بازگشت

من أقواله و حكمه


عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : و الله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم الا و فيها امام يهتدي به الي الله تعالي، و هو حجته علي عباده، و لا تبقي الارض بغير امام حجة لله علي عباده.

و عنه عليه السلام قال : قال الله تبارك و تعالي : و عزتي لا أخرج لي عبدا من الدنيا أريد رحمته الا استوفيت كل سيئة هي له، اما بالضيق في رزقه، أو ببلاء في جسده، و اما خوف ادخله عليه، فان بقي عليه شي ء شددت عليه [سكرات] الموت.

و قال عليه السلام : و قال الله : و عزتي [و جلالي] لا أخرج لي عبدا من الدنيا و اريد عذابه، الا استوفيت كل حسنة له، اما بالسعة في رزقه، أو بالصحة في جسده، و اما بأمن ادخله عليه، فان بقي عليه شي ء، هونت عليه الموت.

و عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : الا اخبركم بالفقيه حقا؟ قالوا : بلي يا أميرالمؤمنين قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله، و لم يؤمنهم من عذاب الله، و لم يرخص لهم من معاصي الله، و لم يترك القرآن رغبة عنه الي غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه [1] .

روي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : أتاني جبرئيل بين الصفا و المروة فقال : يا محمد صلي الله عليه و آله طوبي لمن قال من أمتك : «لا اله الا الله» مخلصا.

و عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : ان الله عزوجل رفيق يحب الرفق



[ صفحه 149]



و يعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف [2] .

و عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : ان الرفق لم يوضع علي شي ء الا زانه و لا نزع من شي ء الا شانه [3] .

و عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام انه قال : يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم امامهم فطوبي (كذا) للثابتين علي أمرنا في ذلك الزمان ان أدني ما يكون لهم من الثواب ان يناديهم الله جل و عز : عبادي آمنتم بسري و صدقتم بغيبتي فابشروا بحسن الثواب مني فانتم عبادي و امنائي حقا، منكم اتقبل و عنكم اعفو و لكم اغفر، بكم اسقي عبادي الغيث، و ادفع عنهم البلاء، و لولاكم لأنزلت عليهم عذابي. قال جابر : قلت : يابن رسول الله، فما افضل ما يستعمله المؤمنون في ذلك الزمان؟ قال : حفظ اللسان و لزوم البيت [4] .

و قال عليه السلام : أبلغ شيعتنا أنهم اذا قاموا بما أمروا انهم هم الفائزون يوم القيامة [5] .

و قال عليه السلام : ايما عبد من عباد الله سن سنة هدي كان له أجر مثل من عمل بذلك من غير ان ينقص من أجورهم شي ء [6] .

و عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام : يابن رسول الله صلي الله عليه و آله هل تعرف مودتي لكم و انقطاعي اليكم، و موالاتي اياكم؟ قال : فقال : نعم قال : فقلت : فاني أسألك مسألة تجيبني فيها فاني مكفوف البصر، قليل المشي، و لا استطيع زيارتكم كل حين، قال عليه السلام : هات حاجتك، قلت : اخبرني بدينك الذي تدين الله عزوجل به، قال عليه السلام : ان كنت اقصرت الخطبة، فقد اعظمت



[ صفحه 150]



المسألة، و الله لأعطينك ديني و دين آبائي الذي ندين الله عزوجل به : شهادة أن لا اله الا الله، و ان محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و الاقرار بما جاء به من عندالله، و الولاية لولينا، و البراءة من أعدائنا «عدونا»، و التسليم لأمرنا، و انتظار قائمنا، و الاجتهاد و الورع.

و عن محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : أوحي الله تبارك و تعالي الي آدم عليه السلام، يا آدم، اني اجمع لك الخير في أربع كلمات واحدة لي، و واحدة لك، و واحدة فيما بيني و بينك، و واحدة فيما بينك و بين الناس، فاما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، و اما التي لك فاجازيك بعملك احوج ما تكون اليه و اما التي بيني و بينك فعليك الدعاء و علي الاجابة، و اما التي فيما بينك و بين الناس فترضي للناس ما ترضي لنفسك [7] .

و كان عليه السلام يقول : بلية الناس علينا عظيمة، ان دعوناهم لم يتسجيبوا لنا، و ان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا.

