بازگشت

لمع من أخبار الامام و مناقبه


أورد العلامة المجلسي في البحار [1] نقلا عن الاختصاص [2] مسندا عن هشام بن سالم قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ان لأبي مناقب ليست لأحد من آبائي. و ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال لجابر بن عبدالله : انك ستدرك محمدا ابني فأقرئه مني السلام، فأتي جابر علي بن الحسين عليهماالسلام فطلبه منه، فقال : نرسل اليه فندعوه لك من الكتاب، فقال : أذهب اليه، فأتاه فأقرأه السلام من رسول الله و قبل رأسه.

فقال : و علي جدي السلام و عليك يا جابر، قال : فسأله جابر أن يضمن له الشفاعة يوم القيامة، فقال له : أفعل ذلك يا جابر ان شاءالله. ثم صاحبه و التزمه حتي الممات.

و في البحار أيضا عن المناقب، عن أبي حمزة الثمالي في خبر : لما كانت السنة التي حج فيها أبوجعفر محمد بن علي عليهماالسلام و لقيه هشام بن عبدالملك أقبل الناس ينثالون عليه، فقال عكرمة : من هذا الذي عليه سيما زهرة العلم؟، لأجربنه، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه و أسقط في يده، و قال : يابن رسول الله صلي الله عليه و آله لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس و غيره، فما أدركني ما أدركني آنفا. فقال له أبوجعفر عليه السلام : ويلك يا عبيد أهل الشام، انك بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه.

و فيه عنه أيضا عن حبابة الوالبية قالت : رأيت رجلا بمكة أصيلا [3] في الملتزم أو بين الباب و الحجر علي صعدة من الأرض و قد حزم وسطه علي



[ صفحه 175]



المئزر بعمامة خز و الغزالة [4] تختال علي قلل الجبال كالعمائم علي قمم الرجال، و قد صاعد كفه و طرفه نحو السماء و يدعو، فلما انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات و يستفتحون أبواب المشكلات فلم يرم حتي أفتاهم في ألف مسألة، ثم نهض يريد رحله عليه السلام و مناد ينادي بصوت صهل : [5] ألا ان هذا النور الأبلج المسرح [6] و النسيم الأرج و الحق المرج. و آخرون يقولون من هذا؟ فقيل : محمد بن علي الباقر علم العلم و الناطق عن الفهم محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

قال : و في رواية أبي بصير : ألا ان هذا باقر علم الرسل، و هذا مبين السبل، هذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة، هذا ابن فاطمة الغراء العذراء الزهراء، هذا بقية الله في أرضه، هذا ناموس الدهر، هذا ابن محمد و خديجة و علي و فاطمة عليهم السلام، هذا منازل الدين القائمة.

و روي محمد بن الحسن الصفار في البصائر عن أحمد بن محمد بن أبي نصير، عن محمد بن حمران، عن أسود بن سعيد قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأنشأ يقول ابتداء من غير أن أسأله : نحن حجة الله، و نحن باب الله، و نحن لسان الله، و نحن وجه الله، و نحن عين الله في خلقه، و نحن ولاة أمر الله في عباده.

و فيه أيضا عن عبدالله بن عامر، عن العباس بن معروف، عن عبدالرحمن البصيري، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن خثيمة، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : نحن جنب الله، و نحن صفوة الله، و نحن خيرة الله، و نحن مستودع مواريث الأنبياء، و نحن أمناء الله، و نحن حجة الله، و نحن أركان الايمان، و نحن دعائم الاسلام، و نحن من رحمة الله علي خلقه، و نحن الذين بنا يفتح و بنا



[ صفحه 176]



يختم، و نحن أئمة الهدي، و نحن مصابيح الدجي، و نحن السابقون، و نحن الآخرون، و نحن العلم المرفوع للخلق، و نحن من تمسك بنا لحق و من تخلف عنا غرق، و نحن قادة الغر المحجلين، و نحن خيرة الله، و نحن الطريق و الصراط المستقيم الي الله، و نحن نعمة الله علي خلقه، و نحن المنهاج، و نحن معدن النبوة، و نحن موضع الرسالة، و نحن الذين الينا مختلف الملائكة، و نحن السراج لمن استضاء بنا، و نحن السبيل لمن اقتدي بنا، و نحن الهداة الي الجنة، و نحن غر الاسلام، و نحن المحشوون و القناطر من مضي عليها لم يسبق و من تخلف عنها محق، و نحن السنام الأعظم، و نحن الذين بنا تنزل الرحمة و بنا تسقون الغيث، و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب، فمن عرفنا و أبصرنا و عرف حقنا و أخذ بأمرنا فهو منا و الينا.

في الخرائج عن الحلبي، عن الصادق عليه السلام قال : دخل الناس علي أبي عليه السلام فقالوا : ما حد الامام؟ قال : حده عظيم، اذا دخلتم عليه فوقروه و عظموه و آمنوا به و بما جاء به من شي ء، و عليه أن يهديكم. و فيه خصلة اذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه اجلالا و هيبة؛ لأن رسول الله صلي الله عليه و آله كذلك كان، و كذلك يكون الامام، قالوا : فيعرف شيعته؟ قال : نعم ساعة يراهم. قالوا : فنحن لك شيعة؟ قال : نعم كلكم. قالوا : أخبرنا بعلامة ذلك؟ قال : أخبركم بأسمائكم و أسماء آبائكم و قبائلكم. قالوا : أخبرنا. فأخبرهم. قالوا : صدقت، قال : و أخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالي :

(كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء) [7] و نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا، ثم قال : يقنعكم؟ قلنا : في دون هذا نقنع.

و في البحار عن المناقب، عن علي بن أبي حمزة و أبي بصير قالا : كان لنا موعد علي أبي جعفر عليه السلام فدخلنا عليه أنا و أبوليلي، فقال : يا سكينة، هلمي



[ صفحه 177]



المصباح، فأتت بالمصباح، ثم قال : هلمي بالسفط الذي في موضع كذا و كذا، قال : فأتته بسفط هندي أو سندي ففض خاتمه ثم أخرج منه صحيفة صفراء، فقال علي : فأخذ يدرجها من أعلاها و ينشرها من أسفلها حتي اذا بلغ ثلثها أو ربعها نظر الي فارتعدت فرائصي حتي خفت علي نفسي، فلما نظر الي في تلك الحال وضع يده علي صدري، فقال : أبرئت أنت؟ قلت : نعم جعلت فداك. قال : ليس عليك بأس، ثم قال : ادن فدنوت، فقال لي : ما تري؟ قلت : اسمي و اسم أبي و أسماء أولاد لي لا أعرفهم، فقال : يا علي، لولا أن لك عندي ما ليس لغيرك ما أطلعتك علي هذا أما انهم سيزدادون علي [8] عدد ما ههنا. قال علي بن أبي حمزة : فمكثت و الله بعد ذلك عشرين سنة ثم ولد لي من الأولاد بعدد ما رأيت بعيني في تلك الصحيفة الخبر.

روي محمد بن الحسن الصفار في البصائر عن الحسن بن علي بن عبدالله، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد، عن بعض أصحابنا، عن عمر بن حنظلة، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : اني أظن أن لي عندك منزلة، قال : أجل. قلت : فان لي اليك حاجة، قال : و ما هي؟ قلت : فعلمني الاسم الأعظم، قال : و تطيقه؟ قلت : نعم. قال : فادخل البيت. قال : فدخلت البيت فوضع أبوجعفر عليه السلام يده علي الأرض فأظلم البيت، فارتعدت فرائص عمر، فقال : ما تقول اعلمك؟ قال : فقلت : لا فرفع يده فرجع البيت كما كان.

و فيه أيضا عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل قال : أخبرني ضريس الكناسي عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ان اسم الله الأعظم علي ثلاث و سبعين وجه، و انما كان عند آصف بن برخيا منها وجه واحد، فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه و بين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده و عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، و عندنا نحن من



[ صفحه 178]



الاسم الأعظم اثنان و سبعون وجها، و وجه عندالله استأثره في علم الغيب عنده و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. و في الكافي عن محمد بن يحيي و غيره مثله.

روي الصفار في بصائر الدرجات عن عمران بن موسي، عن موسي بن جعفر، عن الحسن بن علي قال : حدثنا عبدالله بن سهيل الأشعري، عن أبيه، عن اليسع قال : دخل حمران بن أعين علي أبي جعفر عليه السلام فقال له : جعلت فداك يبلغنا أن الملائكة تنزل عليكم؟ فقال : اي و الله لتنزل علينا فتطأ فرشنا، أما تقرأ كتاب الله تبارك و تعالي :

(ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).

