بازگشت

سديف المكي


انظر عن (سديف المكي) في :

مجمع الرجال للقهپائي 3 / 98، و نقد الرجال 147، و تعليقة الوحيد البهبهاني ص : 158، و تنقيح المقال 2 / 9 رقم 4623، و جامع الرواة 1 / 251، و رجال البرقي 15، و منهج المقال 158، اعيان الشيعة 7 / 188، معجم رجال الحديث : 9 / 41، قاموس الرجال 5 / 3.

سديف بن مهران بن ميمون المكي.

عده الشيخ في رجاله في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام و هو شاعر مكثر في هجاء بني أمية، و مدح السفاح في قتلهم، و حرض السفاح علي الأخذ بثار الحسنين و زيد و حمزة و ابراهيم الامام، و لما تولي السفاح و من بعده أخذ في



[ صفحه 436]



مدح العلويين، و هذه القصيدة في هجو بني أمية و مطلعها :



امست أمية قد أظل فناؤها

يا قرة العين المداوي داؤها



امست أمية قد تصدع سيفها

سيف الضلال و شتت اهوائها



و لقد سررت لعبد شمس انها

امست تساق مباحة احماؤها



الي ان قال في ختام القصيدة :



يا أيها الباكي أمية ضلة

ارسل دموع العين طال بكاؤها



امست أمية لا أمية ترتجي

قلب الزمان لها و هم فناؤها



كان ظهور الدولة العباسية و قتل بني أمية بعد قتل آخر ملك منهم و هو مروان بن محمد المقلب بالحمار سنة 132ه.

و جاء سديف علي نجيب له من الحجاز و دخل علي أبي العباس السفاح بالحيرة فيستأذن، فلما دخل و نظر الي أبي العباس جالسا علي سريره، و بنوهاشم دونه علي الكراسي، و بنوأمية علي و سائد قد ثنيت لهم. حدر اللثام عن وجهه و انشد يقول، في قصيدة مطلعها :



اصبح الملك ثابت الاساس

بالبهاليل من بني العباس



بالصدور المقدمين قديما

و الرؤوس القماقم الرؤاس



الي أن قال :



لا تقيلن عبد شمس عثارا

و اقطعن كل رقلة [1] و غراس



انزلوها بحيث انزلها الل

ه بدار الهوان و الأنفاس



الي أن قال في ختام قصيدته :



فلقد سائني و ساء سوائي

قربهم من نمارق و كراسي



نعم كلب الهراش مولاك لولا

اود من حبائل الافلاس



فتغير لون وجه أبي العباس و ارتعد، فالتفت بعض ولد سليمان بن عبد



[ صفحه 437]



الملك الي رجل منهم كان بجنبه و قال قتلنا و الله العبد.

ثم اقبل أبوالعباس عليهم فقال يا بني الفواعل لا اري قتلاكم من أهلي قد سلفوا و انتم أحياء تتلذون في الدنيا، خذوهم، فاخذتهم الخراسانية فاهمدوهم، و كتب الي أعماله في النواحي بقتل بني أمية، بما فيهم سليمان بن عبدالملك و ولديه، و كتب أبوالعباس الي عمه عبدالله بن علي اذا قرأت كتابي فانظر من كان قبلك من بني أمية فلا تبقين منهم ديارا فارسل اليهم «أي الي بني أمية» أن سيروا الي فسار اليه منهم نيف و سبعون رجلا فقتلهم.

ثم انشد سديف قائلا :



لا يغرنك ما تري من رجال

ان تحت الضلوع داء دويا



فضع السيف و ارفع السوط حتي

لا تري فوق ظهرها أمويا



فقال سليمان بن عبدالملك مالي و لك أيها الشيخ قتلتني قتلك الله، فقام أبوالعباس فدخل و اذا المنديل قد القي في عنق سليمان ثم جر و قتل، و قتل ولديه معه و تبعهم بقية الأمويين الذين كانوا في المجلس.

فلما سمع السفاح ذلك امر بقتل جميعهم و أجاز سديفا بألف دينار ثم قال المنصور كأني بك يا سديف، قد قدمت المدينة فقلت لعبدالله بن الحسن يا ابن رسول الله انما نداهن بني العباس لاجل عطاياهم نقوم بها أودنا، و اقسم بالله يا سديف لئن فعلت لا قتلنك، ففعل سديف ذلك، و دفع المبلغ لعبد الله بن الحسن، و كان سديف علوي الهوي، و السفاح و المنصور يعرفانه.

فلما رأي سديف ظلم بني العباس و اسرافهم في قتل العلويين بعد القضاء علي الأمويين، اخذ في مدح العلويين و هجو العباسيين و هجي العباسيين هجو الأمويين الي أن قتله المنصور.

و لما خرج محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام بالمدينة و أخوه بالبصرة، مال اليه سديف و تابعه و كان من خاصته و صار يطعن



[ صفحه 438]



علي أبي جعفر المنصور، و يقول فيه، و يمتدح بني علي و يتتبع لهم فجعل يوما «و كان محمد بن عبدالله علي المنبر و سديف عن يمين المنبر» يقول و يشير بيده الي العراق يريد أباجعفر المنصور و العباسيين :



أسرفت في قتل البرية جاهدا

فاكفف يديك اظلها مهديها



فلتأتينك غارة حسنية

جرارة يحتثها حسنيها



حتي يصبح قرية كوفية

لما تغطرس ظالما حرميها



فلما بلغ ذلك أبو جعفرالمنصور قال : قتلني الله ان لم اسرف في قتله فلما قتل عيسي بن موسي العباسي محمد بن عبدالله الحسني، كتب أبوجعفر المنصور الي عمه عبدالصمد العباسي و كان عامله علي مكة، ان ظفر بسديف ان يقتله فظفر به علي رؤوس الناس، و كان يحفظ له ما كان من مدائحه اياهم قبل خروجه، فقال له : ويحك يا سديف فيك حيلة و قد اخذتك ظاهرا علي رؤوس الناس، ولكنني أعاود فيك المنصور، فكتب الي أبي جعفرالمنصور بخبره بأمره، فكتب اليه و الله لئن لم تقتله قتلتك.

تحرج عبدالصمد من قتله في الحرم، فاخرجه الي خارج حدود الحرام فقتله، و لم يتحرج من أصل قتله، قتل مؤمن صالح.


پاورقي

[1] الرقلة : النخلة.