بازگشت

نهاية المطاف


لم نكن نريد به عنوانا يحمل هذا الكتاب بقدر ما أردنا به مركزا نتوقف عنده لمراجعة الذات... و مطابقة الأعمال و الممارسات اليومية مع هذه السيرة التي أتينا علي نهايتها، الي كم نحن سائرون علي خطواته سواء مع مجتمعه أو أسرته أو مع نفسه مقتفون؟؟ و الي أي مدي نحن لمنهجه و آثاره متبعون؟؟

أطلاب حقيقة نحن أم طلاب سيادة؟؟

أطلاب كمال نحن أم طلاب مال؟؟؟

أطلاب مبادي ء أم طلاب جاه؟

فاذا كنا نقتفي أثر الحق و الحقيقة... و اذا كنا نبتغي مدارج كمال علي كل الاصعدة. و اذا كنا نبحث عن المبادي ء و ننادي بها فقد تجسدت هذه القيم في سيرة الامام الباقر عليه السلام بأسمي معانيها. و لا نتصور أنه عليه السلام كان يحث الخطي وراء تلك المفردات ليصل الي أعلاها مرتبة، بل هو ذاته، روحي فداه، في ذروة المجد و العلياء و منه تأخذ المفردات معانيها، فهو لب الاصالة و منبع كل فضيلة و ينبوع الحكمه و الموعظة الحسنة.

أما اذا كنا لاهثين وراء سراب السيطرة و التسلط و امتلاك الثروات و تسنم المراتب و المناصب. فان سيرة الامام الباقر عليه السلام قد مثلت هذا المرتكزات الثلاثة بوجوهها الايجابية.

و من خلال القاء نظرة فاحصة في سيرته المعطاء يتبين لنا جليا كيف ساد اخوته و عشيرته و عظماء عصره و علي رغم كل ذلك كان يجتهد في العمل ليكسب عيشه و يكف نفسه عن الناس، و يعتبر العمل و الكسب طاعة من طاعات الله تبارك و تعالي، و هكذا جاءت كلمته عليه السلام أبلغ موعظة لمن أراد أن



[ صفحه 483]



يتعض، ثم يتصدق مما كسبه علي الفقراء و المستحقين و بذلك حصل علي المنزلة الرفيعة عندالله سبحانه و الحظوة في قلوب المؤمنين، بل و حتي في قلوب المخالفين و الأعداء. فكان مثالا لمن طلب عزا بلا عشيرة، و غني بلا مال، و هيبة بلا سلطان.

اذا ما أحرانا و أحوجنا اليوم الي التمسك بالسيرة الرحمانية العطرة لهذا الامام العظيم فكم نحن لسيرة أئمتنا مخالفون؟؟ و لكثير من مناهجهم تاركون!! و للعديد من أخلاقهم مفارقون!

و هذا أيضا ظلم لهم عليهم السلام، لان المنتسب اليهم و المحسوب عليهم و هو بعيد عن سيرتهم أخلاقهم و آدابهم، و لم يقتد بآثارهم، انما يكون ظالما لهم بتركه أقوالهم و سننهم، فيكون مثله كمن يجحد حقهم، و يغمط مرتبتهم... و الويل كل الويل لمن غصبهم حقهم و أزالهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها، و ظلمهم و قهرهم حتي قضوا بين مضرج بالدم و شهيد بالسم، قبورهم شتي مشردين عن الأوطان، مشتتين في البلدان، يأمن الناس و هم خائفون، و ينام و هم ساهرون.



مشردين عن الأوطان ضاق بهم

رحب الفضا بين مقتول و مأسور



مشردون نفر عن عقر دورهم

كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر



و في نهاية المطاف نورد بعض ما قيل في الامام من المراثي و المديح و به يكون خاتمه الكتاب و الله نسأل التوفيق والسداد.



[ صفحه 485]