بازگشت

باب الايمان و الكفر


محمد بن مسلم قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «لقد خلق الله عزوجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم خلقهم من أديم الأرض فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله عزوجل آدم أبا هذا البشر و خلق ذريته منه، و لا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها، و لا خلت النار من أرواح الكفار العصاة منذ خلقها عزوجل، لعلكم ترون أنه كان يوم القيامة و صير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، ان الله عزوجل لا يعبد في بلاده و لا يخلق خلقا يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه؟ بلي و الله ليخلقن الله خلقا من غير فحولة و لا اناث يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه و يخلق لهم أرضا تحملهم و سماء تظلهم، أليس الله عزوجل يقول: «يوم تبدل الأرض غير الأرض و السموات»، و قال الله عزوجل: «أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد»» [1] .

عن حبيب السجستاني قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «ان الله عزوجل لما أخرج ذرية آدم عليه السلام من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية



[ صفحه 142]



له و بالنبوة لكل نبي فكان أول من أخذ له عليهم الميثاق بنبوته محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم قال الله عزوجل لآدم أنظر ماذا تري، قال: فنظر آدم عليه السلام لذريته و هم ذر قد ملأوا السماء، قال آدم عليه السلام: يا رب ما أكثر ذريتي و لأمر ما خلقتهم؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال الله عزوجل: يعبدونني لا يشركون بي شيئا و يؤمنون برسلي و يتبعونهم، قال آدم: يا رب فمالي أري بعضي الذر أعظم من بعض و بعضهم له نور كثير و بعضهم له نور قليل و بعضهم ليس له نور؟ فقال الله عزوجل: كذلك خلقتهم في كل حالاتهم قال آدم عليه السلام: يا رب فتأذن لي في الكلام فأتكلم؟ قال الله عزوجل: تكلم فان روحك من روحي و طبيعتك [من] خلاف كينونتي: قال آدم: يا رب فلو كنت خلقتهم علي مثال واحد و قدر واحد و طبيعة واحدة و جبلة [2] واحدة و ألوان واحدة و أعمار واحدة و أرزاق سواء لم يبغ بعضهم علي بعض و لم يكن بينهم تحاسد و لا تباغض و لا اختلاف في شي ء من الأشياء، قال الله عزوجل يا آدم بروحي نطقت و بضعف طبيعتك تكلفت ما لا علم لك به و أنا الخالق العالم [3] ، بعلمي خالفت بين خلقهم و بمشيئتي يمضي فيهم أمري و الي تدبيري و تقديري صائرون، لا تبديل لخلقي، انما خلقت الجن و الانس ليعبدون و خلقت الجنة لمن أطاعني و عبدني منهم و اتبع رسلي و لا أبالي، خلقت النار لمن كفر بي و عصاني و لم يتبع رسلي و لا أبالي، و خلقتك و خلقت ذريتك من غير فاقة بي اليك و اليهم و انما خلقتك و خلقتهم لأبلوك و أبلوهم أيكم [4] أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم و قبل مماتكم فلذلك خلقت الدنيا



[ صفحه 143]



و الآخرة و الحياة و الموت و الطاعة و المعصية و الجنة و النار و كذلك أردت في تقديري و تدبيري، و بعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم و أجسامهم و ألوانهم و أعمارهم و أرزاقهم و طاعتهم و معصيتهم، فجعلت منهم الشقي و السعيد و البصير و الأعمي و القصير و الطويل و الجميل و الدميم و العالم و الجاهل و الغني و الفقير و المطيع و العاصي و الصحيح و السقيم و من به الزمانة و من لا عاهة به، فينظر الصحيح الي الذي به عاهة فيحمدني علي عافيته، و ينظر الذي به العاهة الي الصحيح فيدعوني و يسألني أن أعافيه و يصبر علي بلائي فأثيبه جزيل عطائي، و ينظر الغني الي الفقير فيحمدني و يشكرني، و ينظر الفقير الي الغني فيدعوني و يسألني، و ينظر المؤمن الي الكافر فيحمدني علي ما هديته فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السراء و الضراء و فيما أعافيهم و فيما أبتليهم و فيما أعطيهم و فيما أمنعهم و أن الله الملك القادر، ولي أن أمضي جميع ما قدرت علي ما دبرت و لي أن أغير من ذلك ما شئت و أقدم من ذلك ما أخرت و أؤخر من ذلك ما قدمت و أنا الله الفعال لما أريد [5] لا أسأل عما أفعل و أنا أسأل خلقي عما هم فاعلون» [6] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الله تبارك و تعالي حيث خلق الخلق، خلق ماء عذبا و ماء مالحا أجاجا، فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم [7] الأرض فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين و هم كالذر يدبون: الي الجنة بسلام و قال لأصحاب الشمال: الي النار و لا أبالي، ثم قال: «ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين» [8] ، ثم



[ صفحه 144]



أخذ الميثاق علي النبيين، فقال: ألست بربكم و أن هذا محمد رسولي، و أن هذا علي أميرالمؤمنين؟ قالوا: بلي فثبتت لهم النبوة و أخذ الميثاق علي أولي العزم أنني ربكم و محمد رسولي و علي أميرالمؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي - عليهم السلام - و أن المهدي أنتصر به لديني و أظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا وكرها، قالوا: أقررنا يا رب و شهدنا، و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي و لم يكن لآدم عزم علي الاقرار به و هو قوله عزوجل: «و لقد عهدنا الي آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما»، قال: انما هو: فترك ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال: أدخلوها فهابوها، و قال لأصحاب اليمين: أدخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا و سلاما، فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم أذهبوا فادخلوها، فهابوها، فثم تثبت الطاعة و الولاية و المعصية» [9] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان الله خلق الخلق، فخلق ما أحب مما أحب و كان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، و خلق ما أبغض مما أبغض و كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال: فقلت: و أي شي ء الظلال؟ قال: ألم تر الي ظلك في الشمس شي ء و ليس بشي ء، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم الي الاقرار بالله و هو قوله: «و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله» [10] ، ثم دعاهم الي الاقرار بالنبيين، فأقر بعضهم و أنكر بعضهم، ثم دعاهم الي ولايتنا فأقر بها و لله من أحب و أنكرها من أبغض و هو قوله: «فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل» [11] ، ثم قال أبو



[ صفحه 145]



جعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم» [12] .

كان أبوجعفر عليه السلام يقول: «ان الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية و هم ذر، يوم أخذ الميثاق علي الذر و الاقرار له بالربوبية و لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم بالنبوة» [13] .

كان أبوجعفر عليه السلام يقول: «ان الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا و هم ذر، يوم أخذ الميثاق علي الذر، بالاقرار له بالربوبية و لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم بالنبوة و عرض الله عزوجل علي محمد صلي الله عليه و آله و سلم أمته في الطين و هم أظلة و خلقهم من الطينة التي خلق منها آدم و خلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام و عرضهم عليه و عرفهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عرفهم عليا و نحن نعرفهم في لحن القول» [14] .

قال عليه السلام: «يا أبا الحجاج ان الله خلق محمدا و آل محمد من طينة عليين و خلق قلوبهم من طينة فوق ذلك و خلق شيعتنا من طينة دون عليين و خلق قلوبهم من طينة عليين فقلوب شيعتنا من أبدان آل محمد و ان الله خلق عدو آل محمد من طين سجين و خلق قلوبهم من طين أخبث من ذلك و خلق شيعتهم من طين دون طين سجين و خلق قلوبهم من طين سجين فقلوبهم من أبدان أولئك و كل قلب يحن الي بدنه» [15] .

عنه عليه السلام: قال «القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعني شيئا من الخير و هو قلب الكافر، و قلب فيه نكتة سوداء فالخير و الشر فيه يعتلجان [16] .



[ صفحه 146]



فأيهما كانت منه غلب عليه؛ و قلب مفتوح فيه مصابيح تزهر، و لا يطفأ نوره الي يوم القيامة و هو قلب المؤمن» [17] .

قال عليه السلام: «المؤمن لا ينجسه شي ء» [18] .

قال عليه السلام: «انا و شيعتنا خلقنا من طينة واحدة» [19] .

عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «ان الله خلقنا من أعلي عليين و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، و خلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي الينا، لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية: «كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين - و ما أدراك ما عليون - كتاب مرقوم - يشهده المقربون» [20] و خلق عدونا من سجين و خلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه، و أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي اليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية: «كلا ان كتاب الفجار لفي سجين - و ما أدراك ما سجين - كتاب مرقوم» [21] [22] .

عن أحدهما عليهماالسلام في قول الله عزوجل: «صبغة الله و من أحسن من الله صبغة» قال: «الصبغة هي الاسلام. و قال في قوله عزوجل: «فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي» قال: هي الايمان» [23] .



[ صفحه 147]



عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أحق خلق الله أن يسلم لما قضي الله عزوجل، من عرف الله عزوجل، و من رضي بالقضاء أتي عليه القضاء و عظم الله أجره، و من سخط القضاء مضي عليه القضاء و أحبط الله أجره» [24] .

عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: «الايمان ما استقر في القلب؛ و أفضي به الي الله عزوجل و صدقه العمل بالطاعة لله و التسليم لأمره و الاسلام ما ظهر من قول أو فعل و هو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها و به حقنت الدماء و عليه جرت المواريث و جاز النكاح و اجتمعوا علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج، فخرجوا بذلك من الكفر و أضيفوا الي الايمان، و الاسلام لا يشرك الايمان و الايمان يشرك الاسلام و هما في القول و الفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد و المسجد ليس في الكعبة؛ و كذلك الايمان يشرك الاسلام و الاسلام لا يشرك الايمان، و قد قال الله عزوجل: «قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الايمان في قلوبكم» [25] فقول الله عزوجل أصدق القول قلت: فهل للمؤمن فضل علي المسلم في شي ء من الفضائل و الأحكام و الحدود و غير ذلك؟ فقال: لا، هما يجريان في ذلك مجري واحد؛ و لكن للمؤمن فضل علي المسلم في أعمالهما و ما يتقربان به الي الله عزوجل، قلت: أليس الله يقول: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» [26] و زعمت أنهم مجتمعون علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج مع المؤمن؟ قال: أليس قد قال الله عزوجل: «فيضاعفه له أضعافا كثيرة» [27] ،



[ صفحه 148]



فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عزوجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعون ضعفا، فهذا فضل المؤمن. و يزيده الله في حسناته علي قدر صحة ايمانه أضعافا كثيرة و يفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير، قلت: أرأيت من دخل في الاسلام أليس هو داخلا في الايمان؟ فقال: لا و لكنه قد أضيف الي الايمان و خرج من الكفر و سأضرب لك مثلا تعقل به فضل الايمان علي الاسلام، أرأيت لو بصرت رجلا في المسجد أكنت تشهد أنت رأيته في الكعبة، فقل: لا يجوز لي ذلك، قال: فلو بصرت رجلا في الكعبة أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام؟ قلت: نعم، قال: و كيف ذلك؟ قلت: انه لا يصل الي دخول الكعبة حتي يدخل المسجد، فقال: قد أصبت و أحسنت، ثم قال: كذلك الايمان و الاسلام» [28] .

