قيس بن نعمان
57- قيس بن النعمان قال: خرجت - يوما- الي بعض مقابر المدينة -.
ف أذا انا بصبي جالس عند قبر يبكي بكاءا شديدا.
و ان وجهه ل يلقي شعاعا من نور.
فأقبلت عليه. فقلت: - ايها الصبي - ما الذي عقلت له - من الحزن - حتي افردك ب الخلوة - في مجالس الموتي - و البكاء علي اهل البلي؟!
و انت - ب غر الحداثة - مشغول عن اختلاف الازمان و حنين الاحزان؟!
فرفع رأسه. و طأطأه. و اطرق - ساعة - لا يحير جوابا.
ثم رفع رأسه و هو يقول.
ان الصبي صبي العقل لا صغر
ازري بذي العقل فينا و كبر
ثم قال لي: - يا هذا - انك خلي الذرع [1] - من الفكر - سليم الاحشاء - من الحرقة أمنت تقارب الاجل ب طول الامل.
ان الذي افردني ب الخلوة - في مجالس اهل البلي - تذكر قول الله تعالي:
ف اذا هم من الاجداث الي ربهم ينسلون.
فقلت: - ب أبي انت و امي - من انت؟!
فأني لأسمع كلاما حسنا؟!
فقال: ان من شقاوة اهل البلاء قلة معرفتهم ب أولاد الانبياء.
[ صفحه 70]
انا محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهماالسلام و هذا قبر ابي. [2] .
ف أي انس آنس من قربه؟! و أي وحشة تكون معه؟!
ثم أنشأ يقول:
ما غاض دمعي عند نازلة
الا جعلتك للبكاء سببا
اني أحل ثري حللت به
من أن اري بسواك مكتئبا
فاذا ذكرتك سامحتك به
مني الدموع ففاض فأنسكبا
قال قيس: فأنصرفت.
و ما تركت زيارة القبور - مذ ذاك -. [3] .
[ صفحه 71]
پاورقي
[1] يقال: هو خالي الذرع اي: قلبه خال من الهموم و الغموم (نقلا عن هامش المصدر).
[2] يقول الموسوي الجزائري: هكذا في المصدر و ذلك محل تأمل. و يحتمل سقوط كلمة - عم - في البين.
و الصواب: قبر عم ابي. اي: قبر الامام المجتبي - صلوات الله تعالي عليه - بالبقيع في المدينة.
و لولا هذا الاحتمال و الاستظهار يقع اختلال في متن الخبر.
اذ استشهد الامام السجاد - صلوات الله تعالي عليه - في سنة 194 و 95.
و كانت ولادة الامام الباقر صلوات الله تعالي عليه في سنة 57.
ففي حين استشهاد الامام السجاد عليه السلام كان عمر الامام الباقر حدود 38 سنة.
ف كيف يوصف الامام الباقر عليه السلام - في هذا الخبر - بكونه صبيا حدث السن؟!.
[3] عوالم العلوم و مستدركاته: ج 19 ص 199 نقله عن تاريخ دمشق.