ان صفات الخالق الحكيم هي عين ذاته، و ليس بينهما تعدد حسب ما دل عليه في علم الكلام، و قد ضل قوم من أهل العراق عن طريق الحق فأشاعوا أنه تعالي يسمع بغير ما يبصر، و يبصر بغير الذي يسمع شأنه في ذلك شأن مخلوقاته و قد عرض ذلك محمد بن مسلم علي الامام أبي جعفر فقال عليه السلام :

«كذبوا و الحدوا، و شبهوا، تعالي الله عن ذلك انه سميع بصير، يسمع بما يبصر، و يبصر بما يسمع».

فقال محمد بن مسلم : «يزعمون أنه بصير علي ما يعقلونه» فرد عليه السلام مزاعمهم و قال :

«تعالي الله انما يعقل ما كان بصفة المخلوق، و ليس الله كذلك».