قال عليه السلام: «الايمان اقرار و عمل و الاسلام اقرار و عمل». و قال عليه السلام: «الايمان ما كان في القلب. و الاسلام ما عليه التناكح و التوارث و حقنت به الدماء. و الايمان يشرك الاسلام و الاسلام لا يشرك الايمان» [29] .

قال عليه السلام: «و الله ان الكفر لأقدم من الشرك و أخبث و أعظم، قال [30] : ثم ذكر كفر ابليبس حين قال الله له: اسجد لآدم فأبي أن يسجد، فالكفر أعظم من الشرك فمن اختار علي الله عزوجل و أبي الطاعة و أقام علي الكبائر فهو كافر و من نصب دينا غير دين المؤمنين فهو مشرك» [31] .

عن يونس قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الايمان و الاسلام



[ صفحه 149]



فقال: قال أبوجعفر عليه السلام: «انما هو الاسلام، و الايمان فوقه بدرجة و اليقين فوق التقوي بدرجة و لم يقسم بين الناس شي ء أقل من اليقين، قال: قلت: فأي شي ء اليقين؟ قال: التوكل علي الله و التسليم لله و الرضا بقضاء الله و التفويض الي الله. قلت فما تفسير ذلك؟ قال: هكذا قال أبوجعفر عليه السلام» [32] .

عن حمران بن أعين قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «ان الله فضل الايمان علي الاسلام بدرجة كما فضل الكعبة علي المسجد الحرام» [33] .

عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له سلام: ان خيثمة ابن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الاسلام فقلت له: ان الاسلام من استقبل قبلتنا و شهد شهادتنا و نسك نسكنا و والي ولينا و عادي عدونا فهو مسلم فقال: صدق خيثمة، قلت: و سألك عن الايمان فقلت: الايمان بالله و التصديق بكتاب الله و أن لا يعصي الله، فقال: صدق خيثمة [34] .

قال عليه السلام: «من قال أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله. كتب الله له ألف ألف حسنة» [35] .

قال عليه السلام: «عروة الله الوثقي التوحيد، و الصبغة الاسلام» [36] .



[ صفحه 150]



عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له فطرة الله التي فطر الناس عليها؟ قال: «التوحيد» [37] .

عن زرارة قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام: «ما تقول في أصحاب الأعراف؟ فقلت ما هم الا مؤمنون أو كافرون ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون و ان دخلوا النار فهم كافرون، فقال: و الله ما هم بمؤمنين و لا كافرين و لو كانوا مؤمنين دخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون و لو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون ولكنهم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم فقصرت بهم الأعمال و انهم لكما قال الله عزوجل، فقلت أمن أهل الجنة هم أو من أهل النار؟ فقال: اتركهم حيث تركهم الله، قلت: أفترجئهم قال: نعم أرجئهم كما أرجئهم الله ان شاء أدخلهم الجنة برحمته و ان شاء ساقهم الي النار بذنوبهم و لم يظلمهم، فقلت: هل يدخل الجنة كافر؟ قال: لا، قلت: هل يدخل النار الا كافر؟ قال: فقال: لا الا أن يشاء الله، يا زرارة انني أقول: ما شاء الله، و أنت لا تقول ما شاء الله، أما انك ان كبرت رجعت و تحللت [عنك] عقدك» [38] .

عن سعد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ان القلوب أربعة: قلب فيه نفاق و ايمان، و قلب منكوس، و قلب مطبوع، و قلب أزهر أجرد - فقلت: ما الأزهر؟ قال: فيه كهيئة السراج - فأما المطبوع فقل المنافق و أما الأزهر فقلب المؤمن ان اعطاه شكر و ان ابتلاه صبر و أما المنكوس فقلب المشرك، ثم قرء الآية: «أفمن يمشي مكبا علي وجهه أهدي أمن يمشي سويا علي صراط مستقيم»» [39] .



[ صفحه 151]



فأما القلب الذي فيه ايمان و نفاق فهم قوم كانوا بالطائف فان أدرك أحدهم أجله علي نفاقه هلك و ان أدركه علي ايمانه نجا [40] .

قال أبوجعفر عليه السلام: «يا زياد اياك و الخصومات. فانها تورث الشك و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسي أن يتكلم بالشي ء فلا يغفر له انه كان فيما مضي قوم تركوا علم ما و كلوا به و طلبوا علم ما كفوه حتي انتهي كلامهم الي الله فتحيروا حتي أن كان الرجل ليدعي من بين يديه فيجيب من خلفه و يدعي من خلفه فيجيب من بين يديه. و في رواية أخري حتي تاهوا في الأرض» [41] .

عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال لي: يا أباعبيدة اياك و أصحاب الخصومات و الكذابين علينا فانهم تركوا ما أمروا بعلمه و تكلفوا علم السماء، يا أباعبيدة خالفوا الناس بأخلاقهم و زايلوهم بأعمالهم، انا لا نعد الرجل فينا عاقلا حتي يعرف لحن القول، ثم قرأ هذه الآية: «و لتعرفنهم في لحن القول» [42] [43] .

قال عليه السلام: «الخصومة تمحق الدين، و تحبط العمل، و تورث الشك» [44] .

قال عليه السلام: «التقية في كل شي ء يضطر اليه ابن آدم فقد أحله الله له» [45] .



[ صفحه 152]



قال عليه السلام: «خالطوهم بالبرانية و خالفوهم بالجوانية اذا كانت الامرة صبيانية» [46] .

قال عليه السلام: «التقية من ديني و دين آبائي و لا ايمان لمن لا تقية له» [47] .

قال عليه السلام: «التقية في كل ضرورة و صاحبها أعلم بها حين تنزل به» [48] .

قال عليه السلام: «انما جعلت التقية ليحقن بها الدم فاذا بلغ الدم فليس تقية» [49] .

عن زرارة قال: سألت أباجعفر عليه السلام عن المستضعف فقال: «هو الذي لا يهتدي حيلة الي الكفر فيكفر و لا يهتدي سبيلا الي الايمان، لا يستطيع أن يؤمن من و لا يستطيع أن يكفر، فهم الصبيان، و من كان من الرجال و النساء علي مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم» [50] .

بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن أدني ما يكون العبد به مشركا، قال: فقال: «من قال للنواة: انها حصاة و للحصاة: انها نواة ثم دان به» [51] .

قال عليه السلام: «من اجتري علي الله في المعصية و ارتكاب الكبائر فهو كافر، و من نصب دينا غير دين الله فهو مشرك» [52] .



[ صفحه 153]



قال عليه السلام: «أدني الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه و يبغض» [53] .

قال عليه السلام: «يكون القلب ما فيه ايمان و لا كفر، شبه المضغة [54] أما يجد أحدكم ذلك» [55] .

قال عليه السلام: «لا ينفع مع الشك و الجحود عمل» [56] .

قال عليه السلام: «يحشر الناس علي نياتهم يوم القيامة» [57] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «فرض الله عزوجل علي العباد خمسا، أخذوا أربعا و تركوا واحدا، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال: الصلاة و كان الناس لا يدرون كيف يصلون، فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم، ثم نزلت الزكاة فقال: يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم، ثم نزل الصوم فكان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذا كان يوم عاشورا بعث الي ما حوله من القري فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان و شوال، ثم نزل الحج فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم، ثم نزلت الولاية و انما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عزوجل: «اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي»، و كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فقال



[ صفحه 154]



عند ذلك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية و متي أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل و يقول قائل.

فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة [58] من الله عزوجل بتلة [59] أو عدني ان لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت: «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته الله يعصمك [60] من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين»، فأخذ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بيد علي عليه السلام فقال: أيها الناس انه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي الا و قد عمره الله، ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن أدعي فأجيب و أنا مسؤول و أنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت و نصحت، و أديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم أشهد - ثلاث مرات - ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب».

قال أبوجعفر عليه السلام: «كان و الله [علي عليه السلام] أمين الله علي خلقه و غيبه و دينه الذي ارتضاه لنفسه، ثم ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حضره الذي حضر، فدعا عليا فقال: يا علي اني أريد أن أئتمنك علي ما ائتمنني الله عليه من غيبه و علمه و من خلقه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك و الله فيها يا زياد أحدا من الخلق ثم ان عليا عليه السلام حضره الذي حضره فدعا ولده و كانوا اثنا عشر ذكرا فقال لهم يا بني ان الله عزوجل قد أبي الا أن يجعل في سنة من يعقوب و ان يعقوب دعا ولده و كانوا اثنا عشر ذكرا، فأخبرهم بصاحبهم، ألا و اني أخبركم بصاحبكم الا ان هذين ابنا رسول



[ صفحه 155]



الله صلي الله عليه و آله و سلم الحسن و الحسين عليهماالسلام فاسمعوا لهما و أطيعوا، و وازروهما فاني قد ائتمنتهما علي ما ائتمنني عليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مما أئتمنه الله عليه من خلقه و من غيبه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه، فأوجب الله لهما من علي عليه السلام ما أوجب لعلي عليه السلام من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فلم يكن لأحد منهما فضل علي صاحبه الا بكبره و ان الحسين كان اذا حضر الحسن لم ينطق في ذلك المجلس حتي يقوم، ثم ان الحسن عليه السلام حضره الذي حضره فسلم ذلك الي الحسين عليه السلام، ثم ان حسينا حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبري فاطمة - بنت الحسين عليه السلام - فدفع اليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهره و كان علي بن الحسين عليه السلام مبطونا لا يرون الا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب الي علي بن الحسين ثم صار و الله ذلك الكتاب الينا».

و ورد هذا الحديث بسند آخر [61] .

قال عليه السلام: «ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان» [62] .

قال عليه السلام: «لا تطعم النار واحدا وصف هذا الأمر» [63] [64] .

عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: «و الله ان في السماء لسبعين صفا من الملائكة، لو اجتمع أهل الأرض كلهم يحصون عدد كل صف منهم ما أحصوهم و انهم ليدينون بولايتنا» [65] .



[ صفحه 156]



عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ما أخلص العبد الايمان بالله عزوجل أربعين يوما - أو قال -: ما أجمل عبد ذكر الله عزوجل أربعين يوما - الا زهده الله عزوجل في الدنيا و بصره داءها و دواءها فأثبت الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه، ثم تلا: «ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم و ذلة في الحياة الدنيا و كذلك نجزي المفترين» [66] .

فلا تري صاحب بدعة الا ذليلا و مفتريا علي الله عزوجل و علي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و علي أهل بيته صلوات الله عليهم الا ذليلا [67] .

قال عليه السلام: «أعداء الله يبدهون بسبنا، أما أنهم لو استطاعوا أن يكونوا من شيعتنا لكانوا ولكنهم لا يستطيعون، ان الله أخذ ميثاقنا و ميثاق شيعتنا و نحن و هم أظلة، فلو جهد الناس أن يزيدوا فيهم رجلا أو ينقصوا منهم رجلا ما قدروا عليه» [68] .

قال عليه السلام: «ان أكبر الكبائر صاحب القول الذي يقول أنا أبرأ ممن يبرأ من أبي بكر و عمر من دون العرش فقال سبحان الله تبرأ من فاطمة» [69] .

عن أبي حازم قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فقلت و الله لأصلين في ولايتهما [70] و لأطرينهما [71] حتي أنظر ما يقول لي ففعلت فلما سمع مني ما أقول قال: «مه مه فنهاني فانكسرت عما قلت حتي علم أن ذلك وقع في نفسي و أن نهيه اياي قد كسرني عن قولي فأقبل الي فقال ألا أحدثك بأقبح



[ صفحه 157]



ما فعلا قلت بلي جعلت فداك قال كان أقبح ما فعلا». ان الله تبارك و تعالي حين أمر رسول الله بولاية علي فقام بها بغدير خم توثقا عند ذلك ان قتل الله محمدا ثم ولينا من الأمر شي ء أن يزوياه عن آل محمد عليهم السلام [72] .

عن أبي جعفر قال [73] : قال: «ان حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال، فمن أقر به فزيدوه و من أنكره فذروه، انه لابد من أن يكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة [74] حتي يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين، حتي لا يبقي الا نحن و شيعتنا» [75] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «قال الله تبارك و تعالي: لأعذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية كل امام جائر ليس من الله، و ان كانت الرعية في أعمالها برة تقية؛ و لأعفون عن كل رعية في الاسلام دانت بولاية كل امام عادل من الله و ان كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة» [76] .

عن محمد بن مسلم قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «كل من دان الله عزوجل بعبادة يجهد فيها نفسه و لا امام له من الله فسعيه غير مقبول، و هو ضال متحير و الله شاني ء لأعماله، و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها، فهجمت ذاهبة و جائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنت اليها و اغترت بها، فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها فحنت اليها و اغترت بها فصاح



[ صفحه 158]



بها الراعي: الحقي براعيك و قطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك، فهجمت ذعرة، متحيرة، تائهة، لا راعي يرشدها الي مرعاها أو يردها، فبينا هي كذلك اذا اغتنم الذئب ضيعتها، فأكلها، و كذلك و الله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا امام له من الله عزوجل ظاهر عادل، أصبح ضالا تائها، و ان مات علي هذه الحالة مات ميتة كفر و نفاق، و اعلم يا محمد أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا علي شي ء، و ذلك هو الضلال البعيد [77] .

قال عليه السلام: «من أصبح يجد برد حبنا علي قلبه فليحمد الله علي بادي النعم، قيل و ما بادي النعم؟ قال: طيب الولادة» [78] .

عن اسماعيل بن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أعرض عليك ديني الذي أدين الله عزوجل به؟ قال: فقال: «هات قال: قلت: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و الاقرار بما جاء به من عندالله و أن عليا كان اماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسن اماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسين اماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده علي بن الحسين اماما فرض الله طاعته حتي انتهي الأمر اليه، ثم قلت: أنت يرحمك الله؟ قال: فقال: هذا دين الله و دين ملائكته» [79] .

قال أبوجعفر عليه السلام: «و ان الروح و الراحة و الفلج و العون و النجاح و البركة و الكرامة و المغفرة و المعافاة و اليسر و البشري و الرضوان و القرب



[ صفحه 159]



و النصر و التمكن و الرجاء و المحبة من الله عزوجل لمن تولي عليا و ائتم به، و بري ء من عدوه، و سلم لفضله و للأوصياء من بعده، حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي و حق علي ربي تبارك و تعالي أن يستجيب لي فيهم، فانهم أتباعي و من تبعني فانه مني» [80] .

قال عليه السلام: «ما يبالي من عرفه الله هذا الأمر أن يكون علي قلة جبل يأكل من نبات الأرض حتي يأتيه الموت» [81] .

قال عليه السلام: «يا شجرة [82] بحبنا تغفر لكم الذنوب» [83] .

عن أبي حمزة قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «ما أحد من هذه الأمة يدين بدين ابراهيم عليه السلام الا نحن و شيعتنا و لا هدي من هدي من هذه الأمة الا بنا، و لا ضل من ضل من هذه الأمة الا بنا» [84] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «بني الاسلام علي خمس: بني علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية و لم يناد بشي ء كما نودي بالولاية» [85] .

عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: يا ابن رسول الله هل تعرف مودتي لكم و انقطاعي اليكم و موالاتي اياكم؟ قال: فقال: «نعم، قال: فقلت: فاني أسألك مسألة تجيبني فيها فاني مكفوف البصر قليل



[ صفحه 160]



المشي و لا أستطيع زيارتكم كل حين قال: هات حاجتك، قلت: أخبرني بدينك الذي تدين الله عزوجل به أنت و أهل بيتك لأدين الله عزوجل به قال: ان كنت أقصرت الخطبة [86] فقد أعظمت المسألة و الله لأعطينك ديني و دين آبائي الذي ندين الله عزوجل به، شهادة أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الاقرار بما جاء به من عندالله و الولاية لولينا و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا و انتظار قائمنا و الاجتهاد و الورع» [87] .

دخل رجل علي أبي جعفر عليه السلام و معه صحيفة فقال له أبوجعفر عليه السلام: «هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل فقال: رحمك الله هذا الذي أريد، فقال أبوجعفر عليه السلام: شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم عبده و رسوله، و تقر بما جاء من عندالله و الولاية لنا أهل البيت و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا و الورع و التواضع و انتظار قائمنا فان لنا دولة اذا شاء الله جاء بها» [88] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ألا أخبرك [89] بالاسلام أصله و فرعه و ذروة سنامه قلت: بلي جعلت فداك قال: أما أصله فالصلاة و فرعه الزكاة و ذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ان شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قلت: نعم جعلت فداك قال: الصوم جنة من النار، و الصدقة تذهب بالخطيئة، و قيام الرجل في جوف الليل بذكر الله، ثم قرأ عليه السلام: «تتجافي جنوبهم عن المضاجع»» [90] .



[ صفحه 161]



عن سدير قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام: «ان المؤمنين علي منازل منهم علي واحدة و منهم علي اثنتين و منهم علي ثلاث و منهم علي أربع و منهم علي خمس و منهم علي ست و منهم علي سبع فلو ذهبت تحمل علي صاصب الوحدة اثنتين لم يقو، و علي صاحب الاثنتين ثلاثا لم يقو، و علي صاحب الثلاث أربعا لم يقو، و علي صاحب الأربع خمسا لم يقو، و علي صاحب الخمس ستا لم يقو، و علي صاحب الست سبعا لم يقو، و علي هذه الدرجات» [91] .

عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لما أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بيد علي عليه السلام يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد من بر و لا بحر الا أتاه فقالوا: يا سيدهم و مولاهم [92] ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوي، و قال أحدهما [93] لصاحبه: أما تري عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون، يعنون رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صرخ ابليس صرخة بطرب، فجمع أولياءه فقال: أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد و لم يكفر بالرب و هؤلاء نقضوا العهد و كفروا بالرسول. فلما قبض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أقام الناس غير علي لبس ابليس تاج الملك و نصب منبرا وقعد في الوثبة [94] و جمع خيله و رجله ثم قال لهم: اطربوا لا



[ صفحه 162]



يطاع الله حتي يقوم الامام. و تلا أبوجعفر عليه السلام: «و لقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين»» [95] .

قال أبوجعفر عليه السلام: «كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الظن من ابليس حين قالوا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: انه ينطق عن الهوي فظن بهم ابليس ظنا فصدقوا ظنه» [96] .

عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فدعا بالغداء، فأكلت معه طعاما ما أكلت قط طعاما أنظف منه و لا أطيب منه، فلما فرغنا من الطعام قال: يا أباخالد كيف رأيت طعامنا؟ - قلت: جعلت فداك ما رأيت أنظف منه قط و لا أطيب، ولكني ذكرت الآية التي في كتاب الله «لتسئلن يومئذ عن النعيم»، فقال أبوجعفر عليه السلام: «لا انما تسئلون عما أنتم عليه من الحق» [97] .

عن جابر الجعفر قال: تلوت علي أبي جعفر عليه السلام هذه الآية من قوله تعالي: «ليس لك من الأمر شي ء»، قال: «ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حرص أن يكون ولي الأمر من بعده و ذلك الذي عني الله: «ليس لك من الأمر شي ء»، و كيف لا يكون له من الأمر شي ء و قد فوض اليه فقال: ما أحل النبي صلي الله عليه و آله و سلم فهو حلال، و ما حرم النبي صلي الله عليه و آله و سلم فهو حرام» [98] .

