بازگشت

وفاته ومدفنه


لم أجد من أصحاب التراجم من أشار إلي وفاته وموضع دفنه إلا أن صاحب كتاب - اختران تابناك - ذكر " أن في قرية سليم آباد التابعة لمدينة قم المقدسة قبر يقال إنه قبر إبراهيم ابن الإمام محمد الباقر (ع) " [1] .



[ صفحه 138]



وفي كتاب [آثار باستاني كاشان ونطنز]. في الجهة الغربية من مسجد القاضي - آران - مقبرة واسعة وصندوق خشبي كبير لطيف، كتب علي لوح برونزي علي الضريح: هنا مدفن أولاد أئمة بأسماء شاهزاده علي وإبراهيم وزينب خاتون وأم سلمة من أولاد الإمام الباقر عليهم السلام تاريخ 1280 " وعلي لوح آخر حجري منصوب علي جدار البقعة عبارة منحوتة كالآتي: خمسة من أولاد الأئمة منسوبين إلي الإمام الباقر في جنب مسجد جامع آران رممت بسعي جمع من المؤمنين في سنة 1050 ه‍ [2] .

ولكنه لا ذاك القبر الذي في قم ولا هذا الذي في آران مما يدل عليه دليل واضح علي أن يكون قبر السيد إبراهيم بن الإمام محمد الباقر (ع) واقعا. والحق أن قبره هو ذاك المزار المعروف له منذ القدم الواقع في جبال بشتكوه في شرق مدينة زرين آباد من توابع محافظة إيلام بست أو سبع كيلو مترات وزرين آباد هي إحدي النواحي العشر التابعة لمدينة إيلام تقع جنوب جبل كبيركوه وتشكل الناحية عشرون قرية كبيرة وصغيرة تضم حوالي خمسة آلاف نسمة، ومركز الناحية (بهله) ومن قراها المهمة (ميمه - كولاب - وبهرام آباد) [3] .

وللقبر قبة هرمية مضلعة ضخمة نسبيا وله صحن واسع ويري إلي جانبه في نفس الصحن قبة أخري مضلعة يقال إنه قبر أحد بنيه وحوله مقبرة قديمة تضم قبور كثير من السادة من ذريته. وقبره مزار معروف في المنطقة ولا يشك أحد من السادة المنتسبين إليه سواء في المنطقة أو



[ صفحه 139]



المناطق المجاورة وحتي من التقيت منهم في العراق بكون هذا المزار مرقد السيد إبراهيم ابن الإمام الباقر (ع) كما رأيت مشجرة بنسب السيد إبراهيم يعود تاريخه إلي سنة 1150 ه‍. موقعة من علماء من النجف الأشرف مكتوبة باللغة الفارسية كانت أساسا في مقبرته حتي أخرجت منها أخيرا، ترجمته: " هذه مشجرة السيد إبراهيم بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام " ولدي مراجعتي دائرة الأوقاف في إيلام للسؤال عن هذا القبر وما يمكن أن يكون لديهم من معلومات قدم لي السيد مدير الأوقاف ملزمة تضم تعريفا بمزارات - المنطقة وما ثبت منها في سجلات الأوقاف فكان بينها مزار السيد إبراهيم هذا وها أنا أترجم ما ثبت في ملزمة مدير الأوقاف: " خلاصة من مشجرة وموقع مزار السيد إبراهيم عليه السلام: يقع قبر السيد إبراهيم (ع) في قرية - بردي - من توابع ناحية زرين آباد التابعة لقضاء دهلران في الجنوب الشرقي من محافظة إيلام وحسب المشجرة الموجودة فإن هذا السيد الواجب التعظيم من الأولاد الصلبيين للإمام محمد الباقر عليه السلام الإمام الخامس للشيعة وعلي قبر هذا السيد الجليل بناء يعود إلي زمن - هولاكو خان المغول - وله قبة خاصة مثلثة الشكل - هرمي - وإلي جنب هذا السيد مرقد لأحد أولاده المدفونين هناك وقبر أخته السيدة أيضا داخل إحدي الغرف المجاورة لضريح السيد إبراهيم وفي جوار المرقد قبور الشهداء والسادة وأهالي المنطقة. وفي الوقت الحاضر وبسبب قدم البناء وطول الزمان آل البناء إلي التصدع وبحاجة ماسة إلي الترميم " وللتأكد من بعض