و روي القطب الراوندي في الخرائج عن جابر قال : كنا عند الباقر عليه السلام نحوا من خمسين رجلا اذ دخل عليه كثير النواء، و كان من المغيرية [9] ، فسلم و جلس، ثم قال : ان المغيرة بن عمران عندنا بالكوفة يزعم أن معك ملكا يعرفك الكافر من المؤمن، و شيعتك من أعدائك؟ قال : ما حرفتك؟ قال : أبيع الحنطة. قال : كذبت. قال : و ربما أبيع الشعير، قال : ليس كما قلت، بل تبيع النواء، قال : من أخبرك بهذا؟ قال : الملك الذي يعرفني شيعتي من عدوي، و لست تموت الا تائها. قال جابر الجعفي : فلما انصرفنا الي الكوفة ذهبت في جماعة نسأل فدللنا علي عجوز فقالت : مات تائها منذ ثلاثة أيام.

روي الكليني رحمه الله في أصول الكافي باسناده عن سعد الاسكاف، قال : أتيت أباجعفر عليه السلام في بعض ما شرع فجعل يقول : لا تجعل، حتي حميت



[ صفحه 179]



الشمس علي و جعلت أتتبع الافياء فما لبث أن خرج علي قوم كأنهم الجراد الصفر، عليهم البتوت [10] ، قد أنهكتهم العبادة، قال : فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال لي : أراني قد أشفقت عليك، قلت : أجل، و الله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بي لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد، كأن ألوانهم الجراد الصفر، قد انهكتهم العبادة، فقال : يا سعد رأيتهم؟ قلت : نعم. قال : أولئك اخوانك من الجن، قال : فقلت : يأتونك؟ قال : نعم، يأتوننا يسألوننا عن معالم دينهم و حلالهم و حرامهم.

و فيه أيضا باسناده عن سعد الاسكاف قال : أتيت أباجعفر عليه السلام أريد الاذن عليه، فاذا رحال ابل علي الباب مصفوفة، و اذا الأصوات قد ارتفعت، ثم خرج قوم متعممين بالعمائم يشبهون الزط [11] ، قال : فدخلت علي أبي جعفر عليه السلام، فقلت : جعلت فداك أبطأ اذنك اليوم، و رأيت قوما خرجوا علي متعممين بالعمائم فأنكرتهم فقال أو تدري من أولئك يا سعد؟ قال : قلت : لا. قال : فقال : أولئك اخوانكم من الجن يأتوننا فيسألوننا عن حلالهم و حرامهم و معالم دينهم.

و في البحار عن المناقب قال بكر بن صالح، ان عبدالله بن المبارك أتي أباجعفر عليه السلام فقال : اني رويت عن آبائك عليهم السلام أن كل فتح بضلال فهو للامام، فقال : نعم، قلت : جعلت فداك فانهم أتوا بي من بعض فتوح الضلال، و قد تخلصت ممن ملكوني بسبب و قد أتيتك مسترقا مستعبدا قال عليه السلام : قد قبلت، فلما كان وقت خروجه الي مكة قال : اني مذ حججت فتزوجت و مكسبي مما يعطف علي أخواني، لا شي ء لي غيره، فمرني بأمرك، فقال عليه السلام : انصرف الي بلادك، و أنت من حجك و تزويجك و كسبك في حل، ثم أتاه بعد ست سنين، و ذكر له العبودية التي ألزمها نفسه فقال : أنت حر لوجه الله تعالي، فقال : اكتب لي به عهدا



[ صفحه 180]



فخرج كتابه : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبدالله بن المبارك فتاه اني أعتقتك لوجه الله، و الدار الآخرة، لا رب لك الا الله، و ليس عليك سيد و أنت مولاي و مولي عقبي من بعدي، كتب في المحرم سنة ثلاث عشرة و مائة، و وقع فيه محمد بن علي بخط يده و ختمه بخاتمه.

عن يعقوب بن يزيد، عن عباس الوراق، عن عثمان بن عيسي، عن ابن مسكان، عن ليث المرادي أنه حدثه عن سدير بحديث فأتيته فقلت : ان المرادي حدثني عنك بحديث، فقال : و ما هو؟ فقلت : حديث اليماني. قال : نعم كنت عند ابي جعفر فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله أبوجعفر عليه السلام : من اليمن؟ فأقبل يحدث، فقال له أبوجعفر : هل تعرف دار كذا؟ قال : نعم و رأيتها قال : فقال أبوجعفر عليه السلام : هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا و كذا؟ قال : نعم و رأيتها. قال : فقال له الرجل : ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك، فلما قام الرجل قال لي أبوجعفر عليه السلام : يا أباالفضل تلك الصخرة التي حيث غضب موسي فألقي الألواح فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة، فلما بعث الله رسوله صلي الله عليه و آله أدته اليه و هي عندنا.

و فيه أيضا عن معاوية بن حكم، عن محمد بن شعيب، عن غزوان، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال : دخل رجل من أهل بلخ عليه فقال عليه السلام له : يا خراساني تعرف وادي كذا و كذا؟ قال : نعم. قال : و من ذلك الصدع يخرج الدجال.

و روي الصفار في البصائر عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن موسي النميري قال : جئت الي باب أبي جعفر عليه السلام لأستأذن عليه، فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية، قال : فبكينا حيث سمعنا الصوت، فظننا أنه بعث الي رجل من أهل الكتاب يستقرئه فأذن لنا فدخلنا عليه، فلم نر عنده أحدا، فقلنا : أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا



[ صفحه 181]



أنك بعثت الي رجل من أهل الكتاب تستقرئه، قال : لا ولكن ذكرت مناجاة اليا [ايليا] لربه فبكيت من ذلك، قلنا : و ما هي مناجاته جعلنا الله فداك؟ قال : جعل يقول : يا رب أتراك معذبي بعد طول قيامي صلاة لك، و جعل يعدد أعماله فأوحي الله اليه اني لست أعذبك، فقال : يا رب و ما يمنعك أن تقول لا بعد نعم، و أنا عبدك و في قبضتك، قال : فأوحي الله اليه : اني اذا قلت قولا و فيت به.

و روي القطب الراوندي في الخرائج عن أبي عتيبة قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام، فدخل رجل فقال : أنا من أهل الشام أتولاكم و أبرأ من عدوكم، و أبي كان يتولي بني أمية، و كان له مال كثير، و لم يكن له ولد غيري، و كان مسكنه الرملة، و كان له جنينة يتخلي فيها بنفسه، فلما مات طلبت المال فلم أظفر به، و لا أشك أنه دفنه و أخفاه مني.

قال أبوجعفر عليه السلام : أفتحب أن تراه و تسأله أين موضع ماله؟ قال : اي و الله اني لفقير محتاج. فكتب أبوجعفر عليه السلام كتابا و ختمه بخاتمه، ثم قال : انطلق بهذا الكتاب الليلة الي البقيع حتي تتوسطه، ثم تنادي : يا دوجان يا دوجان، فانه يأتيك رجل معتم فادفع اليه كتابي و قل : أنا رسول محمد بن علي بن الحسين، فانه يأتيك فاسأله عما بدا لك، فأخذ الرجل الكتاب و انطلق.

قال أبوعتيبة : فلما كان من الغد أتيت أباجعفر عليه السلام لأنظر ما حال الرجل، فاذا هو علي الباب ينتظر أن يؤذن له، فأذن له فدخلنا جميعا، فقال الرجل : الله يعلم عند من يضع العلم، قد انطلقت البارحة و فعلت ما أمرت، فأتاني الرجل فقال : لا تبرح من موضعك حتي آتيك به، فأتاني برجل أسود، فقلت : ما هذا أبي. قال : غيره اللهب و دخان الجحيم و العذاب الأليم، قلت : أنت أبي؟ قال : نعم. قلت : فما غيرك عن صورتك و هيئتك؟ قال : يا بني كنت أتولي بني أمية و أفضلهم علي أهل بيت النبي بعد النبي صلي الله عليه و آله فعذبني الله بذلك، و كنت أنت تتولاهم و كنت أبغضك علي ذلك و حرمتك، فزويته عنك و أنا اليوم علي ذلك



[ صفحه 182]



من النادمين، فانطلق يا بني الي جنتي فاحفر تحت الزيتونة و خذ المال مائة ألف درهم فادفع الي محمد بن علي خمسين ألف و الباقي لك، ثم قال : و أنا منطلق حتي آخذ المال و آتيك بمالك. قال أبوعتيبة : فلما كان من قابل سألت أباجعفر عليه السلام، ما فعل الرجل صاحب المال؟ قال : قد أتاني بخمسين ألف درهم فقضيت بها دينا علي و ابتعت بها أرضا بناحية خيبر، و وصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي.

