بازگشت

سيرة الأئمة


عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما ولدت فاطمة عليهاالسلام أوحي الله الي ملك فأنطق به لسان محمد صلي الله عليه و آله و سلم فسماها فاطمة، ثم قال: اني فطمتك بالعلم و فطمتك من الطمث، ثم قال أبوجعفر عليه السلام: و الله لقد فطمها الله بالعلم و عن الطمث في الميثاق» [1] .

عن حبيب السجستاني قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «ولدت فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله و سلم بعد مبعث رسول الله بخمس سنين و توفيت و لها ثمان عشرة سنة و خمسة و سبعون يوما» [2] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان أميرالمؤمنين صلوات الله عليه لما حضره الذي حضره قال لابنه الحسن: ادن مني حتي أسر اليك ما أسر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي، و أئتمنك علي ما ائتمنني عليه، ففعل» [3] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أوصي أميرالمؤمنين عليه السلام الي الحسن و أشهد علي وصيته الحسين عليه السلام و محمدا و جميع ولده و رؤساه شيعته و أهل بيته، ثم دفع اليه الكتاب و السلاح، ثم قال لابنه الحسن: يا بني أمرني رسول الله أن أوصي اليك و أن أدفع اليك كتبي و سلاحي كما أوصي الي رسول الله و دفع الي كتبه و سلاحه، و أمرني أن آمرك اذا حضرك الموت أن تدفعه الي أخيك الحسين، ثم أقبل علي ابنه الحسين و قال: آمرك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن تدفعه الي ابنك هذا، ثم أخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين، ثم



[ صفحه 83]



قال لعلي بن الحسين: يا بني و أمرك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن تدفعه الي ابنك محمد بن علي و أقرئه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و مني السلام، ثم أقبل علي ابنه الحسن، فقال يا بني أنت ولي الأمر و ولي الدم، فان عفوت فلك و ان قتلك فضربة مكان ضربة و لا تأثم» [4] .

قال عليه السلام: «سمي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الحسن و الحسين عليهماالسلام لسبعة أيام، وعق عنهما لسبع، و حلق رؤسهما لسبع، و تصدق بزنة شعورهما فضة» [5] .

عن محمد بن مسلم قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «لما احتضر الحسن بن علي عليهماالسلام قال للحسين: يا أخي اني أوصيك بوصية فاحفظها، فاذا أنا مت فهيئني ثم وجهني الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأحدث به عهدا ثم اصرفني الي أمي فاطمة عليهاالسلام ثم ردني فادفني بالبقيع، و اعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها و عداوتها لله و لرسوله صلي الله عليه و آله و سلم و عداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن عليه السلام [و] وضع علي سريره فانطلقوا به الي مصلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي كان يصلي فيه علي الجنائز فصلي علي الحسن عليه السلام فلما أن صلي عليه حمل فأدخل المسجد، فلما أوقف علي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بلغ عائشة الخبر و قيل لها: انهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة علي بغل سرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا - فوقفت و قالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فانه لا يدفن فيه شي ء و لا يهتك علي رسول الله حجابه، فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما: قديما هتكت أنت و أبوك حجاب رسول الله و أدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه، و ان الله سائلك عن



[ صفحه 84]



ذلك يا عائشة، ان أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ليحدث به عهدا و اعلمي أن أخي أعلم الناس بالله و رسوله و أعلم بتأويل كتابه من أن يهتك علي رسول الله ستره، لأن الله تبارك و تعالي يقول: «يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم» و قد أدخلت أنت بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الرجال بغير اذنه و قد قال الله عزوجل: «يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي» و لعمري لقد ضربت أنت لأبيك و فاروقه عند أذن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المعاول، و قال الله عزوجل: «ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي»، و لعمري لقد أدخل أبوك و فاروقه علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بقربهما منه الأذي، و ما رعيا من حقه ما أمرهما الله به علي لسان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ان الله حرم علي المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء، و تا لله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول الله صلوات الله عليهما جائزا فيما بيننا و بين الله لعلمت أنه سيدفن و ان رغم معطسك. قال: ثم تكلم محمد ابن الحنفية و قال: يا عائشة يوما علي بغل و يوما علي جمل، فما تملكين نفسك و لا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم، قال: فأقبلت عليه فقالت: يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك؟ فقال لها الحسين عليه السلام: و أني تبعدين محمدا عن الفواطم، فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم: فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم، و فاطمة بنت أسد ابن هاشم، و فاطمة بنت زائدة بن الأصم ابن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر، قال: فقالت عائشة للحسين عليه السلام: نحوا ابنكم و أذهبوا به فانكم قوم خصمون. قال: فمضي الحسين عليه السلام الي قبر أمه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع» [6] .



