بازگشت

تلاوة القرآن الكريم


حث الامام أبوجعفر عليه السلام علي تلاوة الكتاب العزيز باعتباره منبع هداية الناس و استقامتهم، و آياته هي المتكفلة بهداية البشر في جميع شؤونهم و أطوارهم في أجيالهم و أدوارهم، و هي الضمينة لهم لنيل الغاية القصوي، و السعادة الكبري في العاجل و الاجل : هذا بيان للناس و هدي و موعظة للمتقين [1] ، (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم) [2] .

فقد روي عن الباقر عليه السلام أنه قال :

قال رسول الله صلي الله عليه و آله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، و من قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، و من قرأ مائة آية كتب من القانتين، و من قرأ مائتي آية كتب من المجتهدين، و من قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين، و من قرأ خمسائة آية كتب من المجتهدين، و من قرأ ألف آية كتب



[ صفحه 326]



له قنطار من تبر. [3] .

كما وردت أحاديث و روايات عديدة عن النبي صلي الله عليه و آله و أهل بيته الأطهار عليهم السلام تدل بمجموعها علي فضل قراءة القرآن في المصحف الشريف علي القراءة عن ظهر القلب، منها قول الصادق عليه السلام لاسحاق بن عمار لما سأله عن أفضيلته قراءة القران في المصحف أو عن ظهر القلب، فأجابه : بل اقرأه و انظر في المصحف فهو أفضل : أما علمت أن النظر في المصحف عبادة؟ ثم قال عليه السلام : من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره، و خفف عن والديه و ان كانا كافرين.

و في الحث علي القراءة في نفس المصحف نكتة جليلة ينبغي الالتفات اليها، و هي الالماع الي كلاءة القرآن عن الاندراس بتكثير نسخه، فانه لو اكتفي بالقراءة عن ظهر القلب لهجرت نسخ الكتاب، و أدي ذلك الي قلتها، و لعله يؤدي أخيرا الي انمحاء آثارها.

علي أن هناك آثارا جزيلة نصت عليها الأحاديث لا تحصل الا بالقراءة في المصحف. منها قوله عليه السلام : متع ببصره، و هذه الكلمة من جوامع الكلم، فيراد منها أن القراءة في المصحف سبب لحفظ البصر من العمي و الرمد، أو يراد منها أن القراءة في المصحف سبب لتمتع القارئ بمغازي القرآن الجليلة و نكاته الدقيقة؛ لأن الانسان عند النظر الي ما يروقه من المرئيات تبتهج نفسه، و يجد انتعاشا في بصره و بصيرته. و كذلك قاري القرآن اذا سرح بصره في ألفاظه، و أطلق فكره في معانيه، و تعمق في معارفه الراقية و تعاليمه الثمينة يجد في نفسه لذة الوقوف عليها، و متعة الطموح اليه، و يشاهد انفتاحا في روحه و تطلعا من قلبه. [4] .



[ صفحه 327]




پاورقي

[1] سورة آل عمران : 3 / 138.

[2] سورة الاسراء : 17 / 9.

[3] البيان في تفسير القرآن / السيد الخوئي : 33.

[4] البيان في تفسير القرآن / السيد الخوئي : 35.