بازگشت

باب النبوة


عن زرارة قال: سألت أباجعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: «و كان رسولا نبيا» ما الرسول و ما النبي؟ قال: النبي الذي يري في منامه و يسمع الصوت و لا يعاين الملك، و الرسول الذي يسمع الصوت و يري في المنام و يعاين الملك، قلت: الامام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت و لا يري و لا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي» و لا محدث [1] .

عن الأحول قال: سألت أباجعفر عليه السلام عن الرسول و النبي و المحدث، قال: الرسول الذي يأتيه جبرائيل قبلا فيراه و يكلمه فهذا الرسول، و أما النبي فهو الذي يري في منامه نحو رؤيا ابراهيم و نحو ما كان رأي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من أسباب النبوة قبل الوحي حتي أتاه جبرائيل عليه السلام من عندالله بالرسالة و كان محمد صلي الله عليه و آله و سلم حين جمع له النبوة و جاءته الرسالة من عندالله يجيئه بها جبرائيل و يكلمه بها قبلا، و من الأنبياء من جمع له النبوة و يري في منامه و يأتيه الروح و يكلمه و يحدثه، من غير أن يكون يري في اليقظة، و أما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع، و لا يعاين و لا يري في منامه [2] .



[ صفحه 34]



عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أولو العزم من الرسل خمسة: نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و محمد صلوات الله عليهم أجمعين» [3] .

عنه عليه السلام قال: «أوحي الله تبارك و تعالي الي آدم عليه السلام: يا آدم اني أجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة لي، و واحدة لك؛ و واحدة فيما بيني و بينك؛ و واحدة فيما بينك و بين الناس. فأما التي لي: فتعبدني لا تشرك بي شيئا؛ و أما التي لك: فأجازيك بعملك أحوج ما تكون اليه، و أما التي بيني و بينك: فعليك الدعاء و علي الاجابة؛ و أما التي فيما بينك و بين الناس: فترضي للناس ما ترضي لنفسك» [4] .

عنه صلوات الله عليه قال: «الكلمات التي تلقي بهن آدم عليه السلام ربه فتاب عليه، قال: اللهم لا اله الا أنت سبحانك و بحمدك اني عملت سوءا و ظلمت نفسي، فاغفر لي انك أنت التواب الرحيم، لا اله الا أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي، فاغفر لي انك أنت خير الغافرين» [5] .

قال عليه السلام: «كانت شريعة نوح عليه السلام أن يعبدالله بالتوحيد و الاخلاص و خلع الأنداد و هي الفطرة التي فطر الناس عليها و أخذ الله ميثاقه علي نوح عليه السلام و علي النبيين عليهم السلام أن يعبدوا الله تبارك و تعالي و لا يشركوا به شيئا و أمر بالصلاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الحلال و الحرام و لم يفرض عليه أحكام حدود و لا فرض مواريث فهذه شريعته، فلبث فيهم نوح ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا و علانية فلما أبوا



[ صفحه 35]



و عتوا قال: يا رب «اني مغلوب فانتصر» [6] فأوحي الله جل و عز اليه «انه لن يؤمن من قومك من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون» [7] فلذلك قال نوح عليه السلام: «و لا يلدوا الا فاجرا كفارا» [8] فأوحي الله عزوجل اليه: «أن اصنع الفلك» [9] [10] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الله تبارك و تعالي لم يبعث الأنبياء ملوكا في الأرض الا أربعة بعد نوح: ذوالقرنين و اسمه عياش، و داود، و سليمان و يوسف عليهم السلام فأما عياش فملك ما بين المشرق و المغرب، و أما داود فملك ما بين الشامات الي بلاد اصطخر، و كذلك كان ملك سليمان، و أما يوسف فملك مصر و براريها [و] لم يجاوزها الي غيرها» [11] .

عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما الصبر الجميل؟ فقال: ذاك الصبر الذي ليس فيه شكوي لأحد من الناس، ان ابراهيم بعث يعقوب الي راهب من الرهبان عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه ابراهيم فوثب اليه فاعتنقه، ثم قال: مرحبا بخليل الرحمان قال: لا، ولكن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم، فقال له الراهب: فما بلغ بك ما أري من الكبر؟ فقال: الهم و الحزن و السقم فما جاوز عتبة الباب حتي أوحي الله اليه: يا يعقوب تشكوني الي عبدي، فخر ساجدا عند الباب، فقال: رب لا أعود، فأوحي الله اليه: اني قد غفرت لك فلا تعد لمثلها، فما شكي



[ صفحه 36]



مما أصابه من نوائب الدنيا الا انه قال يوما انما أشكو بثي و حزني الي الله و اعلم من الله ما لا تعلمون [12] .

