بازگشت

الوليد بن يزيد بن عبد الملك


125 - 126 ه‍

ويقال له الخليع بن الفاسق وكان صاحب لهو ولعب ولما صار الأمر إليه ولي عشور المدينة وسوقها ابن حرملة وهو مولي لعثمان بن عفان فكان إذا تزوج رجل امرأة أخذ الزكاة من مهرها. وإن مات أحد أخذ الزكاة من ميراثه، فقالوا فيه:



ولما وليت السوق أحدثت

سنة وحيدية يعتادها كل ظالم



وشاركت نسوانا لنا في مهورها

ومن مات منا من غني وعادم [1] .



جمع المغنين من سائر الأقطار وأنشد هو:



ليت حظي اليوم من كل معاش ومراد

قهوة أبذل فيها كل طرفي وبلادي



فيظل القلب فيها هايما في كل واد أن

في ذاك صلاحي وفلاحي ورشاد [2] .



قال عنه الديار بكري: الزنديق ابن يزيد... وكان فاسقا متهتكا بويع بالخلافة بعد موت عمه هشام. [3] وأذن للصبح مرة وعنده جارية يشرب الخمر معها... وحلف لا يصلي بالناس غيرها فخرجت وهي سكرانة فلبست ثيابه وتنكرت وصلت بالناس [4] .

وفي رواية لامه بعض



[ صفحه 45]



الأعيان علي ذلك فخرج هو وصلي بهم صلاة الصبح ست عشرة ركعة وفي أمالي السيد المرتضي: أما الوليد فكان مشهورا بالإلحاد متظاهرا بالعناد غير محتشم في اطراح الدين أحدا ولا مراقب فيه بشرا عزم علي أن يبني فوق البيت الحرام قبة يشرب عليها الخمور ويشرف علي الطواف [5] .

- وقال يزيد بن الوليد وهو الملقب بالناقص لما ولي نشدت الله رجلا سمع شيئا من الوليد إلا أخبر به، فقام ثور بن يزيد فقال: أشهد لسمعته وهو يقول:



اسقياني وابن حرب

واسترانا بإزار



واتركا من طلب الجنة

يسعي في خسار



سأسوس الناس حتي

يركبوا دين حمار [6] .



وقال ابن خلدون: لما ولي الوليد لم يقلع عما كان عليه من الهوي والمجون حتي نسب إليه من ذلك كثير من الشنائع مثل رميه المصحف بالسهام حين استفتح فوقع علي قوله " وخاب كل جبار عنيد " وينشد له في ذلك بيتين تركتهما لشناعة مغزاهما [7] .

وأنا أذكر البيتين عن أمالي السيد المرتضي عسي أن يستحي بقراءتهما من أوجب الطاعة لمثل هذا القائل والبيتان هما:



أتوعد كل جبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد





[ صفحه 46]





فإن لاقيت ربك يوم حشر

فقل يا رب خرقني الوليد



وهذا الخليع المغرم بالغناء والقيان والذي لم تدم سلطته الأسنة واحدة لم يشغله لهوه عن ملاحقة آل النبي (ص) رغم قلة المدة وطول السكرة فقد لاحقهم في البلاد وشرد الكثير منهم بكل واد وهو الذي قتل يحيي بن زيد الشهيد (ع) في الجوزجان واحتزوا رأسه وصلب علي باب المدينة وبعث برأسه إلي الوليد بن يزيد ولم يزل مصلوبا حتي جاءت المسودة فأنزلوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه [8] .


پاورقي

[1] البدء والتاريخ ج 6 ص 49.

[2] تاريخ الخلفاء المؤلف مجهول ص 135.

[3] تاريخ الخميس ج 2 ص 357.

[4] تاريخ الخميس ج 2 ص 357.

[5] أمالي المرتضي ج 1 ص 89.

[6] أمالي المرتضي ج 1 ص 89.

[7] تاريخ بن خلدون ج 3 ص 220.

[8] مقاتل الطالبيين ص 150.