بازگشت

محمد المهدي بن المنصور


158 - 169 ه‍. ق

كان صاحب جواري وغناء وشرب وله:



رب تمم لي نعيمي بأبي حفص نديمي

إنما لذة عيشي في غناء وكروم



وجوار عطرات وسماع ونعيم [1] وكان يضع الحديث [2] ، كان في صيد فجاع ودخل خباء أعرابي فقال " يا أعرابي هل عندك قري فإني ضيفك؟ قال أراك طريرا جسيما عميما فإن احتملت الموجود قربنا لك ما يحضرنا قال هات ما عندك فأخرج له خبز مله فأكلها وقال طيب هات ما عندك، فأخرج إليه لبنا في كرش فسقاه فشرب وقال طيب هات ما عندك فأخرج له فضلة نبيذ في ركوة فشرب الأعرابي واحدا وسقاه، فلما شرب قال المهدي أتدري من أنا؟ قال لا والله. قال أنا من خدم الخاصة قال: بارك الله في موضعك وحباك من كنت ثم شرب الأعرابي قدحا وسقاه فلما شرب قال له يا أعرابي أتدري من أنا قال نعم ذكرت إنك من خدم الخاصة. قال لست كذلك قال: أنا أحد قواد المهدي قال: رحبت دارك وطاب مزارك. ثم شرب الأعرابي قدحا وسقاه فلما شرب الثالث قال: يا أعرابي أتدري من أنا قال: نعم؟ قال: زعمت إنك أحد قواد المهدي قال: قلت كذلك قال: فمن أنت؟ قال: أنا أمير المؤمنين بنفسه. فأخذ الأعرابي ركوته



[ صفحه 64]



فوكاها فقال له المهدي أسقنا قال: لا والله لا تشرب منها جرعة فوقها قال ولم قال: سقيتك قدحا فزعمت أنك من خدم الخاصة فاحتملناها لك ثم سقيناك آخر فزعمت أنك أحد قواد المهدي فاحتملناها لك ثم سقيناك الثالث فزعمت أنك أمير المؤمنين ولا والله ما آمن أن أسقيك الرابع فتقول إنك رسول الله فضحك المهدي... [3] .

وهو الذي دس السم إلي علي بن العباس بن الحسن بن الحسن بن علي عند إخراجه من الحبس فلم يزل ينتفض عليه في الأيام حتي قدم المدينة فتفسخ لحمه وتباينت أعضاؤه فمات بعد دخول المدينة بثلاثة أيام [4] .

وهو الذي طلب عيسي المختفي بن زيد الشهيد الذي تواري أيام المنصور، وجد في طلبه فلم يقدر عليه... [5] .

وهو الذي ظفر بحاظر صاحب عيسي فحبسه وقرره ورفق به واشتد عليه ليعرفه موضع عيسي فلم يفعل فقتله [6] .

ولم يكن المهدي مهديا كما صوره أشياعه وأتباعه من دعاة الخلافة بل هو ما أشرنا إليه وأظن أن المنصور أباه لم يدع له ذكرا من آل محمد (ص) يتتبعه أكثر من علي وعيسي.



[ صفحه 65]




پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 276.

[2] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 279.

[3] مروج الذهب ج 3 ص 243.

[4] مقاتل الطالبيين ص 342.

[5] نفس المصدر ص 355.

[6] نفس المصدر ص 355.