بازگشت

رسالة الي سعد الخير


كتب أبوجعفر عليه السلام الي سعد الخير بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه معرفة ما لا ينبغي تركه و طاعة من رضي الله رضا، فقلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته تعجب ان رضي الله و طاعته و نصيحته لا تقبل و لا توجد و لا تعرف الا في عباد غرباء، أخلاء من الناس قد اتخذهم الناس سخريا لما يرمونهم به من المنكرات؛ و كان يقال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتي يكون أبغض الي الناس من جيفة الحمار، و لو لا أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله - و أعيذك بالله و ايانا من ذلك - لقربت علي



[ صفحه 282]



بعد منزلتك. و اعلم رحمك الله أنه لا تنال محبة الله الا ببغض كثير من الناس و لا ولايته الا بمعاداتهم و فوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون.

يا أخي ان الله عزوجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل الي الهدي و يصبرون معهم علي الأذي، يجيبون داعي الله و يدعون الي الله فأبصرهم رحمك الله فانهم في منزلة رفيعة و ان أصابتهم في الدنيا و ضيعة أنهم يحيون بكتاب الله الموتي و يبصرن بنور الله من العمي، كم قتيل لابليس قد أحيوه و كم من تائه ضال قد هدوه، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد و ما أحسن أثرهم علي العباد و أقبح آثار العباد عليهم [1] .


پاورقي

[1] روضة الكافي للكليني ص 56.