بازگشت

ترجمة أولاده


قبل الدخول في هذا الموضوع ينبغي الإشارة بشكل موجز إلي الغرض مما قدمناه من مباحث كمقدمات لطرح مسألة حياة أبناء الإمام الباقر (ع) وأعقابهم. فقد أشرت سابقا إلي أن الغموض قد اكتنف جوانب من حياتهم حتي أن البعض ادعي أنهم ماتوا صغارا دون أن يقدم دليلا علي مدعاه. ولما أردنا إثبات وجود أولاده أولا. ثم إثبات أعقاب لهم ثانيا خلافا لما اشتهر بين الناس فقد احتجنا إلي القاء نظرة دقيقة في الوضع الأمني الذي عاشوه في زمن الأمويين والعباسيين وتطلب توضيح هذا الأمر دراسة موقف الخلفاء وولاتهم من أهل البيت عموما وكيفية تعاملهم وما كانوا عليه من خصال. فإذا عرفنا من التاريخ أن حكام عصرهم اتفقوا علي حربهم والقضاء عليهم وأنهم فعلا مارسوا كل سبيل لتحقيق ذلك. لحصلت القناعة بوجود دواعي الهرب من محال إقامتهم وإذا قدمنا أمثلة حية من هذه الممارسات ونماذج من التشتت والهروب إلي أكناف البلاد، لقرب جدا احتمال شمول قاعدة التشرد أولاد الإمام الباقر (ع). وإذا تأكد لدينا أن من ادعي حب أهل البيت أو تظاهر بالولاية لآل علي في العصرين الأموي والعباسي كان مستوجبا للقتل وأدركنا الخطر الذي كان محدقا بأبناء وأحفاد الإمام لتوجه القول بأنهم إضافة إلي إبعاد أنفسهم فقد حاولوا عدم الظهور بالشكل الذي يشار إليهم باللسان أو القلم لعدة بطون نظرا لطول فترة



[ صفحه 94]



البلاء. ولهذا كله كانت المباحث الأولية التي درسنا فيها بشكل مختصر الوضع الأمني في العهدين... وأما تعرضنا لاختلافات النسابين وأهل السير فقد ذكرنا سببه هناك ونضيف هنا فنقول: إن الذي عجز عن البت والقطع في حياة شخص الإمام الباقر (ع) ويعترف بذلك لكثرة الاختلاف كيف أجاز لنفسه الجزم بأمور جزئيه كأولاد وأحفاد الإمام في الوقت الذي اختار المؤرخون وأهل السير السكوت في مسألتهم لغموض أخبارهم وخلو غالب كتب الأولين والآخرين عن أنبائهم. لذا قدمنا هذا البحث أيضا لنقول أن عدم وجدان بعضهم أثرا لهم ليس بدليل علي عدم وجودهم. ولقد تتبعت فوجدت لهم آثارا غير قابلة للإنكار ولست أنا وحدي الذي أدعي ثبوت أعقاب لبقية أولاد الإمام الباقر (ع) بل ادعي ذلك قبلي آخرون. وهي مسألة ثابتة رغم طول الحجاب التاريخي. والحقيقة كانت وما زالت مع الأيام تفرض نفسها وإن عجزت أقلام كثيرة رؤية نورها لسبب من الأسباب. وبناء علي ذلك نشرع في تراجم لمن وقفنا علي ترجمة له من أبناء الإمام الباقر (ع)، وسنذكر أيضا من ثبتت عندنا ذريته قدر المستطاع. مع اعترافي بالتقصير في إعطاء البحث حقه، ولكني عملت بالقول المشهور " مالا يدرك كله لا يترك كله " فعسي أن يوفق الله من يهمه إحياء ذكر أهل البيت (ع) ويخرج طرائف فروع هذه المسألة من زوايا التاريخ وبطون الأرض فإنا لعلي ثقة بأن الكثير من الحسينيين الذين يجهلون نسبهم وكثير من المزارات الغير المعروفة أو المنسوبة - بسبب فقد الحجة - إلي موسي بن جعفر (ع) أو زين العابدين (ع) هم من أحفاد الإمام الباقر (ع). ولفقد الدليل بقي السيد متحيرا في التنسيب. ودام المزار - باحترام الأجيال -



[ صفحه 95]



مقدسا لا مجال لإنكاره وإذا كان ولا بد من تنسيبه فليكن الإمام موسي بن جعفر المعروف بالذرية. في حين أن الواقع غير ذلك. ولكي لا يكون قولي بلا دليل أقول لو قدر لأحد أن يحصي المزارات الموجودة في الأرض لوجد بينهم من الأبناء الصلبيين للإمام موسي بن جعفر (ع) ما لا يحصي عددا خلافا للواقع. ولرأي بعينه في بقاع متعددة اسما واحدا مكررا في حين أنها قبور متعددة ولا بد أن يكون كل قبر لشخص... و تكاد المسألة هذه أن تكون من البديهيات فلا نطيل في ذلك ولنشرع في الترجمة مبتدئين بسيد أولاد الباقر (ع) الإمام الهمام جعفر بن محمد الصادق (ع).



[ صفحه 96]