روي محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد، عن ابن الحكم، عن مثني الحناط، عن أبي بصير قال : دخلت علي أبي جعفر و أبي عبدالله عليهماالسلام فقلت لهما : أنتما ورثة رسول الله صلي الله عليه و آله؟ قال : نعم. قلت : فرسول الله وارث الأنبياء، علم كل ما عملوا. فقال لي : نعم، فقلت : أنتم تقدرون علي أن تحيوا الموتي و تبرئوا الأكمه و الأبرص؟ فقال لي : نعم باذن الله، ثم قال : ادن مني يا أبامحمد، فمسح يده علي عيني و وجهي فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شي ء في الدار، قال : ثم قال : أتحب أن تكون هكذا و لك ما للناس من الثواب و عليك ما عليهم من العقاب أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت : أعود كما كنت. قال : فمسح علي عيني فعدت كما كنت. قال علي : فحدثت ابن أبي عمير به فقال : أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق.

روي القطب الراوندي في الخرائج عن أبي سليمان داود بن عبدالله، عن سهل بن زياد، عن عثمان بن عيسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أنا مولاك و من شيعتك ضعيف ضرير، اضمن لي الجنة، قال : أولا أعطيك علامة الأئمة؟ قلت : و ما عليك أن تجمعها لي؟ قال : و تحب ذلك؟ قلت : كيف لا أحب؟ فما زاد أن مسح علي بصري فأبصرت جميع ما في السقيفة التي كان فيها جالسا، قال : يا أبامحمد هذا بصرك فانظر ماذا تري بعينك؟ قال : فوالله ما أبصرت الا كلبا و خنزيرا و قردا،



[ صفحه 183]



قلت : ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال : هذا الذي تري هذا السواد الأعظم و لو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة الي من خالفهم الا في هذه الصورة. قال : يا أبامحمد ان أحببت تركتك علي حالك هكذا كالأول. قلت : لا حاجة لي الي النظر الي هذا الخلق المنكوس وردني فما للجنة عوض فمسح يده علي عيني فرجعت كما كنت.

و في البحار عن المناقب قال أبوبصير للباقر عليه السلام : ما أكثر الحجيج و أعظم الضجيج، فقال : بل ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج، أتحب أن تعلم صدق ما أقول و تراه عيانا، فمسح يده علي عينيه و دعا بدعوات فعاد بصيرا، فقال : انظر يا أبابصير الي الحجيج، قال : فنظرت فاذا أكثر الناس قردة و خنازير، و المؤمن بينهم مثل الكوكب اللامع في الظلمات، فقال أبوبصير : صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج و أكثر الضجيج، ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا، فقال أبوبصير في ذلك : فقال عليه السلام : ما بخلنا عليك يا أبابصير و ان الله تعالي ما ظلمك، و انما جاز ذلك و خشينا فتنة الناس بنا، و أن يجهلوا فضل الله علينا و يجعلونا أربابا من دون الله و نحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته و لا نسأم من طاعته و نحن له مسلمون.

و فيه عن كتاب اعلام الوري عن شعيب العقرقوفي عن أبي عروة قال : دخلت مع أبي بصير لي منزل أبي جعفر و أبي عبدالله عليهماالسلام قال : فقال لي : أتري في البيت كوة قريبا من السقف؟ قال : قلت : نعم، و ما علمك بها؟ قال : أرانيها أبوجعفر عليه السلام.

و في البحار عن المناقب قيل لأبي جعفر عليه السلام : محمد بن مسلم وجع، فأرسل اليه بشراب مع الغلام، فقال الغلام : أمرني أن لا أرجع حتي تشربه، فاذا شربت فأته، ففكر محمد فيما قال و هو لا يقدر علي النهوض، فلما شرب و استقر الشراب في جوفه صار كأنما نشط من عقال، فأتي به بابه فاستأذن عليه فصوت له صح الجسم فادخل، فدخل و سلم عليه و هو باك و قبل يده و رأسه،



[ صفحه 184]



فقال : ما يبكيك يا محمد؟ قال : اغترابي و بعد المشقة و قلة المقدرة علي المقام عندك و النظر اليك، فقال : أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياءنا و أهل مودتنا، و جعل البلاء اليهم سريعا، و أما ما ذكرت من الاغتراب فلك بأبي عبدالله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات، و أما ما ذكرت من بعد الشقة فان المؤمن في هذه الدار غريب، و في هذا الخلق منكوس، حتي يخرج من هذه الدار الي رحمة الله، و أما ما ذكرت من حبك قربنا و النظر الينا و انك لا تقدر علي ذلك، فلك صافي قلبك و جزاؤك عليه [12] .

و فيه عن المناقب أيضا عن المفضل بن عمر أنه قال : بينما أبوجعفر عليه السلام بين مكة و المدينة اذ انتهي الي جماعة علي الطريق، و اذا رجل من الحجاج نفق حماره، و قد بدد متاعه، و هو يبكي، فلما رأي أباجعفر عليه السلام أقبل اليه، فقال له : يابن رسول الله، نفق حماري و قد بقيت منقطعا فادع الله تعالي أن يحيي لي حماري، قال : فدعا أبوجعفر عليه السلام فأحيا الله له حماره [13] .

و في كشف الغمة عن محمد بن مسلم قال : سرت مع أبي جعفر عليه السلام ما بين مكة و المدينة و هو علي بغلة، و أنا علي حمار له، اذ أقبل ذئب فهوي من رأس الجبل حتي دني من أبي جعفر عليه السلام فجلست البغلة فدنا الذئب حتي وضع يده علي القربوس و تطاول بخطمه اليه و أصغي اليه أبوجعفر عليه السلام بأذنه مليا ثم قال : اذهب فقد فعلت، فرجع الذئب و هو يهرول، فقال لي : أتدري ما قال؟ فقلت : الله و رسوله و ابن رسوله أعلم، فقال : انه قال لي : يابن رسول الله، ان زوجتي في ذلك الجبل و قد عسر عليها ولادتها فادع الله أن يخلصها و لا يسلط أحدا من نسلي علي أحد من شيعتكم، قلت : قد فعلت [14] .



[ صفحه 185]



و في البحار عن كتاب حلية الأولياء بالاسناد الي أبي حمزة قال : قال أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، و سمع عصافير يصحن :

أتدري يا أباحمزة ما يقلن؟

قلت : لا.

قال : يسبحن ربي عزوجل و يسألن قوت يومهن [15] .

و روي الكشي في رجاله باسناده الي حمزة به طيار، عن أبيه محمد قال : جئت الي باب أبي جعفر عليه السلام استأذن عليه، فلم يأذن لي، و أذن لغيري فرجعت الي منزلي و أنا مغموم، فطرحت نفسي علي سريري في الدار و ذهب عني النوم، فجعلت أفكر و أقول أليس المرجئة تقول : كذا، و القدرية تقول كذا، و الحرورية تقول كذا، و الزيدية تقول كذا، فيفسد عليهم قولهم، فأنا أفكر في هذا حتي نادي المنادي فاذا الباب يدق، فقلت : من هذا؟

فقال : رسول لأبي جعفر عليه السلام، يقول لك أبوجعفر عليه السلام : أجب.

فأخذت ثيابي و مضيت معه فدخلت عليه، فلما رآني قال لي : يا محمد لا الي المرجئة و لا الي القدرية، و لا الي الحرورية، و لا الي الزيدية، ولكن الينا، انما حجبتك لكذا و كذا فقبلت و قلت به.

و في كشف الغمة من كتاب الدلائل للحميري عن فيض بن مطر قال : دخلت علي أبي جعفر عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل في المحمل، قال : فابتدأني فقال : كان النبي صلي الله عليه و آله يصلي علي راحلته حيث توجهت به.

و فيه عنه أيضا عن مالك الجهني قال : كنت قاعدا عند أبي جعفر عليه السلام فنظرت اليه و جعلت أفكر في نفسي و أقول : لقد عظمك الله و كرمك و جعلك حجة علي خلقه، فالتفت الي و قال : ما لك يا مالك؟ الأمر أعظم مما تذهب اليه.

و في الخرائج عن أبي بصير الكناني قال : سرت يوما الي أبي جعفر عليه السلام،



[ صفحه 186]



فقرعت الباب، فخرجت الي وصيفة ناهد فضربت بيدي علي رأس ثديها فقلت لها : قولي لمولاك : اني بالباب، فصاح من آخر الدار ادخل لا أم لك، فدخلت و قلت : و الله ما أردت ريبة و لا قصدت الا زيادة في يقيني، فقال : صدقت لئن ظننتم أن هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم اذا لا فرق بيننا و بينكم، فاياك أن تعاود لمثلها.