[ صفحه 85]



عن محمد بن مسلم قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: لما حضر الحسن بن علي عليهماالسلام الوفاة قال للحسين عليه السلام: «يا أخي اني أوصيك بوصية فاحفظها، اذا أنا مت فهيئني ثم وجهني الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأحدث به عهدا ثم أصرفني الي أمي عليهاالسلام ثم درني فادفني بالبقيع، و اعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله و الناس صنيعها و عداوتها لله و لرسوله و عداوتها لنا أهل البيت»، فلما قبض الحسن عليه السلام [و] وضع علي السرير ثم انطلقوا به الي مصلي رسول الله الذي كان يصلي فيه علي الجنائز فصلي عليه الحسين عليه السلام و حمل و أدخل الي المسجد، فلما أوقف علي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذهب دو العوينين [7] الي عائشة فقال لها: انهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوا مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم فخرجت مبادرة علي بغل سرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا - فقالت نحوا ابنكم عن بيتي، فانه لا يدفن في بيتي ويهتك علي رسول الله حجابه، فقال لها الحسين عليه السلام: «قديما هتكت أنت و أبوك حجاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أدخلت عليه بيته من لا يحب قربه، و ان الله سائلك عن ذلك يا عائشة» [8] .

عن عبدالله بن سنان عمن سمع أباجعفر عليه السلام يقول: «لما حضرت الحسن عليه السلام الوفاة بكي، فقيل له: يابن رسول الله تبكي و مكانك من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي أنت به؟ و قد قال فيك ما قال، و قد حججت عشرين حجة ماشيا و قد قاسمت مالك ثلاث مرات حتي النعل بالنعل؟ فقال انما أبكي لخصلتين: لهول المطلع [9] و فراق الأحبة» [10] .



[ صفحه 86]



قال عليه السلام: «ان الحسين بن علي كان يزور قبر الحسن عليه السلام في كل عشية جمعة» [11] .

قال عليه السلام: «ان الله تعالي عوض الحسين عليه السلام من قتله أن جعل الامامة في ذريته و الشفاء في تربته و اجابة الدعاء عند قبره و لا تعد أيام زائريه جائيا و راجعا من عمره» [12] .

عن أبي جعفر عليه السلام: «ان جبرئيل جاء الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالتربة التي يقتل عليها الحسين عليه السلام». قال أبوجعفر: فهي عندنا [13] .

قال عليه السلام: «أصيب الحسين بن علي عليهماالسلام، و وجد به ثلاثمائة و بضعة و عشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم» [14] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أنزل الله تعالي النصر علي الحسين عليه السلام حتي كان [ما] بين السماء و الأرض ثم خير: النصر، أو لقاء الله، فاختار لقاء الله تعالي» [15] .

قال عليه السلام: «مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام فان زيارته تدفع الهدم و الغرق و الحرق؛ و أكل السبع و زيارته مفروضة علي من أقر للحسين بالامامة من الله عزوجل» [16] .

قال عليه السلام: «و الله للذي صنعه الحسن بن علي عليهماالسلام كان خيرا لهذه



[ صفحه 87]



الأمة مما طلعت عليه الشمس، و الله لقد نزلت هذه الآية «ألم تر الي الذين قيل لهم كفوا أيديكم و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة» [17] انما هي طاعة الامام و طلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه السلام قالوا: «ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الي أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل» [18] أرادوا تأخير ذلك الي القائم عليه السلام» [19] .

