بازگشت

مع الشعر و الشعراء


لم تنص المصادر المترجمة للامام أبي جعفر عليه السلام علي أنه كان ينظم الشعر، و انما نصت علي أنه فتح أبوابا كثيرة من العلوم، و أسس معظم قواعدها، و أنه ممن أوتي الحكمة و فصل الخطاب، غير أن قول الشعر لم يكن علي الامام الباقر عليه السلام بعزيز، من حيث بلاغة الامام و فصاحته و تمكنه من علوم اللغة العربية أولا، و قد دلت علي ذلك المجموعة الضخمة من كلماته الحكمية التي هي من الطراز الأول في فصاحتها و بلاغتها.

و ثانيا الطابع العام السائد آنذاك في الجزيرة العربية كانت آثاره و بصماته واضحة علي أفراد ذلك الجيل، و ما هذا التراث الشعري الضخم الذي وصل الينا



[ صفحه 120]



الا شاهد علي سمات تلك العصور، و أن الفرد العربي يقول الشعر بالبديهة خاصة سكان البادية حيث اللسان العربي الفصيح و خلوه من اللحن و عوامل البيئة كل ذلك يجعل من كلام العرب سبكا بليغا له ترنيمات خاصة هو للشعر أقرب منه للنثر.

و سواء صح عن الامام عليه السلام انه كان ينظم الشعر أم لم يصح فان من المقطوع به أنه كان في طليعة البلغاء الفصحاء الذواقين للشعر.

و من الشواهد علي معرفة الامام الباقر عليه السلام بالشعر، بل و تضلعه به و اجازته عليه أن الكميت رحمه الله (ت / 126 ه) أتي المدينة فأنشد الباقر عليه السلام قصيدته التي يقول فيها :



من لقلب متيم مستهام

غير ما صبوة و لا أحلام



فأنصت له الامام فلما بلغ الي قوله :



أخلص الله لي هواي فما اغ

رق نزعا و لا تطيش سهامي



قال عليه السلام قل : (فقد اغرق نزعا و ما تطيش سهامي) فقال : يا مولاي انت اشعر مني في هذا المعني [1] و في المناقب : بلغنا ان الكميت انشد الباقر عليه السلام : من لقلب متيم مستهام فتوجه الي الكعبة فقال : اللهم ارحم الكميت و اغفرله، ثلاث مرات ثم قال : يا كميت هذه مائة ألف قد جمعتها لك من أهل بيتي فقال الكميت : لا و الله لا يعلم احد اني آخذ منها حتي يكون الله عزوجل يكافيني ولكن تكرمني بقميص من قمصك فأعطاه.

و في حديث آخر ما روي عن عبيدالله بن زرارة، عن أبيه قال : كنا عند أبي جعفر عليه السلام فجاء الكميت فاستأذن عليه فأذن له فأنشده : من لقلب متيم مستهام.



[ صفحه 121]



فلما فرغ منها قال له أبوجعفر : يا كميت ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال لحسان بن ثابت : انك لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك و قلت فينا [2] .

و هذان البيتان من قصيدة طويلة للكميت و هي الميمية من هاشمياته، و في البحار نقل من خط ابن فهد الحلي قيل : ان رجلا ورد علي أبي جعفر الأول بقصيدة مطلعها (عليك السلام أباجعفر) فلم يمنحه شيئا فسأله في ذلك و قال لم لا تمنحني و قد مدحتك؟ فقال حييتني تحية الاموات اما سمعت قول الشاعر؟ :



الا طرقتنا آخر الليل زينب

عليك سلام هل لما فات مطلب



فقلت لها حييت زينب خدنكم

تحية ميت و هو في الحي يشرب



مع أنه كان يكفيك ان تقول : (سلام عليك أباجعفر) [3] .

هذا و كانت للشاعرين الشهيرين كثير عزة، و الكميت الأسدي اتصالات وثيقة بالامام أبي جعفر عليه السلام فكلاهما يدينان بامامته، و وجوب طاعته، و الانقطاع اليه، و قد شاع ذلك عنهما، و عرفا به عند جميع الأوساط.

أما كثير عزة فهو كثير بن عبدالرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبوصخر).. - 105 ه)).. - 723 م). عن المرزباني : كان شاعر أهل الحجاز في الاسلام [4] .

و في الدرجات الرفيعة : أبوحمزة الخزاعي المدني، كان في مواهبه الشعرية أشعر أهل الاسلام.

كان شديد الولاء لأهل البيت عليهم السلام متعصبا لهم، و لم يخف تشيعه علي الأمويين. و كان يكن في أعماق نفسه خالص الحب و الولاء للامام أبي جعفر عليه السلام



[ صفحه 122]



و يدين بامامته و فضله. و يروي أن رجلا نظر اليه و هو راكب و الامام أبوجعفر عليه السلام يمشي، فأنكر عليه ذلك و قال له :

أتركب و أبوجعفر يمشي؟!!

فأجابه كثير جواب المؤمن بدينه، المتبصر في عقيدته قائلا :

هو أمرني بذلك، و أنا بطاعته في الركوب أفضل من عصياني اياه بالمشي.. [5] .