و فيه أيضا عن أبي بصير قال : كنت أقري ء امرأة القرآن بالكوفة، فمازحتها بشي ء، فلما دخلت علي أبي جعفر عليه السلام عاتبني، و قال : من ارتكب الذنب في الخلا لم يعبأ الله به، أي شي ء قلت للمرأة؟ فغطيت وجهي حياء و تبت، فقال أبوجعفر عليه السلام : لا تعد.

و في البحار عن المناقب عن الحسين بن مختار، عن أبي بصير مثله.

ثم قال : و في رواية حفص البختري أنه عليه السلام قال لأبي بصير : أبلغها السلام فقل : أبوجعفر يقرئك السلام، و يقول : زوجي نفسك من أبي بصير، قال : فأتيتها فأخبرتها، فقالت : الله لقد قال لك أبوجعفر عليه السلام هذا؟ فحلفت لها، فزوجت نفسها مني.

و في الخرائج عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال لرجل من أهل خراسان : كيف أبوك؟

قال : صالح.

قال : قد مات أبوك بعد ما خرجت، حيث صرت جرجان ثم قال : كيف أخوك؟

قال : تركته صالحا؟

قال : قد قلته جار له يقال له صالح يوم كذا في ساعة كذا، فبكي الرجل و قال : انا لله و انا اليه راجعون بما اصبت.

فقال أبوجعفر عليه السلام : اسكن فقد صاروا الي الجنة و الجنة خير لهم مما



[ صفحه 187]



كانوا فيه.

فقال له الرجل : اني خلفت ابني وجعا شديدا و لم تسألني عنه.

قال : قد بري ء و قد زوجه عمه ابنته، و أنت تقدم عليه و قد ولد له غلام و اسمه علي و هو لنا شيعة، و أما ابنك فليس لنا شيعة بل هو لنا عدو.

فقال له الرجل : فهل من حيلة؟

قال : انه عدو و هو و قيد [16] .

و فيه عنه أيضا مسندا عن عبدالله بن عطاء قال : دخلت الي مكة في الليل ففرغت من طوافي وسعيي و بقي علي ليل، فقلت : امضي الي أبي جعفر عليه السلام فاتحدث عنده بقية ليلي، فجئت الي الباب فقرعته فسمعت أباجعفر عليه السلام يقول : ان كان عبدالله بن عطاء فأدخل.

قال (الحاجب) : من هذا؟

قلت : عبدالله بن عطاء.

قال : ادخل.

روي القطب الراوندي في الخرائج عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزل أبي عليه السلام بواد فضرب خباه فيه، ثم خرج يمشي حتي انتهي الي نخلة يابسة، ثم حمد الله و تكلم بكلام لم أسمع بمثله، ثم قال : أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك، فتساقط منها رطب أحمر و أصفر فأكل و معه أبوأمية الأنصاري، فقال : با أباأمية هذه الآية فينا كالآية في مريم عليهاالسلام، اذ هزت اليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا [17] .

و فيه أيضا عن جابر الجعفي قال : خرجت مع أبي جعفر عليه السلام الي الحج الي أن قال : ثم ارتحلنا فأصبحنا دون قرية و نخل فعمد أبوجعفر عليه السلام الي نخلة



[ صفحه 188]



يابسة فيها، فدنا منها و قال : أيتها النخلة أطعمينا مما خلق الله فيك، فرأيت النخلة تنحني حتي جعلنا نتناول من ثمرها و نأكل و اذا أعرابي يقول : ما رأيت ساحرا كاليوم، فقال أبوجعفر عليه السلام يا أعرابي لا تكذبن علينا أهل البيت فانه ليس منا ساحر و لا كاهن، ولكن علمنا أسماء من أسماء الله تعالي نسأل بها فنعطي و ندعو فنجاب.

و فيه أيضا قال أبوبصير : كنت مع الباقر عليه السلام في المسجد اذ دخل عمر بن عبدالعزيز و عليه ثوبان ممصران [18] متكئا علي مولي له، فقال عليه السلام : ليلين هذا الغلام فيظهر العدل و يعيش أربع سنين، ثم يموت فيبكي عليه أهل الأرض و يلعنه أهل السماء، قال : لجلوسه في مجلس لا حق له فيه، ثم ملك و أظهر العدل جهده [19] .

و في كشف الغمة من كتاب الدلائل للحميري عن يزيد بن حازم قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فمررنا بدار هشام بن عبدالملك و هي تبني، فقال عليه السلام : أما و الله، لتهدمن، أما و الله، لينقلن ترابها من مهدمها، أما و الله، لتبدون أحجار الزيت [20] ، و انه لموضع النفس الزكية، فتعجبت و قلت : دار هشام من يهدمها؟ فسمعت أذني هذا من أبي جعفر عليه السلام قال : فرأيتها بعدما مات هشام و قد كتب الوليد في أن تهدم و ينقل ترابها الي أن بدت الأحجار و رأيتها.

و في الخرائج عن محمد بن أبي حازم قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فمر بنا زيد بن علي عليهماالسلام، فقال أبوجعفر عليه السلام : أما و الله، ليخرجن بالكوفة و ليقتلن و ليطافن برأسه، ثم يؤتي به فينصب علي قصبة في هذا الموضع، و أشار الي الموضع الذي صلب فيه. قال : سمعت أذناي به، ثم رأت عيني بعد ذلك، فبلغنا



[ صفحه 189]



خروجه و قتله، ثم مكثنا ماشاءالله فرأينا يطاف برأسه فنصب في ذلك الموضع علي قصبة فتعجبنا.

و في البحار عن المناقب : و يروي أن زيد بن علي عليه السلام لما عزم علي البيعة قال له أبوجعفر عليه السلام : يا زيد ان مثل القائم من أهل هذا البيت قبل قيام مهديهم، مثل فرخ نهض من عشه من غير أن يستوي جناحاه، فاذا فعل ذلك سقط، فأخذه الصبيان يتلاعبون به، فاتق الله في نفسك أن تكون المصلوب غدا بالكناسة، فكان كما قال [21] .

وروي البرسي في المشارق عن أبي بصير قال : قال لي مولاي أبوجعفر عليه السلام : اذا رجعت الي الكوفة يولد لك ولد و تسميه عيسي، و يولد لك ولد و تسميه محمدا، و هما من شيعتنا و اسمهما في صحيفتنا، و ما يولدون الي يوم القيامة. قال : فقلت : و شيعتكم معكم؟ قال : نعم اذا خافوا الله و اتقوه.

قال : و روي أنه عليه السلام دخل المسجد يوما فرأي شابا يضحك في المسجد، فقال له : تضحك في المسجد و أنت بعد ثلاثة من أهل القبور؟ فمات الرجل في أول اليوم الثالث، و دفن في آخره [22] .

و في رجال الكشي باسناده عن أسلم مولي محمد بن الحنفية قال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا مسندا ظهري الي زمزم، فمر علينا محمد بن عبدالله بن الحسن و هو يطوف بالبيت، فقال أبوجعفر عليه السلام : يا أسم أتعرف هذا الشاب؟

قلت : نعم هذا محمد بن عبدالله بن الحسن.

قال : أما انه سيظهر و يقتل في حال مضيعة. ثم قال : يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا، فانه عندك أمانة.

قال : فحدثت به معروف بن خربوذ و أخذت عليه مثل ما أخذ علي.



[ صفحه 190]



قال : و كنا عند أبي جعفر عليه السلام غدوة و عشية أربعة من أهل مكة، فسأله معروف،

فقال : أخبرني عن هذا الحديث الذي حدثنيه، فاني أحب أن أسمعه منك.

قال : فالتفت الي أسلم فقال له : يا أسلم! فقال له : جعلت فداك اني أخذت عليه مثل الذي أخذت علي.

قال : فقال أبوجعفر عليه السلام : لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا و الربع الآخر أحمق [23] .

و في الخرائج روي أنه عليه السلام جعل يحدث أصحابه بأحاديث شداد، و قد دخل عليه رجل يقال له النضر بن قرواش، فاغتم أصحابه لمكان الرجل مما يستمع حتي نهض، فقالوا : قد سمع ما سمع و هو خبيث.

قال : لو سألتموه عما تكلمت به اليوم ما حفظ منه شيئا.

قال بعضهم : فلقيته بعد ذلك، فقلت : الأحاديث التي سمعتها من أبي جعفر عليه السلام أحب أن أسمعها؟

فقال : لا و الله ما فهمت منها قليلا و لا كثيرا.