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام قال: «كان علي بن الحسين عليهماالسلام يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة كما كان يفعل أميرالمؤمنين عليه السلام كانت له خمسمائة نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين، و كان اذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، و كان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل، و كان يصلي صلاة مودع يري أنه لا يصلي بعدها أبدا، و لقد صلي ذات يوم فسقط الرداء عن احدي منكبيه فلم يسوه حتي فرغ من صلاته فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت، ان العبد لا يقبل من صلاته الا ما أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا فقال: كلا ان الله عزوجل متمم ذلك بالنوافل، و كان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب علي ظهره و فيه الصرر من الدنانير و الدراهم، و ربما حمل علي ظهره الطعام أو الحطب حتي يأتي بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج اليه، و كان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين عليهماالسلام و لما وضع عليه السلام علي المغتسل نظروا الي ظهره و عليه مثل ركب الابل مما كان يحمل علي ظهره



[ صفحه 88]



الي منازل الفقراء و المساكين، و لقد خرج ذات يوم و عليه مطرف خز فعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضي و تركه، و كان يشتري الخز في الشتاء، فاذا جاء الصيف باعه فتصدق بثمنه، و لقد نظر عليه السلام يوم عرفة الي قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم انه ليرجي في هذا اليوم لما في بطون الحبالي أن يكونوا سعداء و لقد كان عليه السلام يأبي أن يؤاكل أمه فقيل له: يا ابن رسول الله أنت أبر الناس و أوصلهم للرحم فكيف لا تؤاكل أمك فقال: اني أكره أن تسبق يدي الي ما سبقت عينها اليه، و لقد قال له عليه السلام رجل: يا ابن رسول الله اني لأحبك في الله حبا شديدا فقال: اللهم اني أعوذ بك أن أحب لك و أنت لي مبغض، و لقد حج علي ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط، فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع، و لقد سئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري، فقالت: ما أتيته بطعام نهارا قط، و لا مددت له فراشا بليل قط، و لقد انتهي ذات يوم الي قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال: ان كنتم صادقين فغفرالله لي، و ان كنتم كاذبين فغفرالله لكم، فكان عليه السلام اذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم يقول: ان طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجله علي رطب و لا يابس من الأرض الا سبحت له الي الأرضين السابعة، و لقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، و كان يعجبه أن يحضره طعامه اليتامي و الأضراء و الزمني و المساكين الذين لا حيلة لهم، و كان يناولهم بيده و من كان له منهم عيال حمله الي عياله من طعامه و كان لا يأكل طعاما حتي يبدأ فيتصدق بمثله، و لقد كان يسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده لكثرة صلاته، و كان يجمعها فلما مات دفنت معه، و لقد كان بكي علي أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة، و ما وضع بين يديه طعام الا بكي حتي قال له مولي له: يابن



[ صفحه 89]



رسول الله أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له: ويحك ان يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، و شاب رأسه من الحزن، و أحدودب ظهره من الغم، و كان ابنه حيا في الدنيا و أنا نظرت الي أبي و أخي و عمي و سبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني» [20] .

عن زرارة قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «كان لعلي بن الحسين عليه السلام: ناقة، حج عليها اثنتين و عشرين حجة، ما قرعها قرعة قط، قال: فجاءته بعد موته و ما شعرنا بها الا و قد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي فقال: ان الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه، فدلكت بجرانها [21] القبر و هي ترغو [22] ، فقلت: أدركوها أدركوها و جيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها، قال: و ما كانت رأت القبر قط» [23] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما أقدمت بنت يزدجرد علي عمر أشرق لها عذاري المدينة و أشرق المسجد بضوئها لما دخلته، فلما نظر اليهما عمر غطت وجهها و قالت: «أف بيروج بادا هرمز» فقال عمر: أتشتمني هذه و هم بها، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: ليس ذلك لك، خيرها رجلا من المسلمين و احسبها بفيئه [24] ، فخيرها فجاءت حتي وضعت يدها علي رأس الحسين عليه السلام فقال لها أميرالمؤمنين: ما أسمك؟ فقالت جهان شاه، فقال لها أميرالمؤمنين عليه السلام بل شهربانويه، ثم قال للحسين: يا أباعبدالله



[ صفحه 90]



لتلدن لك منها خير أهل الأرض، فولدت [25] علي بن الحسين عليه السلام و كان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام: ابن الخيرتين فخيرة الله من العرب هاشم و من العجم فارس» [26] .