قال عليه السلام: «ان الله اتخذ ابراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا و اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا؛ و ان الله اتخذ ابراهيم خليلا قبل أن يتخذه اماما فلما جمع له الأشياء و قبض [13] يده قال له: يا ابراهيم «اني جاعلك للناس اماما» فمن عظمها في عين ابراهيم عليه السلام قال: يا رب «و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين» [14] .

قال عليه السلام: «أول من شق لسانه بالعربية اسماعيل بن ابراهيم عليهماالسلام و هو ابن ثلاث عشرة سنة و كان لسانه علي لسان أبيه و أخيه فهو أول من نطق بها و هو الذبيح» [15] .

عن سدير قال: قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه: أكان أولاد يعقوب أنبياء؟ قال: لا، ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء، و لم يفارقوا الا سعداء، تابوا و تذكروا مما صنعوا [16] .

قال الامام الصادق صلوات الله عليه قال أبي صلوات الله و سلامه عليه: «ان أيوب ابتلي من غير ذنب و أن الأنبياء صلوات الله عليهم لا يذنبون، لأنهم معصومون و لا يزيغون و لا يرتكبون ذنبا صغيرا و لا كبيرا، و قال: ان الله تعالي ابتلي أيوب بلا ذنب، فصبر حتي عير، و الأنبياء لا



[ صفحه 37]



يصبرون علي التعيير» [17] .

عنه عليه السلام قال: «في التوراة مكتوب - فيما ناجي الله عزوجل به موسي بن عمران عليه السلام: يا موسي اكتم مكتوم سري في سريرتك و أظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي و عدوك من خلقي و لا تستسب لي عندهم باظهار مكتوم سري فتشرك عدوك و عدوي في سبي» [18] .

قال عليه السلام: «ان فيما ناجي به موسي ربه، قال يا رب ما لمن عاد مريضا؟ قال: و كل الله به ملكا يعوده في قبره الي يوم الحشر» [19] .

عنه عليه السلام قال: «أما أن ذا القرنين قد خير السحابتين فاختار الذلول و ذخر لصاحبكم [20] الصعب قال: قلت: و ما الصعب؟ فقال: ما كان من سحاب فيه رعد أو صاعقة أو برق فصاحبكم يركبه أما أنه سيركب السحاب و يرقي في الأسباب أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع خمس عوامر و اثنان خرابان» [21] .

قال عليه السلام: «أملي الله عزوجل لفرعون ما بين الكلمتين؛ قوله: «انا ربكم الأعلي» و قوله: «ما علمت لكم من اله غيري» أربعين سنة؛ ثم أخذه الله نكال الآخرة و الأولي، و كان بين أن قال الله عزوجل لموسي و هارون عليهماالسلام: «قد أجيبت دعوتكما» و بين أن عرفه الله تعالي الاجابة أربعين سنة ثم قال: قال جبرائيل عليه السلام نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة



[ صفحه 38]



فقلت: يا رب تدعه و قد قال: «أنا ربكم الأعلي» فقال: انما يقول مثل هذا عبد مثلك» [22] .

عنه عليه السلام: قال: «ان بني اسرائيل شكوا الي موسي عليه السلام ما يلقون من البرص. و شكا ذلك الي الله عزوجل، فأوحي الله تعالي اليه: مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق» [23] .

عنه عليه السلام قال: «ان في التوراة مكتوبا يا موسي اني خلقتك و اصطفيتك و قويتك و أمرتك بطاعتي و نهيتك عن معصيتي، فان أطعتني أعنتك علي طاعتي و ان عصيتني لم اعنك علي معصيتي، يا موسي ولي المنة عليك في طاعتك لي، ولي الحجة عليك في معصيتك لي» [24] .

عنه عليه السلام، قال: «في التوراة مكتوب فيما ناجي الله عزوجل به موسي عليه السلام: يا موسي خفني في سر أمرك أحفظك من وراء عورتك، و اذكرني في خلواتك و عند سرور لذاتك أذكرك عند غفلاتك، و املك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي» [25] .

