بازگشت

ابراهيم بن الإمام محمد الباقر


كاد أن يكون ذكره من جملة أبناء الإمام الباقر عليه السلام مورد اتفاق النسابين وأصحاب السير، وإن أحجم الجميع عن التعرض إلي ترجمته بسبب الغموض الذي اكتنف حياته جراء الظروف الأمنية الصعبة التي حالت دون ظهوره في الوسط الاجتماعي بعد أن باتت النجاة في عهده رهينة التستر والاختفاء كما هو واضح لمن تدبر في مجريات الأحداث وتنبه إلي قصد سلاطين العصر في اجتثاث جذور العلويين. فلقد ابتعد عن الساحة هو وإخوته خوفا من الفتك وهربا من بطش الظلم حتي كأنهم لم يكونوا ويبدو ذلك جليا عند مراجعة كتب السير والأنساب حيث ادعي البعض بسبب اختفاء آثارهم أنهم درجوا صغارا في حياة أبيهم أو أنهم لم يعقبوا والمنصف منهم لم يستعجل الحكم فاكتفي بذكرهم دون التعرض لمزيد من تفاصيل حياتهم وأعقابهم وقليل ممن تجرأ علي اتفاق النسابين وادعي أنهم أعقبوا ولم يكن نصيب إبراهيم من أقلام ذوي الأقلام بأكبر من نصيب إخوته من حيث اختلافهم فيه، ويمكن تقسيم الأقوال فيه كالآتي: 1 - منهم من لم يذكره أصلا في أولاد الباقر (ع) وهم قليل كابن قتيبة. 2 - منهم من ذكره وادعي أنه مات صغيرا مثل أبو نصر البخاري و القمي في منتهي الآمال والدشتي في معارف ومعاريف. 3 - منهم من ذكره مطلقا وادعي أنه لم يعقب كابن حزم في الجمهرة 4 - منهم من ذكره وسكت عن عقبة كابن سعد في الطبقات وابن حجر في الصواعق واليعقوبي.



[ صفحه 130]



5 - ومنهم من ذكره وذكر له عقب. بعض كتب الأنساب، وبعض النسابين منهم السيد جعفر بن محمد الحسيني في شقائق النعمان وميرزا محمد الشيرازي في بحر الأنساب وغيرهما. ولنزارة ما كتب عنه فقد بذلت جهدي في جمع ما تمكنت رغم العوائق من شتات القول من كلماتهم لعلي بما أجمع أكون قد وفقت لتقديم ترجمة فقيرة عن هذا السيد المظلوم وعسي أن يكون ذلك سببا لتصدي المعنيين من الأعلام في الغور أكثر للبحث عن جوانب حياته و كذا حياة بقية أبناء الإمام الباقر عليهم السلام حيث ظلموا جملة وكم في هذا الطريق من عنت إذ أن المشهورات من الكتب المطبوعة والمعروفة لا تساعد كثيرا علي مواصلة البحث بعد سكوتها عن الموضوع وإنكار بعضها له ولا يخفي ما في طريق الوصول إلي المخطوطات والنوادر من الكتب من عوائق. وعملا بالقول المشهور " لا يترك الميسور بالمعسر " لم أر بأسا في تقديم ما تيسر لي من أخباره فأقول: