بازگشت

احكام القتال في الاسلام


تحدث الامام عن حكم القتال و الحروب في الاسلام حينما سأله أحد شيعته عن حروب الامام أميرالمؤمنين عليه السلام.

فقال عليه السلام له : بعث الله محمدا صلي الله عليه و آله بخمسة أسياف :

ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتي تضع الحرب أوزارها، و لن تضع الحرب أوزارها حتي تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم (فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا)

و سيف مكفوف.



[ صفحه 357]



و سيف منها مغمود سله الي غيرنا و حكمه الينا.

فأما السيوف الثلاثة الشاهرة :

فسيف علي مشركي العرب قال الله جل و عز : (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد) [1] ، (فان تابوا - اي آمنوا - و أقاموا الصلوة و آتوا الزكوة فاخوانكم في الدين) [2] هؤلاء لا يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام و أموالهم في ء و ذرايهم سبي علي ما سن رسول الله صلي الله عليه و اله فانه سبي و عفا و قبل الفداء.

و السيف الثاني علي أهل الذمة قال الله سبحانه : (و قولوا للناس حسنا) [3] ، نزلت هذه الآية في أهل الذمة و نسخها قوله : (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون) [4] فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا الجزية أو القتل و ما لهم في ء، و ذراريهم سبي، فاذا قبلوا الجزية علي أنفسهم، حرم علينا سبيهم و حرمت أموالهم و حلت لنا مناكحهم، و من كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم و أموالهم، و لم تحل لنا مناكحتهم و لم يقبل منهم الا دخول دار الاسلام و الجزية أو القتل.

و السيف الثالث علي مشركي العجم كالترك و الديلم و الخزر قال الله عزوجل في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم ثم قال : (فضرب الرقاب حتي اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد و اما فداء



[ صفحه 358]



حتي تضع الحرب أوزارها) [5] فأما قوله : (فاما منا بعد) يعني بعد السبي منهم (و اما فداء) يعني المفاداة بينهم و بين أهل الاسلام، فهولاء لن يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام و لا يحل لنا نكاحهم ماداموا في دار الحرب.

و أما السيف المكفوف فسيف علي أهل البغي و التأويل قال الله : (و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما - صلحا - فان بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفي ء الي امر الله) [6] فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلي الله عليه و آله : ان منكم من يقاتل بعدي علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل فسئل النبي صلي الله عليه و آله من هو؟ فقال : خاصف النعل - يعني أميرالمؤمنين عليه السلام - و قال عمار بن ياسر : قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلي الله عليه و آله ثلاثا و هذه الرابعة و الله لو ضربونا حتي يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا انا علي الحق و أنهم علي الباطل و كانت السيرة فيهم من أميرالمؤمنين عليه السلام مثل ما كان من رسول الله صلي الله عليه و آله في أهل مكة يوم فتحها فانه لم يسب لهم ذرية و قال صلي الله عليه و اله : من أغلق بابه فهو آمن. و من ألقي سلاحه فهو آمن. و كذلك قال أميرالمؤمنين عليه السلام يوم البصرة : نادي فيهم : لا تسبوا لهم ذرية و لا تدففوا علي جريح و لا تتبعوا مدبرا، و من أغلق بابه و ألقي سلاحه فهو آمن.

و السيف المغمود فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عزوجل : (النفس بالنفس و العين بالعين) [7] فسله الي أولياء المقتول و حكمه الينا.

فهذه السيوف التي بعث الله بها محمدا صلي الله عليه و آله فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها و أحكامها فقد كفر بما أنزل الله تبارك و تعالي علي محمد نبيه صلي الله عليه و آله.



[ صفحه 359]




پاورقي

[1] سورة التوبة : 9 / 5.

[2] سورة التوبة : 9 / 11.

[3] سورة البقرة : 2 / 83.

[4] سورة التوبة : 9 / 30.

[5] سورة محمد : 47 / 4.

[6] سورة الحجرات : 49 / 9.

[7] سورة المائدة : 5 / 47.