بازگشت

محبته لآل البيت و اخلاصه لهم


دخل الكميت علي أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام فانشده قصيده فاعطاه ألف دينار و كسوة. فقال له الكميت : و الله يابن رسول الله ما احببتكم للدنيا و لو اردت الدنيا لأتيت من هي في يديه، ولكني احببتكم للآخرة اما الثياب التي اصابت اجسامكم فانا اقبلها لبركتها و اما المال فلا اقبله.

دخل الكميت أيام التشريق بمني علي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام، فقال له جعلت فداك اني قلت فيكم شعرا، أحب أن انشدكه، فقال عليه السلام : يا كميت اذكر الله في هذه الأيام المعدودات، فاعاد عليه القول، فرق له أبوعبدالله عليه السلام فقال هات : و بعث الي أهله فقرب فأنشده فكثر البكاء حتي أتي علي قوله.



[ صفحه 450]





يصيب به الرامون عن قوس غيرهم

فيا آخرا أسدي له الغي أول



فرفع الامام يديه فقال : «اللهم اغفر للكميت».

و الكميت بعد هذا من اعاظم الشعراء الذين عرفهم العصر الأموي، و من أصدقهم عاطفة و لا يلام اذا رأيناه يتذبذب و هو يريد الاحتفاظ بدمه.

و الكميت شاعر شيعي، عميق التشيع، عقلي الشعر، قوي الحجة، متين الجدل و الأدلة، و هو شاعر له خط معينة يتبعها، و فكرة دينية يناضل في سبيلها، و مذهب سياسي معارض للحكم القائم حينذاك، يعبر عنه في صراحة، و هو أول من فتح التقرير و الاحتجاج للعلويين في الدفاع عنهم، و عن حقهم المهضوم المغتصب، و شعره الخالد يدل علي اخلاصه - تجده في ديوانه المعروف بالهاشميات و هذه نماذج منها :