عنه عليه السلام قال: «ان فيما ناجي الله به موسي عليه السلام أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه؟ - فأوحي الله تبارك و تعالي اليه: أن تلك فتنتي، فلا تفصحن عنها» [26] .

عنه عليه السلام قال: «كان يري موسي بن عمران عليه السلام رجلا من بني



[ صفحه 39]



اسرائيل يطول سجوده و يطول سكوته فلا يكاد يذهب الي موضع الا و هو معه، فبينا هو يوما من الأيام في بعض حوائجه اذ مر علي أرض معشبة تزهو و تهتز (قال:) فتأوه الرجل فقال له موسي: علي ماذا تأوهت؟ - قال تمنيت أن يكون لربي حمار أرعاه ههنا، فأكب موسي عليه السلام طويلا ببصره علي الأرض اغتماما بما سمع منه (قال:) فانحط عليه الوحي؛ فقال له: ما الذي أكبرت من مقالة عبدي؟ أنا أؤاخذ عبادي علي قدر ما أعطيتهم من العقل» [27] .

قال أبوجعفر صلوات الله عليه: قال موسي عليه السلام: «أي عبادك أبغض اليك؟ قال: جيفة بالليل بطال بالنهار.»

و قال: قال موسي عليه السلام لربه: يا رب ان كنت بعيدا ناديت، و ان كنت قريبا ناجيت، قال يا موسي: أنا جليس من ذكرني، فقال موسي: يا رب انا نكون علي حال من الحالات في الدنيا مثل الغائط و الجنابة فنذكرك؟ قال يا موسي: أذكرني علي كل حال.

و قال: قال موسي عليه السلام: يا رب ما لمن عاد مريضا؟ قال: أوكل به ملكا يعوده في قبره الي محشره، قال يا رب: ما لمن غسل ميتا؟ قال: أخرجه من ذنوبه كما خرج من بطن أمه، قال: يا رب ما لمن شيع جنازة؟ قال: أوكل به ملائكة معهم رايات يشيعونه من محشره الي مقامه، قال: فما لمن عزي الثكلي؟ قال: أظله في ظلي يوم لا ظل الا ظلي تعالي الله.

و قال فيما ناجي الله به موسي أن قال أكرم السائل اذا هو أتاك بشي ء أو ببذل يسير أو برد جميل، فانه قد أتاك من ليس بجني و لا انسي ملك من



[ صفحه 40]



ملائكة الرحمن ليبلوك فيما خولتك و نسألك عما مولتك، فكيف أنت صانع؟ و قال يا موسي: لخلوف فم الصائم أطيب عندالله من ريح المسك» [28] .

قال صلوات الله عليه: فيما ناجي الله موسي عليه السلام أن قال: ان لي عبادا أبيحهم جنتي و أحكمهم فيها قال موسي: من هؤلاء الذين أبحتهم جنتك و تحكمهم فيها؟ قال: من أدخل علي مؤمن سرورا [29] .

عن أبي جعفر صلوات الله عليه، قال: «أوحي الله تعالي الي موسي صلوات الله عليه: ان من عبادي من يتقرب الي بالحسنة فاحكمه في الجنة، قال: و ما تلك الحسنة؟ قال: يمشي في حاجة مؤمن» [30] .

قال عليه السلام: «كان فيما وعظ به لقمان عليه السلام ابنه أن قال: يا بني ان تك في شك من الموت، فارفع عن نفسك النوم و لن تستطيع ذلك.

و ان كنت في شك من البعث، فادفع عن نفسك الانتباه و لن تستطيع ذلك، فانك اذا فكرت علمت أن نفسك بيد غيرك، و انما النوم بمنزلة الموت، و انما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.

و قال: قال لقمان عليه السلام: يا بني لا تقترب فيكون أبعد لك و لا تبعد فتهان، كل دابة تحب مثلها و ابن آدم لا يحب مثله؟ لا تنشر برك [31] الا عند باغيه، و كما ليس بين الكبش و الذئب خلة، كذلك ليس بين البار و الفاجر خلة، من يقترب من الرفث يعلق به بعضه، كذلك من يشارك الفاجر يتعلم



[ صفحه 41]



من طرقه، من يحب المراء يشتم، و من يدخل مدخل السوء يتهم، و من يقارن قرين السوء لا يسلم، و من لا يملك لسانه يندم و قال: يا بني صاحب مائة و لا تعاد واحدا، يا بني انما هو خلاقك و خلقك، فخلاقك دينك و خلقك بينك و بين الناس فلا ينقصن. تعلم محاسن الأخلاق، و يا بني كن عبدا للأخيار و لا تكن ولدا للأشرار، يا بني عليك بأداء الأمانة تسلم دنياك و آخرتك، و كن أمينا فان الله تعالي لا يحب الخائنين، يا بني لا تر الناس انك تخشي الله و قلبك فاجر» [32] .

عنه عليه السلام قال: «قيل للقمان ما الذي أجمعت عليه من حكمتك؟

قال: لا أتكلف ما قد كفيته، و لا أضيع ما وليته» [33] .

عن أبي جعفر عليه السلام: قال: «مر نبي من أنبياء بني اسرائيل برجل بعضه تحت حائط و بعضه خارج منه قد شعثته [34] الطير و مزقته الكلاب، ثم مضي فرفعت له مدينة فدخلها فاذا هو بعظيم من عظمائها ميت علي سرير مسجا [35] بالديباج حوله المجمر [36] فقال: يا رب أشهد أنك حكم، عدل، لا تجور، هذا عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته بتلك الميتة، و هذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمته بهذه الميتة؟!

فقال: عبدي أنا كما قلت حكم عدل لا أجور، ذلك عبدي كانت له عندي سيئة أو ذنب أمته بتلك الميتة لكي يلقاني و لم يبق عليه شي ء و هذا



[ صفحه 42]



عبدي كانت له [عندي] حسنة فأمته بهذه الميتة لكي يلقاني و ليس له عندي حسنة» [37] .

عنه عليه السلام قال: أوحي الله تعالي الي موسي عليه السلام: «أتدري لم اصطفيتك بكلامي من دون خلقي؟

قال: لا يا رب.

قال: لم أجد أحدا أذل نفسا منك يا موسي، انك اذا صليت وضعت خذيك علي التراب» [38] .

قال عليه السلام: «في التوراة أربعة أسطر: من لا يستشر يندم، و الفقر الموت الأكبر، و كما تدين تدان، و من ملك استأثر» [39] .

و عنه عليه السلام قال: «أوحي الله تعالي الي موسي عليه السلام احببني و حببني الي خلقي. قال موسي: يا رب انك لتعلم أنه ليس أحد أحب الي منك، فكيف لي ربي بقلوب العباد؟ فأوحي الله تعالي اليه فذكرهم نعمتي و آلائي، فانهم لا يذكرون مني الا خيرا. فقال موسي: يا رب رضيت بما قضيت، تميت الكبير و تبقي الأولاد الصغار. فأوحي الله اليه أما ترضي بن رازقا و كفيلا؟ فقال: بلي يا رب نعم الوكيل و نعم الكفيل» [40] .

عن جابر الجعفي قال سألت الباقر عليه السلام عن تعبير الرؤيا عن دانيال عليه السلام: أهو صحيح؟



[ صفحه 43]



قال نعم كان يوحي اليه، و كان نبيا، و كان ممن علمه الله تأويل الأحاديث، و كان صديقا حكيما، و كان و الله يدين بمحبتنا أهل البيت.

قال جابر: بمحبتكم أهل البيت؟

قال: اي و الله و ما من نبي و لا ملك الا و كان يدين بمحبتنا [41] .

عنه عليه السلام: «ان نبيا من الأنبياء عليهم السلام حمد الله بهذه المحامد، فأوحي الله جلت عظمته اليه: لقد شغلت الكاتبين.

قال: اللهم لك الحمد كثيرا طيبا مباركا فيه، كما ينبغي لك أن تحمد، و كما ينبغي لكرم وجهك و عز جلالك» [42] .

قال عليه السلام: «ان فيما ناجي الله تعالي موسي عليه السلام أن قال: ان الدنيا ليست بثواب للمؤمن بعمله و لا نقمة للفاجر بذنبه، و هي دار الظالمين الا العامل فيها بالخير، فانها له نعمة الدار» [43] .

قال عليه السلام: «ان فيما ناجي الله به موسي عليه السلام أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه - فأوحي الله تبارك و تعالي اليه: أن تلك من فتنتي، فلا تفصحن [44] عنها» [45] .

عن الباقر عليه السلام: «قال الله عزوجل لموسي بن عمران: يا موسي اشكرني حق شكري.



[ صفحه 44]



قال: يا رب كيف أشكرك حق شكرك و النعمة منك و الشكر عليها نعمة منك.

