بازگشت

المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيد الأنبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين.

و اللعن الدائم علي أعدائهم أجمعين من الآن الي قيام يوم الدين.

أما بعد: فهذا هو الكتاب المسمي ب:

جزاء أعداء

الامام الباقر- صلوات الله تعالي عليه -

في دار الدنيا

و هو جزء آخر من موسوعة:

جزاء الاعمال في دار الدنيا

و يذكر فيه أسماء الظلمة و الاعداء - علي ترتيب حروف الهجاء - مع الاشارة الي شرح ما أصابهم - في دار الدنيا - من الجزاء و الخزي و العار. و العقوبة و الخسارة و النكال.

أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا السعي اليسير و الاقدام الاقل من القليل خالصا لكريم وجهه عزوجل. و احياءا لأمر أهل بيته (عليهم السلام) و اقتصاصا لآثارهم و مذاكرة لأحاديثهم و تخليدا لذكرهم و ذريعة للتمسك بولائهم (صلوات الله و سلامه تعالي عليهم). و البراءة من أعدائهم.

و أسأله عزوجل - بحقهم - عليهم السلام - أن يرزقني البركة و الخير و الثواب و الأجر عليه. و ينفعني به - يوم - لاينفع مال و لا بنون الا من أتي الله بقلب سليم.

و أسأله تبارك و تعالي أن يشارك - في أجره و ثوابه و خيره و نفعه -: والدي و والدتي و أهلي و أساتذتي و مشائخ اجازتي و من كان له حق علي.

و كذلك من يساهم في طبع و نشر هذا التراث المنيف و يؤيد المؤلف في استمرار هذا الطريق الشريف.



[ صفحه 10]



التنبيه علي أمور:

1- الأحاديث المذكورة في هذا الكتاب انما هي منقولة من (110) كتابا [1] تعد مصادر موسوعة: جزاء الأعمال في دار الدنيا.

2- موضوع هذا الكتاب عبارة عن بيان جزاء اعداء الامام الباقر عليه السلام و الاشارة الي العقوبة و النكال الذي اصابهم، كذلك - في دار الدنيا -.

و اما مطلق ما اصاب هؤلاء الأعداء - عليهم اللعنة - من الخزي و العار و النكال عقوبة لهم لما صدر منهم من الجنايات و المعاصي و الآثام. أو جزاء لهم ل معاداتهم قبال سائر أهل البيت (عليهم السلام). فلا نتعرض لذكره - في كتابنا هذا-.

اذ، ذلك مذكور - في مظانه - في سائر مجلدات موسوعة: جزاء الاعمال.

3- اعلم - ايها العزيز- أن جزاء اعداء الامام الباقر - صلوات الله تعالي عليه - انما يتحقق - زمانا و مكانا- في هذه الظروف التي نذكرها آنفا:

ما اصابهم من الجزاء - طول حياتهم النكدة.

ما أصابهم من الجزاء - حال الاحتضار- عند نزع ارواحهم الخبيثة.

ما أصابهم من الجزاء - في القبر - بعد دفن اجسادهم النحسة.

ما أصابهم من الجزاء في النشأة البرزخية. و سائر ما يتعلق بهذه النشأة.

ما يصيبهم من الجزاء بعد ظهور الامام الحجة عليه السلام و عجل الله تعالي فرجه الشريف.

ما يصيبهم من الجزاء- في الرجعة- عند الكرة البيضاء-.

و انما يتعلق هذا - كله - حول جزائهم في دار الدنيا- قبل قيام القيامة الكبري.

و اما سائر ما يتعلق ب عقوبتهم - في الآخرة - و ما يصيبهم فيها من العذاب الأليم في جهنم و الجحيم و طبقات السعير. فلا نتعرض له في هذا الكتاب.

اذ يتمحور كتابنا- هذا - حول بيان جزاء اعداء الامام الباقر عليه السلام - في دار الدنيا - فلا تغفل-.



[ صفحه 11]



4- قال الله تبارك و تعالي: قد خلت - من قبلكم - سنن.

فسيروا - في الارض - فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين. [2] .

و قال عزوجل: فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا. [3] .

و قال أميرالمؤمنين عليه السلام: اتعظوا بالعبر. و اعتبروا بالغير. و انتفعوا بالنذر. [4] .

