بازگشت

سادة حياة الغيب


المشهور أن السادة الملقبين بحياة الغيب، هم من نسل أبي القاسم محمد بن أحمد بن رضي الدين الملقب بحيات الغيب، والمدفون في قرية (قالبي) علي بعد خمسين كيلو مترا في الجنوب الغربي من خرم آباد، وعلي الساحل الغربي من نهر كشكان علي تل حجري في امتداد جبل (كيره)... وخلال العرض والتتبع رأيت اختلاف النسابين في أمره. ففي الوقت الذي ينسبه صاحب كتاب تحفة الأزهار إلي الإمام موسي الكاظم (ع) وجدت غيره وقد نسبه إلي عبد الله بن زين العابدين (ع)، وثالث إلي عبد الله ابن الإمام الباقر (ع)، لكن قرب مزاره من مزار السيد إبراهيم ابن الإمام الباقر (ع) وتواجد عدد من المنتسبين إلي حياة الغيب في محافظة إيلام وضواحيها مركز تواجد ذرية السيد إبراهيم عليه الرحمة. ومشجرة آية الله السيد الاصطهباناتي الذي نسب مير حسين الحياة غيبي إلي السيد مطلب ابن إبراهيم إضافة إلي انقطاع سلسلة النسب بين رضي الدين جد السيد محمد الملقب بحياة الغيب والمعصوم في كتب النسب، كلها ظواهر تقوي الظن بانتساب الحياة



[ صفحه 160]



غيبية إلي الإمام الباقر (ع) بخلاف المشهور. فالظاهر أن انتشار نبأ انقراض أبناء الإمام الباقر (ع) في كتب والسنة النسابين هو السبب في خلق الحرج وبالتالي اضطرار البعض لإيجاد المخرج ثم أخذ ذلك الحل طريقه إلي الرسوخ والاشتهار. لكن الشك بقي هو الحاكم جيلا بعد جيل في أعقاب منتشرة تتضارب بينها في الانتساب. ولقد رأيت الكثير منهم رغم ما اشتهر عن انتسابهم بين متردد فيما يسمع أو معتقد بالانتساب إلي الإمام الباقر (ع) أو الإمام زين العابدين (ع) من ولده عبد الله. ولقرائن عديدة ولما وقفت عليه من مشجرات وتأييد شطر من هذه الذرية، تستقر القناعة بانتسابهم إلي الإمام الباقر (ع). وعليه فهم حسينيون لا موسويون كما اشتهر. ويؤيد ذلك أن الحياة غيبية الموجودين في فارس كلهم حسينيون ولم أجد منهم من يلقب نفسه بالموسوي. إضافة إلي ما أشرنا إليه من تصريح أحد أحفاد السيد مير حسين بخطه بلقب الحسيني. وكذا الموجودون من هؤلاء السادة في إيلام يحملون نفس اللقب ومنذ القدم. وإذا علمنا بأنه لا علاقة ولا اتصال بالمرة عبر قرون بين الفئتين تزرع ظن التوطئة واكتساب إحداهما لقبها من الأخري لزاد بذلك الاطمئنان بأن هذا اللقب - أعني الحسيني - كان ساريا في هذه الذرية ومشهورا بينهم منذ القدم حتي أن كل فئة في أية بقعة كانت بقيت محافظة علي لقبها. والمعروف أن لقب الحسيني يطلق عادة علي من انتمي إلي أولاد الحسين (ع) حتي أولاد الإمام جعفر الصادق (ع). أما المنتسبون إلي الإمام موسي الكاظم (ع) فقد عرفوا بالموسويين. فلو أرجعنا سادة حياة الغيب إلي أبي القاسم محمد المعروف بحياة الغيب وقلنا بأن هذا الأخير من ولد الإمام موسي



[ صفحه 161]



الكاظم (ع) فلماذا لم نجد في ذريته المعروفين في هذه الأيام وما قبلها من القرون من لقب نفسه بالموسوي؟ أليس هذا يعني أن نسبة جدهم الأعلي (حياة الغيب) إلي الإمام موسي ابن جعفر (ع) فيه نوع من الترديد؟ وإذا أضفنا إلي ذلك تضارب أقوال النسابين في هذه النسبة وأخذنا بنظر الاعتبار اشتهار هؤلاء السادة بلقب الحسيني لقرب إلي القبول ما قلناه في نسبهم. ويبدو والله العالم أن التشابه الاسمي بين أبي القاسم محمد بن أحمد بن رضي الدين المعروف بحياة الغيب وبين محمد بن أحمد بن تاج الدين هو السبب في نسبة الحياة الغيبي إلي الإمام موسي بن جعفر (ع) سيما وأن كليهما مدفونان في [لرستان إيران] والحق أن الثاني هو المعروف انتسابه إلي الإمام الكاظم (ع) إذ جاء نسبه كالآتي: محمد بن أبي جعفر أحمد بن تاج الدين إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن موسي الكاظم (ع). وأن السيد مير حسين الحيات غيبي المدفون في [قرية حسين آباد مموئي فسا] هو من ذرية أبي القاسم محمد بن أحمد بن رضي الدين المعروف بحياة الغيب والمدفون في [قرية قالبي في لرستان] أما نسبة نفس السيد مطلب وكونه من أولاد إبراهيم ابن الإمام محمد الباقر (ع)، إضافة إلي المشجرات فقد ذكرتها الكتب التالية: رياض الأنساب، وكنز الأنساب، وبحر الأنساب لمؤلف مجهول، وبحر الأنساب المنسوب إلي الإمام الصادق (ع)، وبحر الأنساب لميرزا محمد الشيرازي.



[ صفحه 162]



ومن أحفاد السيد إبراهيم الذين ورد ذكرهم في المشجرات العديدة ومدافنهم متفرقة في المناطق المجاورة لمدفن جدهم السيد إبراهيم: 1 - السيد ناصر الدين (الصغير) بن محمد بن علي بن هادي بن غلام بن عيسي بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد الباقر (ع). 2 - السيد صالح الدين بن ناصر الدين الصغير بن مهدي بن علي بن هادي بن غلام بن عيسي بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد الباقر (ع) المدفون في مدينة آبدانان، التابعة لمحافظة إيلام واسمه مذكور ضمن مرقد السيد صلاح الدين بن ناصر الدين الصغير بن مهدي بن علي بن هادي بن غلام بن عيسي بن يعقوب بن إبراهيم بن الإمام محمد الباقر (ع).



[ صفحه 164]



مستمسكات مديرية أوقاف محافظة إيلام حيث جاء فيها: " يقع مرقد السيد صالح الدين في مدينة آبدانان وبناء الضريح وقبته فريد في نوعه حيث يرجع تاريخ بنائه إلي القرنين الخامس أو السادس الهجري. وهذا السيد الجليل من أحفاد الإمام الخامس للشيعة الإمام محمد الباقر عليه السلام وهو مزار مشهور يقصده الناس من المدن والمحافظات المجاورة " [1] 3 - السيد حاجي بن شكر الدين بن رجب بن إبراهيم بن الإمام محمد الباقر (ع). 4 - السيد أبو الوفاء بن السيد حاجي المتقدم ذكره. ويحتمل جدا أن يكون هو المدفون غرب مدينة خرم آباد [مركز محافظة لرستان في إيران] والمشهور بأنه من أولاد الإمام موسي الكاظم (ع).



[ صفحه 165]




پاورقي

[1] كراس لمديرية أوقاف محافظة إيلام حول المزارات الموجودة في المحافظة.