حسن البصري
17- عن عبدالله بن سليمان قال: كنت عند ابي جعفر عليه السلام فقال له رجل من اهل البصرة - يقال له عثمان الاعمي -: ان الحسن البصري يزعم: ان الذين يكتمون العلم. يؤذي - ريح بطونهم - من يدخل النار.
فقال ابوجعفر عليه السلام: فهلك - اذا - مؤمن آل فرعون!!
والله مدحه - ب ذلك.
و ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله عزوجل رسوله: نوحا.
ف ل يذهب الحسن - يمينا و شمالا-.
ف - والله - ما يوجد العلم الا هاهنا.
و كان عليه السلام يقول: محنة الناس - علينا - عظيمة.
ان دعونا هم لم يجيبونا- و ان تركناهم - لم يهتدوا ب غيرنا. [1] .
18- عن ابي حمزة الثمالي قال: أتي الحسن البصري اباجعفر عليه السلام.
فقال: جئتك لأسألك عن أشياء من كتاب الله تعالي.
فقال له ابوجعفر عليه السلام: ألست فقيه اهل البصرة؟
قال: قد يقال ذلك.
فقال له ابوجعفر عليه السلام: هل بالبصرة احد تأخذ عنه؟!
قال: لا.
قال عليه السلام: فجميع اهل البصرة يأخذون عنك؟!
قال: نعم.
فقال ابوجعفر عليه السلام: - سبحان الله!!- لقد تقلدت عظيما - من الامر -. [2] .
بلغني عنك امر.
فما أدري أكذلك [3] أنت؟! أم يكذب عليك؟!
قال: ما هو؟!
[ صفحه 31]
قال عليه السلام: زعموا انك تقول: ان الله خلق العباد. ففوض اليهم امرهم!!
قال: فسكت الحسن.
فقال عليه السلام:
أفرأيت من قال الله له - في كتابه -: انك آمن.
هل عليه خوف - بعد هذا القول منه -؟!
فقال الحسن: لا.
فقال ابوجعفر عليه السلام: ف أني اعرض عليك آية و انهي اليك خطابا.
و لا أحسبك الا و قد فسرته علي غير وجهه.
فأن كنت فعلت ذلك.
فقد هلكت و أهلكت. [4] .
فقال له: و ما هو؟
قال عليه السلام: أرأيت حيث يقول عزوجل: و جعلنا بينهم و بين القري - التي باركنا فيها - قري ظاهرة. و قدرنا فيها السير.
سيروا فيها ليالي و اياما آمنين. [5] .
- يا حسن - بلغني انك أفتيت الناس. فقلت: هي مكة.
فقال ابوجعفر عليه السلام... فهل يقطع علي من حج مكة؟!
و هل يخاف اهل مكة؟!
و هل تذهب اموالهم؟!
قال: بلي.
قال عليه السلام: فمتي يكونون آمنين؟!
بل فينا ضرب الله الأمثال - في القرآن -.
فنحن القري التي بارك الله فيها.
[ صفحه 32]
و ذلك قول الله عزوجل.
فمن أقر بفضلنا - حيث امرهم الله أن يأتونا-.
فقال عزوجل: و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها.
اي: جعلنا - بينهم - و بين شيعتهم - القري التي باركنا فيها - قري ظاهرة.
و القري الظاهرة: الرسل. و النقلة عنا الي شيعتنا. و فقهاء شيعتنا - الي شيعتنا - و قوله تعالي: و قدرنا فيها السير.
ف السير مثل للعلم.
سيروا فيها ليالي واياما.
مثل لما يسير من العلم في الليالي و الايام - عنا اليهم - في الحلال و الحرام و الفرائض و الاحكام.
آمنين - فيها - اذا أخذوا. من معدنها الذي امرو أن يأخذوا منه.
آمنين من الشك و الضلال.
و النقلة من الحرام الي الحلال.
لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم - بأخذهم اياه عنهم المغفرة. [6] .
لأنهم اهل ميراث العلم - من آدم الي حيث انتهوا-.
ذرية مصطفاة - بعضها من بعض-.
فلم ينته الاصطفاه اليكم.
بل الينا انتهي و نحن تلك الذرية المصطفاة.
لا انت و لا اشباهك - يا حسن -.
فلوقلت لك - حين ادعيت ما ليس لك و ليس اليك -: يا جاهل - اهل البصرة.
لم أقل فيك الا ما علمته منك و ظهر لي عنك.
و اياك أن تقول بالتفويض.
ف أن الله عزوجل لم يفوض الامر الي خلقه - و هنا منه و ضعفا-.
و لا أجبرهم علي معاصيه - ظلما -. [7] .
[ صفحه 33]
پاورقي
[1] الاحتجاج: ج 2 ص 193.
[2] في نسخة: لقد تقلدت امرا عظيما(نقلا عن هامش الاحتجاج).
[3] في نسخة: أكذلك (نقلا عن هامش الاحتجاج).
[4] عن عبدالله بن سنان عن ابي عبدالله عليهاالسلام قال: دخل الحسن البصري علي محمد بن علي عليهماالسلام
فقال له: - يا أخا اهل البصرة - بلغني: انك فسرت آية من كتاب الله - علي غير ما أنزلت - فأن كنت فعلت. فقد هلكت و استهلكت... (تأويل الايات: ج 2 ص 472).
[5] سورة سبأة، آية 18.
[6] في نسخة: بالمعرفة (نقلا عن هامش المصدر).
[7] الاحتجاج: ج 2 ص 182 الي 184.