عن سدير قال ذكر عند أبي جعفر قبر الحسين عليه السلام فقال: «ما أتاه عبد خطا اليه خطوة الا كتب له حسنة و محيت عنه سيئة» [27] .

قال عليه السلام: «زيارة قبر الحسين يغفر للرجل الذنوب، و يغفر له في ذهابه و مجيئه» [28] .

قال عليه السلام: «ختن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الحسن و الحسين عليهماالسلام لسبعة أيام، و حلق رؤوسهما و تصدق بزنة الشعر فضة، و عق عنهما و أعطي القابلة طرائق» [29] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الحسين بن علي عليهماالسلام لما حضره الذي حضره، دعا ابنته الكبري فاطمة بنت الحسين عليه السلام فدفع اليها كتابا ملفوفا وصية ظاهرة و كان علي بن الحسين عليهماالسلام مبطونا معهم لا يرون الا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب الي علي بن الحسين عليه السلام ثم صار و الله ذلك الكتاب الينا يا زياد قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟ قال: فيه و الله ما يحتاج اليه ولد آدم منذ خلق الله آدم الي أن تفني الدنيا، و الله ان فيه الحدود حتي أن فيه أرش الخدش» [30] .



[ صفحه 91]



عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما قتل الحسين عليه السلام أرسل محمد بن الحنفية الي علي بن الحسين عليهماالسلام فخلا به فقال له: يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دفع الوصية و الامامة من بعده الي أميرالمؤمنين عليه السلام ثم الي الحسن عليه السلام، ثم الي الحسين عليه السلام و قد قتل أبوك رضي الله عنه و صلي علي روحه و لم يوص، و أنا عمك وصنو أبيك و ولادتي من علي عليه السلام في سني و قديمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني في الوصية و لا تحاجني، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق اني أعظك أن تكون من الجاهلين، ان أبي يا عم صلوات الله عليه أوصي الي قبل أن يتوجه الي العراق و عهد الي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، و هذا سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عندي، فلا تتعرض لهذا، فاني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال، ان الله عزوجل جعل الوصية و الامامة في عقب الحسين عليه السلام فاذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا الي الحجر الأسود حتي نتحاكم اليه و نسأله عن ذلك قال أبوجعفر عليه السلام و كان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتي أتيا الحجر الأسود، فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية: ابدأ أنت فابتهل الي الله عزوجل و سله أن ينطق لك الحجر ثم سل، فابتهل محمد في الدعاء و سأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: يا عم لو كنت وصيا لأجابك، قال له محمد: فادع الله أنت يا ابن أخي و سله، فدعا الله علي بن الحسين عليهماالسلام بما أراد ثم قال: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و ميثاق الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الامام بعد الحسين بن علي عليه السلام؟ قال: فتحرك الحجر حتي كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عزوجل بلسان عربي مبين، فقال: اللهم ان الوصية و الامامة بعد الحسين بن علي عليهماالسلام الي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و ابن



[ صفحه 92]



فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: فانصرف محمد بن علي و هو يتولي علي بن الحسين عليه السلام» [31] .