فقال الله تبارك و تعالي: اذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني حق شكري» [46] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال موسي بن عمران يا رب أوصني [47] .

قال أوصيك بي.

فقال يا رب أوصني.

قال أوصيك بي ثلاثا

قال يا رب أوصني.

قال أوصيك بأمك.

قال: أوصني.

قال أوصيك بأبيك.

قال فكان يقال لأجل ذلك أن للأم ثلثي البر و للأب الثلث».

قال عليه السلام: «بعث الله نبيا حبشيا الي قومه فقاتلهم فقتل أصحابه و أسروا و خدوا لهم أخدودا من نار ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، و من كان علي دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار؛ و أقبلت امرأة معها صبي لها، فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمي



[ صفحه 45]



(قال:) فاقتحمت النار و هم أصحاب الأخدود [48] .

عنه عليه السلام قال: كان في بني اسرائيل قاضي و كان يقضي بينهم فلما حضره الموت قال لأمرأته: اذا مت فاغسليني و كفنيني وضعيني علي سريري وغطي وجهي فانك لا ترين سوءا. قال: فلما أن مات فعلت به ذلك ثم مكثت حينا و كشفت عن وجهه لتنظر اليه فاذا هي بدودة تقرض منخره ففزعت لذلك فلما كان الليل أتاها في منامها، فقال لها: أفزعك ما رأيت؟

فقالت: أجل لقد فزعت.

فقال: أما انك ان كنت فزعت فما كان ما رأيت الا من هواي في أخيك فلان أتاني و معه خصم له فلما جلسا الي قلت: اللهم اجعل الحق له و وجه القضاء له علي صاحبه فلما اختصما الي كان الحق له فرأيت ذلك بينا في القضاء له فوجهت القضاء له علي صاحبه فأصابني ما رأيت لموضع هواي كان معه و ان وافقه الحق» [49] .

عنه عليه السلام: «ان الله تبارك و تعالي أنزل كتابا من كتبه علي نبي من أنبيائه، و فيه: انه سيكون خلق من خلقي، يلحسون الدنيا بالدين، يلبسون مسوك [50] الضأن علي قلوب كقلوب الذئاب أشد مرارة من الصبر، ألسنتهم أحلي من العسل، و أعمالهم الباطنة أنتن من الجيف. أبي يغترون؟! أم اياي يخدعون؟! أم علي يتجبرون؟! فبعزتي حلفت لأبعثن لهم فتنة تطأ في



[ صفحه 46]



خطامها [51] حتي تبلغ أطراف الأرض، تترك الحكيم فيها حيران» [52] .

عنه عليه السلام قال: «ان اسم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في صحف ابراهيم: الماحي، و في توراة موسي: الحاد، و في انجيل عيسي: أحمد، و في الفرقان: محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

قيل فما تأويل الماحي؟ فقال: الماحي صورة الأصنام و ما حي الأوثان و الأزلام و كل معبود دون الرحمن.

قيل فما تأويل الحاد؟

قيل يحاد من حاد الله و دينه قريبا كان أو بعيدا.

قيل فما تأويل أحمد؟

قال حسن ثناء الله عزوجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله.

قيل فما تأويل محمد؟

قال ان الله و ملائكته و جميع أنبيائه و رسله و جميع أممهم يحمدونه و يصلون عليه، و أن اسمه لمكتوب علي العرش محمد رسول الله.

و كان صلي الله عليه و آله و سلم يلبس من القلانس [53] اليمنية و البيضاء و المضرية ذات الأذنين في الحرب، و كانت له عنزة [54] يتكي عليها و يخرجها في العيدين فيخطب بها، و كان له قضيب يقال له «الممشوق»، و كان له فسطاط يسمي «الكن» و كانت له قصعة تسمي «المنبعة»، و كان له قعب يسمي «الري»،



[ صفحه 47]



