بازگشت

الانجاز الحقيقي للامام الباقر


و قد كان الانجاز الكبير، و المهم جدا للامام الباقر عليه السلام هو في هذا المجال بالذات. فانه قد بقر العلم لهذه الأمة، و لم يترك بابا من أبواب الفقه و الشريعة، و لا مجالا في شتي مناحي المعارف. و لا شأنا من شؤون العقيدة، و الأخلاق، و التربية، و السياسة، و السلوك، و غير ذلك مما تحتاج اليه الأمة الا و سجل فيه و في أدق تفاصيله و جزئياته النظرية و التطبيقية كلمة الاسلام الهادفة، و المرشدة الي طريق الحق، و الخير، و الهدي.

ثم جاء بعده ولده الإمام الصادق البار الأمين عليه السلام ليكمل



[ صفحه 10]



المسيرة و يتابع رسم الطريق، لكل الأجيال، و علي امتداد العصور، و الدهور.

و كان الإمام السجاد قبلها هو الذي استطاع بسياسته الفضلي، و بطريقته المثلي أن يهي ء المناخ المناسب لنشوء مدرستها سيما التي استقطبت المئات من رواد العلم بل الآلاف. اذ من البديهي: أن هذا الامتداد القوي و العميق لم يكن ليحصل لو لم يسبقه تخطيط و اعداد عملي واسع في نطاق ترسيخ قواعد فكرية و اجتماعية و خلقية أو الاستفادة من ظروف سياسية أصبحت مؤاتية فأرسيت القاعدة العقيدية و الفكرية الصلبة، التي قام عليها ذلك البناء الشامخ لمدرسة استطاعت أن تلهب في العالم الاسلامي، جذوة طالما عمل الحكام و المتسلطون علي اطفائها و قد تركت بصماتها علي كل قضية، و في كل موضع و موقع، في شتي مجالات الحياة.