و دلت هذه البادرة - من شاعرنا - علي حسن أدبه، و كمال عقيدته، فان طاعة الامام واجبة ليس الي مخالفتها من سبيل.

و اختص كثير ببني مروان فكانوا يعظمونه و يكرمونه و نظم في مدحهم عدة قصائد ذكرت في ديوانه الا أنه لم يكن في مدحه لهم جادا، و لا مؤمنا بما يقول، و انما مدحهم طمعا بأموالهم و هباتهم، و كان يسخر منهم فكان يشبههم بالحيات و العقارب، فقد روي المؤرخون أنه وفد علي الامام أبي جعفر عليه السلام فقال عليه السلام له : تزعم أنك من شيعتنا، و تمدح آل مروان؟!!

فانبري كثير قائلا :

انما أسخر منهم، و أجعلهم حيات، و عقارب، ألم تسمع الي قولي في عبدالعزيز بن مروان :



و كنت عتبت معتبة فلجت

بي الغلواء في سن العقاب



و يرقيني لك الراقون حتي

أجابك حية تحت الحجاب



و فهم ذلك عبدالملك فقال لأخيه عبدالعزيز : ما مدحك، انما جعلك راقيا للحيات. و نقل لي ذلك عبدالعزيز فقلت له : و الله لأجعلنه حية، ثم لا ينكر ذلك فقلت فيه :



يقلب عيني حية بمجارة

أضاف اليها الساريات سبيلها





[ صفحه 123]





يصيد و يغضي و هو ليث خفية

اذا أمكنته عدوة لا يقيلها



و لما تلوت ذلك علي عبدالملك أجزل لي بالعطاء، و خفي عليه ما قصدته.

فلم يكن كثير في مديحه لبني مروان جادا، و لا مؤمنا بما يقول : و انما كان ساخرا و هازئا، فقد خادعهم ليكسب منهم الأموال التي اختلسوها بغير حق، و لم تكن له مندوحة لأخذ شي ء منها الا بهذه الوسيلة.

توفي سنة 105 ه و قد توفي في اليوم الذي توفي فيه عكرمة و صلي عليهما في موضع واحد بعد الظهر، فقال الناس : مات أفقه الناس، و أشعر الناس [6] و قد شيع بتشييع حافل، و كان من جملة المشيعين لجنازته الامام أبوجعفر عليه السلام [7] .

و أما الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي، أبوالمستهل (60 - 126 ه / 680 - 744 م) شاعر الهاشميين، من أهل الكوفة. كان عالما بآداب العربية و لغاتها و أخبارها و أنسابها، ثقة في علمه، منحازا الي بني هاشم كثير المدح لهم. و هو من أصحاب الملحمات. أشهر مجاميعه الشعرية الهاشميات و قد ترجمت الي الألمانية.

قيل : لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم.

قال عكرمة الضبي : لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمات [8] ، و لا للبيان لسان [9] .

و يأتي الكميت في طليعة رجال الفكر و الأدب في عصره، فقد ساهم



[ صفحه 124]



مساهمة ايجابية في تطور الثقافة العربية و ازدهار الحركة العلمية في الاسلام.

الكوفة، عاصمة الشيعة، و مهد التشيع و ينبوعه، و منجم الثورات علي بني أمية هي التي نشأ بها شاعرنا، و تربي علي تربتها، و ترعرع بين جدرانها، فشب علي حب أهل البيت عليهم السلام فكان حبهم متأصلا في أعماق نفسه.. متجذرا عقيدة جزلة في مكامن روحه المتعلقة بحبال مودتهم.. و كان متبعا لهم اتباع الظل صاحبه، أو اتباع الفصيل اثر امه.

لقد كان الكميت من أفذاذ التاريخ، يتمتع بمواهب شريفة و صفات رفيعة، عدها بعضهم بعشر خصال قال : كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب بني أسد؛ و فقيه الشيعة فهو أول من ناظر في التشيع؛ حافظ القرآن العظيم؛ ثبت الجنان؛ كاتبا حسن الخط؛ نسابة؛ جزلا؛ راميا لم يكن في بني أسد أرمي منه؛ فارسا شجاعا؛ دينا؛ و كان مشهورا في التشيع مجاهرا في ذلك [10] .

و هذه الصفات قد رفعته الي القمة، و ميزته علي جميع أدباء عصره.

أما شعره فهو من مناجم الأدب العربي، و من أروع ما قاله شعراء العرب علي الاطلاق، فلم يكن في شعره يميل الي الدعابة و المجون، و بذلك فقد فارق شعراء البلاط الأموي و العباسي الذين اتجهوا بمواهبهم الفكرية و الأدبية الي اللهو و العبث و فساد الأخلاق.

لقد صرف الكميت فكره الي ساداته من بني هاشم، فأخذ ينشر مآثرهم، و يذيع فضائلهم بأروع ما نظر في الأدب العربي.