و كان له فرسان يقال لأحدهما «المرتجز» و للآخر «السكب»؛ و كان له بغلتان يقال لأحدهما «دلدل» و للأخري «الشهباء» و كان له ناقتان يقال لأحدهما «العضباء» و للأخري «الجذعاء»؛ و كان له سيفان يقال لأحدهما «ذوالفقار» و للآخر «العون»؛ و كان له سيفان آخران يقال لأحدهما «المخذم» و للآخر «الرسوم»؛ و كان له حمار يسمي «يعفور» و كان له عمامة تسمي «السحاب»؛ و كان له درع تسمي ذات الفضول لها ثلاث حلقات فضة حلقة بين يديها و حلقتان خلفها؛ و كانت له راية تسمي «العقاب»؛ و كان له بعير يحمل عليه يقال له «الديباج»، و كان له لواء يسمي «المعلوم»، و كان له مغفر [55] يقال له الأسعد فسلم ذلك كله الي علي عليه السلام عند موته و أخرج خاتمه و جعله في اصبعه؛ فذكر علي عليه السلام أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه صحيفة فيها ثلاثة أحرف: صل من قطعك؛ و قل الحق و لو علي نفسك، و أحسن الي من أساء اليك، قال و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: خمس لا أدعهن حتي الممات: الأكل علي الحضيض مع العبيد، و ركوبي الحمار موكفا، و حلبي العنز بيدي، و لبس الصوف، و التسليم علي الصبيان لتكون سنة من بعدي» [56] .

عن أبي حمزة قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «أوحي الله تعالي الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم اني خلقتك و لم تك شيئا و نفخت فيك من روحي كرامة مني أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة علي خلقي جميعا، فمن أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني و أوجبت ذلك في علي و نسله، ممن اختصصته منهم لنفسي» [57] .



[ صفحه 48]



عن أبي حمزة قال سمعت أباجعفر الباقر عليه السلام يقول: «أوحي الله عزوجل الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، يا محمد اني خلقتك و لم تك شيئا و نفخت فيك من روحي كرامة مني أكرمتك بها حتي أوجبت لك الطاعة علي خلقي جميعا، فمن أطاعك فقد أطاعني، و من عصاك فقد عصاني، و أوجبت ذلك في علي و في نسله من أختصصت منهم لنفسي» [58] .

قال عليه السلام: «ان الله برأ محمدا صلي الله عليه و آله و سلم من ثلاث؛ أن يتقول علي الله، أو ينطق عن هواه، أو يتكلف» [59] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عند عائشة ليلتها. فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟

فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا.

قال: و كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقوم علي أطراف أصابع رجليه، فأنزل الله سبحانه و تعالي «طه - ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي» [60] [61] .

عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: صف لي نبي الله عليه السلام قال: «كان نبي الله عليه السلام أبيض مشرب حمرة، أدعج [62] العينين، مقرون الحاجبين، شثن [63] الأطراف كأن الذهب أفرغ [64] علي براثنه [65] عظيم



[ صفحه 49]



مشاشة [66] المنكبين، اذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله، مسربته [67] سائلة من لبة [68] الي سرته كأنها وسط الفضة المصفاة و كان عنقه الي كاهله [69] ابريق فضة، يكاد أنفه اذا شرب أن يرد الماء، و اذا مشي تكفأ [70] كأنه ينزل في صبب [71] ، لم ير مثل نبي الله قبله و لا بعده صلي الله عليه و آله و سلم» [72] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال [73] : قلت له: كيف كانت الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم؟

«قال: لما غسله أميرالمؤمنين عليه السلام و كفنه سجاه ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أميرالمؤمنين عليه السلام في وسطهم فقال: «ان الله و ملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما» فيقول القوم كما يقول حتي صلي عليه أهل المدينة و أهل العوالي» [74] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثلاثة، لم تكن في أحد غيره لم يكن له في ء و كان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة الا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه [75] و كان لا يمر بحجر و لا بشجر الا سجد له» [76] .



[ صفحه 50]



عن زرارة قال سمعت أباجعفر و أباعبدالله عليهماالسلام يقولان: «ان الله عزوجل فوض الي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم، ثم تلا هذه الآية: (و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا)» [77] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان لرسول الله عليه السلام عشرة أسماء خمسة منها في القرآن و خمسة ليست في القرآن فأما التي في القرآن فمحمد عليه السلام و أحمد و عبد الله و يس و نون و أما التي ليست في القرآن فالفاتح و الخاتم و الكافي و المقفي و الحاشر» [78] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما قبض النبي صلي الله عليه و آله و سلم صلت عليه الملائكة و المهاجرون و الأنصار فوجا فوجا» [79] .



[ صفحه 53]




پاورقي

[1] أصول الكافي ج 1 ص 176.

[2] أصول الكافي ج 1 ص 176.

[3] الخصال ج 1 ص 300.

[4] معاني الأخبار ص 137 للشيخ الصدوق.