و قال عليه السلام: اتعظوا ممن كان قبلكم. قبل أن يتعظ بكم - من بعدكم -.

و قال عليه السلام: خلف لكم عبر من آثار الماضين - قبلكم - لتعتبروا بها.

و قال أميرالمؤمنين عليه السلام: اين الذين...قتلوا النبيين و اطفؤوا نور المرسلين [5] .

فأذا عرفت ذلك فأعلم - أيها العزيز - ان الجزاء الذي أصاب اعداء الامام الباقر عليه السلام لم يكن مختصا بهؤلاء الاشخاص - فحسب -. و لم يكن محدودا بذلك الزمان أو منحصرا لذلك المكان. بل ذلك الجزاء و الوزر و الوبال و تلك العقوبة و الخسارة و النكال: تصيب - أيضا- كل من حذي حذو اعداء الامام الباقر عليه السلام أورام له عليه السلام العداوة و البغضاء أو اقدم علي اذيته عليه السلام و الانتهاك لحرمته عليه السلام - بشتي الانواع و الانحاء.

أو جحد مظلوميته عليه السلام أو تردد في تحقق وقوع انواع الظلم و الجور و الجنايات التي جني عليه عليه السلام الأعداء - عليهم اللعنة - أو شك في ذلك.

و قال الامام المجتبي عليه السلام: لا ينقص احد- من حقنا - الا نقصه الله من [6] عمله. [7] .

و قال الامام المجتبي عليه السلام: - وايم الله - لا ينقصنا - احد - من حقنا- شيئا. الا انتقصه الله - من حقه - في عاجل دنياه و آخرته. [8] .

قال الامام المجتبي عليه السلام: - وايم الله - لاينتقصنا احد من حقنا شيئا الا تنقصه [9] الله في عاجل دنياه واجل آخرته [10] .



[ صفحه 12]



5- اعلم - ايها العزيز - ان ما جري علي الامام الباقر عليه السلام من انواع الظلامات و اقسام الجنايات - من قبل الاعداء و الطغاة - عليهم اللعنة - لا يحصي كثرة و لا يحد تنوعا و لا يعد - تكرارا-.

و ما وصل الينا من شرح ما وقع عليه عليه السلام من تلك الامور المؤلمة و المطالب المؤسفة و الجنايات البشعة و المظالم الشرسة. انما هو شي ء يسير و نزر قليل - بالنسبة الي الحقيقة و الواقع-.

لأن السلطة الأموية - عليهم اللعنة - و من يحذو حذوهم و يسير في سيرهم - كانت تمنع منعا شديدا من نشر و بث تلك الظلامات و ثبت و شرح ما وقع علي الامام الباقر عليه السلام من انواع الجور و الظلم و الجنايات. خوفا من الافتضاح و سترا علي التقمص و الاغتصاب.

قال الامام الباقر عليه السلام: من لم يعرف سوء ما اوتي الينا - من ظلمنا و ذهاب حقنا- و ما نكبنا [11] به. فهو شريك من أتي الينا- فيما ولينا به-. [12] .

6- انما نتعرض - في كتابنا هذا- لذكر اسماء اعداء الامام الباقر عليه السلام ب شرط عثورنا علي شرح ما اصابهم - لذلك - من الجزاء و العار و الخزي و النكال - في دار الدنيا - ضمن الكتب التي جعلناها مصدرا ل كتابنا هذا.

فمن لم ترد الاشارة الي اسمه - في هذا الكتاب - ممن هو من جملة اعداء الامام الباقر عليه السلام انما يعني ذلك عدم عثورنا علي شرح عقوبته. و فقدان احاطتنا بكيفية الجزاء الواقع عليه - حسب تتبعنا في مصادر هذا التأليف.

و معلوم أن عدم الوجدان لا يدل علي عدم الوجود.

فيمكن للباحث الخبير و المحقق البصير العثور علي اسماء سائر الاعداء و الاطلاع علي كيفية عقوبتهم و المعرفة علي جزئيات ما يتعلق ب جزاءهم - في دار الدنيا - ضمن سائر الكتب و المصادر التي تكون مظانا لذلك.



[ صفحه 13]



7- اسم هذا الكتاب الشريف مقتبس من بعض عناوينه المذكورة فيه.

