بازگشت

الأحول


في 25 شوال 105 ه تربع هشام بن عبدالملك علي الخلافة و الملك و صفه الفرزدق قبل سنين من خلافته في حادثة الحرم المكي المعروفة قائلا:

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

و عين له حولاء باد عيوبها



و تصور انسانا بخيلا جدا طالما كان يردد جملته و كأنها حكمة: ضع الدرهم علي الدرهم يكون مالا. [1] .

و لهذا ذاح يجمع الدارهم و الدنانير بشراهة فجمع من المال ما لم يجمعه خليفة من قبله [2] .

و لم يشعر بالندم علي شي ء هبة المال كان يقول: ان الخلافة تحتاج الي الاموال كاحتياج المريض الي الدواء.

جمع الي بخله الشديد الظلم و القسوة و طول اللسان. [3] .



[ صفحه 65]



في عام 106 ه قام هشام برحلة الحج و كان الامام الباقر قد حج في نفس العام كان عليه السلام قد بلغ الخمسين من عمره و قد اصطحب معه ابنه جعفر و له من العمر يومئذ سبعا و عشرين سنة و في احدي مناسبات الحج وقف ابن الامام خطيبا و جاء في جانب من خطابه:

الحمد لله الذي بعث محمد بالحق نبيا و اكرمنا به، فنحن صفوة الله علي خلقه، و خيرته من عباده، فالسعيد من تبعنا، و الشقي من عادانا و خالفنا..

و يعد هذا الاعلان خطيرا جدا سيما و ان الخلية الأموي حاضر في مراسم الحج و أخوه مسلمة من الذين كانوا حاضرين اثناء الخطاب.

و علي الفور قام مسلمة و باحاطه هشام بتفاصيل الحادث فأسرها هشام في نفسه و لم يقدم علي خطوة ولكنه اوعز الي حاكم المدينة [4] و مكة بارسال الامام الباقر و ابنه جعفر الي دمشق بعد انتهاء موسم الحج وعودتهما الي الديار.

و في صيف هذا العام حدث توغل اسلامي في أراض الروم كما حدث تقدم في الجبهة علي اقليم خراسان ضد الممالك التركية، و شهد البحر الابيض المتوسط تقدم سفن حربية اسلامية نحو جزيرتي «سردينيا» و «كوستريكا».



[ صفحه 66]




پاورقي

[1] البخلاء: 105.

[2] اخبار الدول: 2 / 200.

[3] تاريخ اليعقوبي: 2 / 393.

[4] كان حاكمها يومئذ ابراهيم ابن هشام المخزومي خال الخليفة هشام و قد نصبه علي حكم المدينة و مكة قبل حوالي سنة، أحداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنين: 1 / 687.