و يقول المؤرخون : كان الكميت لا يذيع شعره بين الناس حتي يرضي به، و يطمئن اليه، فلذا كان شعره لوحة فنية تحكي الابداع و الفن و الفكر.

أما هاشمياته فقد كبرت عن التحديد و التقييم، و قد ضمنها الاستدلال



[ صفحه 125]



علي مذهبه الذي لا يقبل الجدل و التشكيك، و كانت هاشمياته احدي الوسائل الثقافية في تلك العصور لما فيها من الخصب و غزارة الفكر و الأدب، و كانت تروي في الأندية، و المجالس و يحفظها الناس.

و قيل : ان الكميت لما نظم (الهاشميات) سترها و لم يذعها بين الناس، و راي أن يعرضها علي شاعر العرب الأكبر الفرزدق بن غالب ليري رأيه فيها، فقصده، و بعد أن استقر به المجلس قال له :

يا أبافراس، انك شيخ مضر، و شاعرها، و أنا ابن أخيك الكميت بن زيد الأسدي.

أجابه الفرزدق : صدقت أنت ابن أخي فما حاجتك؟

قال : نفث عل لساني، فقلت شعرا فأحببت أن أعرضه عليك، فان كان حسنا أمرتني باذاعته، و ان كان قبيحا أمرتني بستره، و كنت أول من ستره علي.

و عجب الفرزدق من حسن أدبه، فطفق يقول له :

أما عقلك فحسن، و اني لأرجو أن يكون شعرك علي قدر عقلك، فأنشدني ما قلت.

و انبري الكميت يتلو عليه رائعته قائلا :

طربت و ما شوقا الي البيض أطرب

و قطع الفرزدق عليه كلامه قائلا : فيم تطرب يابن أخي؟!

فقال : و لا لعبا مني و ذو الشيب يلعب؟!

و راح الفرزدق يقول : بلي يابن أخي فالعب، فانك في أوان اللعب، فقال :



و لم يلهني دار و لا رسم منزل

و لم يتطربني بنان مخضب



و أكبر الفرزدق هذا الشعر، و انطلق يقول : ما يطربك يابن أخي؟ فقال :



و لا السانحات البارحات عشية

أمر سليم القرن أم مر أعضب؟



فقال الفرزدق : أجل لا تتطير، فقال الكميت :



[ صفحه 126]





ولكن الي أهل الفضائل و التقي

و خير بني حواء و الخير يطلب



و اهتز الفرزدق من روعة هذا الأدب العالي فراح يقول :

من هؤلاء؟ ويحك.

قال الكميت :



الي النفر البيض الذين بحبهم

الي الله فيما نابني أتقرب



و استولي الكميت علي مشاعر الفرزدق و عواطفه فصاح :

أرحني ويحك من هؤلاء؟!!

قال الكميت :



بني هاشم رهط النبي فانني

بهم و لهم أرضي مرارا و أغضب



خفضت لهم مني جناحي مودة

الي كنف عطفاه أهل و مرحب



و ملك هذا الشعر أحاسيس الفرزدق، و انطلق يقول :

«يابن أخي، أذع، ثم أذع، فأنت و الله أشعر من مضي، و أشعر من بقي» [11] .

و يمتاز شعر الكميت بأنه كان مسرحا للقيم الدينية التي تعبر أصدق التعبير عن عواطفه تجاه ساداته بني هاشم الذين أخلص لهم في مودته و حبه، فقد فرضت عليه ذلك الأدلة الشرعية التي لا تقبل الجدل و النقاش.

أما الظواهر التي امتاز بها شعره، فمن بينها.

1 - ان شعره في بني هاشم لم يكن عاطفيا، و انما قام علي الجدل و الاقناع.

2 - و أقام الكميت شعره في مدح بني هاشم علي الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم تدلل علي ما ذهب اليه، يقول مخاطبا بني هاشم :



وجدنا لكم في آل حاميم آية

تأولها منا تقي و معرب



و في غيرها آيا و آيا تتابعت

لكم نصب فيها لذي الشك منصب





[ صفحه 127]



انه يشير في البيت الأول الي قوله تعالي :

(قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [12] .

و في البيت الثاني الي قوله تعالي :

(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) [13] .

و قوله تعالي : (و آت ذا القربي حقه) [14] .

و قوله تعالي : (و اعلموا أنما غنمتم من شي ء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربي) [15] .

لقد دعم الكميت ما ذهب اليه في فضل ساداته بني هاشم بآيات من القرآن الكريم : (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه) فهو حجة قاطعة لا ريب فيه.

3 - و اتسم شعر الكميت في مدحه لأهل البيت عليهم السلام بأنه صادق اللهجة، قوي العاطفة، مبعثه الايمان الخالص الذي لا يشوبه أي عرض من أعراض الدنيا، فقد كان يبغي فيه وجه الله و الدار الآخرة و يدلل علي ذلك قوله :



الي النفر البيض الذين بحبهم

الي الله فيما نالني أتقرب



لقد أخلص الكميت في هواه و حبه لأهل البيت عليهم السلام لأنه لم ير وسيلة تقربه الي الله زلفي سوي الاخلاص في المودة لهم.

