بازگشت

احتجاجات الامام و مناظراته


لم يكن دور الامام الباقر مقتصرا علي الفقه و الحديث، بل كان هو أصحابه يناظرون في أصول الاسلام و يحاولون تركيزها في النفوس حتي لا تتعرض لما أثير في ذلك العصر من الجدل و النزاع في أصول العقائد.

و من عقائدنا في النبي صلي الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام هو المقدرة علي اتيان المعاجز، دليلا علي النبوة و الامامة، و تثبيتا للعقيدة، وحدا فيصلا بين الصدق و الكذب، و جل من ترجم للنبي صلي الله عليه و آله و الأئمة عليهم السلام ذكر لهم معاجز و كرامات كثيرة، شاهدها لهم من صحبهم من الثقات، و قد أعرضت عن ذكر ما ورد لهم عليهم السلام من المعاجز ايمانا مني بان كل حياتهم صلوات الله عليهم معاجز، و كل كلامهم براهين، و عندي أن المعجزة تتجلي في أروع صورها، و اسمي معانيها في اجوبتهم عليهم السلام، فهي تشتمل علي صنوف من العلوم و الفنون و المعارف، بما لا يتوصل اليه غيرهم مع أنهم أجابوا عنها بالبديهة، و فصلوا أجوبتها باللحظة.

و ها نحن نورد غيضا من فيض ماورد الينا من أجوبته عليه السلام عن المسائل التي سئل عنها طلبا للفائدة أو عند مناظراته و احتجاجاته عليه السلام.

اقبل ابوجعفر عليه السلام في المسجد الحرام فنظر اليه قوم من قريش فقالوا : من هذا؟

فقيل لهم : امام أهل العراق. فقال بعضهم : لو بعثتم اليه بعضكم فسأله، فأتاه شاب منهم فقال له : يا عم ما أكبر الكبائر؟

فقال عليه السلام : شرب الخمر. فأتاهم فأخبرهم، فقالوا له : عدد اليه، فعاد اليه.



[ صفحه 208]



فقال له : الم اقل لك يا ابن اخ شرب الخمر، ان شرب الخمر يدخل صاحبه في الزني و السرقة و قتل النفس التي حرم الله عزوجل، و الشرك بالله عزوجل، و افاعيل الخمر تعلو علي كل ذنب، كما تعلو شجرها علي كل الشجر.

و قيل له : كيف اصبحت؟ قال : اصبحنا غرقي في النعمة موفورين بالذنوب، يتحبب الينا الهنا بالنعم و نتمقت اليه بالمعاصي، و نحن نفتقر اليه و هو غني عنا.

و قيل له : ما الموت؟ فقال : هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة الا أنه طويل مدته.

و قيل له : من أعظم الناس قدرا؟ فقال عليه السلام : من لم ير الدنيا لنفسه قدرا.

و سئل مرة أخري بهذا السؤال، فقال : من لم يبال في يد من كانت الدنيا.

و سأله محمد بن مسلم : لم جعل البينة في النكاح؟ فقال عليه السلام : من أجل المواريث.

و سئل عليه السلام عن آدم حيث حج بم حلق رأسه، و من حلقه؟ فقال : نزل جبرئيل عليه بياقوتة من الجنة فأمرها علي رأسه فتناثر شعره.

و سئل عن غسل الميت و الصلاة عليه و غسل غاسله.

فقال عليه السلام : يغسل الميت لأنه يخبث، لتلاقيه الملائكة و هم طاهرون، فكذلك الغاسل ليلاقيه المؤمنون. و علة الصلاة عليه ليشفع له، و ليطلب الله فيه.

و سئل عن تكبير صلاة الميت؟ فقال : أخذت الخمس من الخمس صلوات، من كل صلاة تكبيرة.

و سئل عليه السلام : لم فرض الله الصوم علي عباده؟

فقال عليه السلام : ليجد الغني مس الجوع فيحنو علي الفقير [1] .

و سئل عليه السلام : عن الحديث يرسله و لا يسنده.



[ صفحه 209]



فقال : اذا حدثت بالحديث فلم اسنده فسندي فيه ابي زين العابدين، عن أبيه الحسين الشهيد، عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله صلي الله عليه و آله عن جبرئيل عن الله عزوجل [2] .

سئل عليه السلام : فما النجاة غدا؟

قال : انما النجاة في ألا تخادعوا الله فيخدعكم فانه من يخادع الله يخدعه، و يخلع الله منه الايمان و نفسه يخدع لو يشعر.