و قال عليه السلام : ما من عبادة عندالله تعالي، أفضل من عفة بطن أو فرج، و ما من شي ء أحب الي الله تعالي من أن يسأل، و ما يدفع القضاء الا الدعاء، و ان أسرع الخير ثوابا البر و العدل، و أسرع الشر عقوبة البغي، و كفي بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمي عنه نفسه، و ان يأمرهم بما لا يستطيع التحول عنه، و أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه» [8] .

و قال عليه السلام : من صدق لسانه زكا عمله، و حسنت نيته و زيد في رزقه، و من حسن بره بأهله زيد في عمره.

و قال عليه السلام : ان أشد الناس حسرة يوم القيامة، عبد وصف عدلا ثم خالفه



[ صفحه 151]



الي غيره [9] .

و قال عليه السلام : أشد الاعمال ثلاثة : مواسات الاخوان في المال، و انصاف الناس من نفسك، و ذكر الله علي الله كل حال.

و قال عليه السلام : شيعتنا من أطاع الله عزوجل.

و قال عليه السلام : اياك و الخصومة، فانها تفسد القلب، و تورث النفاق.

و قال عليه السلام : ما دخل قلب امري ء من الكبر الا نقص من عقله مثل ذلك.

و قال عليه السلام : اعرف المودة في قلب أخيك بماله في قلبك [10] .

و قال عليه السلام : لكل شي ء آفة و آفة العلم النسيان.

و قال عليه السلام : لموت عالم أحب الي ابليس من موت سبعين عابدا.

و قال عليه السلام : ليس شي ء محيل الاخوان اليك مثل الاحسان اليهم.

و قال عليه السلام : الكمال كل الكمال، التفقه في الدين، و الصبر علي النائبة، و تقدير المعيشة.

و قال عليه السلام : ما اغرورقت عين بمائها الا حرم الله وجه صاحبها علي النار، فان سالت علي الخدين لم يرهق ذلك الوجه قتر و لا ذلة يوم القيامة، و ما من شي ء الا و له أجر الا الدمعة فان الله يكفر بها بحور الخطايا، و لو أن باكيا بكي في أمة لحرم الله تلك الامة علي النار.

و قال عليه السلام : من لم يجعل الله له من نفسه واعظا فان مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا.

و قال عليه السلام : صلة الأرحام تزكي الأعمال، و تنمي الأحوال، و تدفع البلوي، و تيسر الحساب، و تنسي ء في الأجل.

و قال عليه السلام : المتكبر ينازع الله رداءه.



[ صفحه 152]



و قال عليه السلام : الغلبة بالخير فضيلة، و بالشر قبيحة.

و قال عليه السلام : يأخذ المظلوم من دين الظالم، أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم.

و قال عليه السلام : ثلاث قاصمات الظهر : رجل استكثر عمله، و نسي ذنبه، و أعجب برأيه.

و قال عليه السلام : بئس العبد أن يكون ذا وجهين و ذا لسانين، يطري أخاه في الله شاهدا، و يأكله غائبا، ان أعطي حسده، و ان ابتلي خذله [11] .

و قال عليه السلام : ان قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، و ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، و ان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار.

قال عليه السلام : توقي الصرعة خير من سؤال الرجعة.

و قال لابنه الامام جعفر الصادق عليه السلام : يا بني، اذا انعم الله عليك بنعمة فقل : الحمدلله و اذا أحزنك أمر فقل : لا حول و لا قوة الا بالله، و اذا أبطأ عليك الرزق فقل : استغفر الله.

و قال عليه السلام له أيضا : يا بني : ان الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء، خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، و خبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه، و خبأ أولياءه في خلقه فلا تستصغرن احدا (من عباده) فلعل ذلك الولي.

و قال عليه السلام : ثلاثة من مكارم الدنيا و الآخرة : أن تعفو عمن ظلمك، و تصل من قطعك، و تحلم اذا جهل عليك [12] .

و قال عليه السلام : المؤمن أخو المؤمن لا يشتمه، و لا يحرمه، و لا يسي ء به



[ صفحه 153]



الظن [13] .

و قال عليه السلام : ان الله عزوجل اعطي المؤمن ثلاث خصال : العزة في الدنيا، و الفلح في الآخرة، و المهابة في صدور الظالمين، ثم قرأ :

(و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين) [14] .

و قال عليه السلام : يا جابر : بلغ شيعتي عني السلام و اعلمهم انه لا قرابة بيننا و بين الله عزوجل، و لا يتقرب اليه الا بالطاعة له، يا جابر، من اطاع الله و احبنا فهو ولينا، و من عصي الله لم ينفعه حبنا [15] .