4 - و الظاهرة التي يمتاز بها شعر الكميت في بني هاشم أنه لم يستند فيما نظمه فيهم الي ما يسمعه عنهم من المآثر و الفضائل، و انما يستند الي مشاهداته،



[ صفحه 128]



فقد عاصرهم، و نظر الي مثلهم العليا التي طبق شذاها العالم بأسره، فهام بها، شأنه شأن الأحرار الذين يقدسون الفضيلة، و يكبرون من اتصف بها، لقد كان شعر الكميت صورة حية تحكي الواقع المشرق لأهل البيت عليهم السلام الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

هذه بعض مميزات شعر الكميت، أما الحديث عن مظاهره الفنية فانه يستدعي الاطناب. لذا اكتفينا بهذا القدر روما للاختصار.

كان الكميت صلب العقيدة، راسخ الايمان، قد أقام عقيدته علي الواقع العلمي الذي لا يقبل الجدل و النقاش، فهو شاعر العقيدة الشيعية، و المعبر عن آرائها، و مبادئها و يجمع الرواة علي أنه أول من فتق باب الاحتجاج للشيعة في هاشمياته، و أنه كان لسانهم، و المدافع عنهم، و المحتج لهم، و قد صورت هاشمياته الجانب الفكري، و العقائدي للشيعة و أحاطت - بوضوح - بشؤون الامامة التي تعتبر من العناصر الأساسية في مبادئهم [16] .

كان لابد من هذه الالمامة بالكميت و شعره من أجل الاطلال من خلالها علي أحواله، و ترسم عمق مبادئه و رسوخ عقيدته و شدة ولائه لعترة النبي المصطفي صلي الله عليه و آله. حتي اذا ما استبان لنا ذلك، عطفنا لك بالمامة أخري نكشف بها عن جوانب من علاقة الكميت بالامام الباقر عليه السلام و لقائه به، و استنشاد الامام له الشعر.

لقد اختص الكميت بالامام أبي جعفر عليه السلام فكان شاعره الخاص، و قد تلا عليه هاشمياته و قصائده التي نظمها في حق أهل البيت عليه السلام فأخذت موقعها من نفس الامام عليه السلام فشكره و دعا له بالمغفرة و الرضوان.

و كان الكميت لا يري أحدا في هذه الدنيا يستحق الولاء و التقدير غير سيده الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام فقد دخل عليه و هو يقول :



[ صفحه 129]





ذهب الذين يعاش في اكنافهم

لم يبق الا شامت أو حاسد



و بقي علي ظهر البسيطة واحد

فهو المراد و أنت ذاك الواحد [17] .



كان الكميت مقيما في الكوفة، فاشتد به الوجد الي رؤية الامام فسافر الي يثرب، و لما مثل عند الامام تلا عليه قصيدته التي يذكر فيها تعطشه لرؤيته، يقول فيها :



كم جزت فيك من احواز و ايقاع

و أوقع الشوق بي قاعا الي قاع



يا خير من حملت أنثي و من وضعت

به اليك غدا سيري و ايضاعي



اما بلغتك فالآمال بالغة

بنا الي غاية يسعي لها الساعي



من معشر شيعة لله ثم لكم

صور اليكم بابصار و اسماع



دعاة أمر و نهي عن أئمتهم

يوصي بها منهم واع الي واعي



لا يسأمون دعاء الخير ربهم

أن يدركوا فيلبوا دعوة الداعي [18] .



و صورت هذه الأبيات عظيم ولائه للامام، و ما عاناه من جهد الطريق، و عناء السفر في سبيل رؤيته و الالتقاء به.

و كان الكميت قد ولد في السنة التي استشهد بها أبو الأحرار الامام الحسين عليه السلام و لما ترعرع، و فهم الحياة رأي الناس قد أذهلتهم أهوال تلك المأساة الخالدة في دنيا الأحزان، و هم يرددون في أنديتهم و مجالسهم ما عاناه ريحانة رسول الله صلي الله عليه و آله من فوادح المحن و الخطوب، و قد هزت مشاعره و عواطفه، و ملأت نفسه ألما عاصفا، و قد رثاه بذوب روحه في كثير من شعره، و يقول الرواة انه نظم قصيدة في رثاء الحسين و وفد علي الامام أبي جعفر الباقر أيام التشريق في مني ليتلوها عليه فلما مثل عنده قال له :

يابن رسول الله قد قلت فيكم أبياتا من الشعر، أفتأذن لي في انشادها؟



[ صفحه 130]



أجابه الامام : انها أيام البيض - التي يكره فيها انشاد الشعر - .

قال الكميت : هي فيكم خاصة.

قال الامام : هات ما عندك.

