بازگشت

نتائج و آثار


و قد كانت لهذه السياسات نتائج مرة، حيث تمكنت من تدمير البنية الفكرية، و العقيدية، الثقافية و التربوية الاسلامية بصورة عامة تدميرا كاملا، أو كادت. و أصبحت الأمة تعيش غربة حقيقية عن الاسلام و عن القرآن و أحكامه، و عن رسومه و أعلامه. و عن عهد امامة.

و في عهد الإمام الباقر عليه السلام، كان قد مضي علي هذه السياسات حوالي قرن من الزمن. طويت فيه أربعة أجيال من الناس لينشأ جيل جديد أشد ايغالا في البعد عن هذا الدين. و عن نبيه الكريم، و قرآنه العظيم.



[ صفحه 9]



و إذا كان علي عليه السلام الذي استشهد في سنة أربعين للهجرة يقول: لم يبق من الاسلام الا اسمه، و من الدين الا رسمه.

و إذا كان حذيفة بن اليمان، الذي توفي قبل علي عليه السلام بحوالي خمس سنوات يقول: فابتلينا حتي لا يستطيع الرجل منا أن يصلي الا سرا. فكيف تكون الحال في سنة مئة أو بعدها؟! ان التاريخ يجيبنا علي هذا السؤال فيحدثنا: أن بني هاشم الي أن مضت سبع سنين من امامة الباقر ما كانوا يعرفون كيف يصلون، و لا كيف يحجون.

مع أن الهاشميين كانوا أقرب الناس الي مصدر المعرفة و العلم بالدين و الصلاة هي الواجب التي يمارسه كل مسلم خمس مرات علي الأقل في كل يوم. فاذا كان هؤلاء يجهلون حتي أبسط الأحكام، فكيف تكون حال غيرهم ممن يعيشون في أطراف الدولة الاسلامية، و ليس لهم تاريخ في الاسلام، و لا شأن علمي في أمور الدين و الشريعة.

و إذا كان الجهل قد انتهي بهم الي هذا المستوي، فكيف بالمسائل التي يقل التعرض لها، أو الابتلاء بها؟!.