قيل له : كيف يخادع الله؟!

فقال : يعمل بما أمرالله عزوجل به ثم يريد به غيره فاتقوا الله، و الرياء فانه شرك بالله عزوجل، ان المرائي يدعي يوم القيامة بأربعة اسماء : يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك، و بطل اجرك، و لا خلاق لك اليوم فالتمس اجرك ممن كنت تعمل له [3] .

و جاء في الوافي لمحسن الفيض و بحارالانوار للشيخ المجلسي ج 46 / 347 و غيره من كتب الحديث أن نافع بن عبدالله بن الأزرق كان يقول : لو علمت ان بين قطريها أحدا تبلغني اليه المطايا يخصمني ان عليا قتل أهل النهروان و هو غير ظالم لهم لرحلت اليه، فقيل له : و لا ولده؟ فقال : في ولده عالم؟

فقيل له : هذا أول جهلك، و هل يخلون من عالم في كل عصر؟

فقال : و من عالمهم اليوم؟

قيل له : محمد بن علي بن الحسين، فرحل اليه في جمع من أصحابه حتي أتي المدينة فاستأذن علي أبي جعفر، فقال : و ما يصنع بي و هو يبرأ مني و من آبائي، ثم قال الامام لغلامه : اخرج اليه و قل له : اذا كان الغد فأتنا، فلما أصبح دخل



[ صفحه 210]



عليه نافع بن الأرزق في أصحابه، و كان الامام عليه السلام قد جمع أبناء المهاجرين و الأنصار. ثم خرج اليهم في ثوبين ممغرين و اقبل علي الناس كأنه فلقة قمر و قال عليه السلام : الحمدلله محيث الحيث، و مكيف الكيف، و مؤين الأين، الحمدلله الذي لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السموات و ما في الأرض... الي آخر الآية (الكرسي)، و أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمدا صلي الله عليه و آله عبده و رسوله، اجتباه و هداه الي صراط مستقيم، الحمدلله الذي أكرمنا بنبوته، و اختصنا بولايته، ثم قال عليه السلام : يا معشر ابناء المهاجرين و الانصار من كانت عنده منقبة لعلي بن أبي طالب أقسمت عليه الا ذكرها، فتحدث جماعة منهم بما اشتهر من فضله و مناقبه، فلم ينكر نافع بن عبدالله بن الأرزق شيئا مما ذكروه. و قال : و أنا أروي هذه المناقب، ولكنه أحدث الكفر لأنه وافق علي التحكيم في صفين. فذكره الامام عليه السلام بحديث خيبر و قول النبي صلي الله عليه و آله : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، كرار غير فرار، لا يرجع حتي يفتح الله عليه. و اعترف ابن الأزرق بصحة الحديث. و قال : هو حق، ولكن عليا احدث الكفر بعد.

فقال له أبوجعفر عليه السلام : اخبرني عن الله سبحانه أحب عليا يوم احبه و هو يعلم أنه يقتل أهل النهروان، أو انه لا يعلم؟ فسكت الخارجي، و لم يعرف بماذا يجيب، فان قال بأن الله لا يعلم فقد نسب اليه الجهل : و ان قال بأنه يعلم، فاذا لم يكونوا مستحقين للقتل يكون علي بن أبي طالب قد ارتكب خطأ كبيرا و ظلما فاحشا بقتلهم فكيف احبه الله و هو ظالم لعباده، و الله لا يحب الظالمين المجرمين، و لا مفر له عن الاعتراف باستحقاقهم للقتل فخرج من مجلس الامام مخصوصا مدحورا.

و في رواية الكليني، قال أبوجعفر عليه السلام :

اخبرني عن الله عزوجل، احب عليا يوم أحبه و هو يعلم انه يقتل أهل



[ صفحه 211]



النهروان أم لم يعلم؟ فان قلت : لا كفرت، فقال : قد علم، قال عليه السلام : فأحبه الله علي أن يعمل بطاعته أو علي أن يعمل بمعصيته؟ فقال : أن يعمل بطاعته، فقال له أبوجعفر عليه السلام قم مخصوصا، فقام و هو يقول : (حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) و الله أعلم حيث يجعل رسالته.