فانبري يقول :



أضحكني الدهر و أبكاني

و الدهر ذو صرف و ألوان



لتسعة بالطف قد غودروا

صاروا جميعا رهن أكفان



و تألم الامام أشد ما يكون التألم حينما سمع رثاء جده الامام الحسين عليه السلام، و اغرق في البكاء و بكي معه ولده الامام الصادق عليه السلام كما بكت العلويات من وراء الخباء، و لما بلغ الي قوله :



و ستة لا يتجاري بهم

بنو عقيل خير فرسان



ثم علي الخير مولاهم

ذكرهم هيج أحزاني



بكي الامام أبوجعفر عليه السلام أشد البكاء، و ذكر له ما أعدالله من الثواب الجزيل لمن يذكر أهل البيت، و يحزن لحزنهم، و لما بلغ قوله :



من كان مسرورا بما مسكم

أو شامتا يوما من الآن



فقد ذللتم بعد عز فما

أدفع ضيما حين يغشاني



أخذ الامام عليه السلام بيد الكميت و أخذ يدعو له قائلا :

اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه و ما تأخر.

و لما بلغ قوله :



متي يقوم الحق فيكم متي

يقوم مهديكم الثاني



التفت اليه الامام، و عرفه بأن الامام المهدي عليه السلام هو الامام المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا بعد ما ملئت ظلما و جورا، و سأله الكميت عن زمان خروجه فقال عليه السلام : لقد سئل رسول الله صلي الله عليه و آله عن ذلك، فقال : انما مثله كمثل



[ صفحه 131]



الساعة لا تأتيكم الا بغتة [19] .

و أنشد الكميت بحضرة الامام أبي جعفر عليه السلام الميمية من هاشمياته، و هي من أروع الشعر العربي و أرقاه. فهي تصور - بوضوح - انطباعاته الخاصة عن أهل البيت عليهم السلام تصويرا رائعا يستند الي مشاهداته لمآثرهم الرفيعة و مثلهم العليا، يقول فيها :



من لقلب متيم مستهام

غير ما صبوة و لا أحلام



طارقات و لا ادكار غوان

واضحات الخدود كالآرام



بل هواي الذي أجن و ابدي

لبني هاشم فروع الأنام



للقريبين من ندي و البعيدين

من الجور في عري الأحكام



و المصيبين باب ما اخطأ الناس

و مرسي قواعد الاسلام



و الحماة الكفاة في الحرب ان

لف ضرام وقوده بضرام



و الغيوث الذين ان أمحل الناس

فمأوي حواضن الأيتام



و الولاة الكفاة للأمر ان طرق

يتنا بمجهض أو تمام



و الأساة الشفاة للداء ذي الريبة

و المدركين بالأوغام



و الروايا التي يحل بها الناس

وسوق المطبعات العظام



و البحور التي بها تكشف الحرة

و الداء من غليل الأوام



لكثيرين طيبين من الناس

و برين صادقين كرام



واضحي أوجه كرام جدود

واسطي نسبة لهام فهام



قتلوا يوم ذاك اذ قتلوه

حكما لا كغابر الحكام



راعيا كان مسجحا ففقدناه

و فقد المسيم هلك السوام



و أشتت بنا مصادر شتي

بعد نهج السبيل ذي الآرام



جرد السيف تارتين من الدهر

علي حين درة من صرام



في مريدين مخطئين هدي الله

و مستقسمين بالأزلام





[ صفحه 132]



و انبري الي ذكر الامام الحسن سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول الله صلي الله عليه و آله، قال :



و وصي الوصي ذي الخطة الفضل

و مردي الخصوم يوم الخصام



و عرج بعد ذلك الي ذكر مأساة الامام الحسين عليه السلام تلك المأساة المروعة التي تركت أعظم اللوعة و الأسي في النفوس، قال :



و قتيل بالطف غودر منه

بين غوغاء أمة و طغام



و حينما سمع الامام أبوجعفر عليه السلام هذا البيت تناثرت دموعه، و بكي، و قال له - كما قال رسول الله صلي الله عليه و آله لحسان بن ثابت : لا زلت مؤيدا بروح القدس ما ذببت عنا أهل البيت [20] .

و يستمر الكميت في تلاوة رثائه للامام الحسين عليه السلام يقول :



تركب الطير كالمجاسد منه

مع هاب من التراب هيام



و تطيل المرزآت المقاليت

عليه القعود بعد القيام



يتعرفن حر وجه عليه

عقبة السرو ظاهرا و الوسام



قتل الأدعياء اذ قتلوه

أكرم الشاربين صوب الغمام



و عرض بعد ذلك الي محمد بن الحنيفة قال :



و سمي النبي بالشعب ذي الخيف

طريد المحل بالاحرام



عادلا غيرهم من الناس طرا

بهم لاهمام بي لاهمام



لم أبع ديني المساوم بالوكس

و لا مغليا من السوام



و عبر بهذه الأبيات عن أصدق الولاء لبني هاشم، فقد أخلص للبعيد الذي يخلص لهم و عادي القريب الذي يعاديهم، و كان ذلك منتهي الايمان، و لما بلغ الكميت الي قوله :



أخلص الله لي هواي فما أغرق

نزعا و لا تطيش سهامي





[ صفحه 133]



قال له الامام : قل : «فقد أغرق نزعا و لا تطيش سهامي» التفت الكميت الي النكتة في ذلك، فقال للامام : أنت أشعر مني في هذا المعني، و لما فرغ الكميت من انشاد رائعته توجه الامام نحو الكعبة، و أخذ يدعو له قائلا :

«اللهم ارحم الكميت، و اغفر له».

