القدرية، و المرجئة
القدرية : قوم يجحدون القدر، فيقولون : ان كل عبد من عبادالله خالق لفعله متمكن من عمله أو تركه بارادته، و يعاكسهم الجبرية.
الجبرية : و هم فرقة من فرق الاسلام يقولون بالجبر أي ان الأنسان لا قدرة له علي ان يفعل الشي ء او يتركه باراته بل هو مجبر علي احد الأمرين.
[ صفحه 385]
المرجئة : و هم الذين يبالغون في اثبات الوعد، و هم عكس المعتزلة المبالغين في اثبات الوعيد، فهم يرجون المغفرة و الثواب لأهل المعاصي و يرجئون حكم اصحاب الكبائر الي الاخرة، فلا يحكمون عليهم بكفر و لا فسق. و في الواقع ان هذه الفرق سياسية النشوء لتبرر افعال الحكام.
ذكر الكشي في رجاله ص 56، باسناده الي حمدوية و ابراهيم بعد حذف السند بن عبدالله بن عبد ياليل - و هو من أهل الطائف، قال : أتينا ابن عباس رحمه الله نعوده في مرضه الذي مات فيه، قال : فاغمي عليه في البيت فاخرج الي صحن الدار، قال : فأفاق، فقال : ان خليلي رسول الله صلي الله عليه و آله قال : اني سأهجر هجرتين، و اني سأخرج من هجرتي، فهاجرت هجرة مع رسول الله صلي الله عليه و آله و هجرة مع علي عليه السلام، و اني سأعمي : فعميت، و اني سأغرق : فأصابني حكة فطرحني أهلي في البحر فغفلوا عني فغرفت ثم استخرجوني بعد، و أمرني أن أبرأ من خمسة : من الناكثين و هم أصحاب الجمل، و من القاسطين و هم أصحاب الشام، و من المارقين الخوارج و هم أهل النهروان، و من القدرية الذين ضالوا النصاري في دينهم فقالوا لا قدر، و من المرجئة الذين ضاهوا اليهود في دينهم فقالوا الله أعلم، قال : ثم قال - اي ابن عباس - اللهم اني أحيي علي ما حيي عليه علي بن أبي طالب، و أموت علي ما مات عليه علي بن أبي طالب، قال [ذلك] ثم مات فغسل و كفن ثم صلي علي سريره. [1] و يروي انه جاء طائران ابيضان فد خلاني في كفنه، فقال الناس : انما هو فقهه.
هذه الروايات التي ذكرناها عن الملل و النحل انما كانت علي سبيل المثال و هي لا تخلو من فائدة.
و سنذكر فيما بعد انشاء الله في المجلد التاسع من حياة الامام الصادق، و المجلد العاشر من حياة الامام الكاظم، و المجلد الحادي عشر من حياة الامام
[ صفحه 386]
الرضا، و سنشرح فيه مفصلا عن الفرقة الواقفية الضالة المضلة و غيرها من الفرق التي انحرفت عن خط أهل البيت عليهم السلام.
و أخيرا اليك عزيزي القاري ء ترجمة حياة واحد و ثلاثون عالما ممن صاحب الامامين الصادقين عليهماالسلام و ممن روي عنهم.
كما سنذكر أسماء بعض أصحاب الامامين الباقر و الصادق عليهماالسلام.
[ صفحه 387]
پاورقي
[1] رجال الكشي في أحاديث القدرية و المرجئة فمن يريد التفصيل فليراجع الأحاديث المذكورة فيه و هي : 106 / 154 / 481 / 502 / 649 / 741 / 795 / .