و انما هو من قبيل: تسمية الشي ء ب اسم بعض اجزاءه.

و هذا- لا يعني - أن كل من ذكر اسمه في هذا الكتاب - و اصابه ما اصابه من الجزاء - يعد من جملة الاعداء.

اذ تري - ايها العزيز - في طويا هذا الكتاب الشريف اخبارا و أحاديث تتعلق ببعض أشخاص مؤمنين - لم يكونوا من جملة الاعداء و المعاندين - بل انما اصابهم الجزاء لمخالفتهم امر الامام عليه السلام و عدم اعتنائهم بما اشار عليه السلام به اليهم. و ابائهم عن قبول نصائحة و ارشاداته عليه السلام لهم - فلا تغفل.

و قال الامام الهادي عليه السلام: اذا خالف المؤمن ما أمر به لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف [13] .

فأمثال هؤلاء الاشخاص - و ان لم يكونوا من جملة أعداء الامام عليه السلام و لم يعدوا من المعاندين و المخالفين له عليه السلام - ولكنهم لما خالفوا أمره عليه السلام و لم يقبلوا نصيحته و ارشاداته عليه السلام اصابهم من الجزاء ما اصابهم.

و قد تري - أيهاالعزيز - في طوايا هذا الكتاب الشريف، أحاديث تذكر فيها جزاء بعض المنسوبين الي الذرية الطيبة، لما صدر منهم من التجاسر الي ساحة الامام الباقر - صلوات الله تعالي عليه - و عدم انقيادهم لمقامه الالهي و منصبه الرباني.

و لتمرد بعضهم علي الامام عليه السلام و انتهاكهم لحرمته المقدسة و تجرئهم عليه عليه السلام - حسدا لمقاماته العالية و حقدا لمراتبه السامية-.

و ادعاء بعضهم الامامة بغير حق، و سعاية بعض آخر منهم بالامام - صلوات الله تعالي عليه - الي الحكام و الظلمة و الطغاة- طمعا في حطام الدنيا الدنية وسعيا لأخماد نور شمس الامامة النيرة المشرقة-.

و قال تعالي: (يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و الله متم نوره...)

و قال تعالي: (و يأبي الله الا أن يتم نوره و لو كره الكافرون).

و قال الامام الصادق عليه السلام: ليس منا احد الا و له عدو من أهل بيته. [14] .



[ صفحه 14]



و معلوم أن مرارة امثال هذه الظلامات - التي صدرت من بعض هؤلاء المنسوبين - كانت اشد أمر و أصعب علي الامام عليه السلام مما صدر - أمثال ذلك - من غيرهم.

اذ: حسنات الابرار سيئات المقربين.

و قال الامام السجاد عليه السلام: لمحسننا كفلان من الأجر، و لمسيئنا ضعفان من العذاب. [15] .

كما جاء في قوله تعالي:(يضاعف لها العذاب ضعفين).

و قوله تعالي: (انه ليس من أهلك. انه عمل غير صالح).

قال الامام الرضا عليه السلام - في ذيل هذه الآية-:...فأخرجه الله عزوجل من أن يكون من أهله- بمعصيته -. [16] .

فأذا لا مجاملة و لا مماشاة و لا مسامحة، في هذاالمجال.

و ان الله تعالي لا يستحي من الحق.

قال اميرالمؤمنين عليه السلام: ان ولي محمد صلي الله عليه و آله و سلم من أطاع الله - و ان بعدت لحمته - و ان عدوا محمد صلي الله عليه و آله و سلم من عصي الله. و ان قربت قرابته. [17] .

قال الامام الرضا عليه السلام: من خالف دين الله. فأبرء منه. كائنا من كان. من أي قبيلة كان. و من عادي الله فلاتواله. كائنا من كان. من أي قبيلة كان [18] .

و قال الامام الرضا عليه السلام: من لم يتق الله و لم يراقبه. فليس منا و لسنا منه. [19] .

نعم. وردت هناك روايات و أحاديث تومي ء و تشير الي أن كثيرا من أمثال هؤلاء المنسوبين الي الذرية الطيبة. تشملهم حسن العاقبة و لا يموتون الا تائين.

كما جاء في التوقيع الشريف: و اما سبيل عمي جعفر... فسبيل اخوة يوسف. [20] .