[ صفحه 140]



معلومات هذه الملزمة كان لي مرور علي مديرية آثار محافظة إيلام فأريتهم صورة فوتوغرافية لمبني المقبرة وسألتهم عن تقدير تاريخ بنائه فأكدوا أن البناء يعود إلي القرن السادس أو السابع الهجري وأنهم أوعزوا إلي مديرية أوقاف أيلام بأهمية البناء من الناحية الأثرية و ينبغي استشارة مديرية الآثار في ما لو أقدموا علي ترميم بناء القبر. وفي زيارتي الأخيرة إلي مشهد السيد إبراهيم رأيت جهد المديريتين المذكورتين في ترميم مبني المقبرة والقبة الهرمية وسنثبت في هذا الكتاب صورتين للمقبرة قبل وبعد الترميم.



[ صفحه 146]



والمنطقة التي يوجد فيها القبر صعبة العبور محاطة بجبال وعرة بعيدة عن الطرق الرئيسية ويصعب الوصول إليها حتي في زماننا هذا وقد تكاد تكون المنطقة الأكثر أمانا لمن رام الاختفاء والابتعاد عن العيون. ولو رجعنا إلي ظروف الإرهاب التي مرت أيام الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام وما آل إليه مصير بني علي عليهم السلام من جراء ظلم السلاطين وملاحقتهم حتي ألجأوهم إلي الهرب و الاختفاء لرأينا أن مثل هذه المناطق هي مظان تواجدهم مع العلم أن المنطقة المشار إليها هي ضمن الجبال المتاخمة للصحراء العراقية حيث تكون المحطة الآمنة الأولي للقادم من تلك الجهات ويؤيد هذا الظن ما قرأت منذ سنوات طويلة عن حياة السيد إبراهيم ابن الإمام محمد الباقر (ع) في كتاب قديم لم اظفر به أيام كتابتي لهذه الترجمة وهي " أنه هاجر من المدينة المنورة صوب العراق وتوجه إلي الجبال عن طريق واسط ". وبجوار ضريح السيد إبراهيم وفي رواقه دهليز ضيق يؤدي إلي غرفة صغيرة فيها قبر مستقل يقال إنه قبر السيدة زينب بنت الإمام الباقر (ع) كانت قد هاجرت مع أخيها السيد إبراهيم. ولقد قرأت لمحة عن قصة هجرتها مع أخيها في بعض كتب الأنساب القديمة لم يحضرني الآن اسمه وقد أردت بهذه الإشارة أن أنبه علي أن ادعاء وجود قبر لزينب بنت الإمام الباقر (ع) إلي جوار قبر أخيها السيد إبراهيم ليس هو صرف ادعاء بل ربما كان له أساس. وربما يظهر الأمر غريبا لأول وهلة لمن راجع كتب النسب والتراجم فإنهم يذكرون أن زينب بنت الإمام الباقر (ع) كانت عند عبيد الله بن الحسين بن علي



[ صفحه 147]



بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، ثم خلف عليها عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). ولكننا سنذكر عند تعرضنا لترجمة بنات الإمام الباقر (ع) أن للإمام عليه السلام بنتين باسم زينب، إحداهما زينب الكبري والأخري زينب الصغري ولا يبعد جدا أن تكون هذه زينب الكبري لأن التي تزوجت من عبيد الله بن محمد هي الصغري كما ذكره العمري في المجدي [4] .

وربما كانت هي التي ماتت من دون ذرية والمكناة بأم جعفر [5] ، والثالثة التي لم يعرف شئ عنها، الغير مشهورة [6] .


پاورقي

[1] اختران تابناك ج 1 ص 564.

[2] آثار باستاني شهرستانهاي كاشان ونطنز ص 333.

[3] لغت نامه دهخدا (ز - ص 369).

[4] المجدي ص 94.

[5] الشجرة المباركة للفخر الرازي ص 95.

[6] بحر الجواهر لمحمد باقر بن السيد محمد ص 418 وبستان السياحة.