك في عتقه


بكر بن صالح: ان عبدالله بن المبارك [1] أتي أباجعفر عليه السلام فقال: اني رويت عن



[ صفحه 264]



آبائك عليهم السلام، ان كل فتح بضلال فهو للامام.

فقال: نعم.

قلت: جعلت فداك، فانهم أتوا بي من بعض فتوح الضلال، و قد تخلصت ممن ملكوني بسبب، و قد أتيتك مسترقا مستعبدا.

قال عليه السلام: قد قبلت.

فلما كان وقت خروجه الي مكة قال: مذ حججت فتزوجت و مكسبي مما يعطف علي اخواني، لا شي ء لي غيره فمرني بأمرك.

فقال عليه السلام: انصرف الي بلادك و أنت من حجك و تزويجك و كسبك في حل، ثم أتاه بعد ست سنين، و ذكر له العبودية التي ألزمها نفسه.

فقال: أنت حر لوجه الله تعالي.

فقال: اكتب لي به عهدا، فخرج كتابه:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبدالله بن المبارك فتاه، اني أعتقك لوجه الله، و الدار الآخرة لا رب لك الا الله، و ليس عليك سيد، و أنت مولاي و مولي عقبي من بعدي.

و كتب في المحرم سنة ثلاث عشرة و مائة، و وقع فيه محمد بن علي بخط يده،



[ صفحه 265]



و ختمه بخاتمه.

و يقال: انه هاشمي من هاشميين، و علوي من علويين، و فاطمي من فاطميين، لأنه أول ما اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين عليهماالسلام. و كانت أمه أم عبدالله بنت الحسن بن علي. و كان عليه السلام أصدق الناس لهجة، و أحسنهم بهجة، و أبذلهم مهجة [2] . [3] .



[ صفحه 267]




پاورقي

[1] عبدالله بن المبارك

في عبدالله بن المبارك اختلاف:

في معجم رجال الحديث: أقول: فلم يثبت وجود لعبد الله بن المبارك في الكتب الأربعة، و الله العالم. (ج 10 ص 291 الرقم 7081).

و في الرقم 7082: عبدالله بن المبارك: روي النعماني في كتاب الغيبة، ص 36، في باب كون الأئمة اثني عشر، في ذكر حديث غديرخم، عن بعض رجاله: أن عبدالله بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة.

و في الرقم 7083: عبدالله بن المبارك: قال ابن شهر آشوب في المناقب: الجزء 4، باب امامة أبي محمد علي بن الحسين (عليهماالسلام)، فصل في زهده: قال عبدالله بن المبارك: حججت بعض السنين الي مكة، فبينا أنا أسير في عرض الحاج و اذا بصبي سباعي أو ثماني و هو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد و لا راحلة، فقدمت اليه فقدمت اليه و سلمت عليه، و قلت له: مع من قطعت البر؟ قال: مع الباري، فكبر في عيني، فقلت: يا ولدي أين زادك و راحلتك فقال: زادي تقواي، و راحلتي رجلاي، و قصدي مولاي، فعظم في عيني، فقلت: يا ولدي ممن تكون؟ فقال: مطلبي، فقلت: أبن لي، فقال: هاشمي، فقلت: أبن لي، فقال: علوي فاطمي. ثم ساق حديث شعره - الي أن قال - ثم غاب عن عيني الي أن أتينا مكة فقضيت حجتي و رجعت، فأتيت الأبطح فاذا بحلقة مستديرة، فاطلعت لأنظر من فيها، فاذا هو صاحبي فسألت عنه، فقيل: هذا زين العابدين. أقول: اذا كانت القضية صادقة، فليس هذا هو المعروف بابن المبارك الذي هو من فقهاء العامة المولود عام 118، أي بعد وفاة الامام الباقر (عليه السلام)، بل هو رجل آخر، و قد ذكر ابن شهر آشوب، فقال: و قد روي عن الباقر عليه السلام معالم الدين بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء فقهاء المسلمين - الي أن قال -: و من الفقهاء نحو ابن المبارك، و الزهري، و الأوزاعي، و أبوحنيفة، و مالك، و الشافعي... (الخ). المناقب: الجزء 4، باب في امامة أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، فصل في علمه (عليه السلام).

[2] في رجال الكشي: - في عبدالجبار بن المبارك النهاوندي -: أبوصالح خالد بن حامد، قال: حدثني أبوسعيد الادمي، قال: حدثني بكر بن صالح، عن عبدالجبار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيدي سنة تسع و مأتين، فقلت له: جعلت فداك اني رويت عن آبائك ان كل فتح فتح بضلال فهو للامام، فقال: نعم. قلت: جعلت فداك فانه أتوا أبي في بعض الفتوح التي فتحت علي الضلال، و قد تخلصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيك مسترقا مستعبدا، فقال: قد قبلت. قال: فلما حضر خروجي الي مكة. قلت له: جعلت فداك اني قد حججت و تزوجت و مكسبي مما يعطف علي اخواني لا شي ء لي غيره، فمرني بأمرك، فقال لي: انصرف الي بلادك و أنت من حجك و تزويجك و كسبك في حل. فلما كانت سنة ثلاث عشرة و مأتين أتيته و ذكرت العبودية التي ألزمتها فقال: أنت حر لوجه الله. قلت له: جعلت فداك اكتب لي عهدك، فقال: تخرج اليك غدا فخرج الي مع كتبي كتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبد الله بن المبارك فتاه، اني أعتقك لوجه الله و الدار الأخرة، لا رب لك الا الله، و ليس عليك سبيل، و أنت مولاي و مولي عقبي من بعدي و كتب في المحرم سنة ثلاث عشرة و مأتين، و وقع فيه محمد بن علي بخط يده و ختمه بخاتمه صلوات الله و سلامه عليه. في أحكم بن بشار المروزي الكلثومي. (ج 2 ص 839 الرقم 1076).

و في معجم رجال الحديث: أقول: الرواية ضعيفة بجميع رواتها، فلا يصح الاعتماد عليها. ثم ان هذه الرواية ذكرها في المناقب: الجزء 4، باب امامة أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في (فصل في معالي أموره)، عن بكر بن صالح، عن عبدالله بن المبارك: أنه أتي أباجعفر (الباقر عليه السلام)، و ذكر الرواية، و لم يذكر التاريخ في أولها، و ذكر في آخرها: و كتب في المحرم سنة ثلاث عشرة و مائة، و لا ريب في أن القضية قضية واحدة، و الأمر دائر بين أن يكون السهو من الكشي، فبدل في صدر الرواية: عبدالله بعبد الجبار، و يؤكد ذلك في آخر الرواية عبدالله دون عبدالجبار، و علي هذا الاحتمال لابد من الالتزام باشتباهه في التاريخ أيضا، في صدر الرواية و ذيلها، و بين أن يكون السهو من المناقب، و الله العالم. (ج 9 ص 264 الرقم 6247).

[3] المناقب لابن شهر آشوب: ج 4 ص 208، بحارالأنوار: ج 46 ص 339 ح 28 نقلا عنه و راجع: رجال الكشي: ج 2 ص 839 الرقم 1076.