و جاء في رواية المفيد أن نافع بن الأزرق جاءه يوما يسأله عن مسائل في الحلال و الحرام، فقال له الامام أبوجعفر الباقر عليه السلام و هو يحدثه : يا نافع، قل لهذه المارقة بم استحللتم فراق أميرالمؤمنين و قد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته و التقرب الي الله بنصرته و اذا قالوا لك : لأنه حكم الرجال في دين الله، فقل لهم : قد حكم الله تعالي في الشريعة رجلين من خلقه فقال عزوجل في كتابه :

(و ابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما)، و حكم رسول الله صلي الله عليه و آله سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم فيهم بما أمضاه الله، أو ما علمتم أن أميرالمؤمنين انما أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن و لا يتعدياه و اشترط رد ما خالف القرآن من أحكام الرجال، و قال حين قالوا له : حكمت علي نفسك من حكم عليك، قال : ما حكمت مخلوقا و انما حكمت كتاب الله، فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن و اشترط رد ما خالفه لولا ارتكابهم في بدعتهم البهتان، فقال نافع بن الأزرق : هذا و الله كلام ما مر بمسمعي قط و لا خطر مني علي بال و هو الحق.

و جاء في توحيد الصدوق عن عبدالله بن سنان عن أبيه أنه قال : كنت في مجلس الامام محمد الباقر عليه السلام فجاءه أحد الخوارج و قال له : يا جعفر أي شي ء تعبد؟ قال له : اعبد الله، فقال : هل رأيته؟ فقال : لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، لا يعرف بالقياس، و لا يدرك بالحواس، و لا يشبه الناس، موصوف بالآيات، لا يجوز في حكم، ذلك هو الله لا اله الا هو،



[ صفحه 212]



فخرج الرجل و هو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته.

و سأل ذعلب اليماني أميرالمؤمنين عليه السلام نحوا من هذا، فأجابه الامام قريبا من هذا الجواب كما في نهج البلاغة.

و رواه المرتضي في الأمالي قريبا من هذا أيضا.

و روي الكليني في الكافي عن أبي حمزة الثمالي أنه قال : كنت جالسا في مسجد محمد رسول الله صلي الله عليه و آله اذ أقبل رجل فسلم، فقال : من أنت يا عبدالله؟ قلت : رجل من أهل الكوفة، فما حاجتك؟ قال : أتعرف أباجعفر محمد بن علي؟ قلت : نعم، فما حاجتك اليه قال : هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها، فما كان من حق أخذته و ما كان من باطل تركته. قال أبوحمزة : فقلت له : هل تعرف ما بين الحق و الباطل؟ قال : نعم. فقلت له : فما حاجتك اليه اذا كنت تعرف ما بين الحق و الباطل؟ فقال لي : أنتم يا أهل الكوفة قوم لا تطاقون، اذا رأيت أباجعفر فأخبرني، فما انقطع كلامه حتي أقبل أبوجعفر و حوله أهل خراسان و غيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضي حتي جلس مجلسه و جلس الرجل قريبا منه فجلست أسمع الكلام و حوله عالم من الناس فلما قضي حوائجهم و انصرفوا التفت الي الرجل و قال له : من أنت؟ فقال : أنا قتادة بن دعامة البصري، فقال له أبوجعفر عليه السلام : أنت فقيه أهل البصرة؟ قال : نعم، فقال : ويحك يا قتادة، ان الله عزوجل خلق خلقا فجعلهم حججا علي خلقه فهم أوتاد في أرضه قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه، فسكت قتادة طويلا ثم قال : أصلحك الله، و الله لقد جلست بين يدي الفقهاء و مع ابن عباس فما اضطرب قلبي من أحد منهم ما اضطرب منك، فقال له أبوجعفر عليه السلام : أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي (بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة) فأنت ثم و نحن أولئك.



[ صفحه 213]



فقال له قتادة : صدقت و الله جعلني الله فداك ما هي بيوت حجارة و لا طين.

ثم قال له قتادة : فأخبرني عن الجبن.

فتبسم أبوجعفر الباقر عليه السلام و قال : رجعت مسائلك الي هذا.

قال : ضلت عني.

قال له الامام عليه السلام : لا بأس به.

فقال قتادة : انه ربما جعلت فيه انفحة الميتة.

قال : ليس بها بأس، ان الانفحة ليس لها عروق و لا فيها دم و لا لها عظم انما تخرج من بين فرث و دم، و مضي يقول : ان الانفحة بمنزلة دجاجة ميتة اخرجت منها بيضة فهل تأكل تلك البيضة؟

فقال له قتادة : لا و لا آمر بأكلها.

فقال له أبوجعفر عليه السلام : و لم؟

قال لأنها من الميتة.