[5] قصص الأنبياء للراوندي ص 53.

[6] سورة القمر آية 10.

[7] سورة هود آية 36 («و في المصحف «بما كانوا يفعلون»).

[8] سورة نوح آية 27.

[9] سورة المؤمنون آية 27.

[10] روضة الكافي ص 283 / 282.

[11] الخصال ج 1 ص 248.

[12] مشكاة الأنوار ص 277 / 276.

[13] أي الامام صلوات الله عليه قبض يده ممثلا للراوي.

[14] الاختصاص ص 23 للمفيد.

[15] تحف العقول ص 297 / للحراني.

[16] قصص الأنبياء للراوندي ص 129.

[17] قصص الأنبياء للراوندي ص 139.

[18] أصول الكافي ج 2 ص 117.

[19] روضة الواعظين للفتال النيسابوري ج 2 ص 388.

[20] أي الامام صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه.

[21] الاختصاص للمفيد ص 199.

[22] الخصال ج 2 ص 540 / 539.

[23] مكارم الأخلاق ص 160 للطبرسي.

[24] التوحيد للصدوق ص 406.

[25] مجموعة ورام ج 2 ص 165.

[26] المحاسن ص 284 للبرقي.

[27] المحاسن للبرقي ص 193.

[28] قصص الأنبياء للراوندي ص 163.

[29] قصص الأنبياء للراوندي ص 166.

[30] قصص الأنبياء للراوندي ص 165.

[31] في البحار [بزك] أي المتاع.

[32] قصص الأنبياء للراوندي ص 191 / 190.

[33] قرب الاسناد ص 72.

[34] شعثته: فرقته.

[35] تسجية الميت: تغطيته.

[36] المجمر ما يوضع فيه الجمر و النجور.

[37] أصول الكافي ج 2 ص 446 للكليني.

[38] قصص الأنبياء ص 161.

[39] المحاسن ص 601.

[40] قصص الأنبياء ص 161 للراوندي.

[41] قصص الأنبياء للراوندي ص 231 / 230.

[42] قصص الأنبياء للراوندي ص 279.

[43] قصص الأنبياء للراوندي ص 162.

[44] أي لا تظهر منها لأحد فان عقولهم قاصرة عن فهمها.

[45] المحاسن ج 1 ص 284.

[46] مشكاة الأنوار للطبرسي ص 32.

[47] أمالي الصدوق ص 413.

[48] المحاسن ج 1 ص 250.

[49] مجموعة ورام ج 2 ص 182 / 181.

[50] المسوك: جمع مسك و هو الجلد، المصباح المنير ج 2 ص 160 ط مصر.

[51] الخطام: كل ما وضع في أنف البعير ليقاد به القاموس المحيط ج 4 ص 108 ط مصر.

[52] قرب الاسناد للحميري ص 29 / 28.

[53] القلنسوة غطاء للرأس.

[54] العنزة: عصا قصيرة.

[55] المغفر: آلة حربية تلبس لوقاية الرأس عند الحرب.

[56] أمالي الصدوق ص 68 / 67.

[57] أصول الكافي ج 1 ص 440.

[58] أمال الصدوق ص 484 / 483.

[59] المحاسن ج 1 ص 271.

[60] سورة طه آية 1 و 2.

[61] أصول الكافي ج 2 ص 95.

[62] الدعج: سواد العين مع سعتها.

[63] ششن: أي خشن.

[64] أفرغ: صب.

[65] براثن: كفه مع الأصابع.

[66] المشاش: رأس العظم.

[67] المسربة: شعر الصدر يأخذ الي العانة «مصباح المنير ج 1 ص 192«.

[68] اللبة: المخر، المصباح ج 2 ص 141.

[69] الكاهل: مقدم أعلي الظهر مما يلي العنق، مصباح المنير ج 2 ص 138.

[70] تكفأ: كفأته كفأ من باب نفع كببته، و قد يكون بمعني أملته، مصباح المنير ج 2 ص 133.

[71] صبب: الانحدار.

[72] أصول الكافي ج 1 ص 443.

[73] أي الراوي.

[74] أصول الكافي ج 1 ص 450.

[75] العرف: الريح أي رائحته صلي الله عليه و آله.

[76] أصول الكافي ج 1 ص 442.

[77] أصول الكافي ج 1 ص 226.

[78] الخصال ج 2 ص 426.

[79] أصول الكافي ج 1 ص 451.