بازگشت

المجاز في القرآن الكريم


و لقد شاع الاستعمال المجازي في لغة العرب، و ذاع أمره في كثير من أنحاء الاستعمال كالاسناد المجازي، و المجاز في الكلمة، و يعتبر ذلك من لطائف هذه اللغة و محاسنها، و في القرآن الكريم طائفة كبيرة من الآيات كان الاستعمال فيها مجازيا، منها قوله تعالي : (يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) [1] فان المنصرف من اليد هو العضو المخصوص و يستحيل ذلك عليه تعالي لا ستلزامه التجسيم و هو مما يمتنع عقلا علي الله تعالي، و قد سأل محمد بن مسلم الامام أبا جعفر عن ذلك فأجابه عليه السلام :

اليد في كلام العرب القوة و النعمة قال تعالي : (واذكر عبدنا داود ذا الايد) [2] و قال : (و السماء بنيناها بأييد) [3] أي بقوة و يقال : لفلان عندي أياد كثيرة أي فواضل و احسان، و له عندي يد بيضاء أي نعمة.

و معني ذلك أن اليد لم تستعمل في معناها المنصرف، و انما استعملت في غيره اما مجازا أو حقيقة بناء علي انها مشتركة اشتراكا لفظيا في هذه المعاني التي ذكرها الامام عليه السلام.



[ صفحه 330]




پاورقي

[1] سورة ص : 38 / 75.

[2] سورة ص : 38 / 17.

[3] سورة الذاريات : 51 / 47.