و قال عليه السلام : البشر الحسن و طلاقة الوجه مكسبة للمحبة، و قربة من الله، و عبوس الوجه و سوء البشر مكسبة للمقت و بعد عن الله.

عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، انه قال : ان الله تبارك و تعالي أخفي أربعة في أربعة :

1 - أخفي رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه و أنت لا تعلم.

2 - و اخفي سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه و أنت لا تعلم.

3 - و اخفي اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق اجابته و انت لا تعلم.

4 - و اخفي وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عباد الله [16] فربما يكون وليه و أنت لا تعلم [17] .



[ صفحه 154]



و قال عليه السلام : صنائع المعروف تدفع مصارع السوء.

و قال عليه السلام : من كظم غيظا و هو يقدر علي امضائه حشا الله قلبه أمنا و أمانا يوم القيامة [18] .

حمران بن اعين عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال : الندامة علي العفو أفضل و أيسر من الندامة علي العقوبة [19] .

جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : ثلاث لا يزيد بهن المرء المسلم الا عزا : الصفح عمن ظلمه، و اعطاء من حرمه، و الصلة لمن قطعه [20] .

جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : مروة الصبر في حالة الحاجة و الفاقة و التعفف و الغني أكثر من مروة الاعطاء [21] .

عن أبي جعفر عليه السلام قال : ان لكل شي ء قفلا، و قفل الايمان الرفق، و من قسم له الرفق قسم له الايمان [22] .

و قال عليه السلام : كل الكمال، التفقه في الدين و الصبر علي النائبة و تقدير المعيشة.

و قال عليه السلام : قم بالحق و اعتزل ما لا يعنيك و تجنب عدوك و احذر صديقك. و لا تصحب الفاجر و لا تطلعه علي سرك و استشر في أمرك الذين يخشون الله.

و قال عليه السلام : ان استطعت ألا تعامل احدا الا ولك الفضل عليه فافعل.

و قال عليه السلام : ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم و السعي في حاجته



[ صفحه 155]



قضيت أو لم تقض الا ابتلي بالسعي في حاجة من يؤثم عليه و لا يؤجر. و ما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله الا ابتلي بأن ينفق اضعافها فيما اسخط الله.

و قال عليه السلام : في كل قضاء الله خير للمؤمن.

و قال عليه السلام : ان الله كره الحاح الناس علي بعضهم في المسألة و احب ذلك لنفسه، ان الله جل ذكره يحب أن يسأل و يطلب ما عنده.

و قال عليه السلام : من كان ظاهره ارجح من باطنه خف ميزانه.

و قال عليه السلام : كم من رجل لقي رجلا فقال له كب الله عدوك و ما له من عدو الا الله.

و قال عليه السلام : لا يكون العبد عالما حتي لا يكون حاسدا لمن فوقه و لا محقرا لمن دونه.

و قال عليه السلام : انما مثل الحاجة الي من أصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الافعي أنت اليه محوج و أنت منها علي خطر.

و قال عليه السلام : ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتي يري و بالهن : البغي، و قطيعة الرحم، و اليمين الكاذبة يبارز الله بها. و ان اعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم. و ان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمو أموالهم و يثرون و ان اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها.

و قال عليه السلام : الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفره، الله، و ظلم يغفره الله، و ظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك بالله، و أما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين الله، و أما الظلم الذي لا يدعه الله فالمداينة بين العباد.

و قال عليه السلام : و الله ما شيعتنا الا من اتقي الله و اطاعه، و ما كانوا يعرفون الا بالتواضع و التخشع و أداء الامانة، و كثرة ذكر الله، و الصوم، و الصلاة، و البر بالوالدين، و تعهد الجيران من الفقراء و ذوي المسكنة و الغارمين و الايتام و صدق



[ صفحه 156]



الحديث و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس الا من خير و كانوا أمناء عشائرهم في الاشياء.

و قال عليه السلام : أربع من كنوز البر : كتمان الحاجة، و كتمان الصدقة، و كتمان الوجع، و كتمان المصيبة.

و قال عليه السلام : من استفاد أخا في الله علي ايمان بالله و وفاء باخائه طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله و امانا من عذاب الله و حجة يفلح بها يوم القيامة و عزا باقيا و ذكرا ناميا.

و قال عليه السلام : التواضع : الرضا بالمجلس دون شرفك و ان تسلم علي من لقيت و ان تترك المراء و ان كنت محقا.

و قال عليه السلام : ان المؤمن اخو المؤمن لا يشتمه و لا يحرمه و لا يسي ء به الظن.

