بازگشت

اسمه ونسبه


هو إبراهيم ابن الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أمه: أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة بن الأخنس بن شريف الثقفي [1] .

وأم أم حكيم أم زيد بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب [2] ، وهي أم إبراهيم وأخيه عبيد الله والزوجة الدائمة الثانية للإمام الباقر



[ صفحه 131]



بعد أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر أم الإمام الصادق وعبد الله عليهم السلام. ولد في المدينة بحكم إقامة والده الإمام الباقر عليه السلام هناك أما بالنسبة إلي تاريخ ولادته، فلم أجد من أشار إليه من المعنيين بالسير و الأنساب، وهكذا بالنسبة إلي حياته مع أبيه، سوي ما يستنتج من كلماتهم عن وجوده ضمن مجموع أبناء الإمام الباقر عليه السلام ولم أجد من قدح فيهم أو ذكر سيرتهم بشين غير ما ورد التباسا في عبد الله بن الإمام (ع) كما بيناه في ترجمة عبد الله وما نقله الفضل بن روزبهان خطأ في إبراهيم بن الإمام (ع) وإليك ما ذكره في كتابه وسيلة الخادم إلي المخدوم ص 178 مترجما: " وكان له - الإمام الباقر (ع) - ابن أكبر من جعفر اسمه إبراهيم وكان يدعي الإمامة بعد أبيه عليه السلام كما سنذكر احتجاجه مع الإمام الصادق (ع) " وفي ص 183 " أن أخا الإمام الصادق الأكبر ادعي الإمامة بعد أبيه الباقر عليه السلام يدعوا الناس إلي نفسه. وفي يوم أجج الإمام الصادق نارا في داره ثم أرسل شخصا إلي أخيه يطلبه فلما وصل أخوه - إبراهيم - وكان هو عليه السلام يتحدث وعنده أكابر الشيعة أجلس الصادق عليه السلام أخاه وقام هو ودخل النار وجلس فيها ساعة يتحدث وينصح ولم تؤثر النار فيه ولم تحرق ملابسه بعد ذلك خرج وقال لأخيه: قم وافعل ما فعلت لو كنت صادقا. فلما رأي أخوه ما صدر منه قام وخرج وترك دعوي الإمامة وظهر إمامة الصادق (ع) للجميع ".



[ صفحه 132]



هذه رواية فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الأمين أبو الخير ابن القاضي بأصفهان أمين الدين الخنجي الأصل الشيرازي الشافعي الصوفي المشهور بخواجه ملا من العلماء الباحثين في القرن التاسع والعاشر الهجري [3] .

ولا يخفي علي أهل العلم ما فيها من إيرادات لكن الذي يوقفنا من الرواية ذكرها لإبراهيم بن الإمام الباقر (ع) الذي أنكره البعض وادعي البعض الآخر موته صغيرا فأخذه مع ما ذكره آخرون يمكن أن ينتج أن إبراهيم ابن الإمام لم يمت - صغيرا وإنما كبر بل وعاش بعد وفاة أبيه عليه السلام ومن باب المثال نذكر بعض تلك الأقوال: 1 - كلمات اليعقوبي عند ذكره أولاد الإمام الباقر (ع): كان له - للباقر (ع) - من الولد خمسة ذكور جعفر، وعبد الله، إبراهيم وعبيد الله درج صغيرا وعلي درج " [4] فخص عبيد الله وعلي بالدرج دون إبراهيم. 2 - المشهور علي ألسنتهم عن الإمام الصادق (ع): " كان من بين إخوته خليفة أبيه ووصيه والقائم بالإمامة من بعده وبرز علي جماعتهم بالفضل وكان أنبههم ذكرا وأعظمهم قدرا وأجلهم في الخاصة والعامة " [5] وهي عبارات كما تري لا تدل علي أن الإمام الصادق (ع)



[ صفحه 133]



كان وحيد أبيه بعد موته سلام الله عليه بل تدل علي أن له إخوة - بالجمع - فيبرزه علي جماعتهم وبعيد أن يراد أنه عليه السلام برز علي جماعتهم أيام صغرهم. 3 - قولهم: " لم يعتقد في أحد من ولد أبي جعفر الإمامة إلا في أبي عبد الله الصادق عليه السلام " [6] .

والاعتقاد هذا يتصور بعد وفاة الإمام أو قبيل وفاته علي أقل تقدير. 4 - جواب الإمام الباقر لمن يسأله بعد أن نعي نفسه. إن كان من كائن قال (ع): جعفر هذا سيد أولادي وأبو الأئمة " [7] .

فلو لم يكن للإمام الباقر عليه السلام أواخر أيام حياته ولد غير الصادق (ع) كما ادعي البعض فما معني قوله (ع): هذا سيد أولادي. 5 - ما جاء في أمالي المرتضي من أمر دعاة خراسان وسؤالهم عن ولد محمد بن علي وجوابه عليه السلام. 6 - قول المفيد في الإرشاد: " ثم الذي قدمناه - من دلائل العقول علي أن الإمام لا يكون إلا الأفضل - يدل علي إمامته عليه السلام لظهور فضله في العلم والزهد والعمل علي كافة إخوته وبني عمه وسائر الناس من أهل عصره. " [8] ، ولا معني لكلامه - علي كافة إخوته - إذ لم يكن له أخ بل في قوله دلالة علي وجود إخوته حين توليه الإمامة. هذه العبارات وغيرها تنبئ عن بقاء أولاد الإمام الباقر (ع) ومنهم



[ صفحه 134]



إبراهيم إلي ما بعد وفاة الإمام الباقر عليه السلام ولو استعرضنا الكتب المثبتة والأدلة الأخري الدالة علي أن إبراهيم كان من المعقبين وأخذنا بنظر الاعتبار عموم تلك الأقوال كانت بمجموعها من القرائن المطمئنة بصدق دعوي الانتساب. ومما يقوي ذلك عدم الدليل لمدعي موتهم صغارا فبمقدار ما سنحت لي الفرصة في البحث عن أخبار أبناء الإمام الباقر عليه السلام لم أجد في ما قرأت من كتب دليلا علي وفاة أولاد الإمام (ع) في حياته سوي ما أشار إلي وفاة ابن واحد من أبنائه لم يسم كما في رواية سفيان الثوري. وما عداه ادعاء ادعاه من سبق ثم تبعه من جاء بعده ولم أجد عليه دليلا، بل تشير الأدلة إلي غير ذلك. ولو رجعنا إلي دراسة الظروف الأمنية التي أحاطت بأبناء الإمام الباقر (ع) لرأينا أن الظن الأقرب من العلم يميل إلي القول باختفائهم وأن هذا الاختفاء كان السبب في انمحاء آثارهم وضياع أخبارهم عمن كتب عنهم بعد قرنين من الزمن.


پاورقي

[1] نسب قريش ص 63.

[2] الشجرة المباركة ص 75.

[3] وسيلة الخادم إلي المخدوم ص 7 مقدمة المصحح.

[4] اليعقوبي ج 2 ص 320 ط بيروت.

[5] الإرشاد ج 2 ص 179، سبائك الذهب ص 74، وغيرها.

[6] الإرشاد ج 2 ص 176.

[7] إثبات الهداة ج 5 ص 328.

[8] الإرشاد ج 2 ص 182.