بازگشت

ما أوصي به عند وفاته


روي الكليني بسنده عن الصادق عليه السلام قال : ان ابي استودعني ما هنالك (يعني ما كان محفوظا عنده من الكتبء و السلاح و آثار الانبياء و ودائهم) فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا، فدعوت اربعة من قريش فيهم نافع مولي عبدالله بن عمر فقال اكتب : هذا ما وصي به يعقوب بنيه يا بني ان الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن الا و انتم مسلمون. و اوصي محمد بن علي الي جعفر بن محمد و امره ان يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة و ان يعممه بعمامته و ان يربع قبره و يرفعه ابرع اصابع و ان يحل عنه اطماره عند دفنه. ثم قال للشهور انصرفوا رحمكم الله، فقلت له : يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه، فقال : يا بني كرهت أن تغلب، و ان يقال انه لم يوص اليه، فاردت ان تكون لك الحجة.

اراد عليه السلام ان يعلمهم انه وصيه و خليفته و الامام بعده.

و روي الكليني أيضا بسنده عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : ان أبي قال لي ذات يوم في مرضه، يا بني ادخل اناسا من قريش من أهل المدينة حتي اشهدهم، فأدخلت عليه اناسا منهم فقال : يا جعفر اذا انا مت فغسلني و كفني، و ارفع قبري اربع اصابع، و رشه بالماء، و في رواية نفس المصدر، قال عليه السلام : كتب ابي وصيته ان اكفنه في ثلاثة أثواب، احدهما رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة، و ثوب آخر، و قميص، فقلت لابي لم تكتب هذا، فقال اخاف ان يغلبك



[ صفحه 479]



الناس، و اوصي بثمانمائه درهم لمأتمه، و كان يري ذلك من السنة، لان رسول الله صلي الله عليه و سلم قال اتخذوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا.

عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام انه قال : كتب أبي في وصيته أن أكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة، و ثوب آخر و قميص، فقلت لأبي : لم تكتب هذا؟

فقال : أخاف ان يغلبك الناس، و ان قالوا كفنه في أربعة أو خسمة فلا تفعل، و عممني بعمامة، و ليس تعد العمامة من الكفن انما يعد ما يلف به الجسد. [1] .

و روي الشيخ الطوسي في التهذيب عن علي بن الحكم، عن يونس ابن يعقوب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ان أبي أوصاني عند الموت فقال : يا جعفر كفني في ثوب كذا و كذا، أو كذا و كذا، و اشتر لي بردا واحدا و عمامة واحدة، فان الموتي يتباهون بأكفانهم.

و جاء في فروع الكافي باسناده الي الرضا عليه السلام قال : قال أبوجعفر عليه السلام حين احتضر : اذا أنا مت فاحفروا لي و شقوا لي شقا، فان قيل لكم ان رسول صلي الله عليه و سلم لحد له فقد صدقوا. [2] .

و علل ذلك (في حديث) الامام الصادق عليه السلام بقوله : ان أبي كتب في وصيته؛ اذا أنا مت... - اليان ان قال عليه السلام : و شققنا له الأرض من أجل أنه كان بادنا. [3] .

و فيه أيضا عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن



[ صفحه 480]



حريز، عن زرارة أو غيره قال : أوصي أباجعفر عليه السلام بثمانمائة درهم لمأتمه، و كان يري ذلك من السنة؛ لأن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال : اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.

و فيه أيضا عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي ابن الحكم، عن يوسن بن يعقوب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي أبي : يا جعفر أوقف لي من مالي كذا و كذا لنوادب تندبني عشر سنين بمني، أيام مني [التشريق].

و في تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي رحمه الله باسناده عن علي ابن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ان أبي قال لي ذات يوم في عرضه : يا بني أدخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتي أشهدهم، قال : فأدخلت عليه أناسا منهم، فقال : يا جعفر اذا أنا مت فغسلني و كفني وارفع قبري أربعة أصابع، و رشه بالماء، فلما خرجوا قلت : يا أبة لو أمرتني بهذا صنعته و لم ترد أن أدخل عليك قوما تشهدهم، فقال : يا بني أردت أن لا تنازع. [4] .

و روي عن عبدالحميد بن أبي جعفر الفراء قال : ان أباجعفر عليه السلام انقلع ضرس من أضراسه فوضعه في كفه، ثم قال : الحمد لله، ثم قال : يا جعفر اذا أنت دفنتني فادفنه معي، ثم مكث بعد حين ثم انقلع أيضا [ضرس] آخر، فوضعه في كفه، ثم قال : الحمدلله، يا جعفر اذا مت فادفنه معي. [5] .

و روي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه دخل علي أبي جعفر عليه السلام ليلة قبض و هو يناجي، فأومأ بيده أن تأخر،...

يقول : فتأخرت حتي فرغ من المناجاة، ثم أتيته فقال : يا بني هذه الليلة



[ صفحه 481]



التي وعدت ان أقبض فيها، فقبض فيها صلوات الله عليه. [6] .

و يروي أنه قد رثاه أخاه الشهيد زيد به علي عليهماالسلام بهذه الأبيات :



ثوي الباقر العلم في ملحد

امام الوري طيب المولد



فمن لي سوي جعفر بعده

امام الوري الأوحد الأمجد



أباجعفر الخير أنت الامام

و أنت المرجي لبلوي غد





[ صفحه 482]




پاورقي

[1] تهذيب الاحكام / الطوسي 1 : 857، الدمعة الساكبة / المولي محمد باقر البهبهاني 6 : 263، الأنوار البهية / القمي : 126.

[2] تهذيب الاحكام / 1 / 1467.

[3] وسائل الشيعة / الحر العاملي 3 : 3305.

[4] تهذيب الاحكام / الطوسي 1 : 933.

[5] الدمعة الساكية / محمد باقر البهبهاني 6 : 262 - 264.

[6] المصدر السابق 6 : 267.