بازگشت

عبد الله بن موسي بن عبد الله بن الحسن المثني


تواري أيام المأمون. وكتب إليه المأمون بعد وفاة الرضا (ع) يعطيه الأمان ويدعوه إلي الظهور ليجعله مكانه. فأجابه عبد الله برسالة طويلة يقول فيها: فبأي شئ تغر في؟ ما فعلته بأبي الحسن - صلوات الله عليه - بالعنب الذي أطعمته إياه فقتلته. والله ما يقعدني ذلك خوف من الموت ولا كراهة له ولكن لا أجد لي فسحة في تسليطك علي نفسي ولولا ذلك لأتيتك حتي تريحني من هذه الدنيا الكدرة. هبني لا ثأر لي



[ صفحه 197]



عندك وعند آبائك المستحلين لدمائنا. الآخذين حقنا. الذين جاهروا في أمرنا فحذرناهم، وكنت الطف حيلة منهم بما استعملته من الرضا بنا والتستر لمحننا تختل واحدا فواحدا منا... إلي آخر الرسالة. ورويت رسالة عبد الله إلي المأمون بطريق آخر نذكر قسما منها: " وصل كتابك وفهمته. تختلني فيه عن نفسي ختل القانص وتحتال علي حيلة المغتال القاصد لسفك دمي وعجبت من بذلك العهد وولايته لي بعدك كأنك تظن أنه لم يبلغني ما فعلته بالرضا. ففي أي شئ ظننت إني أرغب من ذلك؟ أفي الملك الذي غرتك نضرته وحلاوته؟ فوالله لئن اقذف وأنا حي في نار تتأجج أحب إلي من أن ألي أمر المسلمين. أو أشرب شربة من غير حلها مع عطش شديد قاتل. أم في العنب الذي قتلت به الرضا؟. أم ظننت أن الاستتار قد أملني وضاق به صدري فوالله إني لذلك. فلقد مللت الحياة وأبغضت الدنيا ولو وسعني في ديني أن أضع يدي في يدك حتي تبلغ من قبلي مرادك لفعلت ذلك. ولكن الله قد حظر علي المخاطرة بدمي. وليتك قدرت علي من غير أن أبذل نفسي لك فقتلتني. ولقيت الله عز وجل بدمي ولقيته قتيلا مظلوما فاسترحت من هذه الدنيا... " [1] ولم يزل عبد الله متواريا إلي أن مات أيام المتوكل.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين ص 500.