عن أبي عبدالله الجعفي قال: قال لي أبوجعفر محمد بن علي عليهماالسلام: «كم الرباط [99] عندكم؟ قلت: أربعون، قال: لكن رباطنا رباط



[ صفحه 163]



الدهر، و من ارتبط فينا دابة كان له وزنها و وزن وزنها ما كانت عنده، و من ارتبط فينا سلاحا كان له وزنه ما كان عنده، لا تجزعوا من مرة [100] و لا من مرتين و لا من ثلاث و لا من أربع فانما مثلنا و مثلكم مثل نبي كان في بني اسرائيل فأوحي الله عزوجل اليه أن ادع قومك للقتال فاني سأنصرك، فجمعهم من رؤوس الجبال و من غير ذلك ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف و لا طعنوا برمح حتي انهزموا، ثم أوحي الله تعالي اليه ان ادع قومك الي القتال فاني سأنصرك، فجمعهم ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف و لا طعنوا برمح حتي انهزموا، ثم أوحي الله تعالي اليه أن ادع قومك الي القتال فاني سأنصرك، فجمعهم ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف و لا طعنوا برمح حتي انهزموا، ثم أوحي الله اليه أن ادع قومك الي القتال فاني سأنصرك فدعاهم فقالوا: وعدتنا النصر فما نصرنا فأوحي الله تعالي اليه اما أن يختاروا القتال أو النار؛ فقال: يا رب القتال أحب الي من النار فدعاهم فأجابه منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر عدة أهل بدر فتوجه بهم فما ضربوا بسيف و لا طعنوا برمح حتي فتح الله عزوجل لهم» [101] .

عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أباجعفر عليه السلام عن الاستطاعة و قول الناس، فقال، و تلا هذه الآية: «و لا يزالون مختلفين - الا من رحم ربك و لذلك خلقهم» [102] يا أبا عبيدة الناس مختلفون في اصابة القول و كلهم هالك، قال: قلت: قوله: «الا من رحم ربك»؟ قال: هم شيعتنا و لرحمته خلقهم و هو خلقهم و هو قوله: «و لذلك خلقهم»، يقول: لطاعة الامام، الرحمة التي يقول: «و رحمتي وسعت كل شي ء»، يقول: علم الامام و وسع علمه الذي هو من علمه كل شي ء هم شيعتنا، ثم قال:



[ صفحه 164]



«فسأكتبها للذين يتقون» [103] يعني ولاية غير الامام و طاعته، ثم قال: «يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الانجيل» يعني النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الوصي و القائم، «يأمرهم بالمعروف» (اذا قام) «و ينهاهم عن المنكر» و المنكر من أنكر فضل الامام و جحده «ويحل لهم الطيبات» أخذ العلم من أهله «ويحرم عليهم الخبائث» و الخبائث قول من خالف «و يضع عنهم اصرهم» و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام «و الأغلال التي كانت عليهم» و الأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الامام، فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم اصرهم و الاصر الذنب و هي الآصار، ثم نسبهم فقال «فالذين آمنوا به» (يعني بالامام) «و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون» [104] يعني الذين اجتنبوا الجبت و الطاغوت أن يعبدوها و الجبت و الطاغوت فلان و فلان و فلان و العبادة طاعة الناس لهم، ثم قال: «و أنيبوا الي ربكم و أسلموا له» [105] ثم جزاهم فقال: «لهم البشري في الحياة الدنيا و في الآخرة» [106] و الامام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره و بقتل أعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود علي محمد - صلي الله عليه و آله و سلم الصادقين - علي الحوض» [107] .

عن أحدهما أنه قال: «لا يكون العبد مؤمنا حتي يعرف الله و رسوله و الأئمة كلهم و امام زمانه، و يرد اليه و يسلم له»، ثم قال، كيف يعرف الآخر و هو يجهل الأول؟! [108] .



[ صفحه 165]



قال عليه السلام: «لا يستكمل عبد الايمان حتي يعرف أنه يجري لآخرهم [109] ما جري لأولهم؛ و هم في الحجة و الطاعة و الحلال و الحرام سواء و لمحمد و أميرالمؤمنين فضلهما» [110] .

عنه عليه السلام قال: «أقبل أبوبكر و عمر و الزبير و عبدالرحمن بن عوف فجلسوا بفناء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فخرج اليهم النبي و انقطع شسعه فرمي بنعله الي علي بن أبي طالب عليهماالسلام فقال ان عن يمين الله عزوجل أو عن يمين العرش قوما علي منابر من نور وجوههم من نور و ثيابهم من نور تغشي أبصار الناظرين من دونهم.»

قال أبوبكر من هم يا رسول الله فسكت فقال الزبير من هم يا رسول الله فسكت، فقال عبدالرحمن من هم يا رسول الله فسكت فقال علي بن أبي طالب عليه السلام من هم يا رسول الله.

فقال صلي الله عليه و آله و سلم «هم قوم تحابوا بورع الله علي غير أنساب و لا أموال أولئك شيعتك و أنت امامهم يا علي» [111] .

قال عليه السلام: «اني لأعلم أن هذا الحب الذي تحبونا ليس بشي ء صنعتموه ولكن الله صنعه» [112] .

عن اسماعيل الجعفي قال: دخل رجل علي أبي جعفر عليه السلام: و معه صحيفة مسائل شبه الخصومة: فقال له أبوجعفر عليه السلام: «هذه صحيفة تخاصم علي الدين الذي يقبل الله فيه العمل؟ فقال: رحمك الله هذا الذي



[ صفحه 166]



أريد. فقال أبوجعفر عليه السلام: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و تقر بما جاء من عندالله و الولاية لنا أهل البيت و البراءة من عدونا، و التسليم لنا و التواضع و الطمأنينة و انتظار أمرنا، فان لنا دولة ان شاء الله تعالي جاء بها» [113] .

عبدالحميد الوابشي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له ان لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتي أنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها؟ فقال «سبحان الله و أعظم ذلك، ألا أخبركم بمن هو شر منه؟ قلت: بلي قال: الناصب لنا شر منه، أما انه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا الا مسحت الملائكة ظهره و غفر له ذنوبه كلها الا أن يجي ء بذنب يخرجه من الايمان و ان الشفاعة لمقبولة و ما تقبل في ناصب و ان المؤمن ليشفع لجاره و ما له حسنة، فيقول: يا رب جاري كان يكف الأذي فيشفع فيه فيقول الله تبارك و تعالي: أنا ربك و أنا أحق من كافي عنك فيدخله الجنة و ما له من حسنة و ان أدني المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا فعند ذلك يقول؟ أهل النار: «فما لنا من شافعين - و لا صديق حميم»» [114] [115] .

قال عليه السلام: «ما لكم ترون أني نبي الله؟ لا و الله ما أنا كذلك ولكن لي قرابة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ولادة، فمن وصلها وصله الله، و من أحبها أحبه الله، و من حرمها حرمه الله، أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة، فلم يتكلم منا أحد و كان هو الراد علي نفسه فقال: ذاك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرما و جعل بيته فيها، ثم قال: أتدرون أي بقعة في مكة أفضل



[ صفحه 167]



عندالله حرمة؟ فلم يتكلم منا أحد، فكان هو الراد علي نفسه فقال: ذاك المسجد الحرام، ثم قال: أتدرون أي البقعة في المسجد الحرام أعظم حرمة عند الله؟ فلم يتكلم منا أحد، فكان هو الراد علي نفسه، فقال: ذاك بين الركن و الحجر الأسود و ذلك باب الكعبة، و ذلك حطيم اسماعيل، الذي كان يزود فيه غنيماته و يصلي فيه؛ و الله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قائم الليل مصليا حتي يجيئه النهار، و صائم النهار حتي يجيئه الليل، ثم لم يعرف لنا حقنا و حرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا» [116] .

عن الفضيل قال: دخلت مع أبي جعفر عليه السلام المسجد الحرام و هو متكي ء علي فنظر الي الناس و نحن علي باب شيبة فقال: يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا و لا يدينون دينا، يا فضيل أنظر اليهم مكبين علي وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين علي وجوههم، ثم تلا هذه الآية: «أفمن يمشي مكبا علي وجهه أهدي أمن يمشي سويا علي صراط مستقيم» [117] ، يعني و الله عليا عليه السلام و الأوصياء عليهم السلام، ثم تلا هذه الآية: «فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا و قيل هذا الذي كنتم به تدعون» [118] .

أميرالمؤمنين عليه السلام؛ «يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم و لا يغفر الذنوب الا لكم و لا يتقبل الا منكم و انكم لأهل هذه الآية: «ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما» [119] .



[ صفحه 168]



يا فضيل، أما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة و تكفوا ألسنتكم و تدخلوا الجنة، ثم قرأ: «ألم تر الي الذين قيل لهم كفوا أيديكم و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة» [120] ، أنتم و الله أهل هذه الآية» [121] .

عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: «يا جابر أيكتفي من ينتحل [122] التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا الا من أتقي الله و أطاعه و ما كانوا يعرفون يا جابر الا بالتواضع و التخشع و الأمانة و كثرة ذكر الله و الصوم و الصلاة و البر بالوالدين و التعاهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس الا من خير؛ و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء». قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة، فقال: «يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول: أحب عليا و أتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟ فلو قال: اني أحب رسول الله فرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من علي عليه السلام ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته ما نفعه حبه اياه شيئا، فاتقوا الله و اعملوا لما عندالله، ليس بين الله و بين أحد قرابة، أحب العباد الي الله عزوجل [و أكرمهم عليه] أتقاهم و أعملهم بطاعته، يا جابر و الله ما يتقرب الي الله تبارك و تعالي الا بالطاعة و ما معنا براءة من النار و لا علي الله لأحد حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي و من كان لله عاصيا فهو لنا عدو؛ و ما تنال ولايتنا الا بالعمل و الورع» [123] .

قال عليه السلام: «يابن مسلم الناس أهل رياء غيركم و ذلكم أنكم أخفيتم



[ صفحه 169]



ما يحب الله عزوجل و أظهرتم ما يحب الناس و الناس أظهروا ما يسخط الله عزوجل و أخفوا ما يحبه الله، يابن مسلم ان الله تبارك و تعالي رأف بكم فجعل المتعة عوضا لكم عن الأشربة» [124] [125] .

قال عليه السلام: للفضيل بن يسار: «يا فضيل، تأتي الجبل تنحت منه، و المؤمن لا يستقل منه شي ء» [126] .

قال عليه السلام: «يحشر العبد يوم القيامة و ما ندي دما فيدفع اليه شبه المحجمة [127] أو فوق ذلك فيقال له هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب انك لتعلم أنك قبضتني و ما سفكت دما فيقول: بلي سمعت من فلان رواية كذا و كذا، فرويتها عليه فنقلت حتي صارت الي فلان الجبار فقتله عليها و هذا سهمك من دمه» [128] .

قال عليه السلام: «اتقوا الله و استعينوا علي ما أنتم عليه بالورع و الاجتهاد في طاعة الله، فان أشد ما يكون أحدكم اغتباطا ما هو عليه لو قد صار في حد الآخرة و انقطعت صار في حد الآخرة و انقطعت الدنيا عنه، فاذا كان في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم و الكرامة من الله و البشري بالجنة، و أمن ممن كان يخاف، و أيقن أن الذي كان عليه هو الحق و أن من خالف دينه علي باطل هالك» [129] .