فقال له الامام عليه السلام : فان حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟

قال : نعم، قال : فما حرم عليك البيضة و أحل لك الدجاجة؟ و كذلك الانفحة، فاشتر الجبن من أسواق المسلمين و من أيدي المصلين و لا تسأل عنه الا أن يأتيك من يخبرك عنه.

و في كشف الغمة أن عبدالله بن معمر الليثي قال لأبي جعفر الباقر عليه السلام : بلغني أنك تفتي في المتعة.

فقال عليه السلام : لقد أحلها الله في كتابه و سنها رسول الله صلي الله عليه و آله و عمل بها أصحابه.

فقال له عبدالله : و قد نهي عنها عمر بن الخطاب.



[ صفحه 214]



فقال له الامام : أنت علي قول صاحبك و أنا علي قول رسول الله صلي الله عليه و آله.

فرد عليه عبدالله بن معمر بقوله : أيسرك أن نساءك فعلن ذلك؟

فقال له الامام عليه السلام : و ما ذكر النساء يا أحمق، ان الذي أحلها في كتابه و أباحها لعباده أغير منك و ممن نهي عنها تكلفا، بل يسرك أن بعض حرمك تحت حائك من حاكة يثرب نكاحا؟

قال : لا، قال : فلم تحرم ما أحل الله؟

قال : لا أحرم ولكن الحائك ما هو لي بكف ء.

قال أبوجعفر عليه السلام : فان الله ارتضي عمله و رغب فيه و زوجه حورا، أفترغب عمن رغب الله فيه و تستنكف ممن هو كف ء لحور الجنان كبرا و عتوا؟

فضحك عبدالله و قال : ما احسب صدوركم الا منابت أشجار العلم فصار لكم ثمره و للناس ورقه.

و جاء في بعض المرويات عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام أنه قال : كان محمد بن علي بن الحسين عليه السلام في مجلسه يوما. فقال : ان رسول الله صلي الله عليه و آله لما أمر بالمسير الي تبوك أمر بأن يخلف عليا في المدينة فقال علي عليه السلام : يا رسول الله ما كنت أحب أن أتخلف عنك في شي ء من أمورك و أن أغيب عن مشاهدتك و النظر الي هديك و سمتك، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله : يا علي، أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي؟ تقيم يا علي و ان لك من الأجر مثل الذي يكون لك لو خرجت مع رسول الله، و لك مع ذلك أجر كل من خرج مع رسول الله موقنا طائعا، و ان لك علي الله يا علي لمحبتك أن تشاهد من محمد سمته في سائر أحواله و لا يفوتك شي ء بقدرة الله و مشيئته، فقام اليه رجل و قال : يا ابن رسول الله كيف يكون و هذا للأنبياء لا لغيرهم؟

فقال الامام عليه السلام : هذا هو معجزة لمحمد رسول الله لا لغيره؛ لأن الله يمكنه من ذلك بدعاء محمد صلي الله عليه و آله.



[ صفحه 215]



ثم قال الامام الباقر عليه السلام : ما أكثر ظلم هذه الأمة لعلي بن أبي طالب و أقل أنصاره، انهم يمنعون عليا ما يعطونه لسائر الصحابة و هو أفضلهم، فكيف يمنع منزلة يعطونها غيره؟

فقيل له : و كيف ذاك يا ابن رسول الله؟

قال : لأنكم تتولون محبي أبي بكر بن أبي قحافة و تتبرأون من أعدائه كائنا من كان، كذلك تتولون عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و تتبرأون من أعدائهما كائنا من كان حتي اذا صار الي علي عليه السلام قلتم نتولاه و لا نتبرأ من أعدائه بل نحبهم فكيف يجوز هذا لهم و رسول الله صلي الله عليه و آله يقول في علي عليه السلام : اللهم و ال من والاه و عاد من عاداه و اخذل من خذله، أفترونه يقول ذلك، و لا يعادي من عاداه و لا يخذل من خذله؟ ليس هذا بانصاف.