و في البحار عن العياش عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلت فداك انا نتحدث أن لآل جعفر راية، و لآل فلان راية، فهل في ذلك شي ء؟

فقال : أما لآل جعفر فلا، و أما راية بني فلان فان لهم ملكا مبطأ يقربون فيه البعيد و يبعدون فيه القريب، و سلطانهم عسر ليس فيه يسر، و لا يعرفون في سلطانهم من أعلام الخير شيئا، يصيبهم فيه فزعات، ثم فزعات، كل ذلك يتجلي



[ صفحه 191]



عنهم حتي اذا أمنوا مكر الله، و أمنوا عذابه، و ظنوا أنهم قد استقروا صيح فيهم صيحة لم يكن لهم مناد يسمعهم و لا يجمعهم، و ذلك قول الله :

(حتي اذا أخذت الأرض زخرفها) الي قوله : (لقوم يتفكرون) [24] ألا انه ليس أحد من الظلمة الا و لهم بقيا [25] الا آل فلان، فانهم لا بقيا لهم.

قال : جعلت فداك أليس لهم بقيا؟

قال : بلي ولكنهم يصيبون منا دما فبظلمهم نحن و شيعتنا فلا بقيا لهم [26] .

و في البحار عن المناقب، عن الثعلبي في نزهة القلوب، روي عن الباقر عليه السلام أنه قال : أشخصني هشام بن عبدالملك فدخلت عليه و بنوأمية حوله، فقال لي : ادن يا ترابي، فقلت : من التراب خلقنا و اليه نصير، فلم يزل يدنيني حتي أجلسني معه، ثم قال : أنت أبوجعفر الذي يقتل بني أمية؟

فقلت : لا.

قال : فمن ذاك؟

فقلت : ابن عمي أبوالعباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، فنظر الي و قال : و الله ما جربت عليك كذبا، ثم قال : و متي ذاك؟

قلت : عن سنوات و الله ما هي ببعيدة - الخبر.

و فيه أيضا عن جابر الجعفي مرفوعا : لا يزال سلطان بني أمية حتي يسقط حائط مسجدنا هذا يعني مسجد الجعفي فكان كما أخبر [27] .

و في روضة الكافي بسنده الي زرارة قال : كان أبوجعفر عليه السلام في المسجد الحرام، فذكر بني أمية و دولتهم و قال له بعض أصحابه : انما نرجو أن تكون



[ صفحه 192]



صاحبهم و أن يظهر الله عزوجل هذا الأمر علي يدك.

فقال : ما أنا بصاحبهم و لا يسرني أن أكون صاحبهم، ان أصحابهم أولاد الزنا ان الله تبارك و تعالي لم يخلق منذ خلق السموات و الأرض سنين و لا أياما أقصر من سنيهم و أيامهم، ان الله عزوجل يأمر الملك الذي في يده الفلك فيطويه طيا [28] .

و في روضة الكافي عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنا عنده، و ذكروا سلطان بني أمية فقال أبوجعفر عليه السلام لا يخرج علي هشام أحد الا قتله، قال : و ذكر ملكه عشرين سنة، قال : فجزعنا.

فقال : ما لكم اذا أراد الله تبارك و تعالي أن يهلك سلطان قوم أمر الملك فأسرع بسير الفلك فقدر علي ما يريد، قال : فقلت لزيد هذه المقالة.

فقال : اني شهدت هشاما و رسول الله صلي الله عليه و آله يسب عنده، فلم ينكر ذلك و لم يغيره، فوالله لو لم يكن الا أنا و ابني لخرجت عليه [29] .

و في الخرائج عني أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال : كان أبي في مجلس له ذات يوم اذ أطرق برأسه للأرض فمكث فيها مكثا، ثم رفع رأسه فقال : يا قوم كيف أنتم ان جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في أربعة آلاف حتي يستعرضكم [30] بالسيف ثلاثة أيام، فيقتل مقاتليكم و تلقون منه بلاء لا تقدرون أن تدفعوها، و ذلك من قابل فخذوا حذركم و اعلموا أن الذي قلت هو كائن لابد منه؟ فلم يلتفت أهل المدينة الي كلامه، و قالوا : لا يكون هذا أبدا و لم يأخذوا حذرهم الا نفر يسير و بنوهاشم فخرجوا من المدينة خاصة و ذلك أنهم علموا أن كلامه هو الحق، فلما كان من قابل تحمل أبوجعفر عليه السلام بعياله و بنوهاشم



[ صفحه 193]



و جاء نافع بن الأزرق حتي كبس المدينة فقتل مقاتليهم و فضح نسائهم فقال أهل المدينة : لا نرد علي أبي جعفر عليه السلام شيئا نسمعه منه أبدا بعد ما سمعنا و رأينا فانهم أهل بيت النبوة و ينطقون بالحق [31] .

و فيه عن أبي بصير أيضا قال : سمعت الصادق عليه السلام يقول : ان أبي مرض مرضا شديدا حتي خفنا عليه، فبكي عند رأسه بعض أصحابه فنظر اليه و قال : اني لست بميت في وجعي هذا، قال : فبري ء و مكث ماشاءالله من السنين، فبينما هو صحيح ليس به بأس فقال : يا بني الي فاني ميت يوم كذا، فمات في ذلك اليوم.

و فيه أيضا روي عن هشام بن سالم قال : لما كانت الليلة التي قبض بها أبوجعفر عليه السلام قال : يا بني هذه الليلة وعدتها، و قد كان وضوئه قريبا.

قال : أريقوه، فظننا أنه يقول : من الحمي.

فقال : يا بني أرقه، فأرقناه فاذا فيه فأرة.

و فيه أيضا روي عن أبي بصير قال : حدثنا عليا دراج بن دراج عند الموت أنه دخل علي أبي جعفر عليه السلام و قال : ان المختار استعملني علي بعض أعماله، فأصبت مالا، فذهب بعضه و أكلت و أعطيت بعضا، و أحب أن تجعلني في حل من ذلك.

قال : أنت منه في حل.

فقلت : ان فلانا حدثني أنه سئل الحسن بن علي عليهماالسلام أن يقطعنا أرضا في الرحبة، فقال له الحسن عليه السلام : اني أصنع بك ما هو خير لك، أضمن لك الجنة علي و علي آبائي فهل كان هذا؟

قال : نعم.

فقلت لأبي جعفر عليه السلام عند ذلك : اضمن لي الجنة عليك و علي آبائك كما



[ صفحه 194]



ضمن الحسن عليه السلام لفلان.

قال : ضمنت.

قال أبوبصير : حدثني بهذا هو ثم مات، و ما حدثت بهذا أحدا، ثم خرجت و دخلت الي المدينة فدخلت علي أبي جعفر عليه السلام، فلما نظر الي قال : مات عليا.

قلت : نعم.

قال : حدثك بكذا و كذا؟ و لم يدع شيئا مما حدثني به عليا الا و حدثني عليه السلام به.

فقلت : و الله ما كان عندي حين حدثني بهذا أحد و لا خرج من فمي الي أحد، فمن أين علمت هذا؟ فغمز فخذي بيده فقال : هيه هيه اسكت الآن.

و في البحار عن المناقب، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : مررت بمجلس عبدالله بن الحسن عليه السلام فقال : بماذا فضلني محمد بن علي؟ ثم أتيت الي أبي جعفر عليه السلام، فلما بصر بي ضحك الي.

ثم قال : يا جابر، اقعد فان أول داخل يدخل عليك في هذا الباب عبدالله بن الحسن عليه السلام، فجعلت أرمق ببصري نحو الباب و أنا مصدق لما قال سيدي، اذ أقبل يسحب أذياله.

فقال له : يا عبدالله أنت الذي تقول بماذا فضلني محمد بن علي، ان محمدا و عليا ولداه، و قد ولداني؟ ثم قال : يا جابر احفر حفيرة و املأها حطبا جزلا [32] و أضرمها نارا.

قال جابر : ففعلت، فلما أن رأي النار قد صارت جمرا أقبل عليه بوجهه. فقال : ان كنت حيث تري فادخلها لن تضرك، فقطع بالرجل [33] ، فتبسم في



[ صفحه 195]



وجهي [الامام] [34] .

و في الخرائج روي عبدالله بن معاوية الجعفري قال : سأحدثكم بما سمعته أذناي و رأته عيناي من أبي جعفر عليه السلام، أنه كان علي المدينة رجل من آل مروان، و انه أرسل الي يوما فأتيته و ما عنده أحد من الناس، فقال : انما دعوتك لثقتي بك، و اني قد علمت أنه لا يبلغ عني غيرك، فأحببت أن تلقي عميك محمد بن علي و زيد بن علي، و تقول لهما : يقول لكما الأمير لتكفان عما يبلغني عنكما أو لتنكران [35] ، فخرجت متوجها الي أبي جعفر عليه السلام فاستقبلته متوجها الي المسجد، فلما دنوت منه تبسم ضاحكا، فقال : بعث اليك هذا الطاغية و دعاك، و قال : الق عميك فقل لهما كذا.