ميسر قال: كنت أنا و علقمة الحضرمي، و أبوحسان العجلي، و عبد



[ صفحه 170]



الله بن عجلان، ننتظر أباجعفر عليه السلام، فخرج علينا فقال: «مرحبا و أهلا، و الله اني لأحب ريحكم و أرواحكم، و انكم لعلي دين الله».

فقال له علقمة: فمن كان علي دين الله، تشهد أنه من أهل الجنة؟ قال: فمكث هنيئة ثم قال: بوروا [130] أنفسكم، فان لم تكونوا قارفتم الكبائر فأنا أشهد. قلنا و ما الكبائر؟

قال: «سبع: الشرك بالله العظيم، و أكل مال اليتيم، و قذف المحصنة [و عقوق الوالدين، و قتل النفس، و الربا، و الفرار من الزحف [131] .

قال: قلنا: ما منا أحد أصاب من هذا شيئا.

فقال: «فأنتم اذا ناجون، فاجعلوا أمركم هذا لله و لا تجعلوه للناس فانه ما كان للناس فهو للناس، و ما كان لله فهو له، فلا تخاصموا الناس بدينكم، فان الخصومة ممرضة للقلب؛ ان الله قال لنبيه: «انك لا تهدي من أحببت» [132] ، و قال: «أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين»» [133] [134] .

عن سدير قال: سمعت أباجعفر عليه السلام و هو داخل و أنا خارج و أخذ بيدي، ثم استقبل البيت فقال: «يا سدير انما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا و هو قول الله: «و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي» - ثم أومأ بيده الي صدره -



[ صفحه 171]



الي ولايتنا. ثم قال: يا سدير فأريك الصادين عن دين الله، ثم نظر الي أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد، فقال: هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدي من الله و لا كتاب مبين، ان هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك و تعالي و عن رسوله صلي الله عليه و آله و سلم حتي يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك و تعالي و عن رسوله صلي الله عليه و آله و سلم» [135] .

قال عليه السلام: «بلية الناس علينا عظيمة، ان دعوناهم لم يستجيبوا لنا، و ان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا» [136] .

عن سدير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: اني تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال: فقال: و ما أنت و ذاك، انما كلف الناس ثلاثة: معرفة الأئمة، و التسليم لهم فيما ورد عليهم، و الرد اليهم فيما اختلفوا فيه [137] .

قال عليه السلام: «ان حديثكم [138] هذا لتشمئز منه قلوب الرجال فانبذوه اليهم نبذا فمن أقر به فزيدوه و من أنكره فذروه، انه لابد من أن يكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتي يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتي لا يبقي الا نحن و شيعتنا» [139] .

عنه عليه السلام: «ارتد الناس بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم الا ثلاثة نفر المقداد بن



[ صفحه 172]



الأسود، و أبوذر الغفاري و سلمان الفارسي، ثم ان الناس عرفوا و لحقوا بعد» [140] .

عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: أتخلون و تتحدثون و تقولون ما شئتم؟ فقلت: اي والله انا لنخلو و نتحدث و نقول ما شئنا، فقال: أما و الله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله اني لأحب ريحكم و أرواحكم، و انكم علي دين الله و دين ملائكته فأعينوا بورع و اجتهاد [141] .

عنه عليه السلام قال: «ان فقراء المؤمنين ينقلبون في رياض الجنة قبل أغنياؤهم بأربعين خريفا [142] ، ثم قال: سأضرب لك مثال ذلك، انما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما علي عاشر [143] فنظر في احديهما فلم يجد فيها شيئا، فقال: أسربوها [144] ، و نظر في الأخري فاذا هي موقرة [145] ، فقال: أحبسوها» [146] .

قال عليه السلام: «ان الأرواح جنود مجندة، تلتقي فتتشام كما تتشام الخيل، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف، و لو أن مؤمنا دخل مسجدا فيه أناس كثير ليس فيهم الا مؤمن واحد، الا مالت نفسه الي ذلك المؤمن حتي يجلس اليه».

و ان المؤمن ليستريح الي أخيه المؤمن، كما يستريح الطير الي شكله.



[ صفحه 173]



و ان المؤمنين في ايثارهم و تراحمهم و تعاطفهم، كمثل الجسد اذا اشتكي تداعي سائره بالسهر.

ثم قال: لا - و الله - لا يكون المؤمن مؤمنا حتي يكون كذلك [147] .

قال عليه السلام: «للمؤمن علي الله تعالي عشرون خصلة، يفي له بها، له علي الله تعالي: ألا يفتنه و لا يضله، و له علي الله أن لا يعريه و لا يجوعه [و له علي الله أن لا يشمت به عدوه] [148] ، و له علي الله أن لا يخذله و يعزه [و له علي الله أن لا يهتك ستره] [149] ، و له علي الله أن لا يميته غرقا و لا حرقا، و له علي الله أن لا يقع علي شي ء و لا يقع عليه شي ء، و له علي الله أن يقيه مكر الماكرين، و له علي الله أن يعيذه من سطوات الجبارين، و له علي الله أن يجعله معنا في الدنيا و الآخرة، و له علي الله أن لا يسلط عليه من الأدواء ما يشين خلقته [و له علي الله أن يعيذه من البرص و الجذام] [150] ، و له علي الله أن لا يميته علي كبيرة، و له علي الله أن لا ينسيه مقامه في المعاصي حتي يحدث توبة، و له علي الله أن لا يحجب عنه (علمه و يعرفه بحجته) [151] ، و له علي الله أن [لا] [152] يغرز في قلبه الباطل، و له علي الله أن يحشره يوم القيامة و نوره يسعي بين يديه، و له علي الله أن يوفقه لكل خير، و له علي الله أن لا يسلط عليه عدوه فيذله، و له علي الله أن يختم له بالأمن و الايمان و يجعله معنا في الرفيق الأعلي، هذه شرائط الله عزوجل للمؤمنين» [153] .



[ صفحه 174]



عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولاة دماءنا و أموالنا و عذابنا، قال: و ما هو؟ قال: الرافضة، فقال أبوجعفر عليه السلام: ان سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون. فأتوا موسي عليه السلام فلم يكن في قوم موسي عليه السلام أحد أشد اجتهادا و لا أشد حبا لهارون منهم فسماهم قوم موسي الرافضة، فأوحي الله الي موسي: أن ثبت لهم هذا الاسم في التوراة فاني قد نحلتهم و ذلك اسم قد نحلكموه الله [154] .

عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أدعوا الناس الي حبك بما في يدي؟ فقال: لا، قلت أن استرشدني أحد أرشده؟ قال: نعم، ان استرشدك فأرشده فان استزادك فزده، فان جاحدك فجاحده [155] .

قال عليه السلام: «ان المؤمن ليذنب فيذكره بعد عشرين سنة ليستغفر منه فيغفر له و انما ذكره ليغفر له و ان الكافر ليذنب الذنب فينساه ساعته» [156] .

قال عليه السلام: «كل مؤمن شهيد و ان مات علي فراشه فهو شهيد و هو كمن مات في عسكر القائم عجل الله تعالي فرجه قال: أيحبس نفسه علي الله ثم لا يدخله الجنة» [157] .

عنه عليه السلام: «من أعاننا بلسانه علي عدونا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عزوجل» [158] .



[ صفحه 175]



عن أبن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اذا زني الرجل فارقه روح الايمان؟ قال: هو قوله: «و أيدهم بروح منه» ذاك الذي يفارقه [159] .

عن أبي حمزة قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «لكل مؤمن حافظ و سايب، قلت و ما الحافظ و ما السايب يا أباجعفر؟ قال: الحافظ من الله تبارك و تعالي حافظ من الولاية يحفظ به المؤمن أينما كان و أما السايب فبشارة محمد صلي الله عليه و آله و سلم يبشر الله تبارك و تعالي بها المؤمن أينما كان و حيثما كان» [160] .

جابر الجعفي قال: سألت أباجعفر عليه السلام: هل للناس علي الله عدة تتنجز بالمغفرة لهم، قال لا الا شيعتنا فانه مغفور لهم [161] .

قال عليه السلام: «ان المؤمن ابتلي بأهل بيته الخاصة فان لم يكن له أهل بيته فجاره الأدني فالأدني» [162] .

قال أبوجعفر عليه السلام: «الناس كلهم بهائم - ثلاثا [163] - الا قليل من المؤمنين، و المؤمن غريب - ثلاث مرات -» [164] .

قال عليه السلام: «المؤمن أصلب من الجبل، الجبل يستقل [165] منه و المؤمن لا يستقل من دينه شي ء» [166] .



[ صفحه 176]



قال عليه السلام: «يا عبدالواحد ما يضر رجلا - اذا كان علي ذا الرأي - ما قال الناس له و لو قالوا: مجنون؛ و ما يضره و لو كان علي رأس جبل يعبد الله حتي يجيئه الموت» [167] .

قال عليه السلام: «ما يبالي من عرفه الله هذا الأمر أن يكون علي قلة جبل يأكل من نبات الأرض حتي يأتيه الموت» [168] .

قال عليه السلام: «اذا مات المؤمن خلي علي جيرانه من الشياطين عدد ربيعة و مضر، كانوا مشتغلين به» [169] .

قال عليه السلام: «انما يبتلي المؤمن في الدنيا علي قدر دينه - أو قال [170] - علي حسب دينه» [171] .

عن ناجية قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان المغيرة يقول: ان المؤمن لا يبتلي بالجذام و لا بالبرص و لا بكذا و لا بكذا؟ فقال: ان كان لغافلا عن صاحب ياسين انه كان مكنعا [172] - ثم رد أصابعه [173] - فقال: كأني أنظر الي تكنيعه أتاهم فأنذرهم، ثم عاد اليهم من الغد فقتلوه، ثم قال: ان المؤمن يبتلي بكل بلية و يموت بكل ميتة الا أنه لا يقتل نفسه [174] .

قال عليه السلام: «ان الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء» [175] .



[ صفحه 176]



قال عليه السلام: «يا عبدالواحد ما يضر رجلا - اذا كان علي ذا الرأي - ما قال الناس له و لو قالوا: مجنون؛ و ما يضره و لو كان علي رأس جبل يعبد الله حتي يجيئه الموت» [176] .