و مضي الامام - يقول كما ينقل الراوي - : ثم انهم اذا ذكروا ما اختص الله به عليا بدعاء رسول الله صلي الله عليه و آله و كرامته علي ربه تعالي جحدوه و يقبلون ما يذكر لغيره من الصحابة، فما الذي منع عليا عليه السلام ما جعله لسائر أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله؟ هذا عمر بن الخطاب اذا قيل لهم انه كان علي المنبر في المدينة يخطب في الناس و اذا به ينادي يا سارية الجبل، فلما أتم خطابه و فرغ من الصلاة سألوه عما قاله و هو يخطب فقال : اعلموا أني و أنا أخطب اذ رمقت ببصري نحو الجهة التي خرج فيها اخوانكم الي غزوة الكافرين بنهاوند بقيادة سعد بن أبي وقاص ففتح الله لي الأستار و الحجب و قوي بصري حتي رأيتهم اصطفوا بين يدي جبل هناك. و قد جاء بعض الكفار ليدور خلف سارية و من معه من المسلمين و يحيطوا بهم، فقلت : يا سارية الجبل ليلتجي ء اليه و يكون الجبل في ظهره و يمنعهم بذلك من أن يحيطوا به، و قد منح الله اخوانكم المؤمنين أكتاف الكافرين و فتح الله عليهم بلادهم، فاحفظوا هذا الوقت فسيرد عليكم الخبر بذلك، و كان بين المدينة و نهاوند مسيرة أكثر من خمسين يوما،



[ صفحه 216]



و أضاف الي ذلك الامام أبوجعفر الباقر (كما جاء في الرواية) : فاذا جاز مثل هذا لعمر بن الخطاب فكيف لا يكون مثله لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولكنهم قوم لا ينصفون بل يكابرون [4] .

و مما جاء عن الامام محمد الباقر عليه السلام في الاحتجاج و المناظرة ما رواه المفيد، قال : أخبرني الشريف أبومحمد، قال : حدثني جدي قال : حدثني الزبير بن أبي بكر، قال : حدثني عبدالرحمن بن عبدالله الزهري، قال : حج هشام بن عبدالملك فدخل المسجد الحرام متكئا علي يد سالم مولاه، و محمد بن علي بن الحسين جالس في المسجد فقال له سالم : يا أميرالمؤمنين، هذا محمد بن علي بن الحسين فقال هشام : المفتون به أهل العراق؟ قال : نعم، قال : اذهب اليه فقل له يقول لك أميرالمؤمنين : ما الذي يأكل الناس و يشربون الي أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ قال له أبوجعفر عليه السلام : يحشر الناس علي مثل قرص النقي [5] ، فيها أنهار متفجرة يأكلون و يشربون حتي يفرغ من الحساب، فرأي هشام أنه قد ظفر به فقال : الله أكبر، اذهب اليه فقل له : يقول لك : ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ؟! فقال له أبوجعفر عليه السلام : هم في النار أشغل و لم يشغلوا عن أن قالوا : (أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) [6] فسكت هشام و لم يرجع كلاما [7] .



[ صفحه 217]



و في رواية أخري عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال : حججت مع أبي جعفر عليه السلام في السنة التي حج فيها هشام بن عبدالملك، و كان معه نافع مولي عمر بن الخطاب فنظر نافع الي أبي جعفر عليه السلام في ركن البيت و قد اجتمع عليه الخلق فقال : يا أميرالمؤمنين، من هذا الذي قد تكافأ عليه الناس؟

فقال : هذا محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام.

قال : لآتينه و لأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها الا نبي أو وصي نبي.

قال : فاذهب اليه لعلك تخجله، فجاء نافع حتي اتكأ علي الناس و أشرف علي أبي جعفر فقال : يا محمد بن علي، اني قرأت التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان، و قد عرفت حلالها و حرامها، و قد جئت أسألك عن مسائل لا يجيبني فيها الا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي.

فرفع أبوجعفر عليه السلام رأسه فقال : سل عما بدا لك.

قال : أخبرني كم بين عيسي و محمد من سنة؟ قال عليه السلام : اجيبك بقولك أم بقولي؟

قال : أجبني بالقولين. قال عليه السلام : أما بقولي فخمسمائة سنة، و اما بقولك فستمائة سنة.

قال : فأخبرني عن قول الله عزوجل : (و سئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) من الذي سأل محمد و كان بينه و بين عيسي عليه السلام خمسمائة سنة؟

قال عليه السلام : فتلا أبوجعفر عليه السلام هذه الآية : (سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا).

