بازگشت

يزيد بن عبد الملك


101 - 105 ه‍. ق

شديد الفخر ظاهر الكبر يحب اللهو ويستعمل الحجاب [1] .

قتل يزيد بن المهلب وجميع آل المهلب ابن أبي صفرة وكانوا مشهورين بالكرم والشجاعة [2] .

ولما استخلف قال سيروا سيرة عمر بن عبد العزيز. فأتوه بأربعين شيخا شهدوا له أن الخلفاء لا حساب عليهم ولا عذاب [3] .

فأقبل علي الظلم وإتلاف المال والشرب والانهماك علي سماع الغناء والخلوة بالقيان وكان ممن استولي علي عقله جارية يقال لها حبابة وكانت تغنيه [4] .

وغنت له يوما قول الشاعر: صفحنا عن بني ذهل وقلنا القوم إخوان... الخ قال لحبابة غنيني بحياتي فقالت يا أمير المؤمنين هذا شعر لا أعرف أحدا يغني به إلا الأحول المكي. فوجه يزيد إلي صاحب مكة إذا أتاك كتابي هذا فابعث إلي فلان بن أبي لهب ألف دينار لنفقة طريقه واحمله إلي علي ما شاء من دواب البريد... ففعل فلما قدم عليه قال غني بشعر الفند الزماني فغناه فأجاد وأحسن وأطرب فقال أعد فأعاده فأجاد وأطرب يزيد فقال له عمن أخذت هذا الغناء قال: أخذته من أبي وأخذه أبي عن أبيه قال يزيد: لو لم ترث إلا هذا الصوت لكان أبو لهب رضي الله عنه ورثكم خيرا كثيرا. فقال يا أمير المؤمنين إن أبا لهب مات كافرا مؤذيا لرسول الله (ص) قال: قد أعلم ما تقول ولكني داخلني عليه رقة إذ كان يجيد الغناء [5] .

ويقول عنه ابن الطقطقي: كان



[ صفحه 39]



خليع بني أمية [6] .

وما ذكرت هذا المقطع من حياة يزيد بن عبد الملك إلا للاطلاع فقط، لنري هل يرجي ممن يترحم علي أبي لهب - الذي يقول الله فيه تبت يدا أبي لهب - الخير لأبناء الرسول (ص). ولقد ولي علي المدينة - عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري السيئ السيرة والصيت، الذي عامل الناس بالظلم والتعسف، وكان أكثر عداء للأنصار، واستمرت ولايته حتي سنة 104 ه‍


پاورقي

[1] التنبيه والأشراف ص 277.

[2] تاريخ أبي الفداء ج 2 ص 212.

[3] تاريخ الخلفاء ص 246.

[4] شذرات الذهب ج 1 ص 128.

[5] شذرات الذهب ج 1 ص 129.

[6] الفخري في الآداب السلطانية.