قال عليه السلام: «ما يبالي من عرفه الله هذا الأمر أن يكون علي قلة جبل يأكل من نبات الأرض حتي يأتيه الموت» [177] .

قال عليه السلام: «اذا مات المؤمن خلي علي جيرانه من الشياطين عدد ربيعة و مضر، كانوا مشتغلين به» [178] .

قال عليه السلام: «انما يبتلي المؤمن في الدنيا علي قدر دينه - أو قال [179] - علي حسب دينه» [180] .

عن ناجية قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان المغيرة يقول: ان المؤمن لا يبتلي بالجذام و لا بالبرص و لا بكذا و لا بكذا؟ فقال: ان كان لغافلا عن صاحب ياسين انه كان مكنعا [181] - ثم رد أصابعه [182] - فقال: كأني أنظر الي تكنيعه أتاهم فأنذرهم، ثم عاد اليهم من الغد فقتلوه، ثم قال: ان المؤمن يبتلي بكل بلية و يموت بكل ميتة الا أنه لا يقتل نفسه [183] .

قال عليه السلام: «ان الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء» [184] .



[ صفحه 177]



قال عليه السلام: «ان الله تبارك و تعالي اذا أحب عبدا غته [185] بالبلاء غتا وثجه [186] بالبلاء ثجا، فاذا دعاه قال: لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت اني علي ذلك لقادر و لئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك» [187] .

قال عليه السلام: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأماثل فالأماثل» [188] .

قال عليه السلام: «لا يصيب قرية عذاب و فيها سبعة من المؤمنين» [189] .

عن جابر الجعفي قال: تقبضت [190] بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتي يعرف ذلك أهلي في وجهي، و صديقي، فقال: نعم يا جابر ان الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان و أجري فيهم من ريح روحه فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه و أمه. فاذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها [191] .

عن أبي اسماعيل قال: قلت: لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك ان الشيعة عندنا كثير فقال: [ف] هل يعطف الغني علي الفقير؟ و هل يتجاوز المحسن عن المسي ء؟ و يتواسون؟ فقلت: لا، فقال: ليس هؤلاء شيعة، الشيعة من يفعل هذا [192] .



[ صفحه 178]



عن أبي جعفر عليه السلام: قال: «لم تتواخوا علي هذا الأمر و انما تعارفتم [193] عليه» [194] .

مالك بن أعين الجهني قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: «يا مالك ان الله يعطي الدنيا من يحب و يبغض و لا يعطي دينه الا من يحب» [195] .

قال عليه السلام: «ان هذه الدنيا يعطيها الله البر و الفاجر و لا يعطي الايمان: الا صفوته من خلقه» [196] .

قيل لأبي جعفر الباقر عليه السلام: ان أصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة فلو أمرتهم لأطاعوك و اتبعوك، فقال: يجي ء أحدهم الي كيس أخيه فيأخذ منه حاجته؟ فقال: لا، قال: فهم بدمائهم أبخل، ثم قال: ان الناس في هدنة تناكحهم و توارثهم و يقيم عليهم الحدود و تؤدي أماناتهم حتي اذا قام القائم (عج) جاءت المزايلة و يأتي الرجل الي كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه [197] .

قال عليه السلام: «ان الله لن يغفر الا لنا و ان شيعتنا هم الفائزون يوم القيامة» [198] .

عنه عليه السلام قال: «ان الله تبارك و تعالي يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم علي ما كان منهم من الذنوب و العيوب و وجوههم كالقمر ليلة



[ صفحه 179]



البدر، مسكنة روعاتهم، مستورة عوراتهم قد أعطوا الأمن و الأمان يخاف الناس و لا يخافون، و يحزن الناس و لا يحزنون، يحشرون علي نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ قد ذللت من غير رياضة اعناقها من ياقوت أحمر ألين من الحرير لكرامتهم علي الله تعالي» [199] .

قال عليه السلام: «لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله عزوجل قائما كان أو جالسا أو مضطجعا، ان الله تعالي يقول: «الذين يذكرون الله قياما و قعودا و علي جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار»» [200] [201] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «انا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الايمان و حقيقة النفاق» [202] .

عن ضريس قال: تماري الناس عند أبي جعفر عليه السلام فقال بعضهم: حرب [203] علي شر من حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؛ و قال بعضهم: حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم شر من حرب علي عليه السلام قال: فسمعهم أبوجعفر عليه السلام فقال: ما تقولون؟ فقالوا: أصلحك الله تمارينا في حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و في حرب علي عليه السلام.

فقال بعضنا: حرب علي عليه السلام شر من حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و قال بعضنا: حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم شر من حرب علي عليه السلام، فقال أبو



[ صفحه 180]



جعفر عليه السلام، لا بل حرب علي عليه السلام شر من حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقلت له: جعلت فداك أحرب علي عليه السلام شر من حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: نعم و سأخبرك عن ذلك؛ «ان حرب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لم يقروا بالاسلام، و ان حرب علي عليه السلام أقر بالاسلام ثم جحدوه» [204] .

عن سعد الاسكاف قال: أتيت أباجعفر عليه السلام في بعض ما أتيته فجعل يقول: لا تعجل متي حميت الشمس علي و جعلت أتتبع الأفياء [205] ، فما لبث أن خرج علي قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البثوت [206] قد أنهكتهم العبادة، قال: فوالله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال لي: أراني قد شققت عليك، قلت: أجل و الله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بي لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد كأن ألوانهم الجراد الصفر، قد أنهكتهم العبادة فقال: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم قال أولئك اخوانك من الجن، قال: فقلت: يأتونك؟ قال: نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم و حلالهم و حرامهم [207] .

عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له بمكة أو بمني: يابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما أكثر الحاج قال: ما أقل الحاج ما يغفر الله الا لك و لأصحابك و لا يتقبل الا منك و من أصحابك [208] .

قال الباقر عليه السلام: «اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله، ثم تلا هذه الآية: «ان في ذلك لآيات للمتوسمين» [209] .



[ صفحه 181]



و قيل له عليه السلام: ان الناس يروون عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: أشرفكم في الجاهلية أشرفكم في الاسلام فقال: صدقوا و ليس حيث تذهبون، كان أشرفهم في الجاهلية أسخاهم نفسا و أحسنهم خلقا و أحفظهم جوارا و أكفهم أذي فأولئك الذين لما أسلموا لم يزدهم الاسلام الا خيرا [210] .

عن الواسطي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتي أنه ليدع الصلاة فضلا فقال: سبحان الله و أعظم ذلك ثم قال: ألا أخبرك بمن هو شر منه؟ قلت: بلي قال: الناصب لنا شر منه [211] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أعينونا بالورع، فانه من لقي الله عزوجل منكم بالورع كان له عندالله فرجا، و ان الله عزوجل يقول: «و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا» [212] .

فمنا النبي و منا الصديق و الشهداء و الصالحون» [213] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «يا معشر الشيعة - شيعة آل محمد - كونوا النمرقة [214] الوسطي يرجع اليكم الغالي و يلحق بكم التالي، فقال له رجل من الأنصار يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟ قال: قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، فليس أولئك منا و لسنا منهم. قال فما التالي؟ قال:



[ صفحه 182]



المرتاد يريد الخير، يبلغه الخير يؤجر عليه [215] ثم أقبل علينا فقال: و الله ما معنا من الله براءة و لا بيننا و بين الله قرابة و لا لنا علي الله حجة و لا نتقرب الي الله الا بالطاعة، فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه ولايتنا، و من كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا، ويحكم لا تغتروا» [216] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا الا من أطاع الله عزوجل» [217] .

قال عليه السلام: «لا يزال الهم و الغم بالمؤمن حتي ما يدع له من ذنب [218] .

قال عليه السلام: «ان أهل الحق منذ كانوا لم يزالوا في شدة، أما ان ذلك الي مدة قريبة و عافية طويلة و ان الله جعل وليه غرضا لعدوه» [219] .

قال عليه السلام: «يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح مثل ما كان يكتب له (في حقه) في صحته، و يكتب للكافر من العمل السيي ء مثل ما كان يكتب له في صحته، ثم قال: يا جابر ما أشد هذا من حديث؟!» [220] .

قال عليه السلام: «لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر، لتمني أن يقرض بالمقاريض» [221] .



[ صفحه 183]



قال عليه السلام: «ان الله عزوجل أخذ ميثاق المؤمن علي بلايا أربع الأولي: أيسرها عليه: مؤمن مثله يحسده، و الثانية: منافق يقفو أثره، و الثالثة: شيطان يعرض له يفتنه و يضله، و الرابعة: كافر بالذي آمن به يري جهاده جهادا، فما بقاء المؤمن بعد هذا» [222] .

عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: «لتمحصن يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين لأن صاحب الكحل يعلم متي يقع في العين و لا يعلم متي يذهب، فيصبح أحدكم و هو يري أنه علي شريعة من أمرنا فيمسي و قد خرج منها و يمسي و هو علي شريعة من أمرنا فيصبح و قد خرج منها» [223] .

قال عليه السلام: «ما من عبد الا و في قلبه نكتة بيضاء، فاذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء، فان تاب ذهب ذلك السواد و ان تماري في الذنوب زاد ذلك السواد حتي يغطي البياض فاذا [ت] غطي البياض لم يرجع صاحبه الي خير أبدا و هو قول الله عزوجل: «كلا بل ران علي قلوبهم ما كان يكسبون»» [224] .

قال عليه السلام: «ان الكفار و المشركين (يعيرون) يرون أهل التوحيد في النار فيقولون: ما نري توحيدكم أغني عنكم شيئا و ما أنتم و نحن الا سواء قال: فيأنف لهم الرب عزوجل فيقول للملائكة: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله و يقول للمؤمنين: مثل ذلك حتي اذا لم يبق أحد «الا» تبلغه الشفاعة قال تبارك و تعالي: أنا أرحم الراحمين أخرجوا برحمتي فيخرجون



[ صفحه 184]



كما يخرج الفراش قال: ثم قال أبوجعفر عليه السلام: ثم مدت العمد و أعمدت «و أصمدت» عليهم و كان و الله الخلود» [225] .

قال عليه السلام: «ان الله عزوجل اذا كان من أمره أن يكرم عبدا و له ذنب ابتلاه بالسقم، فان لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة فان لم يفعل به ذلك شدد عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب قال: و اذا كان من أمره أن يهين عبدا و له عنده حسنة صحح بدنه، فان لم يفعل به ذلك وسع عليه رزقه، فان هو لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافيه بتلك الحسنة» [226] .