و كرر الدعاء بالمغفرة له ثلاث مرات، ثم قال له : يا كميت هذه مائة ألف قد جمعتها لك من أهل بيتي، فأبي الكميت من قبولها و اعتذر بأنه يطلب المكافأة من الله تعالي، و طلب من الامام عليه السلام أن يتكرم عليه بقميص من قمصه، فأعطاه ذلك [21] .

و خرج الكميت من الامام فقصد عبدالله بن الحسن فأنشده رائعته فأعجب بها عبدالله و قال له :

«يا أباالمستهل، أتيناك بجهد المقل، و نحن في دولة عدونا، و قد جمعنا هذا المال، و فيه حلي النساء، فاستعن به علي دهرك».

و أبي الكميت قبوله قائلا :

«بأبي أنتم و أمي قد أكثرتم، و أطيبتم، و ما أردت بمدحي اياكم الا الله و رسوله، و لم أك لآخذ ثمنا من الدنيا، فاردده الي أهله».

و جهد عبدالله أن يقبل الكميت تلك الأموال فأبي و امتنع [22] .

و أنشد الكميت اللامية من هاشمياته أمام الامام أبي جعفر عليه السلام و قد أخذت منه مأخذا عظيما، فقد تركت في نفسه أعظم الأثر، لأنه عرض فيها الي الأحداث السياسية المؤلمة في ذلك العصر، و ما حل بأهل البيت عليهم السلام من صنوف التنكيل و الارهاق، يقول في مطلعها :



ألا هل عم في رأيه متأمل

و هل مدبر بعد الاساءة مقبل





[ صفحه 134]





و هل أمة مستيقظون لرشدهم

فيكشف عنه النعسة المتزمل



فقد طال هذا النوم و استخرج الكري

مساويهم لو كان ذا الميل يعدل



و دعا الكميت بهذه الأبيات المسلمين الي اليقظة من سباتهم، و أهاب بهم من الجمود و الخمول، و قد حفزهم علي الثورة للتخلص من ظلم الأمويين و جورهم فقد جهدوا في الاستبداد بشؤون الناس و ارغامهم علي ما يكرهون، و يقول الكميت في هذه الرائعة :



و عطلت الأحكام حتي كأننا

علي ملة غير التي نتنحل



كلام النبيين الهداة كلامنا

و أفعال أهل الجاهلية نفعل



كأن حسينا و البهاليل حوله

لأسيافهم ما يختلي المتبقل



يخضن به من آل أحمد في الوغي

و ما ظل منهم كالبهيم المحجل



و غاب نبي الله عنهم و فقده

علي الناس رزء ما هناك مجلل



لقد كان الكميت صادق اللهجة و العاطفة في رثائه للحسين عليه السلام، و قد تركت أبياته أعظم الأثر في نفس الامام أبي جعفر عليه السلام و لما انتهي الكميت الي هذا البيت :



يصيب به الرامون عن قوس غيرهم

فيا آخرا أسدي له الغي أول



و قد أراد الكميت بهذا البيت أن جميع ما حل بأهل البيت عليهم السلام من الرزايا و الخطوب فانه يستند الي الصدر الأول، فانهم هم الذين سمحوا للأمويين أن يقفزوا الي الحكم، و مكنوهم من رقاب المسلمين، و لما سمع الامام عليه السلام هذا البيت بلغ به الحزن أقصاه، و رفع يده الي السماء و جعل يدعو للكميت قائلا : «اللهم اغفر للكميت».

الي هنا ينتهي بنا الحديث عن لامية الكميت، و قد جاء فيها أنه قد رثي الامام أباجعفر عليه السلام حيث يقول :



[ صفحه 135]





أموتا علي حق كمن مات منهم

أبوجعفر دون الذي كنت تأمل



و من المؤكد أنه نظم هذا البيت و ما بعده بعد وفاة الامام أبي جعفر عليه السلام و ألحق ذلك بلاميته.

و هذه رائعة أخري من هاشمياته هي العينية، فقد وفد علي الامام أبي جعفر عليه السلام ليتلوها عليه فقال له : اني قد قلت شعرا ان أظهرته خفت القتل، و ان كتمته خفت الله تعالي، ثم أنشد الامام عليه السلام هذه الرائعة



نفي عن عينك الأرق الهجوعا

وهم يمتري منها الدموعا



دخيل في الفؤاد يهيج سقما

و حزنا كان من جذل منوعا



لفقدان الخضارم من قريش

و خير الشافعين معا شفيعا



لدي الرحمن يصدع بالمثاني

و كان له أبوحسن قريعا



و أصفاه النبي علي اختيار

بما اعيي الرفوض له المذيعا



و يوم الدوح دوح غديرخم

أبان له الولاية لو اطيعا



ولكن الرجال تبايعوها

فلم أر مثلها خطرا مبيعا



فلم أبلغ بها لعنا ولكن

أساء بذلك أولهم صنيعا



فصار بذاك أقربهم لعذل

الي الجور و أحفظهم مضيعا



أضاعوا أمر قائدهم فضلوا

و أقومهم لدي الحدثان ريعا



تناسوا حقه و بغوا عليه

بلا ترة و كان لهم قريعا



فقل لبني أمية حيث حلوا

و ان خفت المهند و القطعيا



ألا أف لدهر كنت فيه

هدانا طائعا لكم مطيعا



أجاع الله من أشبعتموه

و أشبع من بجوركم أجيعا



الي أن قال في الختام :



