بازگشت

حروب أميرالمؤمنين


سأله رجل من شيعته عن حروب أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فقال عليه السلام له: «بعث الله محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بخمسة أسياف:

ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتي تضع الحرب أوزارها و لن تضع الحرب أوزارها حتي تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم «فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا» [1] و سيف مكفوف. و سيف منها مغمود سله الي غيرنا و حكمه الينا.

فأما السيوف الثلاثة الشاهرة: فسيف علي مشركي العرب قال الله



[ صفحه 441]



عزوجل: «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد» [2] ، «فان تابوا - أي آمنوا - و أقاموا الصلاة ء و آتوا الزكاة فاخوانكم في الدين» [3] ، هؤلاء لا يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام و أموالهم في ء و ذراريهم سبي علي ما سن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فانه سبي و عفا و قبل الفداء. و السيف الثاني علي أهل الذمة قال الله سبحانه: «و قولوا للناس حسنا» [4] ، نزلت هذه الآية في أهل الذمة و نسخها قوله: «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون» [5] ، فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا الجزية أو القتل و ما لهم في ء، و ذراريهم سبي، فاذا قبلوا الجزية علي أنفسهم حرم علينا سبيهم و حرمت أموالهم و حلت لنا مناكحهم و من كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم و أموالهم و لم تحل لنا مناكحتهم و لم يقبل منهم الا دخول دار الاسلام و الجزية أو القتل و السيف الثالث علي مشركي العجم كالترك و الديلم و الخزر قال الله عزوجل في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم ثم قال: «فضرب الرقاب حتي اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد و اما فداء حتي تضع الحرب أوزارها» [6] ، فأما قوله: «فاما منا بعد» يعني بعد السبي منهم «و اما فداء» يعني المفاداة بينهم و بين أهل الاسلام فهؤلاء لن يقبل منهم الا القتل



[ صفحه 442]



أو الدخول في الاسلام و لا يحل لنا نكاحهم ما داموا في دار الحرب. و أما السيف المكفوف فسيف علي أهل البغي و التأويل قال الله عزوجل: «و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما - صلحا - فان بغت احداهما علي الأخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفي ء الي أمر الله» [7] ، فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان منكم من يقاتل بعدي علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل فسئل النبي صلي الله عليه و آله و سلم من هو؟ فقال: خاصف النعل - يعني أميرالمؤمنين - و قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ثلاثا و هذه الرابعة و الله لو ضربونا حتي يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا علي الحق و أنهم علي الباطل و كانت السيرة فيهم من أميرالمؤمنين عليه السلام مثل ما كان من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أهل مكة يوم فتحها فانه لم يسب لهم ذرية و قال: من أغلق بابه فهو آمن و من ألقي سلاحه فهو آمن. و كذلك قال أميرالمؤمنين عليه السلام: يوم البصرة نادي فيهم لا تسبوا لهم ذرية و لا تدففوا [8] علي جريح و لا تتبعوا مدبرا. و من أغلق بابه و ألقي سلاحه فهو آمن و السيف المغمود فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عزوجل: «النفس بالنفس و العين بالعين» [9] ، فسله الي أولياء المقتول و حكمه الينا فهذه السيوف التي بعث الله بها محمدا صلي الله عليه و آله و سلم فمن جحدها أو جحدوا واحدا منها أو شيئا من سيرها و أحكامها فقد كفر بما أنزل الله تبارك و تعالي علي محمد نبيه صلي الله عليه و آله و سلم [10] .


پاورقي

[1] سورة الأنعام، الآية 158.

[2] سورة التوبة آية 5.

[3] سورة التوبة آية 11.

[4] سورة البقرة آية 83.

[5] سورة التوبة آية 30.

[6] سورة محمد صلي الله عليه و آله آية 4.

[7] سورة الحجرات آية 9.

[8] دفف علي الجريح: أجهز عليه و أتم قتله.

[9] سورة المائدة آية 45.

[10] تحف العقول ص 290 / 288.