بازگشت

كتب وآراء النسابين


ومن الأسباب التي ساعدت بشكل أساسي علي ضياع آثار أعداد من أبناء الأئمة عليهم السلام هي كتب النسب نفسها التي وضعت بهدف حفظهم من الضياع فما لا شك فيه أن المؤلفات الأولية التي صنفت في نسب الطالبيين خاصة لم تكن جامعة مانعة كما قد يتصوره البعض فالكتابة بعد ثلاثة أو أربعة قرون واعتمادا علي نقل سماعي لا يمكن أن تكون أساسا للقطع بأن ما حوتها هي مجموع المطلوب خصوصا إذا لاحظنا الجانب الغير مستقر من حياة أولاد الأئمة حيث دفعهم الظلم إلي التنقل والتشرد والهجرة كما أن الاعتماد علي الكتب التي نقلت ما حوته سجلات النقابات من أسماء الطالبيين هي الأخري لا يمكن البت فيها بأنها حصرت كل الطالبيين حصرا. وقد أشرنا إلي هذا الموضوع قبل قليل. ولما كانت هذه الكتب هي المطروحة في ميدان العلم فلا إشكال في أنها باتت هي أساس ما اشتهر من آراء في علم النسب. وربما كانت هناك كتب أخري أكثر تفصيلا وشمولا لم تكتب لها الحياة فضاعت كما ضاع الكثير من الثروات العلمية فالمهم أن بعض كتب الأنساب باتت الأساس في هذا العلم الشريف ولما شاع العلم وكثر



[ صفحه 191]



أنصاره كانت تلك الكتب هي المرجع وهي أصل المشهور، والشهرة كما هو المعروف تمنع كثيرا من الرأي وقلما تجد من العلماء من خالف الشهرة في غالب العلوم النقلية. وهكذا كثرت الكتب وتوسع ظل بعض تلك المشهورات التي فيها أن أبناء الإمام الباقر (ع) لم يعقبوا. وهذا لا يعني أن الظاهر هذا هو كل الحقيقة. فضياع الكتب المخطوطة وتلفها ذلك الأمر العادي الذي لا ينكره أحد يجعل الباب مفتوحا أمام الاحتمال وليس من الإنصاف مع هذا الاحتمال البت باليقين اعتمادا علي المعروف والمشهور ومع الأسف الشديد فإن آراء بعض المتسرعين من أهل الفن كادعاء موتهم، أو درجهم أو إنكارهم كان وراء الكثير من هذه المسائل. وما نحن فيه خير دليل علي ذلك فلولا المشجرات المتعددة وتصريح بعض النسابين لكان القول بخلاف المشهور فيهم أمرا مشكلا فماذا يقول أولئك السادة الذين اضطر أجدادهم إلي ارتداء زي العوام وتعريف أنفسهم كذلك بإنكارهم نسبهم لئلا يعرفوا واستمروا علي ذلك حتي ضاعوا بين العوام وضاعت ذرياتهم. وكم لنا في التاريخ أمثلة تشهد علي اختفاء الكثير منهم واحتجابهم حتي عن أقربائهم وسنتعرض في الموضوع اللاحق لعدد من الذرية الطاهرة الذين عاشوا في خفاء ممن ظهر أمره فيما بعد ومن لم يظهر منه خبر بالمرة.



[ صفحه 192]