بازگشت

القابه


1 - دقدق: قال ابن قتيبة في معارفه: " أما عبد الله بن محمد فهو الملقب بدقدق ومات بالمدينة وله عقب " [1] .

2 - دورق: قال البلاذري في أنساب الأشراف " أما عبد الله بن محمد فكان يلقب دورقا، مات بالمدينة وله عقب " [2] .

3 - الأفطح: ذكره ابن شهرآشوب في مناقبه فعند ذكره أولاد الإمام الباقر (ع) قال: وعبد الله الأفطح [3] وليس كذلك إذ الأفطح هو عبد الله بن الإمام جعفر الصادق (ع) كما سنبين ذلك قريبا وقد اشتبه الأمر علي بعض في ذلك فنسبوا لعبد الله بن الإمام الباقر (ع) كثيرا من الأقوال والأفعال والصفات التي هي للأفطح بن الصادق (ع). 4 - الأكبر: ذكر في كتاب المعصومين [4] - المعصوم السابع -



[ صفحه 116]



عبد الله الأكبر في مقابل عبد الله الأصغر، ويبدو أن هذا أيضا التباس منشأه أن للإمام الباقر (ع) ولد آخر اسمه عبيد الله ذكره بعضهم باسم عبد الله سيما وأن صاحب الكتاب لم يشر إلي عبيد الله. والمذكور في كتب النسب هو عبيد الله في مقابل عبد الله هذا بحسب المشهور وربما كان كما قال والله أعلم. شأنه ومذهبه وتضارب الآراء فيه. من خلال تصريحات ثلاث ضمن كلماتهم نستطيع أن نحيط ولو إجمالا بحدود مذهبه وسيرته فالتصريح الأول من لباب الأنساب ومقاتل الطالبيين والبحار والمجدي وغيرها. إن واحدا من ولاة بني أمية قتله وهذا يعني أنه لم يكن مواليا لبني أمية ولا من المتقربين إلي الولاة سيما وقوله لما أراد الأموي قتله: " لا تقتلني فأكون لله عليك عونا واستبقني أكن لك علي الله عونا " [5] يدل علي أنه كان يري نفسه ممن يشفع ويعزز صحة مذهبه إنكار الأموي لذلك حيث يقول له: " لست هناك " ومع الالتفات إلي ما ذكروه في سبب قتله من " أنه دعا إلي أخيه الصادق (ع) " [6] يمكن الاستدلال علي صحة مذهبه والاقرار بالإمام الحق في زمانه وهذا ركن من أركان الإيمان. أما ما جاء في بعض الكتب من خلافه مع الإمام الصادق (ع) وادعائه الإمامة. فسنذكر بعد قليل منشأ الالتباس، هذا وأنهم خلطوا بين عبد الله الأفطح وعبد الله بن



[ صفحه 117]



الإمام الباقر (ع). وأما التصريح الثالث: فقولهم " كان رضي الله عنه يشار إليه بالفضل والصلاح " [7] وهي عبارة واضحة الدلالة علي المقصود. وأما الذين ذهبوا إلي غير هذا فقد سبقت الإشارة منا إلي أن منشأ اختلافهم التباس قد حصل وقد آن أن نبينه: قال ابن شهرآشوب في المناقب عند عده أولاد الإمام الباقر عليه السلام " وعبد الله الأفطح " [8] ، وقد ذكرنا ذلك في ألقابه ولم يكن ابن شهرآشوب هو المخترع لهذا اللقب بل لا شك في أن هذا اللقب قد جري علي لسان بعض ممن سبق ابن شهرآشوب. ولما كان عبد الله بن جعفر الصادق (ع) هو الأفطح سري بمناسبة وحدة الاسم هذا اللقب إلي ابن الباقر (ع) غفلة أو تغريرا. لذلك نري أنهم ينسبون كثيرا من الأفعال التي هي من أفعال عبد الله بن جعفر إلي عبد الله بن الباقر (ع) ففي مناقب ابن شهرآشوب عن أبي بصير قال: قال جعفر الصادق (ع) فيما أوصاني به أبي أن قال: يا بني إذا أنا مت فلا يغسلني أحد غيرك فإن الإمام لا يغسله إلا الإمام واعلم أن عبد الله أخاك سيدعوا الناس إلي نفسه فدعه فإن عمره قصير فلما أن مضي أبي غسلته كما أمرني وادعي عبد الله الإمامة مكانه فكان كما قال أبي وما لبث عبد الله يسيرا إلا مات " ينقله عنه صاحب أعيان الشيعة [9] .

بينما نجد في البحار يذكر الرواية بنفس السند عن الإمام الباقر (ع): وأن الذي أوصي هو الإمام



[ صفحه 118]



زين العابدين (ع) مع اختلاف يسير في العبارة ففي البحار عن الباقر (ع). فيما أوصاني به أبي أن قال يا بني " إن عبد الله أخاك سيدعوا الناس إلي نفسه فامنعه فإن أبي فإن عمره قصير " [10] .

فحسب رواية البحار أن الذي ادعي الإمامة هو عبد الله بن علي بن الحسين عليهم السلام أخو الإمام الباقر (ع). وفي نفس المناقب أيضا رواية: عن أبي بصير قال: قال موسي بن جعفر (ع): فيما أوصاني به أبي أن قال يا بني... الخ [11] ، ولا شك أن اختلاف الروايات تلك في الموصي والمتهم، كان المنشأ في نسبة القيل إلي كل عبد الله شمله حديث كعبد الله بن علي بن الحسين (عليهم السلام) وعبد الله بن محمد الباقر (ع) وعبد الله بن جعفر الصادق (ع) وهكذا. ومن القطع واليقين أن الواقع هو شئ واحد فقط لا أشياء متعددة. وأن الموصي لم يكن إلا واحدا من الأئمة عليهم السلام. بقي أن نثبت أي عبد الله منهم ادعي الإمامة حقا فهل هو ابن الباقر أم ابن الصادق عليهما السلام؟ عند مراجعة كتب السير والأنساب نجد أن الأفطح هو عبد الله بن جعفر الصادق (ع) [12] .

