بازگشت

وصية أخري لجابر


قال عليه السلام لجابر: «أصبحت و الله يا جابر محزونا مشغول القلب، فقلت: جعلت فداك ما حزنك و شغل قلبك، كل هذا علي الدنيا؟ فقال عليه السلام: لا يا جابر ولكن حزن هم الآخرة، يا جابر من دخل قلبه خالص حقيقة الايمان شغل عما في الدنيا من زينتها ان زينة زهرة الدنيا انما هي لعب و لهو و ان الدار الآخرة لهي الحيوان. يا جابر ان المؤمن لا ينبغي له أن يركن و يطمئن الي زهرة الحياة الدنيا. و اعلم أن أبناء الدنيا هم أهل غفلة و غرور و جهالة و أن أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون أهل العلم و الفقه و أهل فكرة و اعتبار و اختبار لا يملون من ذكر الله.

و اعلم يا جابر أن أهل التقوي هم الأغنياء، أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم يسيرة، ان نسيت الخير ذكروك. و ان عملت به أعانوك. أخروا شهواتهم و لذاتهم خلفهم و قدموا طاعة ربهم أمامهم. و نظروا الي سبيل الخير و الي ولاية أحباء فأحبوهم، و تولوهم و اتبعوهم.



[ صفحه 291]



فانزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم ارتحلت عنه، أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به و سررت ثم انتبهت من رقدتك و ليس في يدك شي ء. و اني انما ضربت لك مثلا لتعقل و تعمل به ان وفقك الله له. فاحفظ يا جابر ما استودعك من دين الله و حكمته. و انصح لنفسك و انظر ما الله عندك في حياتك، فكذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك. و انظر فان تكن الدنيا علي [غير] ما وضعت لك فتحول عنها الي دار المستعتب اليوم، فلرب حريص علي أمر من أمور الدنيا قد ناله، فلما ناله كان عليه و بالا و شقي به و لرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به» [1] .


پاورقي

[1] تحف العقول لابن شعبة الحراني ص 287 / 286.