وليثا في المشاهد غير نكس

لتقويم البرية مستطيعا



يقيم أمورها و يذب عنها

و يترك جدبها أبدا مريعا





[ صفحه 136]



و يذكر المؤرخون أن الامام أباجعفر عليه السلام لما سمع هذه القصيدة العصماء أخذ منه الاعجاب مأخذا عظيما، و انطلق يقول :

اللهم اكف الكميت و أخذ يكررها ثلاثا، و قد أنجاه الله تعالي ببركة هذا الدعاء فتخلص من سجن الأمويين.

قام الكميت بدور خطير في مناهضة الأمويين، فقد هجا حكامهم، و عدد مثالبهم و أبرزهم في شعره كأقذر مخلوق، و قد حفظ الناس ما قاله فيهم، فزهدوا في بني أمية، و نقموا علي حكمهم و سلطانهم، و يعتبر هجاؤه لهم من الأسباب التي أطاحت بملكهم.

ويفر الكميت من سجن الأمويين الذي كان قد دخله بوشاية خالد القسري، و يبقي متواريا عن أنظار السلطة متخفيا و هي تمعن بالتفتيش عنه الا أنها لم تهتد الي معرفة مكانه. و قد عزم الكميت علي مدح هشام و بني أمية لينجو مما هو فيه، و قبل أن ينظم فيهم أرسل أخاه وردا الي الامام أبي جعفر عليه السلام يستأذنه فيما عزم عليه، فأذن له الامام عليه السلام في ذلك.

و امتدح هشاما و بني أمية علي مضض و حصل منه علي العفو عنه و عن امرأته التي بقيت سجينة بدلا منه. ثم وفد بعد ذلك علي الامام الباقر عليه السلام فرحب به، و قرب مجلسه، و تبسم في وجهه و عاتبه عتابا رقيقا و قال له :

يا كميت أنت القائل؟



فالآن صرت الي أمية

و الأمور الي المصائر



و اعتذر الكميت، و أجاب جواب العالم الفقيه قائلا :

نعم، قد قلت ذلك، و لا و الله ما أردت به الا الدنيا، لقد عرفت فضلكم.

و منحه الامام الباقر الرضي و القبول، و قال له : اما أن قلت ذلك تقية، ان التقية لتحل [23] لقد كان الكميت صادق المودة و الولاء لأهل البيت عليهم السلام و قد



[ صفحه 137]



امتحن في سبيلهم أعظم ما يكون الامتحان فتعرض لسخط الأمويين و نقمتهم، و قضي شطرا من حياته في السجن، يلاحقه الفزع و الرعب، في قصة مفصلة اعرضنا عنها روما للاختصار. و هو لم يبتغ بذلك الا وجه الله و الدار الآخرة [24] .

و أخيرا شاء الله لهذا العملاق العظيم الذي كافح عن حقوق أهل البيت عليهم السلام أن يرزق الشهادة علي يد شرار بريته، و الي العراق يوسف بن عمر.

و بعد هذه الجولة القصيرة في رحاب الشاعرين كثير عزة و الكميت الأسدي و أخبارهما مع الامام الباقر عليه السلام أقول : ما زال النبي صلي الله عليه و آله و أهل بيته يستنشدون الأشعار في مدائحهم و مراثيهم و يجيزون عليها و يدعون لقائلها و يبشرونه بثواب الآخرة و يبكون عند سماع مراثيهم من أوليائهم و محبيهم.

فعن عبدالرحمن بن يحيي بن سعيد قال : حدثني رجل من بني هاشم قال : كنا عند محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، و أخوه زيد جالس الي جانبه، فدخل رجل من أهل الكوفة فقال له محمد بن علي : أتروي شيئا من طرائف الشعر و نوادره؟ فقال : نعم. قال : كيف قال الأنصاري لأخيه؟ فأنشده :



لعمرك ما كان أبومالك

بوان و لا بضعيف قواه



و لا ما لديه نازع

يعادي أخاه اذا ما نهاه



و ان سدته سد مطواعة

و مهما وكلت اليه كفاه



فوضع محمد بن علي يده علي كتف أخيه زيد و قال : هذه صفتك يا أخي و أعيذك بالله أن تكون قتيل أهل العراق [25] .