كان من الآيات التي أراها الله عزوجل محمدا صلي الله عليه و آله حيث أسري به الي بيت المقدس، أنه حشر الله الأولين و الآخرين، من النبيين و المرسلين، ثم أمر



[ صفحه 218]



جبرئيل عليه السلام فأذن شفعا و أقام شفعا و قال في أذانه : (حي علي خير العمل) ثم تقدم محمد صلي الله عليه و آله فصلي بالقوم، فلما انصرف قال الله عزوجل : (و سئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون). فقال رسول الله : علي من تشهدون؟ و ما كنتم تعبدون؟ قالوا : نشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أنك رسول الله، أخذت علي ذلك عهودنا و مواثيقنا.

فقال : صدقت يا أباجعفر، ثم قال :

فأخبرني عن قول الله عزوجل : (يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات) أي أرض تبدل؟

فقال أبوجعفر عليه السلام : خبزة بيضاء يأكلونها حتي يفرغ الله من حساب الخلايق. فقال : انهم عن الأكل لمشغولون.

فقال أبوجعفر عليه السلام أهم حينئذ أشغل أم هم في النار؟ قال نافع : بل هم في النار.

قال عليه السلام : فقد قال الله عزوجل : (و نادي أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) ما أشغلهم اذ دعوا بالطعام فاطعموا الزقوم، و دعوا بالشراب فسقوا من الحميم.

فقال : صدقت يا ابن رسول الله، و بقيت مسألة واحدة.

قال عليه السلام : و ما هي؟

قال : فأخبرني متي كان الله؟

قال عليه السلام : ويلك، أخبرني متي لم يكن حتي اخبرك متي كان؟! سبحان من لم يزل و لا يزال، فردا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا.

ثم أتي هشام بن عبدالملك فقال : ما صنعت؟ قال : دعني من كلامك و الله هو أعلم الناس حقا و هو ابن رسول الله حقا.

و في تذكرة الخواص عن ابن سعد في الطبقات قال : قال أبويوسف : قلت



[ صفحه 219]



لأبي حنيفة : لقيت محمد بن علي الباقر؟ فقال : نعم، و سألته يوما فقلت له : أراد الله المعاصي؟ فقال : أفيعصي قهرا؟ قال أبوحنيفة : فما رأيت جوابا أفحم منه.

و روي محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قوله - في صفة القديم - : انه واحد صمد، أحدي المعني، ليس بمعان كثيرة مختلفة.

قال : قلت : جعلت فداك انه يزعم قوم من أهل العراق، أنه يسمع بغير الذي يبصر، و يبصر بغير الذي يسمع.

فقال عليه السلام : كذبوا و ألحدوا، و شبهوا الله تعالي انه سميع بصير، يسمع بما به يبصر، و يبصر بما به يسمع.

فقلت : يزعمون أنه بصير علي ما يعقله.

فقال عليه السلام : تعالي الله، انما يعقل من كان بصفة المخلوق و ليس الله كذلك.

و عن محمد بن مسلم أيضا قال : سألت أباجعفر عليه السلام عما روي :

ان الله خلق آدم علي صورته.

فقال عليه السلام : هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها الله و اختارها، علي أساس الصور المختلفة، فأضافها الي نفسه، كما أضاف الكعبة الي نفسه و الروح، فقال «بيتي» و قال : (و نفخت فيه من روحي).

و روي أن عمرو بن عبيد و فد علي محمد بن علي الباقر عليه السلام لامتحانه بالسؤال فقال له : جعلت فداك ما معني قوله تعالي :

(أو لم ير الذين كفروا أن السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ما هذا الرتق و الفتق؟

فقال أبوجعفر عليه السلام : كانت السماء رتقا لا تنزل القطر، و كانت الأرض رتقا لا تخرج النبات، ففتق الله السماء بالقطر، و فتق الأرض بالنبات، فانقطع عمرو و لم يجد اعتراضا، و مضي و عاد اليه فقال : خبرني جعلت فداك عن قوله تعالي : (و من يحلل عليه غضبي فقد هوي) ما غضب الله؟



[ صفحه 220]



فقال له أبوجعفر عليه السلام : غضب الله تعالي عقابه يا عمرو، و من ظن أن الله يغيره شي ء فقد هلك.

و عن أبي حمزة الثمالي قال : أتي الحسن البصري أباجعفر عليه السلام فقال : جئتك لأسألك عن أشياء من كتاب الله.

فقال أبوجعفر عليه السلام : ألست فقيه أهل البصرة؟ قال : قد يقال ذلك.

فقال له أبوجعفر عليه السلام : هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟ قال : لا.

قال : فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟ قال : نعم.

