بازگشت

يحيي بن عبد الله بن الحسن المثني


كان مع الحسين صاحب فخ فلما قتل أصحاب فخ استتر مدة وأخذ يجول في البلدان ويطلب موضعا يلجأ إليه. فمضي متنكرا حتي ورد الديلم. ورغم هذا الجهد والمسير الطويل فقد بلغ الرشيد خبره فولي الفضل بن يحيي نواحي المشرق وأمره بالخروج إلي يحيي. ثم يؤمنه الرشيد. وبعد أمانه يتحايل عليه بشتي الحيل حتي يدخله السجن ويقتله فمن قائل إنه بني عليه أسطوانة وهو حي ومن قال إنه دس إليه في الليل من خنقه حتي تلف. ومن قائل إنه سمه وهكذا اختلفت الأقوال في كيفية قتله!. وقد نري حرص الخليفة علي تتبع المتواري منهم وتطوع الوشاة في الأخبار عنهم أينما وجدوا فاسمع ما ينقله أبو الفرج الاصفهاني عن علي بن إبراهيم العلوي عن الوشاة الذين أخبروا الرشيد بخبر يحيي قال: عرض رجل للرشيد فقال: يا أمير المؤمنين نصيحة: فقال لهرثمة اسمع ما يقول. قال: إنها من أسرار الخلافة، فأمره ألا يبرح فلما كان وقت الظهيرة دعا به فقال: اخلني فالتفت الرشيد إلي ابنيه فقال انصرفا فانصرفا، وبقي خاقان والحسن علي رأسه فنظر الرجل إليهما، فقال الرشيد: تنحيا عني، ففعلا ثم أقبل علي الرجل فقال:



[ صفحه 195]



هات ما عندك. قال علي أن تؤمنني من الأسود والأحمر. قال: نعم وأحسن إليك. قال: كنت في خان من خانات حلوان فإذا أنا بيحيي بن عبد الله في دراعة صوف غليظة وكساء صوف أحمر غليظ، ومعه جماعة ينزلون إذا نزل ويرحلون إذا رحل ويكونون معه في ناحية و يوهمون من رآهم أنهم لا يعرفونه وهم أعوانه. مع كل واحد منهم منشور بياض يؤمن به إن عرض له. قال: أوتعرف يحيي؟. قال: قديما وذاك الذي حقق معرفتي بالأمس له. قال: فصفه لي. قال: مربوع، أسمر، حلو السمرة، أجلح، حسن العينين، عظيم البطن. قال هو ذاك. فما سمعته يقول؟. قال ما سمعته يقول شيئا غير أني رأيته ورأيت غلاما له أعرفه لما حضرت وقت صلاته فأتاه بثوب غسيل فألقاه في عنقه ونزع جبته الصوف ليغسلها. فلما كان بعد الزوال صلي صلاة ظننتها العصر. أطال في الأوليتين وحذف الأخيرتين. فقال له الرشيد لله أبوك لجاد ما حفظت [1] فانظر إلي العيون المتطوعة كيف لا تغفل عن صغيرة ولا كبيرة. فإذا علمنا أن أغلب العلويين الذين لم يوافقوا السلطان كان هذا مصيرهم أدركنا بعض أسباب اندراس آثارهم.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين ص 390 - 391.