و انما تعرضنا لهذا التنبيه - ههنا - دفعا لتوهم بعض الاشخاص و جوابا لشبهة - قد ربما- تتبادر في ذهن بعض الافراد. و توضيحا لأشكال و اعتراض - قد ربما نواجهه - من قبل بعض من التفت الي اسم الكتاب و عنوانه. ثم اطلع علي محتوياته و مضامينه.



[ صفحه 15]



8- نستغفر الله تبارك و تعالي و نستميح ساحة الامام الباقر عليه السلام - عذرا- من نقل بعض ما جري عليه عليه السلام من انواع الظلم و الجور و العدوان - و كذلك - شرح انتهاك حرمته الألهية المقدسة المعصومة الطاهرة - حال حياته عليه السلام - و بعد استشهاده عليه السلام - من قبل الظلمة و الأعداء - عليهم اللعنة-.

و نستغفره عزوجل - ثانيا - و نستميحه عليه السلام - مرة اخري - عفوا - من درج الألفاظ النابية التي تجاسر عليه عليه السلام بها الأعداء - عليهم اللعنة - و من نقل تلك الكلمات و الجملات التي تفوه بها الاعداء - عليهم اللعنة - في كتابنا هذا-. و انما ذكرنا ما جري عليه عليه السلام - من انواع الظلامات و اشرنا الي و ما وقع عليه عليه السلام من انواع الجنايات - كما جاء ذلك في كتب السيرة و المصادر التاريخية - من دون تغيير أو تصرف أو تبديل - من قبلنا - في نقلها.

9- لا يدعي مؤلف هذا التأليف بأنه ذكر جميع الأحاديث و الأخبار في الابواب المناسبة لها. و تحت العناوين التي تليقها.

و يعترف - بداية - بأنه قد لم يذكر بعض الأخبار و الأحاديث - المناسبة لموضوع هذا التأليف - في أبوابها - غفلة و سهوا و خطاءا منه -.

اذ الانسان محل الخطأ و السهو و النسيان.

و العصمة مخصوصة بأهلها- عليهم صلوات الرحمن -.

و هذا لا يكون الا لوسع نطاق هذا الموضوع العزيز و عجز هذا المؤلف الفقير من التتبع الكامل في هذا المجال.

فلذا يدرج في آخر مجلدات هذه الموسوعة باب بعنوان: الاستدراكات - و هو متضمن للأحاديث و الأخبار التي لم تذكر - احيانا - في أبوابها المناسبة لها. - رغم وجودها في المصادر - ان شاءالله تعالي - بحق محمد و آله المعصومين - صلوات الله و سلامه تعالي عليهم أجمعين-.

العبد الفقير الي رحمة ربه الغني

السيد هاشم الناجي الموسوي الجزائري



[ صفحه 17]




پاورقي

[1] و أسماء هذه المصادر - مندرجة في قائمة - مذكورة في آخر هذا الكتاب.

[2] سورة آل عمران، الآية 137.

[3] سورة النمل، الآية 52.

[4] الي.

[5] غرر الحكم و درر الكلم.

[6] في العدد القوية: من علمه.

[7] كشف الغمة: ج 1 ص 573. والعدد القوية: ص 38.

[8] المناقب: ج 4 ص 11.

[9] في الامالي: ص 104 الا انتقصه الله.

[10] الامالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمه -: ص 83 و 104.

و جاء في احقاق الحق: ج 11 ص 239 هكذا:

قال عليه السلام:...وايم الله - لا ينقص - من حقنا - أهل البيت - احد. الا نقصه الله - من عمله - مثله.

[11] في بحار الانوار: و ما ركبنا به.

[12] ثواب الاعمال: ص 248 و بحارالانوار: ج 27 ص 55 نقله عن ثواب الاعمال.

[13] تحف العقول: ص 483.

[14] الاحتجاج: ج 2 ص 300.

[15] معاني الاخبار: ص 106 و عيون الاخبار: ج 2 ص 232.

[16] عيون الاخبار: ج 2 ص 234.

[17] نهج البلاغة، المختار من حكم أميرالمؤمنين عليه السلام: 96 و غرر الحكم.

[18] عيون الاخبار: ج 2 ص 235.

[19] عيون الأخبار: ج 2 ص 235.

[20] الاحتجاج: ج 2 ص 235.