فقال : أخبرني أبوجعفر عليه السلام بمقاله كأنه كان حاضرا، ثم قال : يابن عم قد كفينا أمره بعد غد فانه معزول و منفي الي بلاد مصر، و الله ما أنا بساحر و لا كاهن، قال : فوالله ما أتي عليه اليوم الثاني حتي ورد عليه عزله و نفيه الي مصر و ولي المدينة غيره.

و روي الكشي في رجاله عن حمدوية، قال : سألت أباالحسن أيوب بن نوح بن دراج النخعي، عن سليمان بن خالد النخعي أثقة هو؟

فقال : كما يكون الثقة.

قال : حدثني عبدالله بن محمد قال : حدثني أبي عن اسماعيل بن أبي حمزة قال : ركب أبوجعفر عليه السلام يوما الي حائط له من حيطان المدينة، فركبت معه الي ذلك الحائط و معنا سليمان بن خالد، فقال له سليمان بن خالد، جعلت فداك يعلم الامام ما في يومه؟

فقال عليه السلام : يا سليمان و الذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله بالنبوة و اصطفاه بالرسالة



[ صفحه 196]



انه ليعلم ما في يومه و في شهره و في سنته، ثم قال : يا سليمان أما علمت أن روحا ينزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة الي مثلها من قابل و علم ما يحدث في الليل و النهار و الساعة، أتري ما يطمئن به قلبك؟

قال : فوالله ما سرنا الا ميلا أو نحو ذلك حتي قال عليه السلام : الساعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد أضمرا عليها، فوالله ما سرنا الا ميلا حتي استقبلنا الرجلان، فقال أبوجعفر عليه السلام لغلمانه : عليكم بالسارقين، فاخذا حتي أتي بهما، فقال عليه السلام : سرقتما؟ فحلفا له بالله أنهما ما سرقا.

فقال : و الله لئن لم تخرجا ما سرقتما لأبعثن الي الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما و لأبعثن الي صاحبكما الذي سرقتماه حتي يأخذكما و يرفعكما الي و الي المدينة، فرأيكما، بأبيا أن يردا الذي سرقاه، فأمر أبوجعفر عليه السلام غلمانه أن يستوثقوا منهما.

قال : فانطلق أنت يا سليمان الي ذلك الجبل و أشار بيده الي ناحية من الطريق فاصعد أنت و هؤلاء الغلمان، فان في قلة الجبل كهفا، فادخل أنت فيه بنفسك حتي تستخرج ما فيه و تدفعه الي مولي هذا، فان فيه سرقة لرجل آخر، و لم يأت، و سوف يأتي. فانطلقت و في قلبي أمر عظيم مما سمعت حتي انتهيت الي الجبل، فصعدت الي الكهف الذي وصفه لي فاستخرجت منه عيبتين وقر [36] رجلين حتي أتيت بهما أباجعفر عليه السلام.

فقال : يا سليمان ان بقيت الي غد رأيت العجب بالمدينة مما يظلم كثير من الناس. فرجعنا الي المدينة، فلما أصبحنا أخذ أبوجعفر عليه السلام بأيدينا فدخلنا معه علي و الي المدينة، و قد دخل المسروق منه معه برجال براء.



[ صفحه 197]



فقال : هؤلاء سرقوها. و اذا الوالي يتفرس أن يثبت فيهم.

فقال أبوجعفر عليه السلام : ان هؤلاء براء و ليس هم سراقه و سراقه عندي، ثم قال للرجل : ما ذهب لك؟

قال : عيبة فيها كذا و كذا، فادعي ما ليس له و ما لم يذهب منه، فقال أبوجعفر عليه السلام : لم تكذب؟

فقال : أنت أعلم بما ذهب مني؟ فهم الوالي أن يبطش به حتي كفه أبوجعفر عليه السلام، ثم قال للغلام : ائتني بعيبة كذا و كذا، فأتي بها، ثم قال للوالي : ان ادعي فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادعي، و عندي عيبة اخري لرجل آخر و هو يأتيك الي أيام، و هو رجل من أهل بربر، فاذا أتاك فأرشده الي، فان عيبته عندي، و أما هذان السارقان فلست ببارح من ههنا حتي تقطعهما، فأتي بالسارقين و كانا يريان أنه لا يقطعهما الوالي بقول أبي جعفر عليه السلام، فقال أحدهما : لم تقطعنا و لم نقر علي أنفسنا بشي ء؟

قال : ويلكما شهد عليكما من لو شهد علي المدينة لاجيزت شهادته، فلما قطعهما قال أحدهما : و الله يا أباجعفر لقد قطعتني بحق و ما سرني أن الله جل و علا أجري توبتي علي يد غيرك، و ان لي ما حازته المدينة، و اني لأعلم أنك لا تعلم الغيب ولكنكم أهل بيت النبوة، و عليكم نزلت الملائكة، و أنتم معدن الرحمة، فرق له أبوجعفر عليه السلام و قال له : أنت علي خير، ثم التفت الي الوالي و جماعة الناس، و قال : و الله لقد سبقته يده الي الجنة بعشرين سنة.

فقال سليمان بن خالد لأبي حمزة : يا أباحمزة لقد رأيت دلالة أعجب من هذا.

فقال أبوحمزة : العجيبة في العيبة الاخري، فوالله ما لبثنا الا ثلاثة حتي جاء البربري الي الوالي فأخبره بقصتها، فأرشده الوالي الي أبي جعفر عليه السلام.

فقال : ألا اخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني؟



[ صفحه 198]



فقال له البربري : ان أنت أخبرتني بما فيها علمت أنك امام فرض الله طاعتك.

فقال له أبوجعفر عليه السلام : ألف دينار لك، و ألف دينار لغيرك، و الثياب كذا و كذا.

قال : فما اسم الرجل الذي له ألف دينار؟

قال : محمد بن عبدالرحمن، و هو علي الباب ينتظرك، أتراني أخبرك الا بالحق؟

فقال البربري : آمنت بالله وحده لا شريك له، و بمحمد صلي الله عليه و آله و أشهد أنكم أهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس و طهركم تطهيرا.

فقال أبوجعفر عليه السلام : رحمك الله، فسجد و شكر.

فقال سليمان بن خالد : حججت بعد ذلك عشر سنين و كنت أري الأقطع [أي الذي قطعت يده] من أصحاب أبي جعفر عليه السلام [37] .

و في روضة الكافي عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا، في المسجد، اذ أقبل داود بن علي و سليمان بن خالد و أبوجعفر عبدالله بن محمد أبوالدوانيق، فقعدوا ناحية في المسجد، فقيل لهم : هذا محمد بن علي جالس، فقام اليه داود بن علي و سليمان بن خالد و قعد ابوالدوانيق مكانه حتي سلموا علي أبي جعفر عليه السلام.

فقال أبوجعفر عليه السلام : ما منع جباركم من أن يأتيني؟ فعذروه [38] عنده.

فقال عند ذلك أبوجعفر محمد بن علي عليهم السلام : أما و الله لا تذهب الليالي و الأيام حتي يملك ما بين قطريها، ثم ليطأن الرجال عقبه، ثم ليذلن له رقاب



[ صفحه 199]



الرجال، ثم ليملكن ملكا شديدا، فقال له داود بن علي : و ان ملكنا قبل ملككم، قال : نعم يا داود ان ملككم قبل ملكنا و سلطانكم قبل سلطاننا، فقال له داود : أصلحك الله فهل له من مدة؟ قال : نعم يا داود و الله لا يملك بنوأمية يوما الا ملكتم مثليه [39] ، و لا سنة الا ملكتم مثليها، و لتتلقفها الصبيان منكم كما يتلقف الصبيان الكرة.

فقام داود بن علي من عند أبي جعفر عليه السلام فرحا يريد أن يخبر الدوانيقي بذلك، فلما نهضا جميعا هو و سليمان بن خالد ناداه أبوجعفر عليه السلام من خلفه : يا سليمان بن خالد لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منادما حراما، و أومأ بيده الي صدره، فاذا أصابوا ذلك الدم فبطن الأرض خير لهم من ظهرها، فيومئذ لا يكون لهم في الأرض ناصر و لا في السماء عاذر.

ثم انطلق سليمان بن خالد فأخبر الدوانيقي فجاء الدوانيقي الي أبي جعفر عليه السلام، فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي و سليمان بن خالد، فقال عليه السلام له : نعم يا أباجعفر دولتكم قبل دولتنا و سلطانكم قبل سلطاننا، سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه، و له مدة طويلة، و الله لا يملك بنوأمية يوما الا ملكتم مثليه، و لا سنة الا ملكتم مثليها، و ليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة، أفهمت؟ ثم قال : لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما، فاذا أصبتم ذلك الدم غضب الله عزوجل عليكم، فذهب بملككم و سلطانكم، و ذهب بريحكم، و سلط الله عليكم عبدا من عبيده أعور [40] و ليس بأعور من آل أبي سفيان، يكون استئصالكم علي يديه



[ صفحه 200]



و أيدي أصحابه، ثم قطع الكلام [41] .

