بازگشت

مع الإمام علي


لقد حاول الإمام علي أن يعلم الأمة - و هي التي لم يفته مطلقا أنها مركز الثقل، و أن لها - وحدها - أن تتحكم بتوجيهات الصراع - بعض قراءات عامة لا بد لأي مجتمع من مجتمعات الانسان من أن يحيط ببعض معانيها و مراميها. و هكذا راح يشرح: ما هو الحق، و العدل، و الخير، و النبل، و كلها - للمجتمع المشتاق - ضلوع الصراط المستقيم.

ولكن العلم - في حقيقة الفهم - هو ممارسات تطبيقية عملية، أكثر مما هو شروحات كلامية - نظرية، و انه لا يؤخذ في المجتمع الوسيع الا من مجال الي مجال، و تلك هي عين النبي العليم، تربط فهم الرسالة بخط امامي يمتد باثني عشريته الي ما ينوف عن ثلاثة أجيال، تنال الأمة - من مداها - رسوخا ثقافيا تعيشه الأمة بعد أن يصير دما من دمها، و روحا من روحها، و عصبا من أعصابها القاطعة بها كل الدروب.

لم يتمكن الإمام علي - و هو ركن الامامة - من تطبيق ما هو أصيل من مبادئه العبقرية، الا تطبيقا قصيرا، ما كاد يلمح، حتي انغرزت في خاصرته نصلة مسمومة، حقن بها الصراع جولة للباطل، كسرت زجاجة المصباح.



[ صفحه 139]