قال عليه السلام: «من استفاد أخا في الله علي ايمان بالله و وفاء باخائه طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله و أمانا من عذاب الله و حجة يفلج بها يوم القيامة و عزا باقيا و ذكرا ناميا لأن المؤمن من الله عزوجل لا موصول و لا مفصول قيل له عليه السلام: ما معني لا مفصول و لا موصول؟ قال: لا موصول به أنه هو و لا مفصول منه أنه من غيره» [227] .

قال عليه السلام: «من كان مؤمنا فعمل خيرا في ايمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له و حسب بكل شي ء كان عمله في ايمانه و لا يبطله الكفر اذا تاب بعد كفره» [228] .

قال عليه السلام: «من قعد في مجلس يسب فيه امام من الأئمة، يقدر علي الانتصاب [229] فلم يفعل ألبسه الله الذل في الدنيا و عذبه في الآخرة و سلبه



[ صفحه 185]



صالح ما من به عليه من معرفتنا» [230] .

قال عليه السلام: «لا دين لمن دان بطاعة من عصي الله، و لا دين لمن دان بفرية باطل علي الله، و لا دين لمن دان بجحود شي ء من آيات الله» [231] .

قال عليه السلام: «يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن اذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة و المغفرة، أما و الله انها ليست الا لأهل الايمان قلت: فان عاد بعد التوبة و الاستغفار من الذنوب و عاد في التوبة؟! فقال: يا محمد بن مسلم أتري العبد المؤمن يندم علي ذنبه و يستغفر منه و يتوب ثم لا يقبل الله توبته قلت: فانه فعل ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب و يستغفر [الله]، فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار و التوبة عاد الله عليه بالمغفرة و ان الله غفور رحيم، يقبل التوبة و يعفو عن السيئات، فاياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله» [232] .

قال عليه السلام: «عشرة من لقي الله بهن دخل الجنة، شهادة أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله و الاقرار بما جاء به من عندالله، و اقام الصلاة، و ايتاء الزكاة و صوم رمضان، و حج البيت، و الولاية لأولياء الله، و البراءة من أعداء الله، و اجتناب كل مسكر» [233] .

قال عليه السلام: «ان الله تبارك و تعالي أجري في المؤمن من ريح روح الله و الله تبارك و تعالي يقول «رحماء بينهم» [234] .

قال عليه السلام: «لا يقضي الله تعالي قضاء للمسلم الا كان خيرا له، و لو قطع



[ صفحه 186]



قطعة قطعة كان خيرا له، و ان ملك مشارق الأرض و مغاربها كان خيرا له:» [235] .

قال عليه السلام: «في قضاء الله عزوجل كل خير للمؤمن» [236] .

قال عليه السلام: «أحق من خلق الله بالتسليم لما قضي الله من عرف الله، و من رضي بالقضاء أتي عليه القضاء و عظم عليه أجره و من سخط القضاء مضي عليه القضاء و أحبط الله أجره» [237] .

قال عليه السلام: «ما بين أحدكم و بين أن يري ما تقربه عينه الا أن تبلغ نفسه هذه فيأتيه ملك الموت فيقول: أما ما كنت تطمع فيه من الدنيا فقد فاتك فأما ما كنت تطمع فيه من الآخرة فقد أشرفت عليه و أمامك بسلف صدق رسول الله و علي و ابراهيم» [238] .

قال عليه السلام: «انما يغتبط أحدكم حين تبلغ نفسه ها هنا، فينزل عليه ملك» [239] فيقول: أما ما كنت ترجو فقد أعطيته، و أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، فيفتح له باب الي منزله من الجنة و يقال له: أنظر الي مسكنك من الجنة، و انظر هذا رسول الله و فلان و فلان و فلان [240] هم رفقاؤك [و هو قوله تعالي] [241] «الذين آمنوا و كانوا يتقون، لهم البشري في الحياة الدنيا و في الآخرة» [242] [243] .



[ صفحه 187]



عن بعض أصحابنا قال: رفعت الي امرأة غزلا، فقال: أدفعه بمكة لتخاط به كسوة الكعبة، قال: فكرهت أن أدفعه الي الحجبة و أنا أعرفهم، فلما صرت الي المدينة دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فقلت له: جعلت فداك، ان امرأة اعطتني غزلا، و حكيت له قول المرأة و كراهتي لدفع الغزل الي الحجبة، فقال: اشتر به عسلا و زعفرانا، وخذ من طين قبر الحسين عليه السلام و اعجنه بماء السماء، و اجعل فيه شيئا من عسل و زعفران و فرقه علي الشيعة ليتداووا به مرضاهم [244] .

قيل لأبي جعفر عليه السلام: ان عكرمة مولي ابن عباس قد حضرته الوفاة، قال فانتقل ثم قال: ان أدركته علمته كلاما لم تطعمه النار فدخل عليه داخل فقال: قد هلك (قال) فقال له أبي: فعلمناه فقال: و الله ما هو الا هذا الأمر الذي انتم عليه [245] .

عنه عليه السلام قال: «بينا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في نفر من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يخرج قوم من قبورهم، وجوههم أشد بياضا من القمر، عليهم ثياب أشد بياضا من اللبن، عليهم نعال من نور شركها من ذهب، فيؤتون بنجائب من نور، عليها رحائل من نور، أزمتها سلاسل من ذهب، و ركبها من زبرجد، فيركبون عليها حتي يصيروا أمام العرش و الناس يهتمون و يغتمون و يحزنون و هم يأكلون و يشربون، فقال علي عليه السلام: من هم يا رسول الله؟ - فقال: أولئك شيعتك و أنت امامهم» [246] .

قال عليه السلام: «لا دين لمن دان بطاعة من عصي الله، و لا دين لمن دان



[ صفحه 188]



بفرية باطل علي الله، و لا دين لمن دان بجحود شي ء من آيات الله» [247] .

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «مررت أنا و أبوجعفر عليه السلام علي الشيعة و هم ما بين القبر و المنبر، فقلت لأبي جعفر عليه السلام: شيعتك و مواليك جعلني الله فداك، قال: أين هم؟ فقلت أراهم ما بين القبر و المنبر، فقال: اذهب بي اليهم فذهب فسلم عليهم، ثم قال: و الله اني لأحب ريحكم و أرواحكم فأعينوا مع هذا بورع و اجتهاد، انه لا ينال ما عند الله الا بورع و اجتهاد و اذا ائتممتم بعبد فاقتدوا به، أما و الله انكم لعلي ديني و دين آبائي ابراهيم و اسماعيل و ان كان هؤلاء علي دين أولئك فأعينوا علي هذا بورع و اجتهاد» [248] .

عن زرارة قلت لأبي جعفر عليه السلام: يدخل النار مؤمن؟ قال: لا والله، قلت: فما يدخلها الا كافر؟ قال لا الا من شاء الله، فلما رددت عليه مرارا، قال لي: أي زرارة اني أقول: لا و أقول: الا من شاء الله و أنت تقول: لا و لا تقول الا من شاء الله «الي أن قال» [249] قال: فقال لي: «يا زرارة ما تقول فيمن أقر لك بالحكم أتقتله؟ ما تقول في خدمكم و أهليكم أتقتلهم»؟ قال: فقلت أنا - و الله - الذي لا علم لي بالخصومة [250] .



[ صفحه 191]




پاورقي

[1] الخصال ج 2 ص 359.

[2] الجبلة: الطبيعة.

[3] في نسخة أخري «العليم».

[4] في نسخة أخري «أيهم».

[5] في نسخة أخري «يريد».

[6] أصول الكافي ج 2 ص 10 / 9 / 8.

[7] أديم الأرض: وجه الأرض.

[8] سورة الأعراف آية 172.

[9] أصول الكافي ج 2 ص 8.

[10] سورة الزخرف آية 87.

[11] سورة يونس آية 74.

[12] أصول الكافي ج 1 ص 437 / 436.

[13] أصول الكافي ج 1 ص 436.

[14] أصول الكافي ج 1 ص 438.

[15] بصائر الدرجات ص 14.

[16] في القاموس ج 1 ص 200. اعتلجوا: اتخذوا صراعا و قتالا.

[17] أصول الكافي ج 2 ص 423.

[18] المحاسن ج 1 ص 133.

[19] المحاسن ج 1 ص 135.

[20] سورة المطففين آية 21 / 18.

[21] سورة الطففين آية 9 - 7.

[22] أصول الكافي ج 1 ص 390.

[23] أصول الكافي ج 2 ص 14.

[24] أصول الكافي ج 2 ص 62.

[25] سورة الحجرات آية 14.

[26] سورة الأنعام آية 160.

[27] سورة البقرة آية 245.

[28] أصول الكافي للكليني ج 2 ص 27 / 26.

[29] تحف العقول للحراني ص 297.

[30] أي زرارة قال أن الامام الباقر صلوات الله عليه ذكر... الخ.

[31] أصول الكافي ج 2 ص 384 / 383.

[32] أصول الكافي ج 2 ص 52.

[33] أصول الكافي ج 2 ص 52.

[34] أصول الكافي ج 2 ص 38.

[35] أصول الكافي ج 1 ص 518.

[36] المحاسن ج 1 ص 241.

[37] أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 274.

[38] أصول الكافي للكليني ج 2 ص 408.

[39] سورة الملك آية 22.

[40] أصول الكافي ج 2 ص 423.

[41] أصول الكافي ج 1 ص 92.

[42] سورة محمد آية 30.

[43] التوحيد للصدوق ص 459.

[44] التوحيد للصدوق ص 458.

[45] أصول الكافي ج 2 ص 220.

[46] أصول الكافي ج 2 ص 220.

[47] أصول الكافي ج 1 ص 219.

[48] أصول الكافي ج 2 ص 219.

[49] أصول الكافي ج 2 ص 220.

[50] أصول الكافي ج 2 ص 404.

[51] أصول الكافي ج 2 ص 397.

[52] المحاسن ج 1 ص 209.

[53] المحاسن ج 1 ص 207.

[54] المضغة بالضم القطعة من اللحم.

[55] أصول الكافي ج 2 ص 420.

[56] أصول الكافي ج 2 ص 400.

[57] مشكاة الأنوار ص 147.

[58] عزيمة: أمر قاطع.

[59] بتلة: مقطوعة.

[60] يعصمك: يمنعك من الناس اذا أرادوا بك شرا.

[61] أصول الكافي ج 1 ص 291 / 290.

[62] أعلام الوري للطبرسي ص 270.

[63] أي قال بولاية آل محمد صلوات الله عليهم.

