بازگشت

مسيرة الانحراف


و في المجال الآخر: كان الأمويون يملكون حوافز قوية، و اندفاعا طاغيا لقيادة مسيرة الانحراف. و كانت لديهم كل القدرات التي تهي ء لهم الفرصة لقيادة هذه المسيرة، و تغذيتها، و تنشئتها، و حمايتها بالقوة العسكرية، و السياسية، و السلطوية، و الترويح لها اعلاميا، بل و حتي التنظير لها، و التلبيس علي الناس، و خداعهم، بها فكريا و عقيديا، إذا لزم الأمر.

و كان لهذه المسيرة ما يكفيها أيضا من الدوافع الغريزية، و الشهوية، و من الطموحات الباطلة و اللامشروعة لدي جمهور لم يترب تربية صالحة،



[ صفحه 7]



و لم يمتلك من الوعي العقيدي، و الشرعي ما يحصنه من الاندفاع بقوة طاغية في هذا الاتجاه أو ذاك، دون أي شعور بالمسؤولية، أو بتأنيب الضمير، و دون أن يكون لديه أية كوابح أخلاقية، أو رقابة وجدانية مؤثرة.

و ذلك لأنّ دعوة بني أمية و كل أطروحتهم هي الدنيا، و كل ما فيها من ملذات، و زبارج و بهارج، تروق لهذا الانسان و تهيمن علي مشاعره.