و الخبر ينقله المجلسي في البحار عن الخرائج بلفظ آخر مع اختلاف في أسماء الداخلين و عددهم، فلاحظ. قال : روي عن أبي بصير قال : كنت مع الباقر عليه السلام في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله قاعدا حين وفاة علي بن الحسين عليهماالسلام اذ دخل الدوانيقي و داود بن سليمان قبل أن يفضي الملك الي ولد العباس، و ما قعد الي الباقر عليه السلام الا داود.

فقال الباقر عليه السلام : ما منع الدوانيقي أن يأتي؟

قال : فيه جفاء.

قال الباقر عليه السلام : لا تذهب الأيام حتي يلي أمر هذا الخلق ويطأ أعناق الرجال، و يملك شرقها و غربها، و يطول عمره فيها حتي يجمع من كنوز الأموال ما لم يجتمع لأحد قبله، فقام داود و أخبر الدوانيقي بذلك، فأقبل اليه الدوانيقي و قال : ما منعني من الجلوس اليك الا اجلالك، فما الذي خبرني به داود؟

فقال : هو كائن.

قال : و ملكنا قبل ملككم؟

قال : نعم.

قال : و يملك بعدي أحد من ولدي؟

قال : نعم.

قال : فمدة بني أمية أكثر، أم مدتنا؟

قال : مدتكم أطول و ليتلقفن هذا الملك صبيانكم و يلعبون به كما يلعبون بالكرة، هذا ما عهده الي أبي، فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر عليه السلام [42] .



[ صفحه 201]



و في الخرائج عن أبي بصير قال : دخلت المسجد مع أبي جعفر عليه السلام و الناس يدخلون و يخرجون، فقال : سل الناس هل يرونني؟ فكل من رأيته قلت له : أرأيت أباجعفر عليه السلام؟ يقول : لا و هو واقف حتي دخل أبوهارون المكفوف.

قال : سل هذا؟

فقلت : هل رأيت أباجعفر عليه السلام؟

فقال : أليس هو بقائم؟

قلت : و ما علمك؟

قال : كيف لا أعلم و هو نور ساطع؟

و فيه أيضا عن جابر الجعفي قال : خرجت مع أبي جعفر عليه السلام الي الحج و أنا زميله اذ أقبل ورشان فوقع علي عضادتي محمله فترنم، فذهبت لآخذه فصاح بي : مه يا جابر فانه استجار بنا أهل البيت، فقلت : و ما الذي شكا اليك؟ فقال عليه السلام : شكا الي أنه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين، و ان حية تأتيه فتأكل فراخه فسألني أن أدعو الله عليها ليقتلها ففعلت و قد قتلها الله.

ثم سرنا حتي اذا كان وجه السحر قال لي : انزل يا جابر فنزلت فأخذت بخطام الجمل و نزل ثم تنحي عن الطريق ثم عمد الي روضة من الأرض ذات رمل فأقبل فكشف الرمل يمنة و هو يقول : اللهم اسقنا و طهرنا اذ بدا حجر أبيض بين الرمل فاقتلعه، فنبع له عين ماء أبيض صاف فتوضأ و شربنا منه.

و في البحار عن كتاب عيون المعجزات روي أن حبابة الوالبية رحمهما الله بقيت الي امامة أبي جعفر عليه السلام قالت : فدخلت عليه فقال : ما الذي أبطأ بك يا حبابة؟

قالت : كبر سني و ابيض رأسي و كثرت همومي.

فقال عليه السلام : ادني مني، فدنت منه فوضع يده في مفرق رأسها و دعي لها بكلام لم نفهمه فاسود شعر رأسها و عاد حالكا و صارت شابة، فسرت بذلك



[ صفحه 202]



و سر أبوجعفر عليه السلام لسرورها.

فقالت : بالذي أخذ ميثاقك علي النبيين أي شي ء كنتم في الأظلة؟

فقال : يا حبابة نورا قبل أن خلق الله آدم عليه السلام فسبح الله سبحانه فسبحت الملائكة بتسبيحنا و لم يكن قبل ذلك، فلما خلق الله تعالي آدم أجري ذلك النور فيه.

و فيه أيضا عن كتاب الغروي تأليف بعض قدماء المحدثين في الدعوات كما ذكره المجلسي رحمه الله في الفهرست، عن عبدالله بن محمد المروزي، عن عمارة بن زيد، عن عبدالله بن العلا، عن الصادق عليه السلام قال : كنت مع أبي و بيننا قوم من الأنصار اذ أتاه آت فقال له : الحق فقد احترقت دارك.

فقال : يا بني، ما احترقت، فذهب ثم لم يلبث أن عاد فقال : قد و الله احترقت دارك.

فقال : يا بني، و الله ما احترقت، فذهب ثم لم يلبث أن عاد و معه جماعة من أهلنا و موالينا يبكون و يقولون : قد احترقت دارك.

فقال : كلا و الله ما احترقت و لا كذبت و أنا أوثق بما في يدي منكم، و ما أبصرت أعينكم، و قام أبي و قمت معه حتي انتهوا الي منازلنا و النار مشتعلة عن أيمان منازلنا و عن شمائلها، و من كل جانب منها، ثم عدل الي المسجد فخر ساجدا و قال في سجوده : و عزتك و جلالك لا رفعت رأسي عن سجودي أو تطفئها.

قال : فوالله ما رفع رأسه حتي انطفأت و احترق ما حولها، و سلمت منازلنا، ثم ذكر أن ذلك لدعاء كان قرأه عليه السلام.

و في حلية الأولياء لأبي نعيم عن أبي السعادات في فضائل الصحابة أن جابرا الأنصاري بلغ الباقر عليه السلام سلام رسول الله صلي الله عليه و آله فقال له عليه السلام : أثبت وصيتك فانك راحل الي ربك، فبكي جابر و قال له : يا سيدي، و ما علمك بذلك؟



[ صفحه 203]



فهذا عهد عهده الي رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال له : يا جابر، لقد أعطاني الله علم ما كان و ما هو كائن الي يوم القيامة، و أوصي جابر وصاية و أدركته الوفاة.

البحار عن الاختصاص عن جعفر بن الحسين، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن حسان، عن علي بن عطية الزيات، عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلت فداك أخبرني بركود الشمس.

قال : ويحك يا محمد ما أصغر جثتك، و أعضل مسألتك، ثم سكت عني ثلاثة أيام ثم قال لي في اليوم الرابع : انك لأهل للجواب [43] .

البحار عن الاختصاص عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن حجر بن زائدة، عن حمران بن أعين، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : اني أعطيت الله عهدا أن لا أخرج من المدينة حتي تخبرني عما أسألك عنه.

قال : فقال لي : سل قال : قلت : أمن شيعتكم أنا؟

قال : فقال : نعم في الدنيا و الآخرة.

البحار عن الكافي عن : محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنا عنده، و عنده حمران اذ دخل عليه مولي له فقال له : جعلت فداك هذا عكرمة في الموت، و كان يري رأي الخوارج - و كان منقطعا الي أبي جعفر عليه السلام - فقال لنا أبوجعفر عليه السلام : انظروني حتي أرجع اليكم.

فقلنا : نعم، فما لبث أن رجع، فقال : أما اني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها، ولكني أدركته و قد وقعت النفس موقعها.

فقلت : جعلت فداك و ما ذلك الكلام؟



[ صفحه 204]



فقال : هو و الله ما أنتم عليه، فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا اله الا الله و الولاية.

و روي الكليني في الكافي عن محمد بن علي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي، عن معلي بن عثمان، عن أبي بصير قال : قال لي [أبوجعفر عليه السلام] : ان الحكم بن عتيبة ممن قال الله : (و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين) [44] .

فليشرق الحكم و ليغرب، أما و الله لا يصاب العلم الا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام [45] .

روي الشيخ الثقة محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله في روضة الكافي باسناده الي الحكم بن عتيبة قال : بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام و البيت غاص [46] بأهله، اذ أقبل شيخ يتولي علي عنزة [47] له وقف علي باب البيت فقال : السلام عليك يابن رسول الله و رحمة الله و بركاته، ثم سكت.