و من كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين أبوطالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي العلقمي [26] ، قال : ذكر الشيخ الأجل أبوالفتح يحيي بن محمد



[ صفحه 138]



بن يخار الكاتب، قال : سمعت بعض أهل العلم و الخير يقول : كنت بين مكة و المدينة فاذا أنا بشبح يلوح في البرية، فيظهر تارة و يغيب أخري حتي قرب مني، فتأملته فاذا هو غلام سباعي أو ثماني، فسلم علي فرددت عليه، فقلت : من أين يا غلام؟ قال : من الله. قلت : و الي أين؟ قال : الي الله. قلت : فما زادك؟ قال : التقوي. قلت : فمن أنت؟ قال : رجل من قريش. قلت : ابن من عافاك الله؟ فقال : أنا رجل علوي ثم أنشد يقول :



نحن علي الحوض ذواده

نذود و يسعد و راده



فما فاز من فاز الا بنا

و ما خاب من حبنا زاده



فمن سرنا نال منا السرور

و من ساءنا ساء ميلاده



و من كان غاصبنا حقنا

فيوم القيامة ميعاده



ثم قال : أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم التفت فلم أره، و لم أدر نزل في الأرض أو صعد الي السماء [27] .

و له عليه السلام في العجب قوله :



عجبت من معجب بصورته

و كان من قبل نطفة مذره



و في غد بعد خسف صورته

يصير في القبر جيفة قذره



و هو علي عجبه و نخوته

ما بين جنبيه يحمل العذره [28] .



و له أيضا مخاطبا العصاة :



تعصي الاله و أنت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع



لو كان حبك صادقا لا طعته

ان المحب لمن مطيع [29] .



و نقش علي خاتمه :



ظني بالله حسن

و بالنبي المؤتمن





[ صفحه 139]





و بالوصي ذي المنن

و بالحسين و الحسن [30] .



و أما ما قيل في مدحه من الشعر الذي وصل الينا، فقول القرظي فيه :



يا باقر العلم لأهل التقي

و خير من لبي علي الأجبل



و قال مالك بن أعين الجهني من قصيدة يمدحه فيها :



اذا طلب الناس علم القران

كانت قريش عليه عيالا



و ان قيل : اين ابن بنت النبي

نلت بذاك فروعا طوالا



نجوم تهلل للمدلجين

جبال تورث علما جبالا [31] .



و للامام الباقر عليه السلام حكمة رائعة يقول فيها : «سلاح اللئام قبيح الكلام» نظمها شعرا بعض الشعراء بقوله :



لقد صدق الباقر المرتضي

سليل الامام عليه السلام



بما قال في بعض ألفاظه :

قبيح الكلام سلاح اللئام [32] .





[ صفحه 140]




پاورقي

[1] النزع جذب الوتر بالسهم و الاغراق نزعا المبالغة في ذلك و أغرق النازع في القوس مثل يضرب للغلو و الافراط فقوله فما أغرق نزعا لا يناسب المقام اذ يكون معناه أني لا أبالغ في المحبة و المناسب المبالغة فيها فلذلك غيره الامام عليه السلام الي قوله : (فقد أغرق نزعا).

[2] اعلام الوري / الطبرسي : 270، كتاب الفتوح / ابن أعثم الكوفي 8 : 275.

[3] في رحاب أئمة أهل البيت / الأمين 4 : 17.

[4] الأعلام / الزركلي 5 : 219.

[5] أمالي المرتضي / الشريف المرتضي 1 : 283.

[6] وفيات الأعيان / ابن خلكان 3 : 269.

[7] حياة الامام محمد الباقر / القرشي 1 : 319 - 321.

[8] الأعلام / الزركلي 5 : 233.

[9] روضات الجنات / الخوانساري 6 : 59.

[10] خزانة الأدب / البغدادي 1 : 99.

[11] الأغاني / أبوالفرج الأصفهاني 15 : 124.

[12] سورة الشوري 42 / 23.

[13] سورة الأحزاب 33 / 33.

[14] سورة الاسراء 17 / 26.

[15] سورة الأنفال 8 / 41.

[16] حياة الامام محمد الباقر / القرشي 1 : 323 - 330.

[17] روضات الجنات / الخوانساري 6 : 56.

[18] قيل ان هذه الأبيات قالها الورد بن زيد أخو الكميت في حضرة الامام الباقر عليه السلام.

[19] الغدير / الأميني 2 : 200.

[20] قصص العرب 2 / 269، مروج الذهب 2 / 195.

[21] أعيان الشيعة / الأمين 1 : 655.

[22] مروج الذهب / المسعودي 2 : 195.

[23] الأغاني / أبوالفرج الاصفهاني 15 : 126.

[24] الفصول المهمة / ابن الصباغ : 216.

[25] الفصول المهمة / ابن الصباغ : 216.

[26] كشف الغمة / الأربلي.

[27] الفصول المهمة : 217، كشف الغمة / الاربلي 2 : 353.

[28] أعيان الشيعة / الأمين 1 : 659 عن أنوار الربيع.

[29] تحف العقول / ابن شعبة الحراني : 294.

[30] أئمتنا / علي محمد علي دخيل 1 : 385 عن الدمعة الساكبة.

[31] الارشاد / المفيد 2 : 157.

[32] الاتحاف بحب الأشراف / عبدالله الشبراوي : 146.