المراثي و المدائح
و مما قيل في الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام من شعر المديح و المراثي ما لو استقصي و جمع لكان يحويه مؤلف كامل، لكننا نأتي بجهد المقل و ننقل شذرات مما قيل في حق الخامس من أئمة أهل البيت الهداة عليهم السلام.
فقد دخل عليه الكميت الأسدي - الذي تعرضنا له في الفصل الثاني من هذا الكتاب - و كان لا يري أحدا في هذه الدنيا يستحق الولاء و التقدير غير سيدنا الامام أبي جعفر عليه السلام فقال :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
لم يبق الا شامت أو حاسد
و بقي علي ظهر البسيطة واحد
فهو المراد و أنت ذاك الواحد
و له في رثاء الامام أبي جعفر ضمن اللامية من هاشمياته اذ يقول فيها :
أموتا علي حق كمن مات منهم
أبوجعفر دون الذي كنت تأمل
و للكميت حب و ولاء خاص لأهل البيت عليهم السلام و للامام الباقر عليه السلام حيث كان شاعره، و مثل مرة بين يدي الامام و أنشده قصيدة أعرب فيها عن تعطشه لرؤيا امامه، و ما جاء به من الكوفة الي يثرب الا شدة وجده للقاء الامام، يقول فيها :
كم جزت فيك من أحواز و ايقاع
و أوقع الشوق بي قاعا الي قاع
يا خير من حملت أنثي و من وضعت
به اليك غدي سيري و ايضاعي
[ صفحه 486]
أما بلغتك فالآمال بالغة
بنا الي غايد يسعي لها الساعي
من معشر شيعة الله ثم لكم
صور اليكم بأبصاري و اسماعي