فقال أبوجعفر عليه السلام : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته، ثم أقبل الشيخ بوجهه علي أهل البيت. فقال : السلام عليكم، ثم سكت حتي أجابه القوم جميعا، و ردوا عليه السلام، ثم أقبل بوجهه علي أبي جعفر عليه السلام، ثم قال : يابن رسول الله، ادنني منك جعلني الله فداك، فالله اني لأحبكم و أحب من يحبكم، و والله ما أحبكم من يحبكم لطمع في الدنيا، و اني لأبغض عدوكم و أبرأ منه، و والله ما أبغضه و أبرأ منه لوتر [48] كان بيني و بينه، و الله اني لأحل حلالكم و أحرم حرامكم، و أنتظر أمركم، فهل ترجو لي



[ صفحه 205]



جعلني الله فداك؟

فقال أبوجعفر عليه السلام : الي الي [49] حتي أقعده الي جنبه، ثم قال : أيها الشيخ ان أبي علي بن الحسين عليهماالسلام أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه، فقال له أبي عليه السلام : ان تمت ترد علي رسول الله صلي الله عليه و آله و علي علي و الحسن و الحسين عليهم السلام و يثلج [50] قلبك، و يبرد فؤادك، و تقر عينك، و تستقبل بالروح و الريحان مع الكرام الكاتبين، و لو قد بلغت نفسك ههنا، و أهوي بيده الي حلقه، و ان تعش تر ما يقر الله به عينك، و تكن معنا في السنام الأعلي.

فقال الشيخ : كيف قلت يا أباجعفر؟ فأعاد عليه الكلام.

فقال الشيخ : الله أكبر يا أباجعفر ان أنا مت أرد علي رسول الله صلي الله عليه و آله و علي علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين عليهم السلام، و تقر عيني، و يثلج قلبي، و يبرد فؤادي، و أستقبل بالروح و الريحان مع الكرام الكاتبين؟ لو قد بلغت نفسي ههنا، و ان أعش أر ما يقر الله به عيني فأكون معكم في السنام الأعلي، ثم أقبل الشيخ ينتحب و ينشج حتي لصق بالأرض و أقبل أهل البيت ينتحبون و ينشجون لما يرون من حال الشيخ، و أقبل أبوجعفر عليه السلام يمسح بأصابعه الدمع من حماليق عينيه و ينفضها ثم رفع الشيخ رأسه. فقال لأبي جعفر عليه السلام : يابن رسول الله، ناولني يدك جعلني الله فداك، فناوله يده فقبلها و وضعها علي عينيه و خده، ثم حسر عن بطنه و صدره، فوضع يده علي بطنه و صدره، ثم قام فقال : السلام عليكم، و أقبل أبوجعفر عليه السلام ينظر في قفاه و هو مدبر، ثم أقبل بوجهه علي القوم، فقال عليه السلام : من أحب أن ينظر الي رجل من أهل الجنة فلينظر الي هذا.



[ صفحه 206]



فقال الحكم بن عتيبة : لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس [51] .

عطية العوفي، عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : ان رسول الله صلي الله عليه و آله لما أخذ بيد علي عليه السلام بغديرخم قال صلي الله عليه و آله : «من كنت مولاه فعلي مولاه»، كان ابليس لعنه الله حاضرا بعفاريته، فقالت له حيث قال صلي الله عليه و آله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» : و الله ما هكذا قلت لنا، لقد أخبرتنا أن هذا اذا مضي افترق أصحابه، و هذا أمر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر، فقال : افترقوا فان أصحابه قد وعدوني ألا يقروا له بشي ء مما قال. قوله عزوجل : (و لقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين).

و يؤيده ما رواه علي بن ابراهيم باسناده عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة علي أبي جعفر عليه السلام و سأله عن قوله عزوجل : (و لقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين).

قال عليه السلام : لما أمرالله نبيه أن ينصب أميرالمؤمنين عليه السلام للناس، و هو قوله تعالي : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك) في علي (و ان لم تفعل فما بلغت رسالته)، أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله بيد علي عليه السلام بغديرخم و قال صلي الله عليه و آله : من كنت مولاه فعلي مولاه، عندها حثت الأبالسة التراب علي رؤوسها، فقال لهم ابليس الاكبر لعنه الله : ما لكم؟ قالوا : قد عقد هذا الرجل عقدة لا يحلها انسي الي يوم القيامة، فقال لهم ابليس : كلا! الذين حوله قد وعدوني و لن يخلفوني فيها، فأنزل الله سبحانه و تعالي هذه الآية : (و لقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) يعني به أميرالمؤمنين عليه السلام و علي ذريته الطيبين [52] .



[ صفحه 207]




پاورقي

[1] بحارالأنوار / المجلسي 46 : 228.

[2] الاختصاص / المفيد : 62.

[3] الأصيل : وقت العصر و بعده.

[4] الغزالة : الشمس.

[5] الصهيل : حدة الصوت.

[6] التسريح : الارسال و الاطلاق.

[7] سورة ابراهيم 14 : 24.

[8] أي وفق العدد الذي علي هذه الصحيفة.

[9] المغيرية : أصحاب المغيرية بن سعيد العجلي الذي ادعي أن الامامة بعد محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام لمحمد بن عبدالله بن الحسن عليه السلام و زعم أنه حي لم يمت. و يسموهم أيضا بالبترية كما سيأتي تفصيله.

[10] البتوت جمع البت : الثياب الغليظة.

[11] الزط : جبل في الهند ينسب اليه أقوام يعيشون فيه.

[12] بحارالأنوار 46 / 257.

[13] بحارالأنوار 46 / 260.

[14] كشف الغمة / الاربلي 2 : 352.

[15] بحارالأنوار 46 / 261.

[16] الوقيد : حطب جهنم.

[17] بحارالانوار / المجلسي 46 : 236.

[18] قال الجزري : الممصرة من الثياب التي فيها صفرة خفيفة.

[19] بحارالأنوار 46 / 251.

[20] أحجار الزيت : موضع بالمدينة و بها قتل محمد بن عبدالله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية.

[21] بحارالأنوار 46 / 263.

[22] بحارالأنوار 46 / 274.

[23] بحارالأنوار 46 / 251.

الاحمق الذي لا يضع الشي ء في موضعه حيث قال الامام لأسلم أن لايحدث به أحدا و الشكاك الذي يريد أن يطمئن له قلبه.

[24] سورة يونس : 10 / 24.

[25] البقيا : الرحمة و الشفقة.

[26] بحارالأنوار 46 / 257.

[27] بحارالأنوار 46 / 262.

[28] روضة الكافي 8 / 341، و نقله المجلسي في البحار 46 : 281 / 84.

[29] روضة الكافي 8 / 301 و نقله البحار 46 : 281 / 84.

[30] قال الفيروز آبادي : عرض القوم عن السيف قتلهم، قال : استعرضهم : قتلهم و لم يسأل عن أحد.

[31] الخرائج / 197، و نقله في البحار 46 : 254 / 51.

[32] الجزل من الحطب : اليابس الغليظ و العظيم منه، و الكثير من الشي ء.

[33] فقطع بالرجل : انقطعت حجته.

[34] بحارالأنوار 46 : 261 / 62.

[35] لتنكران : ممن أنكره اذا لم يعرفه، كناية عن ايذائهما و عدم عرفان حقهما و شرفهما.

[36] العيبة : الزنبيل من الجلد المدبوغ أو ما تجعل فيه الثياب كالصندوق. و الوقر : بالكسر الحمل الثقيل، يقال جاء بحمل وقره و أكثر ما يستعمل الوقر في حمل البغل و الحمار و الوسق في حمل البعير.

[37] بحارالأنوار 46 : 272 / 76.

[38] أي ذكروا في العذر أشياء لا حقيقة لها.

[39] قوله عليه السلام : الا ملكتم مثليه لعل المراد الكثرة و الزيادة لا الضعف الحقيقي اذ ملكهم أضعاف ملك بني أمية و في هذا الابهام حكم كثيرة.

[40] قوله عليه السلام : أعور : أي الدني الأصل السيي ء الخلق و هو اشارة الي هولاكوخان.

[41] بحارالأنوار 46 : 341 / 33، الفصول المهمة / ابن صباغ المالكي : 214، كشف الغمة / الاربلي 2 : 355.

[42] بحارالأنوار 46 : 249 / 41.

[43] مروي بتمامه في كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق / 60.

[44] سورة البقرة : 2 / 8.

[45] أصول الكافي 1 : 329 / 4.

[46] و البيت غاص بأهله.

[47] قوله علي عنزة له : العنزة بالتحريك أطول من العصا و أقصر من الرمح.

[48] قوله لوتر : الوتر الجناية التي يجنيها الرجل علي غيره من قتل أو نهب أو سبي. - الثأر - .

[49] قوله عليه السلام الي الي : أي أقبل أو اقرب الي.

[50] قوله عليه السلام و يثلج قلبك، أي يطمئن قلبك، و يفرح فؤادك و تسر عينك، و العرب تعبر عن الراحة و الفرح و السرور بالبرد.

[51] روضة الكافي / الشيخ الكليني 8 : 67.

[52] بحارالأنوار : 37 / 168.