وأنه هو الذي دعي لنفسه [13] ، وزاحم أخاه موسي بن جعفر (ع) في ذلك. وهو الذي توفي بعد وفاة الصادق (ع) بسبعين يوما فقط [14] .

وهو الذي مات وانقرض [15] .

فقد نقل العمري عن



[ صفحه 119]



أبي الحسن الأشناني أنه: ادعت الشيعة فيه الإمامة، ويقال لأصحابه الفطحية، وكان مع محمد بن عبد الله المثني، فأولد ولدا ماتوا وانقرضوا وانقرض الأفطح. وقبل ذلك يقول العمري: عبد الله الأفطح قال بعض الرواة أنه أكبر ولد أبيه وكان يرمي بأشياء مقبحة [16] .

وقال المفيد: كان عبد الله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل... وكان متهما علي أبيه في الاعتقاد. ويقال إنه كان يخالط الحشوية ويميل إلي مذاهب المرجئة وادعي بعد أبيه الإمامة واحتج بأنه أكبر إخوته الباقين فاتبعه علي قوله جماعة من أصحاب أبي عبد الله (ع) ثم رجع أكثرهم بعد ذلك إلي القول بإمامة أخيه موسي (ع) [17] .

ونجد الالتباس واضحا عند ابن حزم في جمهرة أنساب العرب و إليك ما قاله: ولد محمد بن علي، عبد الله وإبراهيم وعلي وجعفر ولا عقب لعبد الله ولا لإبراهيم ولا لعلي إلا أن عبد الله كان له ابن اسمه حمزة مات عن ابنة فقط ولا عقب له ولا لابنته، وعبد الله هذا هو الملقب بالأفطح، كان أفطح الرأس وكانت له شيعة تدعي إمامته [18] .

ثم يقول: " إلا أن بني عبيد ولاة مصر الآن قد ادعوا في أول أمرهم إلي عبد الله بن جعفر ابن محمد هذا فلما صح عندهم أن عبد الله هذا لم يعقب إلا ابنة واحدة تركوه وانتموا إلي إسماعيل بن جعفر بن محمد " [19] .

فتري بجلاء وهو يتحدث عن عبد الله بن الإمام الباقر في أول



[ صفحه 120]



كلامه ثم عند تعرضه لادعاء بني عبيد ولاة مصر يقول: قد ادعوا أول أمرهم إلي عبد الله بن جعفر بن محمد هذا ولما صح عندهم أن... الخ. ومن المعلوم أن الأفطح هو عبد الله بن جعفر الصادق (ع) وأنه هو الذي ادعي الإمامة وهو الذي لم يعقب. وهكذا وقع الكثيرون منهم في هذا الخلط، ولم يميزوا بين هذا و ذاك، فاستفاضت كلمة لم يعقب وسرت إلي عبد الله ابن الباقر (ع). ومن المحتمل جدا أن يكون سبب انتشار هذه الكلمة هو عبد الله بن الصادق (ع) إذ بادعائه الإمامة ودعوة الناس إلي نفسه واتباعه جمع من الشيعة وقع في لسان القاصي والداني، ومثله إذا مات فلا ريب في اشتهار جوانب من حياته بين الناس كعقبه مثلا. ولما علموا أنه لم يعقب شاعت هذه العبارة أن عبد الله لم يعقب. ولما كان عبد الله بن الإمام الباقر (ع) بعيدا عن الأضواء وجري علي لسان البعض أطلاق لقب الأفطح عليه اشتباها. لذا شمله ما هو منسوب إلي ابن الصادق (ع) فمن تلك الشائعات ادعائه الإمامة وأنه لم يعقب. وأخيرا إليك قول الشيخ المفيد الصريح في أن أحدا من أبناء الإمام الباقر (ع) - غير الصادق (ع) - لم يدع الإمامة ولم يعتقد في أحد منهم الإمامة لإثبات مدعانا أن عبد الله ابن الباقر (ع) لم يدع الإمامة. قال المفيد: ولم يعتقد في أحد من ولد أبي جعفر (ع) الإمامة إلا في أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) خاصة [20] .



[ صفحه 121]




پاورقي

[1] المعارف ص 215 - وكذا في لباب الأنساب ج 1 ص 256.

[2] أنساب الأشراف ط 1 ج 3 ص 147.

[3] المناقب ج 4 ص 210.

[4] كتاب معصومين - معصوم هفتم - 86.

[5] الإرشاد ج 2 ص 176، كشف الغمة ج 2 ص 329، مقاتل الطالبيين ص 151.

[6] لباب الأنساب ج 1 ص 405.

[7] الإرشاد ج 2 ص 176، كشف الغمة ج 2 ص 329.

[8] المناقب ج 4 ص 210.

[9] أعيان الشيعة ق 2 من ج 4 ص 84.

[10] البحار ج 46 ص 166.

[11] الإرشاد ج 2 ص 211، رجال الكشي ص 164.

[12] المناقب ج 4 ص 224، جمهرة أنساب العرب ص 59.

[13] الإرشاد ج 2 ص 211.

[14] بحار الأنوار ج 47 ص 261.

[15] تهذيب الأنساب ص 147، المجدي ص 96.

[16] المجدي ص 95 - 96.

[17] الإرشاد ج 2 ص 270 - 271.

[18] جمهرة ص 59.

[19] جمهرة أنساب العرب ص 59.

[20] الإرشاد ج 2 ص 176.