[64] المحاسن ج 1 ص 149.

[65] أصول الكافي ج 1 ص 437.

[66] سورة الأعراف آية 152.

[67] أصول الكافي ج 2 ص 16.

[68] المحاسن للبرقي صث 136 / 135.

[69] الغايات لجعفر بن أحمد بن علي القمي ص 85.

[70] المقصود هنا أبوبكر و عمر.

[71] لأطرينهما: لأمدحنهما.

[72] الغايات لجعفر بن أحمد بن علي القمي ص 100.

[73] أي الراوي.

[74] من تتخذه معتمدا عليه من غير أهلك.

[75] أصول الكافي ج 1 ص 370.

[76] أصول الكافي ج 1 ص 376.

[77] أصول الكافي ج 1 ص 184 / 183.

[78] روضة الواعظين للنيسابوري ج 2 ص 271.

[79] أصول الكافي ج 1 ص 188.

[80] أصول الكافي ج 1 ص 210.

[81] أصول الكافي ج 2 ص 245.

[82] اسم رجل و هو من الرواة.

[83] أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 68.

[84] روضة الكافي للكليني ص 254.

[85] أصول الكافي ج 2 ص 18.

[86] ما يتقدم من الكلام المناسب قبل اظهار المطلوب.

[87] أصول الكافي ج 2 ص 22 / 21.

[88] أصول الكافي ج 2 ص 23.

[89] مخاطبا الراوي.

[90] أصول الكافي ج 2 ص 24 / 23.

[91] أصول الكافي ج 2 ص 45.

[92] أي قالوا: يا سيدنا و يا مولانا و انما غيره لئلا يوهم انصرافه اليه عليه السلام و هذا شائع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضي القائل لنفسه كما في قوله تعالي: «أن لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين» و قوله (ماذا دهاك) يقال: دهاه اذا أصابته داهية (مرآة العقول).

[93] أحد الخليفتين الأول و الثاني لصاحبه.

[94] الوثبة: الوسادة.

[95] سورة سبأ آية 20.

[96] روضة الكافي ص 344.

[97] المحاسن للبرقي ص 400.

[98] الاختصاص للشيخ المفيد ص 332.

[99] الرباط: ملازمة ثغر العدو «القاموس».

[100] أي لا تجزعوا من عدم نصرنا و غلبة العدو علينا مرة أو مرتين.

[101] روضة الكافي ص 382 / 381.

[102] سورة هود آية 118 و 119.

[103] سورة الأعراف.

[104] سورة الأعراف آية 156.

[105] سورة الزمر آية 55.

[106] سورة يونس آية 64.

[107] أصول الكافي ج 1 ص 429.

[108] أصول الكافي ج 1 ص 180.

[109] المقصود هنا أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم.

[110] الاختصاص للشيخ المفيد ص 22.

[111] بشارة المصطفي لشيعة المرتضي للطبري ص 200.

[112] المحاسن للبرقي ص 149.

[113] أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 182.

[114] سورة الشعراء آية 100 و 101.

[115] الروضة من الكافي ص 101.

[116] المحاسن ج 1 ص 92 / 91.

[117] سورة الملك آية 22.

[118] سورة الملك آية 27.

[119] سورة النساء آية 31.

[120] سورة النساء آية 77.

[121] روضة الكافي ص 289 / 288.

[122] ينتحل: يدعي.

[123] أصول الكافي ج 2 ص 75 / 74.

[124] أي أن الله أحل لكم المتعة عوضا عما يستحله المخالفون من الأشربة المحرمة.

[125] روضة الكافي ص 151.

[126] أعلام الدين ص 142.

[127] المحجمة: قارورة الحجام.

[128] أصول الكافي ج 2 ص 371 / 370.

[129] المحاسن ج 1 ص 178 / 177.

[130] باره: جربه و امتحنه - الصحاح مادة - بور - ج 2 ص 597.

[131] أثبتنا من البحار ما بين المعقوفتين]».

[132] سورة القصص آية 56.

[133] سورة يونس آية 99.

[134] اعلام الدين للديلمي ص 456 / 455.

[135] أصول الكافي ج 1 ص 393 / 392.

[136] أعلام الوري للطبرسي ص 270.

[137] أصول الكافي ج 1 ص 390.

[138] أي أن حديث الشيعة تشمئز منه قلوب المخالفين.

[139] الغيبة للنعماني ص 136.

[140] الاختصاص للشيخ المفيد ص 6.

[141] أصول الكافي ج 2 ص 187.

[142] المراد هنا أربعون سنة.

[143] العاشر: من نصبه الحاكم علي الطريق لأخذ صدقة التجار و أمنهم من اللصوص.

[144] أسربوها: السرب: الطريق. يقال دخل له سربه: أي طريقه.

[145] موقرة: أوقر النخلة: كثر حملها فهي موقرة.

[146] أمالي الشيخ الطوسي ص 141.

[147] اعلام الدين للديلمي ص 440.

[148] أثبتناه من الخصال للصدوق.

[149] أثبتناه من الخصال للصدوق.

[150] أثبتناه من الخصال للصدوق.

[151] في الخصال: معرفته بحجته.

[152] أثبتناه من الخصال.

[153] أعلام الدين للديلمي ص 452 / 451.

[154] المحاسن ج 1 ص 157.

[155] المحاسن ج 1 ص 232.

[156] أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 305.

[157] أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 289.

[158] أمالي الشيخ المفيد ص 33.

[159] أصول الكافي ج 2.

[160] روضة الكافي للكليني ص 176.

[161] مشكاة الأنوار للطبرسي ص 95.

[162] مشكاة الأنوار ص 288.

[163] أي قال ذلك ثلاث مرات.

[164] أصول الكافي ج 2 ص 242.

[165] يستقل من القلة أي ينقص.

[166] أصول الكافي ج 2 ص 241.

[167] أصول الكافي ج 2 ص 245.

[168] أصول الكافي ج 2 ص 245.

[169] أصول الكافي ج 2 ص 251.

[170] الشك من الراوي.

[171] أصول الكافي ج 2 ص 253.

[172] المكنع: أشل اليد أو مقطوعها.

[173] هذا من كلام الراوي.

[174] أصول الكافي ج 2 ص 254.

[175] أصول الكافي ج 2 ص 247.

[176] أصول الكافي ج 2 ص 245.

[177] أصول الكافي ج 2 ص 245.

[178] أصول الكافي ج 2 ص 251.

[179] الشك من الراوي.

[180] أصول الكافي ج 2 ص 253.

[181] المكنع: أشل اليد أو مقطوعها.

[182] هذا من كلام الراوي.

[183] أصول الكافي ج 2 ص 254.

[184] أصول الكافي ج 2 ص 247.

[185] غته: غمسه.

[186] الثج: سيلان دماء الهدي و الأضاحي، وثج الماء: سال، وثجه: أساله.

[187] أصول الكافي ج 2 ص 253.

[188] أصول الكافي ج 2 ص 253.

[189] أصول الكافي ج 2 ص 247.

[190] أي ظهر علي الانقباض في مقابل السرور.

[191] أصول الكافي ج 2 ص 166.

[192] أصول الكافي ج 2 ص 173.

[193] في بعض النسخ (لكن تعارفتم) و المراد أن الأخوة في الدين كانت ثابتة في عالم الأرواح و لما جئتم للدنيا تعارفتم.

[194] أصول الكافي ج 2 ص 168.

[195] أصول الكافي ج 2 ص 215.

[196] أصول الكافي ج 2 ص 215.

[197] الاختصاص للشيخ المفيد ص 24.

[198] بشارة المصطفي لشيعة المرتضي للطبري ص 76.

[199] بشارة المصطفي لشيعة المرتضي للطبري ص 56.

[200] سورة آل عمران آية 191.

[201] أمالي الشيخ المفيد ص 310.

[202] أصول الكافي ج 1 ص 438.

[203] المراد هنا من الحرب: أي الذين حاربوا الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و أميرالمؤمنين صلوات الله عليه.

[204] الروضة من الكافي ص 252.

[205] جمع في ء.

[206] البثوت: الطيلسان.

[207] أصول الكافي ج 1 ص 394.

[208] بشارة المصطفي لشيعة المرتضي للطبري ص 88.

[209] أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 300.

[210] مجموعة ورام ج 2 ص 250.

[211] المحاسن ج 1 ص 186.

[212] سورة النساء آية 69.

[213] أصول الكافي ج 2 ص 78.

[214] النمرقة: الوسادة الصغيرة.

[215] أي التالي هو الذي يريد الخير و شيعتنا من يبلغه الخير و يوجر لذلك.

[216] أصول الكافي ج 2 ص 76 / 75.

[217] أصول الكافي ج 2 ص 73.

[218] أصول الكافي ج 2 ص 446.

[219] اعلام الدين للديلمي ص 434.

[220] التمحيص لمحمد بن الهمام ص 43.

[221] اعلام الدين للديلمي ص 432.

[222] المؤمن للأهوازي ص 21.

[223] الغيبة للطوسي ص 206.

[224] أصول الكافي ج 2 ص 273.

[225] الزهد للأهوازي ص 98.

[226] أصول الكافي ج 2 ص 444.

[227] تحف العقول ص 295.

[228] أصول الكافي ج 2 ص 461.

[229] في بعض النسخ [علي الانصراف] و في بعضها [الانتصاف] و الانتصاف: الانتقام و في القاموس انتصف منه: استوفي حقه منه كاملا حتي صار علي النصف سواء.

[230] أصول الكافي ج 2 ص 379.

[231] أصول الكافي ج 2 ص 379.

[232] أصول الكافي ج 2 ص 334.

[233] المحاسن ج 1 ص 13.

[234] المحاسن للبرقي ج 1 ص 131.

[235] أعلام الدين للديلمي ص 432.

[236] المؤمن للأهوازي ص 15.

[237] التمحيص للأهوازي ص 62.

[238] الزهد للأهوازي ص 85.

[239] في تفسير العياشي: ملك الموت.

[240] في تفسير العياشي: و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام.

[241] ما بين المعقوفتين أثبتناه من البحار.

[242] سورة يونس آية 64 / 63.

[243] اعلام الدين للديلمي ص 458.

[244] المحاسن للبرقي ص 500.

[245] المحاسن للبرقي ص 149.

[246] المحاسن للبرقي ص 179.

[247] أمالي الشيخ المفيد ص 309.

[248] الروضة من الكافي ص 240.

[249] الاضافة مني اقتصارا علي موضع الحاجة. (محسن).

[250] أصول الكافي ج 2 ص 385.