بازگشت

الإمام الباقر يشرح الظروف


روي ابن أبي الحديد في شرح المختار 203 من نهج البلاغة: " إن أبا جعفر محمد بن علي الباقر (ع) قال لبعض أصحابه: يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا. وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس أن رسول الله (ص) قبض وقد أخبرنا إنا أولي الناس. فتمالأت علينا قريش حتي أخرجت الأمر عن معدنه واحتجت علي الأنصار بحقنا وحجتنا ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتي رجعت إلينا، فنكث بيعتنا ونصب الحرب لنا ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتي قتل فبويع الحسن ابنه وعوهد ثم غدر به وأسلم. ووثب عليه أهل العراق حتي طعن بخنجر في جنبه ونهب عسكره و عولجت خلاخيل أمهات أولاده، فوادع معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته وهم قليل حق قليل. ثم با يع الحسين (ع) من أهل العراق عشرون ألفا، ثم غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه. ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونستظام ونقض ونهن ونحرم ونقتل ونخاف ولا نأمن علي دمائنا ودماء أوليائنا ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلي أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله ولم نفعله ليبغضونا إلي الناس، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية، بعد موت الحسن (ع). فقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل علي الظنة، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت



[ صفحه 50]



داره ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلي زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين (ع) ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتله وأخذهم بكل ظنة وتهمة حتي أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر، أحب إليه من أن يقال له شيعة علي وحتي صار الرجل الذي يذكر بالخير - ولعله يكون ورعا صدوقا - يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة، ولم يخلق الله تعالي شيئا منها ولا كانت ولا وقعت وهو يحسب أنها حق لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع " [1] وعن المنهال بن عمرو قال: كنت جالسا مع محمد بن علي الباقر (ع) إذ جاء رجل فسلم عليه فرد عليه السلام، قال الرجل: كيف أنتم؟ فقال له أوما آن لكم أن تعلموا كيف نحن؟ إنما مثلنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل كان يذبح أبناؤهم وتستحيا نساؤهم ألا وإن هؤلاء يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا.... وفي ينابيع المودة عن الإمام الباقر (ع) [2] .



إن اليهود بحبهم لنبيهم آمنوا

بوائق حادث الأزمان



وذوي الصليب بحبهم لصليبهم

يمشون زهوا في قري نجران



والمؤمنون بحب آل محمد

يرمون في الآفاق بالنيران



وروي عن أبي حنيفة:



حب اليهود لآل موسي ظاهر

وولاهم لبني أخيه باد



وإمامهم من نسل رسلهم الأولي

بهم اهتدوا ولكل قوم هاد



وأري النصاري يكرمون مودة

لنبيهم نخرا من الأعواد





[ صفحه 51]





وتمسكوا بولاء شمعون الصفا

وخلت قلوبهم من الأحقاد



وإذا تولي آل أحمد مسلم

وسموه بالتكفير والإلحاد



هذا هو الداء العياء بمثله

ضلت حلوم حواضر وبواد



وقال أبو ثميلة الأبار يرثي زيدا:



- والناس قد أمنوا وآل محمد

من بين مفتون وبين مشرد



نصب إذا ألقي الظلام ستوره

رقد الحمام وليلهم لم يرقد [3] .



وعن الصادق (ع) قال: كان أبي في مجلس عام ذات يوم من الأيام إذ أطرق برأسه إلي الأرض ثم رفعه فقال يا قوم كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في أربعة آلاف يستعرضكم علي السيف ثلاثة أيام متوالية فيقتل مقاتلتكم وتلقون منه بلاء لا تقدرون عليه ولا علي دفعه وذلك من قابل فخذوا حذركم واعلموا أن الذي قلت لكم هو كائن لا بد منه. فلم يلتفت أهل المدينة إلي كلامه وقالوا لا يكون هذا أبدا فلما كان من قابل تحمل أبو جعفر من المدينة بعياله وهو وجماعة من بني هاشم وخرجوا منها. فجاء ها نافع بن الأزرق فدخلها في أربعة آلاف واستباحها ثلاثة أيام وقتل فيها خلقا كثيرا لا يحصون وكان الأمر علي ما قاله عليه السلام [4] .



[ صفحه 52]




پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة ج 11 ص 43.

[2] الباب 60 و 71 من ينابيع المودة ج 1 ص 154 و ج 2 ص 82.

[3] مقاتل الطالبيين ص 144.

[4] الفصول المهمة ص 218.