فقال أبوجعفر عليه السلام : سبحان الله، لقد تقلدت عظيما من الأمر، بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت، أم يكذب عليك؟ قال : ما هو؟

قال عليه السلام : زعموا أنك تقول : ان الله خلق العباد ففوض اليهم أمورهم. قال : فسكت الحسن.

فقال عليه السلام : أرأيت من قال الله له في كتابه : انك آمن، هل عليه خوف بعد هذا القول منه؟ فقال الحسن : لا.

فقال أبوجعفر عليه السلام : اني أعرض عليك آية وانهي اليك خطابا، و لا أحسبك الا و قد فسرته علي غير وجهه، فان كنت فعلت ذلك فقد هلكت و أهلكت.

فقال له : ما هو؟

قال : أرأيت حيث يقول : (و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و أياما آمنين) يا حسن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت : هي مكة. فقال أبوجعفر عليه السلام : فهل يقطع علي من حج مكة و هل يخاف أهل مكة، و هل تذهب أموالهم؟ قال : بلي.

قال : فمتي يكونون آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن. فنحن القري التي بارك الله فيها، و ذلك قول الله عزوجل، فمن أقر بفضلنا حيث بينهم



[ صفحه 221]



و بين شيعتهم القري التي باركنا فيها، قري ظاهرة، و القري الظاهرة : الرسل، و النقلة عنا الي شيعتنا، و فقهاء شيعتنا الي شيعتنا، و قوله تعالي : (و قدرنا فيها السير) فالسير مثل للعلم، سير به ليالي و أياما، مثل لما يسير من العلم في الليالي و الأيام عنا اليهم، في الحلال و الحرام، و الفرائض و الأحكام، آمنين فيها اذا أخذوا منه، آمنين من الشك و الضلال، و النقلة من الحرام الي الحلال، لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم أخذهم اياه عنهم بالمعرفة، لأنهم أهل ميراث العلم من آدم الي حيث انتهوا، ذرية مصطفاة بعضها من بعض، فلم ينته الاصطفاء اليكم، بل الينا انتهي، و نحن تلك الذرية المصطفاة، لا أنت و لا أشباهك يا حسن، فلو قلت لك - حين ادعيت ما ليس لك، و ليس اليك - : يا جاهل أهل البصرة! لم أقل فيك الا ما علمته منك، و ظهر لي عنك، و اياك أن تقول بالتفويض، فان الله عزوجل لم يفوض الأمر الي خلقه، و هنا منه و ضعفا، و لا اجبرهم علي معاصيه ظلما... الخبر.

و روي أن سالما دخل علي أبي جعفر عليه السلام فقال :

جئت اكلمك في أمر هذا الرجل.

قال عليه السلام : أيما رجل؟ قال : علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال عليه السلام : في أي أموره؟ قال : في احداثه.

قال أبوجعفر عليه السلام : انظر ما استقر عندك مما جاءت به الرواة عن آبائهم.

قال : ثم نسبهم، ثم قال عليه السلام : يا سالم أبلغك أن رسول الله بعث سعد بن عبادة براية الأنصار الي خيبر، فرجع منهزما، ثم بعث عمر بن الخطاب براية الماجرين و الأنصار، فأتي سعد جريحا و جاء عمر يجبن أصحابه و يجبنونه. فقال رسول الله صلي الله عليه و آله : هكذا يفعل المهاجرون و الأنصار؟ حتي قالها ثلاثا ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله : لاعطين الراية غدا رجلا كرارا ليس بفرار، يحبه الله و رسوله، و يحب الله و رسوله.



[ صفحه 222]



قال : نعم. و قال القوم جميعا أيضا.

فقال أبوجعفر : يا سالم ان قلت : ان الله عزوجل أحبه و هو لا يعلم ما هو صانع فقد كفرت، و ان قلت : ان الله عزوجل أحبه و هو يعلم ما هو صانع، فأي حدث تري له.

فقال : أعد علي.

فأعاد عليه السلام عليه، فقال سالم : عبدت الله علي ضلالة سبعين سنة.

و عن أبي بصير قال : كان مولانا أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام جالسا في الحرم و حوله عصابة من أوليائه، اذ اقبل طاووس اليماني في جماعة من أصحابه ثم قال لأبي جعفر عليه السلام :

أتأذن لي في السؤال؟ فقال عليه السلام : أذنا لك فسل. قال : أخبرني متي هلك ثلث الناس؟

قال عليه السلام : و همت يا شيخ. أردت أن تقول : متي هلك ربع الناس؟ و ذلك يوم قتل قابيل هابيل، كانوا أربعة : آدم و حواء و قابيل و هابيل فهلك ربعهم.