عن أبي بصير قال: «دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فقلت له: أنتم ورثة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: نعم، قلت: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم وارث الأنبياء، علم كلما علموا؟ قال لي: نعم، قلت: فأنتم تقدرون علي أن تحيوا الموتي و تبرؤا الأكمه و الأبرص، قال: نعم باذن الله، ثم قال لي: أدن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح علي وجهي و علي عيني فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شي ء في البلد [32] ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت، و لك الجنة خالصا؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح علي عيني فعدت كما كنت» [33] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما حضر علي بن الحسين عليهماالسلام الوفاة،قبل ذلك أخرج سفطا [34] أو صندوقا عنده، فقال: يا محمد احمل هذا الصندوق، قال: فحمل بين أربعة، فلما توفي جاء اخوته يدعون [ما] في الصندوق فقالوا: أعطنا نصيبنا في الصندوق فقال: و الله ما لكم فيه شي ء و لو كان لكم فيه شي ء ما دفعه الي و كان في الصندوق سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كتبه» [35] .



[ صفحه 93]



عن أبي جعفر عليه السلام قال: «سئل عن القائم [36] عليه السلام فضرب بيده علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: هذا و الله قائم آل محمد [37] صلي الله عليه و آله و سلم» [38] .

عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام فقال أبوجعفر عليه السلام هذا خير البرية أو أخير [39] [40] .

نظر أبوجعفر عليه السلام الي أبي عبدالله عليه السلام يمشي فقال: تري هذا [41] ؟ هذا من الذين قال الله عزوجل: «و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين» [42] .


پاورقي

[1] أصول الكافي ج 1 ص 460.

[2] أصول الكافي ج 1 ص 457.

[3] أصول الكافي ج 1 ص 298.

[4] أصول الكافي ج 1 ص 299 / 298.

[5] قرب الأسناد للحميري ص 122.

[6] أصول الكافي ج 1 ص 303 / 302.

[7] كناية عن الجاسوس.

[8] أصول الكافي ج 1 ص 300.

[9] الظاهر أنه يوم النشور.

[10] أصول الكافي ج 1 ص 461.

[11] قرب الاسناد ص 139.

[12] أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 325.

[13] أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 323.

[14] روضة الواعظين ج 1 ص 189 للفتال النيسابوري.

[15] أصول الكافي ج 1 ص 260.

[16] روضة الواعظين للفتال النيسابوري ج 1 ص 194.

[17] سورة النساء آية 77.

[18] مأخوذ من الآية 77 سورة النساء، و الآية 44 في سورة ابراهيم عليه السلام.

[19] روضة الكافي ص 330.

[20] الخصال ج 2 ص 517 عبادة سيد الساجدين صلوات الله عليه.

[21] الجران: مقدم عنق البعير من مذبحه الي مخره: مصباح المنير ج 1 ص 72.

[22] رغت الناقة ترغو صوتت فهي راغية، المصباح ج 1 ص 165.

[23] أصول الكافي ج 1 ص 467. وردت رواية مشابهة في المضمون.

[24] أي احسبها عليه من حقوقه.

[25] ان صح أنها أمه فالأخبار في ذلك متضاربة.

[26] أصول الكافي ج 1 ص 467.

[27] فضل زيارة الحسين ص 47 للشجري.

[28] فضل زيارة الحسين عليه السلام للشجري ص 47.

[29] مكارم الأخلاق ص 59 / 58.

[30] أصول الكافي ج 1 ص 304 / 303.

[31] أصول الكافي ج 1 ص 348.

[32] في بعض النسخ «الدار».

[33] أصول الكافي ج 1 ص 470.

[34] السفط بالتحرك كالقفة: قاموس المحيط ج 2 ص 364 مصر و في المصباح المنير ج 1 ص 197 السفط ما يخبأ فيه الطيب مصر طبع 1284.

[35] أصول الكافي ج 1 ص 305.

[36] أي عن القائم بعد أبي جعفر صلوات الله عليه.

[37] المراد هنا من يقوم بالأمر بعد الامام السابق عليه.

[38] أصول الكافي ج 1 ص 307.

[39] الظاهر أن الترديد من الراوي.

[40] أصول الكافي ص 306 ج 1.

[41] الامام يخاطب الراوي ب «تري هذا» و هذا اشارة الي الامام الصادق صلوات الله عليه.

[42] أصول الكافي ج 1 ص 306.