و قال عليه السلام : اصبر نفسك علي الحق فانه من منع شيئا في حق أعطي في باطل مثليه.

و قال عليه السلام : من قسم له الخرق حجب عنه الايمان.

و قال عليه السلام : ان الله يبغض الفاحش المتفحش.

و قال عليه السلام : ان لله عقوبات في القلوب و الابدان، ضنك في المعيشة، و وهن في العبادة، و ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب. يقول الله تعالي : يا ابن آدم، اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس.

قال عليه السلام : الحياء و الايمان مقرونان في قرن فاذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه.

و قال عليه السلام : من علم باب هدي فله مثل أجر من عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم شيئا. و من علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا.



[ صفحه 157]



و قال عليه السلام : الا انبئكم بشي ء اذا فعلتموه يبعد السلطان و الشيطان منكم؟ فقال أبوحمزة : بلي، فقال عليه السلام : عليكم بالصدقة فبكروا بها فانها تسود وجه ابليس و تكسره شره السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك و عليكم بالحب في الله و التودد و المؤازرة علي العمل الصالح فانه يقطع دابرهما - يعني السلطان و الشيطان - و ألحوا في الاستغفار فانه ممحاة للذنوب.

و قال عليه السلام : ان هذا اللسان مفتاح كل خير و شر فينبغي للمؤمن ان يختم علي لسانه كما يختم علي ذهبه و فضته فان رسول الله صلي الله عليه و آله قال : رحم الله مؤمنا امسك لسانه من كل شر فان ذلك صدقة منه علي نفسه، ثم قال : لا يسلم احد من الذنوب حتي يخزن لسانه. و ان الغيبة ان تقول في أخيك ما ستره الله عليه و ان البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه.

و قال عليه السلام : عليكم بالورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة الي من ائتمنكم عليها برا كان أو فاجرا.

و قال عليه السلام : أيها الناس انكم في هذه الدنيا اغراض تنتضل فيكم المنايا لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره الا بانقضاء آخر من أجله، فاية أكلة ليس فيها غصص؟! أم أي شربة ليس فيها شرق؟! استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه فان اليوم غنيمة و غدا لا تدري لمن هو، أهل الدنيا سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت منا أصول نحن فروعها، فما بقاء الفرع بعد أصله؟ أين الذين كانوا أطول اعمارا منكم و ابعد آمالا؟ آتيك يابن آدم ما لا ترده، و ذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا ما لك منه الا لذة تزدلف بك الي حمامك و تقربك من أجلك فكأنك قد صرت الحبيب المفقود و السواد المخترم فعليك بذات نفسك ودع ما سواها و استعن بالله يعنك.

و قال عليه السلام : من صنع مثلما صنع اليه فقد كافأ و من أضعف كان شكورا و من شكر كان كريما. و من علم ان ما صنع كان الي نفسه لم يستبطي ء الناس في شكرهم و لم يستردهم في مودتهم فلا تلتمس من غيرك شكر ما اتيته الي



[ صفحه 158]



نفسك و وقيت به عرضك و اعلم ان طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فاكرم وجهك عن رده.

و قال عليه السلام : ان الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب اهله بالهدية و يحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض.

و قال عليه السلام : الكسل يضر بالدين و الدنيا، لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا و لو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحدا.

و قال عليه السلام : ان لله عبادا ميامين مياسير يعيشون و يعيش الناس في أكنافهم و هم في عباده مثل القطر، و لله عباد ملاعين مناكيد لا يعيشون و لا يعيش الناس في أكنافهم و هم في عبادالله مثل الجراد لا يقعون علي شي ء الا أتوا عليه.

و قال عليه السلام : قولوا للناس احسن ما تحبون ان يقال لكم فان الله يبغض اللعان السباب الطعان علي المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف و يحب الحليم العفيف المتعفف. و قال : ان الله يحب افشاء السلام.

و قال عليه السلام يوما لمن حضره : ما المروءة؟ فتكلموا، فقال عليه السلام : المروءة ان لا تطمع فتذل، و لا تسأل فتقل، و لا تبخل فتشتم، و لا تجهل فتخصم، فقيل : و من يقدر علي ذلك؟ فقال : من أحب أن يكون كالنظر في الحدقة، و المسك في الطيب، و كالخليفة في يومكم هذا في القدر.