فقال : أصبت و وهمت أنا، فأيهما كان أبا للناس القاتل أو المقتول؟

قال : لا واحد منهما، بل أبوهم شيث بن آدم.

قال : فلم سمي آدم آدم؟ قال عليه السلام : لأنه رفعت طينته من أديم الأرض السفلي.

قال : و لم سميت حواء حواء؟ قال عليه السلام : لأنها خلقت من ضلع حي، يعني ضلع آدم.

قال : فلم سمي ابليس ابليس؟ قال عليه السلام : لأنه أبلس من رحمة الله عزوجل فلا يرجوها.

قال : فلم سمي الجن جنا؟ قال عليه السلام : لأنهم استجنوا فلم يروا.

قال : فأخبرني عن أول كذبة كذبت : من صاحبها؟ قال عليه السلام : ابليس حين قال :



[ صفحه 223]



(أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين).

قال : فأخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق و كانوا كاذبين.

قال عليه السلام : المنافقون حين قالوا لرسول الله صلي الله عليه و آله : (نشهد انك لرسول الله) فأنزل الله عزوجل : (اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله و الله يعلم انك لرسوله و الله يشهد ان المنافقين لكاذبون).

قال : فأخبرني عن طائر طار مرة و لم يطر قبلها و لا بعدها، ذكره الله عزوجل في القرآن ما هو؟

فقال عليه السلام : طور سيناء، أطاره الله عزوجل علي بني اسرائيل حين أظلهم بجناح منه، فيه ألوان العذاب، حتي قبلوا التوراة، و ذلك قوله عزوجل :

(و اذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم) الآية.

قال : فأخبرني عن رسول بعثه الله تعالي ليس من الجن، و لا من الانس، و لا من الملائكة، ذكره الله تعالي في كتابه.

قال عليه السلام : الغراب، حين بعثه الله عزوجل ليري قابيل كيف يواري سوأة أخيه هابيل حين قتله. قال الله عزوجل :

(فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه).

قال : فأخبرني عمن أنذر قومه ليس من الجن و لا من الانس و لا من الملائكة، ذكره الله عزوجل في كتابه.

قال عليه السلام : النملة حين قالت :

(يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون).

قال فأخبرني عمن كذب عليه، ليس من الجن و لا من الانس و لا من الملائكة، ذكره الله عزوجل في كتابه. قال عليه السلام : الذئب الذي كذب عليه أخوة يوسف.



[ صفحه 224]



قال : فأخبرني عن شي ء قليله حلال و كثيره حرام، ذكره الله عزوجل في كتابه.

قال عليه السلام : نهر طالوت، قال الله عزوجل : (الا من اغترف غرفة بيده).

قال : فأخبرني عن صلاة فريضة تصلي بغير وضوء، و عن صوم لا يحجز عن أكل و لا شرب.

قال عليه السلام : أما الصلاة بغير وضوء، فالصلاة علي النبي و آله صلي الله عليه و آله، و أما الصوم : فقول الله عزوجل : (اني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيا).

قال : فأخبرني عن شي ء يزيد و ينقص، و عن شي ء يزيد و لا ينقص، و عن شي ء ينقص و لا يزيد؟

فقال الباقر عليه السلام : أما الشي ء الذي يزيد و ينقص فهو : القمر و الشي ء الذي يزيد و لا ينقص فهو : البحر، و الشي ء الذي ينقص و لا يزيد هو : العمر.



[ صفحه 225]




پاورقي

[1] كشف الغمة / الاربلي 2 : 362.

[2] اعلام الوري / الطبرسي : 270.

[3] تفسير البرهان / البحراني 1 : 60.

[4] سيرة الأئمة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني 2 : 202 - 209.

[5] النقي : الخبز الحواري - قاله في النهاية - ، و الحواري : الدقيق الأبيض الناعم.

[6] الأعراف : 7 / 50.

[7] الارشاد / المفيد 2 : 163، و الخبر نقله الشبراوي في الاتحاف : 144، و ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : 211، و الشبلنجي في نور الأبصار : 158، و الذهبي في سير أعلام النبلاء 4 : 405، و ابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق 23 : 79، و الكليني في روضة الكافي 8 : 121 / 93، و ابن شهرآشوب في المناقب 4 : 198، و الطبرسي في الاحتجاج : 323، و المجلسي في البحار 46 : 332 / 14.