بازگشت

من خطبة له في وعظ الناس


قال أبوجعفر عليه السلام: أيها الناس أين تذهبون و أين يراد بكم، بنا هدي الله أولكم و بنا يختم آخركم، فان يكن لكم ملك معجل، فان لنا ملكا مؤجلا و ليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عزوجل: «و العاقبة للمتقين» [1] [2] .

قال عليه السلام: أيها الناس انكم في هذه الدار أغراض تنتضل فيكم المنايا، لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره الا بانقضاء آخر من أجله فأية أكلة ليس فيها غصص؛ أم أي شربة ليس فيها شرق [3] ؟ استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه، فان اليوم غنيمة وغدا لا تدري لمن هو.

أهل الدنيا سفر [4] يحلون عقد رحالهم في غيرها: قد خلت منا أصول نحن فروعها، فما بقاء الفرع بعد أصله. أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم



[ صفحه 278]



و أبعد آمالا؟! أتاك يا ابن آدم ما لا ترده. و ذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا. ما لك منه الا لذة تزدلف بك الي حمامك [5] ؟! و تقر بك من أجلك؟! فكأنك قد صرت الحبيب المفقود و السواد المخترم [6] فعليك بذات نفسك ودع ما سواها و استعن بالله يعنك.


پاورقي

[1] سورة القصص آية 83.

[2] أصول الكافي ج 1 ص 471.

[3] الشرق: الغص.

[4] السفر: المسافرون.

[5] الحمام: قضاء الموت و قدره.

[6] السواد المخترم: الشخص الذي مات.