و قال : يوما رجل عنده : اللهم اغننا عن جميع خلقك، فقال أبوجعفر عليه السلام : لا تقل هكذا ولكن قل : اللهم اغننا عن شرار خلقك فان المؤمن لا يستغني عن أخيه.

و قال عليه السلام : ما عرف الله من عصاه، و انشد :



تعصي الآله و انت تظهر حبه

هذا لعمرك في الفعال بديع



لو كان حبك صادقا لا طعته

ان المحب لمن احب مطيع



و قال أبوعثمان الجاحظ في كتاب البيان و التبيين : جمع محمد بن علي الباقر صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال : صلاح شأن المعاش





[ صفحه 159]



و التعاشر مل ء مكيال : ثلثان فطنة، و ثلث تغافل.

فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال : بني الاسلام علي خمس : علي الصلوة و الزكوة و الحج و الصوم و الولاية، و لم يناد بشي ء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع، و تركوا هذه. يعني الولاية [23] .

و عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : سمعته يقول : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) فمن زعم أنهم آمنوا فقد كذب، و من زعم أنهم لم يسلموا فقد كذب [24] .

جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : في قول الله عزوجل : و قولوا للناس حسنا، قال : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم [25] .

و قال الباقر عليه السلام : تذاكر العلم ساعة خير من قيام ليل.

و قال عليه السلام : اذا جلست الي عالم فكن علي أن تسمع احرص منك علي ان تقول، و تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول، و لا تقطع علي أحد حديثه [26] .

عن جابر الجعفي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : يرحمك الله ما الصبر الجميل؟ قال : ذلك الصبر الذي ليس فيه شكوي الي الناس [27] .

عن زرارة قال سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : ان العبد اذا اذنب ذنبا أجل من غدوة الي الليل فان استغفر الله لم يكتب عليه [28] .

جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : ان الله يحب



[ صفحه 160]



الحيي الحليم العفيف المتعفف [29] .

الحناط قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : ايام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم عليه السلام، و يوم الكرة، و يوم القيامة [30] .

عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر عليه السلام يقول : لا و الله، لا يكون عالم جاهلا أبدا، عالم بشي ء جاهل بشي ء. ثم قال : الله أجل و اعز و اعظم و اكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه و أرضه، ثم قال : لا يحجب ذلك عنه [31] .

روي عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أباجعفر الباقر عليه السلام يقول : ما من شي ء أعظم ثوابا من شهادة أن لا اله الا الله، لأن الله تعالي لا يقدره شي ء و لا يشركه في الأمر احد.

قال أبوجعفر عليه السلام : ان الحجة لا تقوم لله عزوجل علي خلقه الا بامام حي يعرفونه [32] .

زرارة عن أبي جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : ضاقت الأرض بسبعة، بهم ترزقون و بهم تنصرون و بهم تمطرون، منهم : سلمان، و المقداد، و أبوذر، و عمار، و حذيفة رحمة الله عليهم، و كان علي عليه السلام يقول : و انا امامهم و هم الذين صلوا علي فاطمة عليهاالسلام [33] .



[ صفحه 161]




پاورقي

[1] مكارم الأخلاق / 226.

[2] الكافي / 280.

[3] الكافي / 280.

[4] كمال الدين 1 : باب ما أخبر به أبوجعفر.

[5] بحارالأنوار 2 / 29.

[6] بحارالأنوار 71 / 258.

[7] معاني الأخبار / 127.

[8] تذكرة الخواص / 191.

[9] أعيان الشيعة 4 / 71 - 74.

[10] نور الابصار / 209.

[11] أئمتنا / علي محمد علي دخيل 364 - 367.

[12] بحارالأنوار : 78 / 173.

[13] بحارالأنوار : 78 / 176.

[14] الامام الباقر عليه السلام في الخصال 1 / 30.

[15] بحارالأنوار : 78 / 183.

[16] في بعض النسخ : عبيدالله.

[17] معاني الأخبار / 112، و الخصال 4 / 225، كمال الدين 4 / ب 26 / 296.

[18] الكافي / 276.

[19] الكافي / 276.

[20] الكافي / 276.

[21] الكافي / 270.

[22] الكافي / 280.

[23] الكافي / 228.

[24] الكافي / 241.

[25] الكافي / 297.

[26] كشف الغمة / 265.

[27] الكافي / 270.

[28] الكافي / 282.

[29] الكافي / 277.

[30] الخصال / 85.

[31] بحارالأنوار : 26 / 109.

[32] بحارالأنوار : 2 / 20.

[33] رجال الكشي / 12.