ادراك حقيقة الذات الالهية
و هي من المسائل الخطيرة التي رافقت الانسان منذ اليوم الأول، الذي أخذ يجول بفكره في هذا العالم، ثم اهتدي الي وجوب وجود خالق للعالم و الكون - من هنا برز التفكير أيضا بحقيقة هذا الخالق و كنهه - و حتي الذين آمنوا بوجود الخالق الواحد لم يمنعهم ايمانهم من التفكير طويلا في ذات الله تبارك و تعالي و تصورها علي حسب الاشياء و المحسوسات.
ان البصر ينقلب خاسئا و هو حسير في تصوره لذات الله تعالي خالق الكون و واهب الحياة، يقول ابن أبي الحديد :
فيك يا اعجوبة الكون
غدا الفكر عليلا
كلما أقدم فكري
فيك شبرا فر ميلا
انت حيرت ذوي الل
ب و بلبلت العقولا
انه ليس هناك شي ء أبعد من ادراك ذات الله تعالي فانها تمتنع علي العقول و تعجز من أن تلم بأي جانب من جوانبها، و قد سأل عبدالرحمن
[ صفحه 363]
ابن أبي النجران الامام أباجعفر عن الله تعالي فقال : اني أتوهم شيئا، فقال عليه السلام له :
نعم غير معقول و لا محدود، فما وقع و همك عليه من شي ء فهو خلافه؛ و لا يشبهه شي ء، و لا تدركه الأوهام، و هو خلاف ما يعقل، و خلاف ما يتصور، انما يتوهم شي ء غير معقول و لا محدود.